يحتاج نمو الطلب العالمي على النفط إلى مزيد من الصعود، في الأشهر المقبلة، أو ستكافح السوق لاستيعاب الزيادة في المعروض النفطي التي تخطط أوبك+ لزيادته اعتباراً من أكتوبر/تشرين الأول، حسبما كشفت بيانات ومحللين في الأسواق، ومصادر الصناعة.

وفشل نمو الطلب على النفط في الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي، من كبار المستهلكين في الولايات المتحدة والصين في تلبية بعض التوقعات حتى قبل أن تؤدي المخاوف المتجددة من الركود الأمريكي إلى بيع الأسهم والسندات العالمية خلال الأسبوع.

وإذا تباطأ الاقتصاد الأمريكي بوتيرة أعلى، فمن المرجح أن يتباطأ نمو الطلب العالمي على النفط معه، وبحسب محللين، فإن هذا يعني أن أوبك+ إما ستضطر إلى تأجيل خطط ضخ المزيد من النفط أو قبول أسعار أقل مقابل زيادة المعروض.

وقال جاري روس، الرئيس التنفيذي لشركة "بلاك جولد إنفستورز"، ومراقب أوبك المخضرم: "في ظل الظروف الحالية التي تشهد خطراً كبيراً للركود، فمن غير المرجح أن تمضي أوبك+ قدماً في الزيادات المخطط لها في أكتوبر/تشرين الأول".

وانخفض سعر النفط إلى ما دون 80 دولاراً للبرميل في أغسطس/آب، وهو أقل مما تحتاجه معظم الدول الأعضاء في أوبك +، أو منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها مثل روسيا، لتحقيق التوازن في ميزانياتهم.

قال نيل أتكينسون، المحلل المستقل الذي عمل سابقاً في وكالة الطاقة الدولية، مستشهداً بالقلق بشأن الاقتصادين الصيني والأمريكي، "إن الطلب على النفط ينطوي بالتأكيد على مخاطر سلبية".

وتابع: "من الصعب جداً أن نرى كيف يمكن أن ترتفع الأسعار بشكل كبير إذا كان الطلب أبطأ مما كنا نعتقد"، مضيفاً أنه يتوقع أن تتوقف أوبك + عن زيادة الإنتاج.

أظهرت بيانات رسمية، يوم الأربعاء الماضي، أن واردات الصين من الخام بلغت 10.89 مليون برميل يومياً خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2024، بانخفاض 2.4% على أساس سنوي.

يؤثر انخفاض استهلاك الصين من الديزل، مع نمو استخدام الشاحنات التي تعمل بالغاز الطبيعي المسال، على الطلب المحلي على الوقود، وكذلك الاقتصاد الراكد الذي تعرقله أزمة مطولة في قطاع العقارات.

وفي الولايات المتحدة، ارتفع استهلاك النفط حتى يوليو/تموز بنحو 220 ألف برميل يومياً على أساس سنوي ليصل في المتوسط ​​إلى 20.25 مليون برميل يومياً، استناداً إلى تقديرات حكومية.

وسوف يحتاج الطلب إلى التسارع للوصول إلى توقعات الحكومة لعام 2024 البالغة 20.5 مليون برميل يوميا.

ومن الصعب قياس ما إذا كان الطلب العالمي سيصل إلى الارتفاعات اللازمة لاستيعاب الإمدادات الإضافية خلال العام أم لا، وذلك بسبب التباين القياسي في المستويات التي يقيس بها أبرز المحللين في العالم المعنيين بالطلب على النفط، في أوبك ووكالة الطاقة الدولية، الطلب حتى الآن.

هناك فارق زمني في بيانات استهلاك النفط، وغالباً ما يتم تعديل الأرقام الأولية. وهذا يترك لمحللي الأسواق تضمين أفضل التقديرات في بعض أرقام الطلب الخاصة بهم.

وتتوقع "أوبك" نمو الطلب العالمي عند 2.15 مليون برميل يوميا في النصف الأول من عام 2024، في حين تقدر وكالة الطاقة الدولية نموه بنحو 735 ألف برميل يوميا. وتقدم وكالة الطاقة الدولية المشورة للدول الصناعية بشأن سياسة الطاقة.

ولم يتغير تقدير أوبك لنمو الطلب في النصف الأول كثيرا عما كان عليه في بداية العام.

وخفضت وكالة الطاقة الدولية تقديرها لنمو الطلب في النصف الأول من 1.19 مليون برميل يوميا في يناير/كانون الثاني.

وقدرت وكالة الطاقة الدولية انكماش استهلاك الصين في الربع الثاني، في حين تقدر أوبك ارتفاعه بأكثر من 800 ألف برميل يوميا.

وتعد الصين هي أحد الأسباب الرئيسية وراء الاختلاف في التوقعات للعام بأكمله، وكذلك للنصف الأول.

وسوف يحتاج النمو العالمي إلى التسارع قليلا في النصف الثاني إذا كانت تقديرات أوبك للطلب في النصف الأول صحيحة.

ولكن إذا كانت وكالة الطاقة الدولية على حق، فسوف يحتاج الطلب إلى الارتفاع بوتيرة بسرعة.

وعادة ما يكون النصف الثاني من العام هو الفترة التي يصل فيها الاستهلاك إلى أعلى مستوى له لأن النمو الاقتصادي العالمي يزيد الطلب على النفط ولأنه يشمل مواسم ذروة القيادة والحصاد في نصف الكرة الشمالي والتسوق استعدادا لفصل الشتاء.

