آبل ووتش إكس.. ما المتوقع من ساعة آبل الذكية الجديدة؟
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
يوافق هذا العام الذكرى العاشرة لإعلان شركة آبل عن أول ساعة ذكية من إنتاجها، وتشير عدة تقارير وتسريبات إلى أن الإصدار الجديد من الساعة الذكية الشهيرة سيخضع لعملية تجديد شاملة احتفالاً بهذه المناسبة.
وذكرت التقارير أن الساعة تسمى "آبل ووتش إكس" وهو اسم غير رسمي حتى الآن، ولكنه يعيد إلى الأذهان اسم هاتف "آيفون إكس" الذي صدر عام 2017، وشهد تحولا كبيرا مقارنة بالتصميم السابق لشركة آبل لهواتف آيفون، وتزامن حينها مع الذكرى السنوية العاشرة للهاتف الشهير.
وغالبا ستكشف الشركة عن ساعتها الجديدة "آبل ووتش إكس" إلى جانب الإصدار المقبل من هاتف آيفون وهو إصدار آيفون 16، كما جرت العادة في حدث الإطلاق السنوي في فصل الخريف.
غير أن الساعة قد تصل الأسواق رسميا للمرة الأولى في عام 2025، كما حدث عندما أصدرت الجيل الأول من ساعتها الذكية في عام 2015، رغم أن الإعلان عنها جاء في حدث إطلاق آيفون عام 2014.
وعموما حتى نصل إلى فصل الخريف، هذه أبرز التوقعات حول الإصدار الجديد من ساعة آبل الذكية، وفقا للتقارير والتسريبات الصحفية خلال الفترة الماضية.
يزداد حجم الشاشة في إصدارات ساعة آبل الذكية بصورة تدريجية، وقد يشهد إصدار هذا العام زيادة في حجم الشاشة أيضا، أو ربما يتوفر خيار الحصول على شاشة أكبر حجما.
فوفقا لتقرير صدر في يونيو/حزيران الماضي للمحلل الشهير مين تشي كو، ستوفر آبل خيارات أكبر لحجم الشاشة في الجيل التالي من ساعتها الذكية، إذ سيزداد حجم الشاشة من 41 مليمترا إلى 45 مليمترا ومن 45 مليمترا إلى 49 مليمترا.
كما أشار أيضا إلى أن تصميم الإصدار الجديد سيكون أنحف، وهو ما أكده تقرير جديد من بلومبيرغ، أوضح اتجاه "آبل" لإضفاء التصميم النحيف على بقية منتجاتها، مثلما فعلت مع الإصدار الأخير من أجهزة آيباد، بحيث تصبح آبل ووتش وباقي الأجهزة أنحف بكثير.
وقد تأتي الساعة بتصميم أكثر مرونة وآلية جديدة لربط السوار مغناطيسيا في واجهة الساعة. كما انتشرت شائعات منذ سنوات حول حصول ساعة آبل على شاشة بتقنية "مايكرو ليد"، وقد تتحقق هذه الشائعات أخيرا إما هذا العام أو العام المقبل.
ويشير مارك غورمان، مراسل بلومبيرغ المتخصص في شؤون آبل، إلى أن الشاشة ستصل بتقنية "مايكرو ليد" إلى إصدار آبل ووتش إكس. لكن تقريرا للمحلل مين تشي كو يذكر أن الانتظار قد يكون لفترة أطول، فقد تأتي ساعة آبل بهذه التقنية إما في عام 2025 أو 2026، ولكن ليس في إصدار هذا العام.
تعد تقنية "مايكرو ليد" أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة مقارنة بتقنية "أوليد" المستخدمة في إصدارات الساعة الحالية، ولكنها توفر أيضا سطوعا واستجابة أكبر من الشاشات بتقنية "أوليد"، مما يسمح برؤية أكثر وضوحا من جميع الزوايا.
ميزات صحية جديدةبعد تحولها من التركيز على عالم الموضة، حققت شركة آبل نجاحا في توظيف ساعتها الذكية كأداة تتبع صحية للمستخدم، إذ طرحت الشركة العديد من ميزات تتبع الحالة الصحية الجديدة خلال السنوات الأخيرة، ومنها مراقبة نسبة الأكسجين في الدم وقياس درجة الحرارة وميزات برمجية جديدة لراكبي الدراجات والعدائين.
قد تشهد النسخة المقبلة أيضا إضافة ميزات صحية جديدة، فوفقا لتقرير من بلومبيرغ، صدر في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قد تضيف آبل ميزة تُظهر ارتفاع ضغط الدم لدى الشخص، وقد يكون مرفقا بسجل يومي لتسجيل قياس ضغط الدم، مما يسمح للمستخدمين بتدوين المواعيد التي حدث فيها ذلك الارتفاع.
