أعلنت الأمم المتحدة مساء الثلاثاء 08/08/2023 التوصل إلى تفاهم مع الحكومة السورية يتيح ايصال المساعدات لمدة ستة أشهر عبر معبر باب الهوى الحدودي إلى المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق، ما يثير مخاوف منظمات إنسانية من تراجع قدرتها على تأمين الدعم.

وطوال السنوات الماضية، شكل باب الهوى الحدودي مع تركيا المعبر الرئيسي لدخول المساعدات الإنسانية العابرة للحدود من دون موافقة دمشق بموجب قرار صادر من مجلس الأمن الدولي (2672).

وخلال الأسابيع الماضية، نبهت منظمات إنسانية عدة الى مخاطر مترتبة على السماح لدمشق بالتحكم في إدخال المساعدات، خشية تسييسها وحرمان المحتاجين منها.

وأعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن الأخير "يرحب بالتفاهم الذي تم التوصل إليه (..) بين الأمم المتحدة والحكومة السورية على مواصلة استخدام معبر باب الهوى لمدة ستة أشهر لايصال مساعدة إنسانية حيوية لملايين الأشخاص في شمال غرب سوريا".

وكان مجلس الأمن الدولي فشل الشهر الماضي في الاتّفاق على تمديد الآلية الرئيسية بإدخال المساعدات عبر باب الهوى بعدما استخدمت موسكو أبرز داعمي دمشق، حق الفيتو، وإصرار الأمم المتحدة وغالبية أعضاء المجلس على ضرورة تمديد الآلية سنة واحدة على الأقلّ.

وعلى وقع انقسامات مجلس الأمن، أعلنت دمشق، التي طالما اعتبرت إدخال المساعدات من دون موافقتها خرقاً لسيادتها، أنها ستسمح بعبور المساعدات الأممية لمدة ستة أشهر عبر باب الهوى الذي تسيطر عليه هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، التي تصنفها دول غربية ودمشق "إرهابية".

ووضعت دمشق في حينها شرطين يتمثل الأول بعدم تواصل الأمم المتحدة مع كيانات "إرهابيّة"، على أن تشرف اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري على توزيع المساعدات. 

وأوضح بيان الأمم المتحدة أن التفاهم الجديد مع الحكومة السورية يسمح لها ولشركائها "مواصلة ايصال الدعم الإنساني العابر للحدود بالحجم اللازم وبطريقة (..) تتيح التواصل مع كافة الأطراف بهدف وصول المساعدات وتحمي استقلالية عمل الأمم المتحدة".

وكانت منظمات دولية أعربت عن خشيتها السماح لدمشق بالتحكم بإدخال المساعدات إلى مناطق خارج سيطرتها، ما قد يعرقل العمل بالقرار الدولي الذي أتاح طوال السنوات الماضية استقلالية ايصال الدعم.

وأعربت منظمة الإغاثة الدولية في بيان الأربعاء عن "قلقها إزاء إزالة الاستقرار والأمان الذي كان يضمنهما قرار مجلس الأمن الدولي وتأثيره على قدرة المنظمات الإنسانية على العمل بفعالية".

وشددت على أن قرار مجلس الأمن كان "يُشكل الضمان الوحيد الذي طمأن مجتمعات شمال غرب (سوريا) بإمكانية الوصول إلى دعم حيوي بدعم وحماية المجتمع الدولي".

ويقطن نحو ثلاثة ملايين شخص، غالبيتهم من النازحين، مناطق سيطرة الهيئة في محافظة إدلب، بينما يقيم 1,1 مليون في مناطق الفصائل الموالية لأنقرة المحاذية في شمال حلب. ويحتاج سكان تلك المناطق المكتظة بمخيمات النازحين مساعدات ملحة.

وكانت دمشق وافقت بعد الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في شباط/فبراير على فتح معبرين حدوديين آخرين مع تركيا لفترة موقتة. وأعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء تمديد العمل بهما حتى تشرين الثاني/نوفمبر.

المصدر: شبكة الأمة برس

كلمات دلالية: الأمم المتحدة مجلس الأمن باب الهوى

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: تضاؤل ​​المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية يحرم سكان غزة من سبل العيش

حذر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، من أن تضاؤل المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية، يترتب عليه حرمان سكان غزة من سبل العيش.

وقال دوجاريك، في تصريحات للصحفيين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، إنه مر 17 أسبوعا منذ دخول الوقود إلى غزة وهو نقص حاد أجبر مجمع الشفاء الطبي على تعليق خدمات غسيل الكلى وتقليل خدمات وحدة العناية المركزة لبضع ساعات فقط يوميا.

وأوضح دوجاريك أن مستشفيات أخرى، بما في ذلك مستشفى الأقصى في دير البلح تعرضت للهجوم، حيث أفادت منظمة الصحة العالمية بقصف خيمة تؤوي مدنيين نازحين في ساحتها.

وأشار إلى أنه خلال الـ48 ساعة الماضية، قصفت أيضا 5 مبان مدرسية تؤوي عائلات نازحة، مما أسفر عن وفيات وإصابات، بينما أدى أمر إخلاء جديد صدر في السودان إلى نزوح 1500 عائلة من شمال غزة.

من جانبها، وصفت أولجا شيريفكو المسؤولة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أوتشا، الأوضاع التي تعيش فيها العائلات في غزة بأنها تعيش في رعب، وقالت الشيء الوحيد الذي يشغل بالهم الآن هو وقف إطلاق النار وإحلال السلام أخيرا.

وطالبت شيريفكو، إسرائيل بفتح جميع المعابر الحدودية والسماح بتدفق مستمر وكاف للمساعدات الإنسانية، وأضافت ما نحتاج إليه لمعالجة حالة الطوارئ على الأرض، هو إعادة فتح معابر إضافية، والسماح بدخول الإمدادات عبر ممرات متعددة، وإزالة القيود المفروضة علينا لتوصيل الإمدادات إلى المحتاجين.

وحذرت من أنه ما لم تتغير الظروف بسرعة، ستستمر الخدمات الأساسية في التوقف وقد تتوقف الاستجابة الإنسانية الأوسع تماما، مشيرة إلى أنه ما لم يتغير الوضع مستقبلا، تتوقف العملية الإنسانية برمتها.

اقرأ أيضاًالأمم المتحدة: فرصة منع وقوع المجاعة في غزة تتضاءل بسرعة

الأمم المتحدة: المستوطنات الإسرائيلية عقبة أمام السلام

الأمم المتحدة: لا حياة في غزة والوضع مروع ويزداد سوءًا يوما بعد يوم

مقالات مشابهة

  • دوجاريك: بعض الدول تنتهك ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي
  • الأمم المتحدة: احتجاز بشير العكرمي في تونس تعسفي ينتهك القانون الدولي
  • الأمم المتحدة تحذر من انتهاكات للقانون الدولي والميثاق
  • الأمم المتحدة : مؤسسة غزة الإنسانية فخ موت مصمم للقتـ ل أو التهجير
  • الأمم المتحدة تدعو المجتمع الدولي إلى زيادة حجم الاستثمارات في سوريا
  • محاضرة حول دور نمذجة البناء في تطوير مشاريع المدن الذكية
  • مكتب مؤسسة غزة الإنسانية المشبوهة في سويسرا يواجه الإغلاق
  • الحكومة السويسرية تأمر بحل مؤسسة غزة الإنسانية
  • باكستان تتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي
  • الأمم المتحدة: تضاؤل ​​المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية يحرم سكان غزة من سبل العيش