فلم يكن دعم اليمن لغزة مجرد دعم معنوي، بل كانت له أبعاد اقتصادية عميقة، أربكت الحسابات الإسرائيلية وأثرت سلبًا على اقتصادها. وهذه أبرز تداعيات هذا الإسناد:


تأثير الإسناد اليمني على الاقتصاد الإسرائيلي:

عجز الميزانية

العجز المالي: وصل العجز إلى 7.6% من الناتج المحلي الإجمالي خلال الأشهر الـ12 الماضية، ما يعادل 146 مليار شيكل (39.

8 مليار دولار)، مرتفعًا من 7.2% في مايو/أيار الماضي.
تراجع العجز: خلال شهر واحد فقط، بلغ العجز المالي 14.6 مليار شيكل (4 مليارات دولار) مقارنة بـ6.4 مليارات شيكل (1.74 مليار دولار) في يونيو/حزيران 2023.
العجز منذ بداية العام: بلغ العجز المالي 62.3 مليار شيكل (17 مليار دولار) منذ بداية العام، مقارنة بفائض 6.6 مليارات شيكل (1.8 مليار دولار) في الأشهر الستة الأولى من عام 2023.

زيادة الإنفاق الحكومي

ارتفاع الإنفاق: ارتفع الإنفاق الحكومي منذ بداية العام بنحو 82 مليار دولار، بزيادة 34.2% بوتيرة سنوية.
توقعات النمو: بنك إسرائيل خفض توقعاته لنمو الاقتصاد في ظل سيناريوهات ترجح المزيد من التصعيد.

التأثير على الموانئ

إغلاق ميناء إيلات: أغلق الميناء بشكل كامل بدءًا من نوفمبر 2023، حيث شهد انخفاضًا حادًا في حركة المركبات، حيث كانت 166 ألف مركبة عام 2022، و150 ألف مركبة عام 2023، وصفر مركبة عام 2024.
عدم الثقة في التحالف الأمريكي: الرئيس التنفيذي للميناء، جدعون غولبر، أعرب عن عدم ثقته في نجاعة التحالف الأمريكي، مشيرًا إلى أن شركات الشحن لا تثق بهذا التحالف.

تراجع قطاع السياحة

انخفاض عدد السياح: انخفض عدد السياح بنسبة 81.5%، حيث وصل إلى 180 ألف سائح في الربع الرابع من عام 2022، وتراجع عدد الوافدين بنسبة أكثر من 75% في النصف الأول من العام الجاري.
توقعات الخبراء: يعتقد الخبراء أن قطاع السياحة لن يعود أبدًا كما كان عليه، وأن الأزمات المرتبطة به قد تستمر لسنوات.
تأثيرات سلبية على القطاعات الاقتصادية

إغلاق الشركات: أغلقت 46 ألف شركة إسرائيلية أبوابها منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر، مع توقعات بارتفاع العدد إلى 60 ألف شركة بحلول نهاية العام.
تأثير على القطاعات: تضرر قطاع البناء والتشييد بنحو 27%، وقطاع الخدمات بنحو 19%، وقطاع الصناعة والزراعة بحوالي 17%.

تراجع في البورصة

انخفاض مؤشرات البورصة: بعد عملية يافا، انخفضت مؤشرات بورصة تل أبيب بنسبة 3%، وانخفض مؤشر البنوك بنسبة 2.3%.

انخفاض قيمة العملة

تراجع الشيكل: وصل انخفاض الشيكل إلى 3.3%، ليصبح ثاني أسوأ العملات أداء على مستوى العالم، وفقًا لوكالة بلومبرغ الأمريكية.

وتستمر تداعيات الإسناد اليمني لغزة في التأثير بشكل كبير على الاقتصاد الإسرائيلي، مما يعكس أن القوة الحقيقية لا تقاس بالأسلحة، بل بوحدة الشعوب وإرادتها.