كما يشير التقرير إلى أن إصدار الساعة الجديدة قد يتضمن نظاما جديدا للكشف عن انقطاع النفس أثناء النوم عبر مراقبة عادات النوم والتنفس لدى المستخدم. وهذا سيشكل إضافة كبيرة لميزات تتبع النوم الحالية في ساعة آبل التي تعتبر محدودة مقارنة بالميزات التي تقدمها ساعات من شركات أخرى مثل ساعة "فيتبيت".
كما تشير تقارير أخرى إلى أن آبل تعمل على تطوير أسلوب لفحص مستويات الجلوكوز في الدم دون الحاجة إلى وخز الإصبع، وذلك بفضل مستشعرات الأشعة تحت الحمراء وغيرها من المستشعرات في الساعة الذكية. لكن هذه التقنية قد لا تشق طريقها إلى ساعة آبل هذا العام، في حال نجحت آبل في تطويرها من الأساس.
وتستثمر شركة آبل بكثافة في قطاع الصحة واللياقة البدنية إذ تعمل على تعزيز ساعتها الذكية باعتبارها أداة تتبع صحية متطورة. وبإضافة ميزات صحية جديدة وتحسين تقنية الشاشة، قد تجذب آبل المزيد من العملاء الذين يرغبون في ساعة ذكية تساعدهم في الحفاظ على مراقبة حالتهم الصحية ولياقتهم البدنية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ساعتها الذکیة هذا العام ساعة آبل إلى أن
إقرأ أيضاً:
الإفراط في استخدام الهواتف الذكية يقوض العلاقة الزوجية
مع التطور الرقمي المستمر وتزايد اعتماد الأفراد على الهواتف الذكية، يبرز تساؤل اجتماعي مهم حول مدى تأثير الاستخدام المفرط للشاشات الإلكترونية على طبيعة العلاقات الأسرية، والعلاقة الزوجية بشكل خاص، خصوصا في السنوات الأولى من الزواج، التي يُفترض أن يكون فيها التواصل والحضور العاطفي أمرا مهما لبناء علاقة زوجية ناجحة ومستقرة، ففي هذا الحوار، تُسلّط الأخصائية الاجتماعية والمرشدة الأسرية عواطف بنت عبدالحسين اللواتية الضوء على واحدة من هذه الظواهر التي باتت تهدد الاستقرار العاطفي داخل البيت، وخصوصا العلاقة بين الزوجين.
حيث وصفت الهواتف الذكية على أنها «منافس صامت»، يتسلل إلى أدق تفاصيل الحياة الزوجية، ويُضعف الحضور النفسي والعاطفي، لصالح عوالم افتراضية تسرق الانتباه والمشاعر، باستنادها إلى دراسات ميدانية وتجارب واقعية من محيط عملها، لتكشف كيف تحوّلت الأجهزة الذكية من وسيلة للتواصل إلى جدار يفصل بين الزوجين؟ وكيف باتت تزرع فجوات غير مرئية تنمو بصمت وتنفجر على شكل خلافات مفاجئة، أو شعور دفين بالإهمال والبرود؟
وأوضحت اللواتية أنه بالرغم من إيجابيات الهواتف الذكية التي وصفتها بـالشاشات الصغيرة السارقة، في تسهيل التواصل مع الأرحام والأصدقاء، إلا أنها تحوّلت إلى منافس صامت في كثير من البيوت، يسرق من الإنسان الانتباه والمشاعر والوقت، مؤثرةً بذلك على الحياة الأسرية وإضعاف الحضور الحقيقي بين الزوجين.
وأشارت إلى أن الهواتف أصبحت تدخل في صلب العلاقة الزوجية كمنافس غير مرئي، يهزّ توازنها ويقوّض بنيانها، خاصة عندما يُستبدل الحوار العاطفي والتواصل البصري بين الزوجين بالتركيز على الشاشات، ولفتت إلى أن هذه المشكلة تظهر بوضوح أكبر في السنوات الأولى من الزواج، إذ يُفترض أن يكون الحضور بين الطرفين أقوى، لكن الهاتف ساهم في إيجاد فجوة صامتة لا يُدركها الطرفان إلا بعد فوات الأوان.
وبيّنت اللواتية أن من أخطر تجليات هذه الظاهرة هو شعور أحد الزوجين وغالبًا ما تكون المرأة بالإهمال العاطفي، خصوصا إذا لاحظت أن زوجها يُنصت لهاتفه أكثر مما يُنصت لها، أو يتفاعل مع منشورات الغرباء أكثر مما يتفاعل مع حديثها، مؤكدةً أن بعض الزوجات يُعبّرن بمرارة عن هذا الإهمال بعبارات مثل «ليتني كنت الهاتف، ليراني كما يراه»، وهو شعور صادق يُعبّر فيه المتأثر في العلاقة بهذه التكنولوجيا التي غزت الخصوصية والمشاعر.
وقالت: إن الهاتف لا يقتصر ضرره على الإهمال، بل يزرع أيضًا ثقافة المقارنة، حيث يقضي أحد الزوجين وقتًا طويلا في متابعة حياة الآخرين، مما يدفعه لا شعوريًا إلى مقارنة ما يشاهده ويتابعه بشريكه ليكون بتلك الصور المثالية والمصطنعة، مما يشكل فجوة جديدة مبنية على الإحباط وعدم الرضا.
