الأمم المتحدة تحذر من استمرار حرب السودان لتأثيرها على استقرار منطقة أبيى
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
حذر القائم بأعمال رئيس قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة فى أبيى (يونيسفا) وقائدها العام بنيامين أولوفيمى سوير، من استمرار حرب السودان وتأثيرها على الاستقرار فى منطقة أبيى المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان، حيث وصل آلاف الفارين إلى المنطقة هربا من الحرب المستمرة منذ أشهر.
. حاكم دارفور يعلن الإقليم منطقة منكوبة
وذكر مركز إعلام الأمم المتحدة، أن سوير أكد أن عمليات قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي (يونيسفا)، تأثرت بشدة بسبب إغلاق المجال الجوي السوداني وصعوبة الحركة داخل السودان الذي يعتبر مركزا لوجستيا مهما للقوة الأممية، حيث اضطرت القوة إلى تغيير جميع طرق الإمداد، مما زاد التكاليف والتحديات اللوجستية.
وأوضح سوير أن القوة الأمنية المؤقتة للأمم المتحدة في أبيي مكلفة بالاهتمام بقضايا صندوق أبيي كما نسميه، وفيما يتعلق بحماية المدنيين، فهي إحدى المهام الرئيسية الممنوحة للقوة وتتم هذه الحماية باتباع نهج يشمل القوة بكاملها، حيث تعمل الشرطة العسكرية والمكونات المدنية وكذلك الوكالات الإنسانية في تآزر لتوفير تلك الحماية.
وأكد بنيامين أولوفيمي سوير، أن (يونيسفا) أنجزت الكثير من المهام من خلال تعزيز الحوار بين المجموعات القبلية، خاصة بين قبيلتي المسيرية ودينكا نقوك، والأهم هو مؤتمر السلام المشترك لقادة القبائل الذي عقدناه في مايو 2022 في مدينة عنتيبي اليوغندية وجمع هذا المؤتمر بين زعيمي القبيلتين، وقد تَمَكّنَا من التفاعل معا والانخراط لمدة يومين أو ثلاثة أيام تقريبا، وتَوصلا إلى نتيجة مفادها أن أفضل وسيلة للمضي قدما هي الاستمرار في الحوار وتعزيز السلام فيما بينهما.
وأشار إلى أن السودان كان بالنسبة لقوة (يونيسفا) المركز اللوجستي الرئيسي، حيث الحصول على الوقود وتدخل القوات والمعدات من خلاله، ومع استمرار الحرب توقف كل ذلك بسبب هذه الأزمة، وتم إغلاق المجال الجوي السوداني، وهناك صعوبة كبيرة في الحركة داخل السودان، ويتعين الآن استخدام جنوب السودان، وهو مسار أطول وأكثر تكلفة.
وأفاد بأنه في الجزء الشمالي من أبيي، كان هناك موظفون أمميون تابعون لبعثة الأمم المتحدة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس)، وقد تم إجلاؤهم بعد اندلاع الحرب، ولكن للتخفيف من هذا التحدي، فنحن على تواصل مع منسقة الشؤون الإنسانية في السودان ونائبة رئيس بعثة يونيتامس.
وفى سياق متصل، حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من تدهور الأوضاع الصحية بالسودان، مع تجاوز عدد النازحين قسرا حاجز الأربعة ملايين شخص بسبب الحرب، مشيرة إلى أن تلك الأوضاع المتدهورة تطال مخيمات اللاجئين وكذلك عند نقاط الدخول الحدودية ومراكز الاستقبال المؤقت في الدول المجاورة، والتي يصل إليها الأشخاص المجبرون على الفرار من ديارهم.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، وصفت المفوضية الأوضاع في السودان بأنها "مزرية" نظرا إلى أن الاحتياجات تفوق بكثير الموارد المتاحة، وأضافت أنه في ولاية النيل الأبيض، أدى نقص الأدوية الأساسية والموظفين والإمدادات إلى إعاقة توفير الخدمات الصحية والتغذوية في جميع مخيمات اللاجئين العشرة، حيث وصل أكثر من 144 ألف لاجئ جديد من الخرطوم منذ اندلاع النزاع، وانضموا إلى الآلاف من لاجئي جنوب السودان والمجتمعات المحلية الذين يرتادون نفس العيادات. كما أن خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي تكاد تكون معدومة.