فكل جهد يبذله اليمنيون يُشكل حجرًا في جدار الصمود، يُهدم به أسس الطغيان ويُعزز من قوة المقاومة.

إن هذه الأبعاد الاقتصادية تعكس عمق التضامن العربي وتؤكد أن دعم غزة ليس مجرد موقف سياسي، بل هو التزام إنساني وأخلاقي يتجاوز الحدود.

 

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: ملیار دولار

إقرأ أيضاً:

لا خوف على اليمن

عبدالسلام عبدالله الطالبي

لا خوف على اليمن طالما هو الشعب الوحيد الذي أبى الضيم والذل والهوان تجاه ما يجري في قطاع غزة.
لا خوف على اليمن طالما أصر على موقفه ثابتًا بكل ثقة وعزيمة، متحديًا كل طواغيت الأرض.
لا خوف على اليمن طالما هو الشعب الحاضر والمتصدر لمشهد المواجهة مع الأمريكي والإسرائيلي وكل من يقف خلفهم تحت أي ظرف، غير مكترث بما سيترتب على موقفه المحق من نتائج.
لا خوف على اليمن طالما هو واثق من سلامة موقفه المناصر للشعب الفلسطيني المظلوم، الذي تركه أراذل العرب والمسلمين وحيدًا، ولا من نصير له في محنته التي قد تفوق كل المحن على وجه الأرض.
لا خوف على اليمن طالما هو يمتلك قيادة حكيمة تتحرك وفق رؤية قرآنية، ومن واقع حرقة وألم شديدين تكاد تتقطع لها القلوب والأفئدة على المجازر والآلام التي تلحق بالفلسطينيين في قطاع غزة الجريحة.
لا خوف على اليمن طالما هو حاضر بكل ثقله، رغم شحة إمكاناته، مجهداً نفسه لتطوير قدراته العسكرية والقتالية، التي لا يسعى من ورائها سوى أن يذود عن الفلسطينيين ما يلحق بهم من مآسٍ على يد العدو الإسرائيلي على مدار الساعة، والله المستعان.
لا خوف على اليمن طالما كل أبنائه الأحرار، شيوخًا وأطفالًا، رجالًا ونساءً، يتحركون في خندقٍ واحد من أجل تقديم كل سبل الدعم والإسناد لإخوانهم المظلومين، سعيًا منهم لتضميد ما أمكن من الجراحات والآلام، الذين للأسف تخلى عنهم حكام العرب والمسلمين وتركوهم عرضة للاستهداف والقتل والتجويع على يد الأعداء.
لا خوف على اليمن طالما قد أحرز هكذا انتصارات أصبح المتطلعون من كل أحرار العالم المنصفين يعجبون بها ويتكلمون عنها في مختلف وسائل إعلامهم، مثمّنين الموقف اليمني الشجاع، والذي بالفعل قلب على العدو موازين المعركة بعون الله وقدرته.
لا خوف على اليمن طالما هو واثق بنصر الله في معركة اليوم الفاصلة بين الحق والباطل، والكفر والإيمان، والتي امتاز فيها الخبيث من الطيب.
لا خوف على اليمن طالما كل ساحاته في جميع عواصم المحافظات ومراكز المديريات والعزل تشهد خروجًا مليونيًا لرجالها وأطفالها الأحرار، الشاحبة حناجرهم، والمدوية أصواتهم وهتافاتهم كل يوم جمعة، غضبًا لله ولرسوله، معبرين عن جاهزيتهم وسخطهم الشديد مما يجري في غزة من مآسٍ يندى لها جبين الإنسانية، في ظل صمت عربي وإسلامي مهين.
لا خوف على اليمن مهما تآمر عليه الأعداء وهددوا بقصفه وفرضوا حصارهم عليه، طالما هو الشعب الوحيد الذي ثبت ثبات الجبال الراسيات، وكله أنفة وعزة وشموخ وثقة مطلقة بأن النصر هو حليف المستضعفين.
