د. قاسم بن محمد الصالحي

حينما تبجح ضعاف العقول والحيلة بجرائمهم الخسيسة.. بماذا عساهم يتفاخرون.. هل باغتصابهم للأرض أم بقتل الأبرياء من أهلها، واغتيال قادة مقاومتها أم بحرمان الفلسطينيين من حقوقهم.. أهذا هو المجد الذي يتشدق به كيانهم اللقيط؟

هل نسي هؤلاء القتلة أن أفعالهم النكراء المجرمة فيها تطاول، وأن أسلوبهم في بيروت وطهران والأماكن التي باركها الله من حول الأقصى، سيجلب لكيانهم الغاصب جبالا من الأهوال، بعبارة أخرى: ألم يعوا أنَّهم بأمانيهم قد فتحوا باب زوال كيانهم على مصراعيه؟

إنَّ قادة المقاومة تقودهم أقدارهم إلى الاستشهاد تجسيدًا للوعد الحق، نصرة للمظلومين الراسخ في مكنوناتهم الإنسانية.

. هكذا كانت أيام المناضلين والمجاهدين من أمثال "إسماعيل هنية"، الذي نال الشهادة كمن سبقه منهم، وهم أحياء عند ربهم يرزقون.. لذا، يتحتم على مفكري الأماني والتمنيات، بائعي الوهم، الذين فتحوا أبواب زوالهم، أن ينتظروا هول ما هو آت.. لأنَّ الشهيد يعيش يوم مماته، ودمه يكتب حكاية نهاية كيانهم، ويكشف شخوصهم وشخوص أعوانهم من دواخلهم، بمجهر مقاومة باسلة ثابتة، بلا تزلف أو نفاق أو تعالي.. كل باب يفتحونه يظهر بشاعة أفعالهم، وخبث نواياهم، ودم الشهيد كمن ينظر بمجهره إلى عوالمهم التي لا تتشابه مع الفطرة الإنسانية في شيء، تختلف في دواخلها، وأمزجتها، وأفعالها.

وحينما يتحول شبيهو البشر إلى ذئاب مفترسة، تنقض بوحشية تقودهم إلى قتل الأبرياء والمستضعفين، بخسة وغدر من قتل أنبياء الله ورسله.. فإنهم يسبون الإنسانية، ويمزقون روحها، في زمن الانفلات والضياع القيمي الإنساني، تتعامل معهم مجموعة من المرتزقة وشذاذ الآفاق، الذين ماتت ضمائرهم، وسيطر عليهم الطمع وتسلط المال.

وعندما نرصد حياة أشباه البشر، صهاينة العصر، نجدهم يمارسون الإبادة، والإجرام في حق الإنسانية، وعصاباتهم التي كل واحدة منها اتخذت لنفسها اسمًا تُعرف به، من أسماء تاريخ أسلافهم البغيض. فأعداء الحياة الإنسانية، يتسترون وراء شعارات واهية زائفة. وقد بدأت الحياة في كيانهم اللقيط تضيق بهم، يشتد أوار إجرامهم، فتحوا الباب الواسع للحرب، ومدوا حبل اغتيالاتهم. قصفهم طال عواصم تُقاوم همجيتهم وظلمهم.. عواصم المقاومة، من الباب الواسع الذي فتحه مفكرو الأماني تقول: يا مستوطني العدو وعصاباته اهربوا، لأن حياتكم ستضيق في كيانكم، لكي لا تحشروا أنفسكم في مغامراتهم، لأن مناخ حظيرتكم أصبح مليئاً بالموت وأزيز الرصاص، وطرق كيانكم ستصبح وعرة، سيطمرها عجاج رد المقاومة كل المقاومة، والمجهول يتربص بكم كالموت المؤجل.

جني المال فتح باب القتل والإجرام، ودلته أمانيه الى اصطياد الأبرياء الذين يطلبون الأمان، فاستغل الظروف الغير طبيعية، وفوضويته المارقة، وبعد توهان عشرة أشهر مضت.. ها هو يتمنى بفعلته النكراء توقف الانهيار والوهن الذي أصابه، فوكز عصابته المجرمة، بدأ الهرج والصياح بينهم وبين سائق قطيعهم، فوجههم إلى ما يتمنى، يتبعهم شذاذ الآفاق.. يحلمون بالقضاء على المقاومة التي أفرغت كل ما لديهم، فها هم يصرخون كعواء وحش مطعون.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مفوض الأونروا يدعو إلى تكثيف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة

دعا المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فيليب لازاريني الاثنين، إلى تكثيف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وذلك في أعقاب عملية تبادل الأسرى بين حركة حماس وتل أبيب، ضمن اتفاق وقف إطلاق النار وخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب.

