من الإكسبو العالمي إلى ساحة حرب.. كيف تحطم حلم ليبيا بين الصراعات؟
تاريخ النشر: 24th, May 2025 GMT
نشرت مجلة "إيكونوميست" البريطانية، تقريرا، حول الأوضاع السياسية في ليبيا، وكيف تحولت خطط الحكومة الليبية، من حلم بناء دبي على البحر المتوسط إلى جحيم.
وقالت المجلة، عبر التقرير الذي حمل عنوان: "أسوأ مؤتمر في العالم"، إنّ: "إن شعار: ليبيا تبني، وهو ما قُدم على أنه أضخم مشروع إكسبو، في شمال أفريقيا، واجتذب رجال أعمال من الصين وتركيا ومالطا، لكن مع وصولهم في 12 أيار/ مايو، بدأت قذائف الهاون بالتساقط، وأطلق مسلحون على متن شاحنات مزودة برشاشات ثقيلة النار، وسيطروا على نصف العاصمة طرابلس".
وأضافت: "تناثرت السيارات المحترقة في الشوارع وأغلقت المدارس والأسواق والبنوك أبوابها، واقتحم مسلحون البنك المركزي. وسرق أحدهم الغزلان من حديقة حيوان طرابلس".
"تراجعت بريطانيا بهدوء عن نصائحها المتعلقة بالسفر، والتي خففتها قبل شهر، وحذرت من جميع الرحلات إلى طرابلس وسارعت السفن في الميناء إلى المغادرة" بحسب التقرير نفسه، مردفا: "ونقلت تركيا، الحليف الرئيسي للحكومة، مواطنيها جوا إلى شاطئ الأمان".
إلى ذلك، أبرزت المجلة أنّ: "الجهود في طرابلس من أجل العمل على إعادة ضبط عجلة الدولة بعد الإطاحة بمعمر القذافي أثناء الربيع العربي عام 2011، تترنح مرة أخرى. إذ انكسر الجمود بين الحكومة المعترف بها دوليا في الغرب، بقيادة عبد الحميد الدبيبة، وخليفة حفتر، الرجل القوي الذي يحكم الشرق مع أبنائه".
وتابعت: "فقد خرج الصراع الذي كان كامنا، وتحول إلى أعمال عنف لم تشهدها ليبيا منذ خمسة أعوام"، مردفة: "على الرغم من الاعتراف الدولي به، كان الدبيبة دائما الأضعف. فعلى عكس آل حفتر، الذي كان مقاولا، وليس أمير حرب، تعتمد سلطة الدبيبة على تحالف غير مستقر، عندما أصبحت أكثر اضطرابا تحداها، محققا بعض النجاح الأولي عليها، إلا أن جوهر النزاع يدور حول المال".
وأورد التقرير أن: "الدبيبة وعائلته أفرغوا خزينة دولة كان يجب أن تكون من أغنى دول أفريقيا. فعندما تراجعت الأموال التي يدفعها للميليشيات، أبدت هذه تمردا متزايدا وحاولت البحث عن مصادر دعم بديلة، مثل اختطاف رؤساء الشركات الكبيرة والاحتفاظ بهم كرهائن".
ومضى بالقول: "عندما خشي الدبيبة أن حكمه أصبح عرضة للتهديد، دعا حرسه عبد الغني الككلي، أهم قائد ميليشيا وأقواهم لحضور لقاء في 12 أيار/ مايو وقتلوه، ثم انتقلوا لمواجهة وتحييد أكبر ميليشيا تعرف باسم قوات الردع الخاصة، وهي جماعة سلفية تسيطر على مطار طرابلس الرئيسي والأحياء المحيطة به، لكنها قاتلت حتى سيطرت على نصف العاصمة".
"سكان طرابلس ضاقوا ذرعا وسئموا من زعيم أفسد جشعه الوعد ببناء دبي على البحر الأبيض المتوسط. وتعبوا كذلك من انتظارالانتخابات الموعودة منذ عشرة أشهر بعد أن عينته الأمم المتحدة رئيس حكومة مؤقتة في شباط/ فبراير عام 2021" وفقا للتقرير نفسه.
وأكد أن: "الكثيرين يرون في الدبيبة واحدا من "الفلول"، أو أنه من نظام القذافي. وبعد وقف إطلاق النار الذي رحّبت به الأمم المتحدة في 14 أيار/ مايو، تدفق آلاف المتظاهرين إلى الشوارع، مرددين نفس الشعارات التي رفعوها مرارا ضد القذافي عام 2011: إسقاط النظام وإجراء انتخابات وإعادة توحيد الشرق والغرب".
وفي الوقت نفسه، يتابع التقرير مبرزا أنّ "آل حفتر يُراقب الأمور، ويقيّمون الوضع وإن كانوا يستطيعون استغلال السخط في الغرب. فهم يسيطرون على برلمان الشرق وحقول النفط ونسبة 80 في المئة من البلاد. وفشل حصارهم الدموي في عام 2020 لطرابلس، لكنهم قاموا منذ ذلك الوقت باستمالة حلفائهم على أمل العودة".