وأشارت المفوضية إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية وتفشي الأمراض وزيادة الوفيات ذات الصلة بسبب نقص الطعام أو الدواء مع استمرار نزوح العديد من العائلات منذ أسابيع .
وقالت المنظمة الأممية كذلك إن النقص المزمن في عدد العاملين في المجال الصحي، فضلاً عن الهجمات التي استهدفت الموظفين، والتي سجلتها منظمة الصحة العالمية، أدت إلى الإضرار بشكل كبير بجودة الرعاية الصحية في جميع أنحاء البلاد، حيث يُظهر تحليل أجرته فرق المفوضية في النيل الأبيض أن هناك ما لا يقل عن 70 مريضاً لكل طبيب في اليوم الواحد، وهو أعلى مما هو موصى به من الناحية الطبية، وهو دليل واضح على الإجهاد الذي تعاني منه الخدمات.
وأضافت المفوضية، أن انهيار سلاسل التوريد أدى إلى نفاد الأدوية والإمدادات الأخرى بالنسبة لمئات الآلاف من الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها، مشيرة إلى أنه من المتوقع تسجيل المزيد من حالات الكوليرا والملاريا في الأشهر المقبلة بسبب الفيضانات الناجمة عن استمرار هطول الأمطار وعدم كفاية مرافق النظافة.
وقالت إن الأوضاع الصحية والتغذوية للقادمين من السودان تدهورت بشكل حاد منذ اندلاع الصراع في 15 أبريل الماضي، مضيفة أن مشكلة نقص التمويل تعيق جهود الاستجابة بشدة في جنوب السودان، حيث توفي 57 طفلاً، معظمهم دون سن الخامسة، جراء إصابتهم بالحصبة وسوء التغذية في بلدة الرنك. وتوفي 15 طفلا بين هؤلاء الأسبوع الماضي فقط.
وأكدت المفوضية أن الوكالات الإنسانية نشرت موظفين ومتطوعين إضافيين في المخيمات ونقاط الدخول الحدودية والمراكز المؤقتة لتوفير الدعم في مجال فحص حالات سوء التغذية، إضافة إلى الخدمات الأخرى. كما تبذل المفوضية كل ما في استطاعتها لنقل الوافدين الجدد بأسرع وقت من نقاط الدخول الحدودية والمراكز المؤقتة لتجنب الازدحام والحد من انتشار الأمراض الفتاكة. لكنها شددت على أنها "بحاجة إلى مزيد من دعم المانحين بهدف إنقاذ الأرواح".
وقالت المفوضية إن هناك حاجة ماسة إلى مزيد من التمويل لدعم توفير الرعاية الصحية وغيرها من المساعدات المنقذة للحياة، مشيرة إلى أنه تم الحصول على 29 بالمائة فقط من مبلغ 566 مليون دولار أمريكي طالبت المفوضية والشركاء الآخرون بتوفيره لخطة الاستجابة الإقليمية للاجئين لتقديم المساعدة في البلدان المجاورة للسودان، في حين تم تمويل الاستجابة المشتركة بين الوكالات داخل السودان بنسبة 24 بالمائة فقط.
بدورها، أكدت منظمة الصحة العالمية أنه مع دخول الصراع في السودان شهره الرابع، فإن انعدام الأمن ومحدودية الوصول إلى الأدوية والإمدادات الطبية والكهرباء والمياه يشكلان تحديا لتقديم الرعاية الصحية في الولايات المتأثرة بشكل مباشر بالنزاع. وأضافت المنظمة، في تحديث نشرته اليوم بشأن الوضع في السودان، أن الخدمات الصحية تتأثر أيضا في الولايات التي لا تشهد قتالا نشطا، بسبب نقص الإمدادات مع تدفق النازحين الفارين من الولايات التي يستعر فيها القتال.