لا خوف على اليمن والشعب اليمني العظيم، إذ هو الشعب الراسخ في وعيه، وثقافته المستمدة من ثقافة القرآن، الباذل لمهجه وروحيته الجهادية العالية، الحاضرة بكل عنفوان لمواجهة أعداء الإسلام والمسلمين.
لا خوف على اليمن وهاجس الشهادة يسري في عروق دماء أبنائه التوّاقة لنيل شرف الجهاد والاستشهاد، كون الشهادة أصبحت أمنيةً لكل أبنائه الأحرار المجاهدين التواقين لنيلها في دروب العزة والكرامة، معبرين عن صدق ولائهم وتسليمهم لله الكبير المتعال، ماضين خلف قائدهم الحكيم والشجاع، السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي – حفظه الله ورعاه – والذي بمجرد أن يطلق صوتًا يدعوهم فيه إلى اتخاذ موقف، تراهم يبادرون ملبّين لدعوته، سامعين مطيعين، رجالهم ونساؤهم، كبارهم وصغارهم، ولسان حالهم يقول: (ألف لبيك أبا جبريل، والله لو تخوض بنا البحار لخضناها معك).
لا خوف على اليمن، وهو يرقب بعين الغرابة رموز الانحراف والضلال من أمراء النفط، وهم يسارعون لكسب ود اليهود والنصارى، أمريكا وإسرائيل، ويتنافسون على تقديم الأموال الطائلة لهم، وأبناء غزة المحاصرين يتضورون جوعًا، بل يفتقرون حتى للقمة العيش، والله المستعان.
لا خوف على اليمن طالما هو الشعب الوحيد الذي وفّقه الله ليكون هو الشعب الذي استيقظ، وهبَّ، وبادر مسارعًا لنجدة هؤلاء المستضعفين الذين طغى واستكبر بحقهم العدو الإسرائيلي.
لا خوف على اليمن طالما أن العدو الإسرائيلي تفاجأ بأنه لا زال هناك بلد اسمه (اليمن)، ويحظى بقيادة حكيمة عزّ عليها أن تلزم الصمت ويُسيطر عليها الخنوع، وعلى أبناء هذا الشعب اليمني العظيم. وهذا فضل من الله اختص به شعب الإيمان والحكمة، الذي هو في طريقه للصعود إلى سلالم النصر والفتح الموعود، الذي يحمل في جوانحه بشائر نصر ستؤتي ثمارها في القريب العاجل بإذن الله تعالى، لتلحق الهزيمة والخزي بكل الطواغيت والمجرمين جراء بغيهم وجبروتهم، وخذلان من وقف إلى جانبهم أو ساندهم (ولو بكلمة).

حفظ الله اليمن وأهله، والعاقبة للمتقين.

مقالات مشابهة

  • غلوبس: العجز المالي لإسرائيل يتسع بسبب تمويل حرب غزة
  • تقرير: المغرب يملك أغلى الشركات في المنطقة العربية بعد دول الخليج البترولية
  • قائمة أقوى العلامات التجارية في تركيا لعام 2025.. شركة واحدة تتصدر بقيمة 2.2 مليار دولار!
  • تقرير المجلس الأعلى للحسابات يكشف انخفاض دعم الدولة للأحزاب السياسية
  • تركيا:العراق أكبر سوق لبضاعتنا وحجم الاستثمارات فيه نحو (35) مليار دولار
  • لا خوف على اليمن
  • رابطة علماء اليمن تؤكد على وجوب النفير العام وإعلان التعبئة ضد العدو الإسرائيلي
  • استمرار انخفاض أسعار صرف الدولار
  • اقتصاد دول «مجلس التعاون» الـ11 عالمياً
  • تقرير: زيادة الرسوم الأمريكية 50% قد تكلف ألمانيا 200 مليار يورو