تنسيق مصري - إريتري لمواجهة تهديدات البحر الأحمر والقرن الإفريقي
تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT
أعلنت مصر وإريتريا تنسيق جهودهما لمواجهة التهديدات الحاصلة في البحر الأحمر وكذا التهديدات في القرن الإفريقي بما يدعم أمن والاستقرار المنطقة.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الخميس، بوزير الخارجية الإريتري عثمان صالح، في القاهرة، بحضور وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة المصرية.
تناول اللقاء، وفقاً لبيان الرئاسة المصرية الأوضاع الإقليمية، لا سيما فيما يتعلق بالقضايا والتهديدات في القرن الأفريقي والبحر الأحمر، وجرى تأكيد "حرص الدولتين على مواصلة التنسيق المشترك والتشاور على مختلف المستويات، على النحو الذي يدعم الأمن والاستقرار في المنطقة".
ووفق بيان للرئاسة المصرية، فإن السيسي تسلم رسالة خطية من نظيره الإريتري أسياس أفورقي، تضمنت "التطلع لتعزيز التشاور والتنسيق بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك".
وأكد السيسي "حرص مصر على دفع جهود تعميق العلاقات المتميزة والتعاون الثنائي بين الدولتين، بما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين ويحقق مصالحهما المشتركة، خصوصاً في ضوء ازدياد التحديات الإقليمية التي تستوجب تكثيف التباحث بشأن سبل التصدي لها".
والأربعاء، أعلنت مصر على لسان وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي دعم الجهود التي تقوم بها القوات المشتركة التابعة للاتحاد الأوروبي "أسبيدس" المكلفة بتأمين الملاحة ومرور السفن التجارية في البحر الأحمر.
وقال الوزير المصري إن هناك تأثيراً مباشراً للتهديدات الأمنية للملاحة في البحر الأحمر على الاقتصاد المصري، نظراً للانخفاض الهائل في عوائد قناة السويس، الأمر الذي يجعل مصر من أكثر دول العالم تأثّراً بالوضع الحالي.
جاء ذلك خلال استقبال “فاسيليس جورباريس”، قائد العملية البحرية الأوروبية في البحر الأحمر “أسبيدس”، في مقر وزارة الخارجية.
وبحسب بيان للخارجية المصرية، فإن عبد العاطى، أعرب، خلال اللقاء، عن الارتياح للتعاون القائم مع قيادة العملية “أسبيدس”، ودعم مصر لمهامها نظراً للطبيعة الدفاعية لولايتها، في إطار التحديات المتزايدة التي تشهدها الملاحة في البحر الأحمر. وأكد وزير الخارجية المصري على أهمية تضافر الجهود لخلق بيئة آمنة لمرور السفن بالبحر الأحمر وطمأنة شركات الشحن الدولية.
من جانبه، أعرب قائد العملية البحرية الأوروبية عن تقديره للدعم المصري للعملية البحرية الأوروبية، وحرصه على التواصل مع دول المنطقة المتأثرة من التوتر في البحر الأحمر، وفي مقدمتها مصر، وسلط الضوء على الطبيعة الدفاعية للعملية البحرية في مواجهة التهديدات، مستعرضاً النجاحات التي حققتها العملية الأوروبية في صد العديد من الهجمات الحوثية.
وأكد المسئول الأوروبي على أهمية تضافر الجهود من أجل تأمين الملاحة في البحر الأحمر، وحرص العملية الأوروبية على خلق البيئة التي تسهم في المرور الآمن للسفن في البحر الأحمر، مثمناً، في الوقت نفسه، الاتصالات والجهود المصرية للعمل على احتواء حالة التوتر والتصعيد الحالية.
وسبق أن أعلن رئيس هيئة قناة السويس، أسامة ربيع، أن القناة خسرت 23.5% من إيراداتها السنوية، في العام المالي المنتهي في شهر يونيو الماضي، وتراجعت العائدات إلى 7.2 مليار دولار، بسبب الأزمة المستمرة في البحر الأحمر.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
صدمة.. اختفاء مفاجئ للبحر الأحمر قبل 6.2 ملايين عام| كيف عاد؟
شهدت منطقة البحر الأحمر، حدث جيولوجي فريد حيث اختفى الحوض المائي تمامًا قبل نحو 6.2 ملايين سنة، ليتحول إلى صحراء ملحية قاحلة، قبل أن يعيده فيضان كارثي من مياه المحيط الهندي إلى حالته البحرية.
كشف ذلك باحثون من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) حيث أوضحت الدكتورة تيهانا بينسا، الباحثة الرئيسية في الدراسة، أن ما حدث ويعد "أحد أكثر الأحداث البيئية تطرفاً على وجه الأرض"، مؤكدة أن الفيضان أعاد للحوض حياته البحرية، وربط البحر الأحمر بشكل دائم بالمحيط الهندي.
كيف غمر المحيط الهندي البحر الأحمر؟كان البحر الأحمر في بداياته متصلا بالبحر الأبيض المتوسط عبر حاجز ضحل، لكن هذا الاتصال انقطع ليتحول إلى صحراء ملحية قاسية.
أما في الجنوب، فقد عزلت سلسلة بركانية البحر الأحمر عن المحيط الهندي.
غير أن الوضع تغير جذريا قبل 6.2 ملايين سنة، عندما تدفقت مياه المحيط الهندي عبر الحاجز البركاني قرب جزر حنيش في فيضان هائل نحت واديا تحت سطح البحر بطول 320 كيلومتراً، لا يزال أثره مرئياً حتى اليوم.
هذا الفيضان أعاد ملء البحر بسرعة مذهلة، لتستعيد المنطقة بيئتها البحرية خلال أقل من 100 ألف عام.
الأهمية الجيولوجية للبحر الأحمرتشكل البحر الأحمر نتيجة انفصال الصفيحة العربية عن الصفيحة الأفريقية قبل 30 مليون سنة.
وفي مراحله الأولى، كان أشبه بوادي ضيق مليء بالبحيرات، قبل أن تغمره مياه المتوسط قبل 23 مليون سنة.
الحياة البحرية ازدهرت آنذاك، كما تشير الشعاب المرجانية الأحفورية قرب ضباء وأملج، إلا أن التبخر وارتفاع الملوحة أدّيا إلى انقراض الحياة تدريجياً ما بين 15 و6 ملايين سنة، حتى جاء الفيضان الكارثي ليعيد للبحر الأحمر مكانته كنظام بحري نشط.
البحر الأحمر مختبر طبيعي لفهم نشأة المحيطاتيرى العلماء أن البحر الأحمر يمثل نموذجاً مثالياً لفهم كيفية تشكل المحيطات وتوسعها، ودراسة تفاعل المناخ والقوى التكتونية عبر ملايين السنين.
كما يساهم في توضيح كيفية تراكم الصخور الملحية الضخمة وتأثيرها على النظم البيئية.
البروفيسور عبد القادر العفيفي، المشارك في الدراسة، أكد أن هذه النتائج “تثري فهمنا للعمليات التي تشكل المحيطات”.