كما أدانت منظمة الصحة العالمية بأشد العبارات الهجمات المتزايدة على قطاع الرعاية الصحية في السودان، واحتلال المرافق الصحية بما فيها المختبر الوطني للصحة العامة، والصندوق القومي للإمدادات الطبية التابع لوزارة الصحة في الخرطوم، وبنك الدم المركزي.
ودعت المنظمة إلى وجوب حماية "سلامة وقدسية الرعاية الصحية" في كل الأوقات لاسيما في حالات العنف المميت عندما يصبح عمل الجهات الفاعلة في مجال الرعاية الصحية والوصول الآمن إلى الخدمات المنقذة للحياة أكثر أهمية.
يذكر أنه منذ اندلاع الصراع في السودان، أُجبر أكثر من 4 ملايين شخص على الفرار داخل السودان وإلى البلدان المجاورة، بمن فيهم ما يقرب من 700,000 لاجئ وطالب لجوء فروا إلى البلدان المجاورة، فيما اضطر 195,000 جنوب سوداني للعودة إلى بلدهم. وفي السودان، نزح أكثر من 3 ملايين شخص داخلياً، بمن فيهم أكثر من 187 ألف لاجئ كانوا لجأوا إلى البلاد قبل بداية الأزمة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأمم المتحدة حرب السودان أبيي استمرار حرب السودان الحرب المستمرة الرعایة الصحیة الأمم المتحدة داخل السودان جنوب السودان فی السودان أکثر من إلى أن
إقرأ أيضاً:
الرعاية الصحية: إنشاء مركز محاكاة طبي للجراحات بمعايير عالمية في مصر
أجرى الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، زيارة ميدانية موسعة إلى مستشفيات جامعة جنيف (HUG) والمؤسسة السويسرية للابتكار والتدريب في الجراحة (SFITS).
جاء ذلك في ختام مشاركته ضمن الوفد المصري في أعمال الدورة الثامنة والسبعين لجمعية الصحة العالمية بمدينة جنيف السويسرية، خلال شهر مايو الجاري.
واطّلع خلال الزيارة على نموذج الرعاية الصحية المتكاملة الذي تطبقه مستشفيات جامعة جنيف (HUG)، والتي تُعد الأكبر في سويسرا ومن أبرز المؤسسات الصحية الأكاديمية في أوروبا، تضم 8 مستشفيات عامة وعيادتين ونحو 40 مركزًا خارجيًا، وتقدم خدماتها في مختلف التخصصات الطبية، من بينها الطوارئ، الأورام، الأعصاب، ورعاية المسنين، كما أنها ترتبط أكاديميًا بكلية الطب بجامعة جنيف وتُعد مركزًا معتمدًا من منظمة الصحة العالمية في مجالات الصحة الرقمية والطب عن بُعد.
فيما تفقد المؤسسة السويسرية للابتكار والتدريب في الجراحة (SFITS)، التي تُعد واحدة من أبرز منصات التدريب الجراحي في أوروبا، وتقع ضمن مجمع مستشفيات جامعة جنيف، واطّلع على مراكز المحاكاة عالية التقنية التي تمتد على مساحة 1800 متر مربع، وتوفر بيئة تدريب متقدمة باستخدام تقنيات الجراحة الروبوتية، التصوير ثلاثي الأبعاد، والواقع الافتراضي المعزز في تدريب الجراحين
وأعرب الدكتور أحمد السبكي عن تطلع الهيئة إلى إنشاء مركز محاكاة طبي مماثل في مصر، يرتكز على أحدث النماذج العالمية في التدريب الطبي، ويُسهم في إعداد الكوادر الصحية بكفاءة مهنية عالية وفقًا لأعلى المعايير الدولية.
النموذج السويسري المتقدمفيما أشاد رئيس هيئة الرعاية الصحية بالنموذج السويسري المتقدم الذي يدمج بين التشغيل العلاجي، التعليم الطبي، والبحث العلمي داخل بيئة مؤسسية موحدة.