ولكي يصل نمو الطلب إلى توقعات أوبك للعام بأكمله، يتعين أن يتسارع إلى ​​2.30 مليون برميل يوميا في المتوسط خلال النصف الثاني، وفقا لحسابات "رويترز"، ولا بد أن ينمو الطلب بواقع 1.22 مليون برميل يوميا في النصف الثاني ليصل إلى توقعات وكالة الطاقة الدولية للعام بأكمله.

ومن المقرر أن تحدث أوبك ووكالة الطاقة الدولية توقعاتهما للطلب الأسبوع المقبل.
 

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار وکالة الطاقة الدولیة ملیون برمیل یومیا فی الطلب على النفط فی النصف الأول الطلب العالمی النصف الثانی نمو الطلب

إقرأ أيضاً:

عاجل- مدبولي: الحكومة تعزز الإنتاج المحلي وتسرع جذب الاستثمارات بدعم من التسهيلات الضريبية

في المؤتمر الصحفي الأسبوعي بمدينة العُلمين الجديدة، أكد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء أن مصر ضمنت استقرار الإمدادات للسلع الحيوية ومواد التصنيع خلال الأزمات الإقليمية الأخيرة، وذلك عبر:

تشكيل لجنة أزمة لمراقبة السلع الاستراتيجيةتنسيق فوري مع البنك المركزي والغرف التجارية والصناعيةضمان تشغيل المصانع بطاقة كاملة دون انقطاعتعزيز الخدمات الصحية بتأمين الأدوية والمستلزمات الطبيةاحترام أولويات السوق المحلية دون المساس بأسعار السلع تحول في مجال الطاقة الذكية

كشف مدبولي عن حلول فاعلة لمواجهة أي نقص في الغاز الطبيعي، عبر:

تشغيل سفن "التغييز" مطلع يوليو لتأمين الغاز البديل مؤقتًاخطة ترشيد استهلاك الكهرباء دون خفض الأحمال، لضمان الطاقة للمصانع والمنازلخطوة جديدة تعزز التوازن بين إنتاج الطاقة ومحافظتها لمواجهة التقلبات الاقتصادية.???? التسهيلات الضريبية: بوصلة الاستثمار الجديد

أوضح رئيس الوزراء أن الإيرادات الضريبية ارتفعت بنسبة 36% مقارنة بالعام الماضي، مدفوعة ليس بالرفع الضريبي، وإنما بـ:

انضمام 53 ألف ممول جديد للمنظومة الضريبية120 ألف طلب تسوية طوعي من شركات لتعديل إقراراتهاالعوائد الإضافية بلغت 54 مليار جنيه نتيجة الشفافية والتسهيلاتهذه الإجراءات تُثمن بيئة الأعمال وتُشجع الشفافية في القطاع الخاص. مصر تتألق كمركز استثماري عالمي

أشار مدبولي إلى تقدم مصر نحو المركز التاسع عالميًا في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة لعام 2024، بعد أن كانت في المرتبة 32 سابقًا.
كما تم التأكيد أن الحكومة تواصل تبسيط إجراءات التراخيص وتعزيز التسهيلات الاستثمارية لكل من المستثمرين المصريين والأجانب.

 صناعة محلية متقدمة في القطاع الصحي

أوضح رئيس الوزراء أن مصر بدأت لتوها التصنيع المحلي لأجهزة طبية عالية التقنية (السونار والرنين المغناطيسي)، بالشراكة مع "جنرال إليكتريك"، ضمن خطة لرفع نسبة المكون المحلي تدريجيًا وتقليل الاعتماد على الواردات من الخارج.

تحولت رؤية الحكومة في هذا المؤتمر إلى نموذج اقتصادي متكامل يستند إلى:

تشغيل فعّال للمصانعتأمين الطاقة الذكيةضريبة محفزة وليس عقابيةتعزيز مناخ الاستثمارإنتاج محلي متقدم في التكنولوجيا الطبية

كل ذلك في إطار استراتيجية وطنية لتعزيز الإنتاج والتنمية المستدامة، بعيدًا عن تقلبات الأسواق الأجنبية وأزمات المنطقة.

مقالات مشابهة

  • حقل ظهر يرفع إنتاج مصر بـ60 مليون قدم غاز يوميًا
  • توقعات بتراجع إنتاج ليبيا من النفط بحلول عام 2030  
  • قطاع النفط يحافظ على وتيرة الإنتاج.. أكثر من 1.3 مليون برميل يومياً
  • رغم نمو الإنتاج.. تراجع طلبات تراخيص الطاقة المتجددة في الأردن 53%
  • روسيا منفتحة على زيادة جديدة في إنتاج أوبك+ النفطي
  • عاجل- مدبولي: الحكومة تعزز الإنتاج المحلي وتسرع جذب الاستثمارات بدعم من التسهيلات الضريبية
  • "بدوي" يبحث مع قيادات "جابكو" جهود وتحديات زيادة الإنتاج من خليج السويس
  • أسعار النفط تبدأ بالتعافي مع هدوء التوترات الجيوسياسية وتحسن الطلب الأمريكي
  • “السنة الدولية للتعاونيات 2025”.. إنجازات بارزة للمؤسسة التعاونية الأردنية في النصف الأول من العام
  • "نماء لتوزيع الكهرباء" تستضيف النسخة الرابعة من مؤتمر عُمان للكهرباء والطاقة.. 13 أكتوبر