وقال لازاريني في تغريدة عبر منصة "إكس": "حان الوقت للسماح بدخول المساعدات الإنسانية على نطاق واسع إلى غزة"، مضيفاً: "أخيراً، يومٌ من المشاعر الإيجابية، ولقاءٌ لعائلات إسرائيلية وفلسطينية بذويهم، بما يُلقي بصيص أمل بعد أكثر من عامين من الظلام".

ووفق ما ينص عليه اتفاق إنهاء الحرب في غزة، أتمّت "حماس"، الاثنين، إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين العشرين الأحياء من غزة، فيما تقدّر تل أبيب وجود جثامين 28 أسيرا آخرين، تسلمت إسرائيل 4 منهم.

فيما قالت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير في فلسطين في بيان مشترك، أن إسرائيل أفرجت اليوم عن 1968 أسيرا بينهم 250 من المحكومين بالمؤبد و1718 من أسرى غزة اعتقلوا بعد الحرب. يأتي ذلك وسط اتهامات فلسطينية لتل أبيب بالتلاعب بقوائم الأسرى.

وأضاف لازاريني: "حان الوقت لبناء مستقبلٍ يسوده السلام من خلال التعافي والعدالة والاعتراف المتبادل". وتابع: "حان الوقت للسماح بدخول المساعدات الإنسانية على نطاق واسع (إلى غزة)، بما في ذلك من خلال وكالة الأونروا".



وصباح الاثنين، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، دخول 173 شاحنة مساعدات إلى القطاع أمس الأحد، عقب قرار وقف إطلاق النار، واصفا الكميات بأنها "محدودة جدا". وأوضح أن قافلة المساعدات تضمنت "3 شاحنات محمّلة بغاز الطهي و6 شاحنات وقود سولار مخصصة لتشغيل المخابز والمولدات والمستشفيات".

وعلى مدار سنتين من الإبادة الجماعية، منعت إسرائيل دخول الغاز والوقود إلى الفلسطينيين في قطاع غزة. ويستثنى من ذلك كميات محدودة جدا وصلت خلال فترة الهدنة في كانون الثاني/ يناير الماضي، وكميات شحيحة لمؤسسات دولية لتوزيعها على قطاعات حيوية منها المستشفيات والمخابز.

وتواصل الجهات الحكومية بغزة تنسيقها مع المؤسسات الإغاثية والإنسانية الدولية، لتنظيم عملية إدخال المساعدات وتوزيعها بعدالة وبما يضمن وصولها إلى جميع أبناء الشعب الفلسطيني، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي.

ووفق وثيقة لاتفاق وقف إطلاق النار، نشرتها هيئة البث العبرية، فإنه "يتم السماح فورا بدخول جميع المساعدات الإنسانية وتوزيعها بحرية وفقًا للآلية المتفق عليها، بما يتماشى مع القرار الإنساني الصادر في 19 يناير 2025"، في إشارة إلى الملحق الإنساني في اتفاق هدنة يناير.



وينص هذا القرار على دخول 600 شاحنة مساعدات إنسانية يوميا إلى غزة بينها وقود وغاز طهي.

والخميس، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توصل إسرائيل و"حماس" لاتفاق على المرحلة الأولى من خطته، إثر مفاوضات غير مباشرة في شرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أمريكي.

وتتضمن الخطة: إنهاء الحرب، وانسحاب متدرج للجيش الإسرائيلي، وإطلاق متبادل للأسرى، ودخول فوري للمساعدات الإنسانية إلى القطاع، بالإضافة إلى نزع سلاح "حماس".

ومن المقرر أن تبدأ بعد أيام مفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، مع تمسك "حماس" بإنهاء تام لحرب الإبادة وانسحاب الجيش الإسرائيلي وعدم التخلي عن "سلاح المقاومة" للاحتلال.

وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و869 شهيدا، و170 ألفا و105 جرحى، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 463 فلسطينيا بينهم 157 طفلا.

مقالات مشابهة

  • رابطةُ العالم الإسلامي تعرب عن تطلعها نحو مخرجات “قمة شرم الشيخ” لتخفيف الكارثة الإنسانية التي يعانيها أهالي غزة
  • ليبرمان يطالب بإبعاد نواب الذين قاطعوا كلمة ترامب في الكنيست
  • الفاشر تحت القصف.. وتنسيقية لجان المقاومة تؤكد: “الأرواح التي ماتت بصمت لن تُنسى وهذا الخذلان لن يُمحى”
  • مفوض الأونروا يدعو إلى تكثيف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • القدس.. الحرب التي لا تنتهي!
  • صالح الجعفراوي صوت غزة الذي صمت برصاص الغدر
  • طبيب غزاوي للوموند: هذه هي المعركة التي تنتظرنا بعد انتهاء الحرب
  • غزة.. انتصار الكرامة وتوحد الإنسانية
  • غزة.. أسطورة الصمود التي كسرت هيبة الاحتلال وأعادت للحق صوته
  • ناشط مغربي: اتفاق غزة ثمرة صمود المقاومة والجبهة اليمنية التي أربكت العدو الصهيوني