وفي دراسة أجرتها اللواتية على شريحة من المتزوجين الجدد، أكّدت النتائج أن 70% من الأزواج يشعرون بالإهمال العاطفي نتيجة انشغال الطرف الآخر بالهاتف، رغم وجودهم في المكان نفسه، ورأت أن هذه النسبة مقلقة للغاية، خاصة أنها ظهرت في مرحلة يُفترض أن تكون أكثر حميمية وتقاربا وانسجاما في العلاقة الزوجية، مشددةً على أن العلاقة الزوجية لا تقوم على الحضور الجسدي، بل تحتاج إلى حضور نفسي وعاطفي وتواصل مستمر، معتبرة أن هذه الشاشات تسرق من الزوجين هذه المساحات شيئًا فشيئًا، ما يوجد حالة من التقارب الجسدي المصحوب بالتباعد العاطفي.
وترى اللواتية أن الهواتف الذكية تفقد الانتباه والتفاعل بين الزوجين، وتؤدي إلى تراجع المهارات الاجتماعية بين الأزواج، كالاستماع الفعال، وتقديم الشكر والثناء، والمديح، وتبادل النظرات، وكلها تفاصيل صغيرة لكنها تصنع فارقًا كبيرًا في استقرار العلاقة.
وأكدت اللواتية أن من أكثر السلوكيات إزعاجا، هو إدخال الهاتف إلى السرير، معتبرةً ذلك أنه تجاوز لأقدس المساحات في العلاقة الزوجية، مؤكدةً أن لحظات ما قبل النوم يجب أن تُخصص للحديث بين الأزواج، والتقارب، والأنس، وليس وقتا لتصفح الرسائل الخاصة ومقاطع الفيديو، وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي ومن الضروري أن يُبلّغ أحد الزوجين الطرف الآخر عن سبب استخدامه للهاتف، سواءً كان لقراءة كتاب أو حضور محاضرة، وغيرها... فالاستخدام العشوائي بغرض التسلية، غالبًا ما يجلب الشكوك ويزرع بذور الغيرة والبرود.
وأشارت إلى أن الأزواج لا يُدركون أن الهواتف تُحدث خلافات صامتة، تتراكم في نفس الشخص، حتى تنفجر فجأة على شكل صراخ أو لوم أو انسحاب، دون أن يعرف الطرفان أن أصل المشكلة كان هاتفًا سرق الوقت والاهتمام، ليُفقد بذلك الأمان العاطفي في العلاقة وهو ما تحتاجه للاستمرار.
وعن الفروقات بين تأثير الهواتف الذكية على الرجل والمرأة، رأت اللواتية أن المرأة بطبيعتها العاطفية تتأثر أكثر، وتشعر بالإقصاء إذا لم تجد اهتماما واضحا من زوجها، مشيرة إلى أن البرود العاطفي قد يبدأ من شعورها بأنها «غير مرئية»، أو أن الهاتف يحظى بأولوية أعلى منها، وغالبًا ما يستخدم الرجل الهاتف للهروب من التوتر أو التفكير الزائد، لكنه لا يدرك أن هذا الهروب يزيد من بعده العاطفي عن زوجته، ويجعلها أكثر جفافًا في مشاعرها.
وأكدت على أهمية وضع حدود واضحة لاستخدام الهاتف في البيت، خصوصًا بعد العودة من العمل، كأن يتم وضع الهواتف في مكان مخصص، أو الاتفاق على أوقات خالية من الشاشات، ولفتت إلى أن الهواتف الحديثة تُتيح تفعيل رنات خاصة للحالات الطارئة، مما يُمكّن الزوجين من البقاء على اتصال بالأهل عند الحاجة دون أن يُضحّوا بوقتهم الخاص، كما دعت إلى تبني إشارات داخلية بين الزوجين لتنبيه الآخر بلطف، مثل غمزة أو كلمة متفق عليها، توضح أن الوقت ليس مناسبًا للهاتف، وأن هناك من ينتظر الحديث والتواصل، وأكدت أن الاتفاق المسبق على هذه الإشارات يُسهم في تعزيز الاحترام والتقدير المتبادل.
وفي حال تعذر ضبط استخدام الهاتف، نصحت اللواتية باللجوء إلى استشارة أسرية مهنية، لتقييم مدى تأثير الهاتف على العلاقة الزوجية، ووضع خطة علاجية لاستعادة التوازن العاطفي، وبيّنت أن الاعتراف بالمشكلة هو الخطوة الأولى للحل، خاصة إذا بات الهاتف يأخذ مكان الشريك.
وأكدت اللواتية على أن الهواتف ليست عدوا، ولكن سوء استخدامها يجعلها كذلك، واعتبرت أن العلاقة الزوجية تحتاج إلى رعاية مستمرة، تمامًا كما نعتني بأجهزتنا الذكية وتحديثاتها.