وأكد أن هذا النموذج يُعد مرجعًا عالميًا خاصة في مجالات الطوارئ والأورام، ويعكس أهمية التكامل بين مكونات المنظومة الصحية في تحقيق الجودة الشاملة.
في سياق متصل، التقى الدكتور أحمد السبكي، برونالد لافاتار، الرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للمستشفيات (IHF)، حيث شارك في اجتماعات مجلس محافظي الاتحاد، بصفته عضوًا بمجلس المحافظين وممثلًا عن مصر ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وذلك بحضور عدد من القيادات التنفيذية الصحية حول العالم.
وناقش الدكتور أحمد السبكي خلال اللقاء التحضيرات النهائية لانعقاد المنتدى العالمي التاسع والأربعين للمستشفيات، والمقرر تنظيمه في كوريا الجنوبية عام 2026.
وأكد تطلعه لاستضافة نسخة مستقبلية من المنتدى الدولي على أرضها، باعتبارها منصة دولية مرموقة يمكن من خلالها استعراض ما حققته الدولة المصرية من إنجازات نوعية في مجالات الرعاية الصحية الشاملة، والتحول الرقمي، والحوكمة الإكلينيكية، والابتكار في تشغيل المستشفيات.
وشدد السبكي خلال مشاركته على أهمية تركيز استراتيجية الاتحاد الدولي خلال المرحلة المقبلة على الذكاء الاصطناعي واستشراف مستقبل الصحة، إلى جانب التوسع في برامج التدريب والتأهيل وبناء جسور لتبادل المعرفة والخبرات بين الأنظمة الصحية المختلفة، بما يسهم في تحقيق رعاية صحية أكثر كفاءة وعدالة واستدامة عالميًا.
هذا وقد التقى الدكتور أحمد السبكي خلال زيارته بعدد من القادة البارزين في القطاع الصحي العالمي، منهم: أنديرس فرافجورد، رئيس جمعية المستشفيات والخدمات الصحية النرويجية ونائب المدير التنفيذي لمستشفى جامعة أوسلو، باربرا جورز، الرئيس التنفيذي لمستشفى جليت للأطفال، هنرييت نيوميير، نائب رئيس مجلس إدارة اتحاد المستشفيات الألماني وعضو مجلس المحافظين للاتحاد الدولي للمستشفيات، ومنى تهلك، الرئيس التنفيذي لمستشفى لطيفة للنساء والأطفال ورئيسة الاتحاد الدولي للمستشفيات، وروزا فيدال، مديرة الشئون الاقتصادية باتحاد المستشفيات والخدمات الصحية والاجتماعية الكتالوني، وروبرت مارديني، المدير التنفيذي لمستشفيات جامعة جنيف وعضو مجلس المحافظين للاتحاد الدولي للمستشفيات، وكارين مارتينيز، نائبة مدير الشئون الخارجية بمستشفيات جامعة جنيف، وديفيد إنتويسل، الرئيس والمدير التنفيذي لمستشفى ستانفورد للرعاية الصحية، وبريا سينغ، رئيسة الاستراتيجية وعميدة مساعدة أولى بمستشفى ستانفورد للرعاية الصحية.
وتجدر الإشارة إلى أن الدورة الـ78 من جمعية الصحة العالمية انعقدت بمدينة جنيف، بمشاركة وزراء الصحة وممثلي الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية، وعدد من الشركاء الدوليين، فيما تناولت أعمال الدورة عددًا من القضايا المحورية، من بينها: تعزيز التأهب والاستجابة للطوارئ الصحية، ودعم تحقيق التغطية الصحية الشاملة، تسريع التحول الرقمي في القطاع الصحي، وتأمين التمويل المستدام للنظم الصحية.
فيما خلصت الجمعية إلى التأكيد على أهمية التضامن والتعاون الدولي لتقوية الأنظمة الصحية، والاستفادة من الابتكار والذكاء الاصطناعي، وتحقيق العدالة في الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية على مستوى العالم، بما يعزز الأمن الصحي العالمي ويضمن مستقبلًا صحيًا أكثر استدامة وشمولًا.