وأوضح: "يقال إن أنصارهم في الزاوية والزنتان يتحركون. وهناك تقارير عن تحركات في سرت وسط البلاد وغدامس قرب الحدود مع الجزائر، ربما من أجل حرف نظر الجماعات التي وقفت مع الدبيبة".
تجدر الإشارة إلى أنه خلال جلسة عقدها برلمان الشرق في 19 أيار/ مايو ببنغازي، ثاني مدن ليبيا ومعقل حفتر، أعلن الحاضرون عمّا وصفوه بـ"عدم شرعية حكم الدبيبة واقترحوا استبداله. وقام عدد من وزراء الدبيبة الذين خافوا من اقتراب ساعة الحساب بالاستقالة من مناصبهم".
واستطرد التقرير بالقول: "إن رئيس الوزراء الليبي أرسل عائلته إلى لندن، لكنه متمسك بالسلطة. وفي محاولة يائسة للظهور بمظهر المسيطر، استدعى أتباعه من مسقط رأسه مصراتة لتأمين الشوارع. ويقال إنهم أطلقوا النار على المتظاهرين. ومع بقاء مطار العاصمة الرئيسي تحت سيطرة الردع، أعاد فتح مطار طرابلس الدولي المعطل لأول مرة منذ سنوات".
وأردف: "تعهد بتحويل ثكنات الككلي في طرابلس إلى منتزه وتطهير العاصمة من ميليشياتها المتبقية، أو كما يسميهم بـ:سمك القرش. لكن بدونهم، قد يزداد نفوذه هشاشة"، مضيفا: "بدأ الليبيون والدبلوماسيون الأجانب يتحدثون عن حكمه بصيغة الماضي، ومع إعادة فتح المطار، فعلى الأقل لديه فرصة للنجاة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية ليبيا دبي ليبيا دبي حلم ليبيا المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
العربي الجديد: ضغوط داخلية وخارجية قد تُنهي عهد الدبيبة
???? تقرير تحليلي: ضغوط محلية ودولية قد تُنهي عهد الدبيبة وتُمهّد لتغيير القيادة
ليبيا – تناول تقرير تحليلي صادر عن القسم الإنجليزي في مجلة “العربي الجديد” القطرية، الضغوط المتزايدة التي يتعرض لها رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، وسط تساؤلات عن إمكانية حدوث تغيير سياسي جذري في ليبيا بفعل التطورات الأخيرة في العاصمة طرابلس.
???? تحولات محلية ودولية بعد العنف في طرابلس ????
التقرير الذي تابعته وترجمت أبرز ما ورد فيه صحيفة المرصد، أشار إلى أن الاشتباكات المسلحة الأخيرة في طرابلس ساهمت في كسر جمود سياسي مستمر منذ أربع سنوات، في بلد يعاني من الانقسام بين الشرق والغرب رغم ثرواته النفطية.
???? الدبيبة يواجه ازدراءً شعبياً ومطالب بالمحاسبة ????
ووفق التقرير، واجهت كلمة الدبيبة الأخيرة حالة ازدراء شعبي واسعة، مع تزايد الدعوات لمحاسبته ومحاسبة حكومته، إلى جانب رفض البرلمان ومطالب بإجراء انتخابات فورية دون الدخول في مرحلة انتقالية جديدة مدتها 24 شهرًا، اعتبرها المتظاهرون “24 سنة لا شهور”.
???? القاهرة وأنقرة تتفقان على دعم حكومة موحدة ????????????????
التقرير كشف عن تقارب غير مسبوق بين القاهرة وأنقرة بشأن ضرورة تشكيل سلطة تنفيذية موحدة تقود إلى انتخابات برلمانية ورئاسية متزامنة، في إطار عملية سياسية ليبية تُفضي إلى مصالحة وطنية شاملة، وهو ذات الموقف الذي بدأ يتبلور على الجانب الأوروبي أيضًا.
???? سيناريوهات مفتوحة.. وضغوط على الدبيبة للتنحي ????
أشار التقرير إلى وجود احتمالات بدفع أنقرة الدبيبة نحو التنحي مقابل منحه الحصانة، وهو ما يرفضه المحتجون الذين يطالبون بمحاسبته لا حمايته، في حين يبقى سيناريو عرقلة منح الثقة لرئيس وزراء جديد قائمًا، ما قد يطيل عمر الجمود السياسي ويمنح الدبيبة مزيدًا من الوقت لإعادة ترتيب صفوفه.
???? وسائل إعلام مغلقة وتراجع قدرة التأثير ????
تطرق التقرير أيضًا إلى إغلاق قناتين فضائيتين تابعتين لحكومة الدبيبة، الأمر الذي قلّص قدرته على الترويج لنفسه ومخاطبة الرأي العام، وسط تحذيرات من أن نفس التدخلات الأجنبية التي عرقلت جهود المصالحة سابقًا، قد تكون هذه المرة العامل الحاسم في فرض التغيير.
ترجمة المرصد – خاص