المواطن السوداني بين الجنجويد وكابتن ماجد. !!

رشا عوض

اكبر كارثة في حياة السودانيين هي الحرب في حد ذاتها! هي اس البلاء ومنبع الشقاء والالم والمذلة  والمعاناة للملايين المكتوين بنيرانها!

لكن هناك آلة اعلامية فاجرة تحاول مغالطة المواطنين السودانيين لإقناعهم بان كارثتهم ليست الحرب ! وهدفهم لا يجب ان يكون ايقاف الحرب! بل مشكلتهم هي الجنجويد وهدفهم يجب ان يكون القضاء على الجنجويد واعدامهم فردا فردا!

يعني باختصار يجب ان يطالب المواطن السوداني الجائع والنازح واللاجيء والمذعور تحت القصف والدانات والرصاص بعدم التفاوض بحثا عن حل سلمي، ويطالب باستمرار الحرب الى اجل غير مسمى حتى لو لمائة عام !!

الجنجويد مشكلة ، والجيش مشكلة، ومليشيات الكيزان مشكلة، ولكن الحل العقلاني والانساني المنحاز للمواطن فعلا هو ايقاف الحرب،  ثم الانخراط في عملية سياسية تأسيسية لحل كل المشاكل في الدولة السودانية بوسائل سلمية وديمقراطية.

وكما ذكرت في البوست السابق لا يوجد سبب منطقي واحد للزعم بان مشكلتنا الوحيدة هي الجنجويد وبزوالهم سيتحول السودان الى جنة نعيم تحت سيطرة الجيش والكيزان،

من الناحية العملية ،  الان الجيش والكيزان فاقدان السيطرة ، سيطرة الجيش تنحسر على الارض يوما بعد يوم، وحدود سيطرة الكيزان هي تخويف البرهان من التفاوض ،وتصويب اللعنات للتفاوض خداعا للمساكين الذين يرغبون في الزج بهم في الحرب،  وحتى في هذه المهمة الخائبة لم ينجحوا ! لان البرهان يتفاوض سرا! والكيزان ايضا يتفاوضون سرا ، والاستنفار فشل!

ولكن حتى عندما  كان الكيزان والجيش مسيطرين على السودان سياسيا وعسكريا واقتصاديا سيطرة محكمة وبقبضة حديدية ماذا كانت النتيجة؟

كانت اهم واخطر منتجات عهدهم الميمون جنجويد موسى هلال، ثم الدعم السريع الذي انقلب عليهم الان، وانت يا مواطن يا مسكين دائما تدفع الثمن من دمك ومالك وعرضك في صراعات عسكرية على السلطة هدفها النهائي هو قمعك ونهب مواردك!

ولذلك يجب ان لا تكون وقودا لحربهم الاجرامية هذه! لا تسمح لمحتال بان يخدعك  ويقول ليك يجب ان تصطف مع الجيش لانه افضل من الدعم السريع بدليل انك تهرب من مناطق سيطرة الدعم السريع الى مناطق سيطرة الجيش!

“دا كلام عبيط واهبل ” بصراحة! لماذا؟

مهلا،  انت هربت من الخرطوم الى الجزيرة وفي ذلك الحين كانت تحت سيطرة الجيش اليس كذلك؟

ماذا حدث بعد ذلك؟ الدعامة هجموا على الجزيرة التي كان يسيطر عليها الجيش! ولكن الجيش فقد السيطرة في زمن قياسي وقام جاري قبل المواطنين!

نزح بعض الهاربين من الجزيرة الى سنجة وهي منطقة سيطرة جيش وفيها حامية عسكرية ، ايضا هاجمها الدعامة وفي زمن قياسي الجيش قام جاري قبل المواطنين، ونفس الفيلم تكرر في جبل موية و الدندر والسوكي وليس هناك ما يمنع تكراره في مدن اخرى ما دامت الحرب مستمرة!

الى متى يظل المواطن نازحا من مدينة الى اخرى والجنجويد بانتهاكاتهم الفظيعة  خلفه وكابتن ماجد راكضا امامه ؟

بذات القدر الذي يجب ان نرفض به تقليد الجيش وساما سياسيا مجانيا على اساس اسطوانة ” فرار المواطنين لمناطق سيطرة الجيش” يجب ان نرفض منح الدعم السريع وساما سياسيا بسبب انتصاره العسكري لانه ارتكب انتهاكات ضد الابرياء ! لا بيعة سياسية لاي طرف عسكري في هذه الحرب!

الدرس المستفاد من كل  ذلك ان لا امان ولا استقرار للمواطن الا اذا تحقق السلام وتوقفت الحرب نهائيا، فالمواطن اصلا يهرب من مناطق الحرب الى المناطق التي ليس فيها حرب ، واقع الحرب مؤلم وطارد بدليل ان هناك من يهرب من مناطق سيطرة الجيش نفسها خوفا من الدانات والرصاص الطائش وانهيار الخدمات ، المواطنون الذين ما زالوا في منازلهم في الثورات والحتانة والجرافة وغيرها من مناطق سيطرة الجيش في امدرمان ،  يشكون مر الشكوى من الحياة تحت وطأة التدوين المتبادل بين الجيش والدعم السريع وغالبيتهم اجبرهم الفقر على البقاء لانهم ببساطة لا يملكون مالا للسفر خارج السودان ولا يملكون مالا للايجار في ولايات لم تصلها الحرب، يعيشون في منازلهم متوقعين سقوط دانة فوق منزلهم في اي لحظة او فقدان طفل او شاب ارسلوه للسوق!  حتى ولايات الشرق والشمال  التي لم تصلها الحرب تأثرت اقتصاديا وارتفعت تكلفة المعيشة فيها  مما جعل الناس يغادرونها الى خارج السودان، النازحون من الخرطوم سرعان ما يكتشفون ان تكلفة الايجار والمعيشة في مناطق سيطرة الجيش اغلى وبما لا يقاس  من تكلفة المعيشة في مصر او يوغندا  او كينيا، فالهروب ليس فقط من مناطق الدعم السريع  بل من كل السودان وسبب فرار السودانيين من وطنهم هو الحرب في حد ذاتها ، لذلك مصلحة المواطن الذي يريد الامان والاستقرار هي ايقاف الحرب واحلال السلام، يجب ان لا يشتري عاقل حكاية مناطق سيطرة الجيش لانها سيطرة وهمية مهددة بالزوال في اي لحظة ، ولو كانت سيطرة حقيقية كان المفترض ان يتصدى الجيش للدعم السريع خارج حدود مدني  وسنجة وسنار  وجبل موية ويصد هجومه او يشتبك معه في الطرق المؤدية الى تلك المدن وتدور الحرب بعيدا عن المواطنين لان هناك جيشا حاميا لهم، سيطرة الجيش يتم امتحانها في حالة الحرب اي عندما تتعرض مناطق سيطرته لهجوم مسلح،  ولذلك موضوعيا لا نستطيع ان نطمئن لشيء اسمه مناطق سيطرة الجيش لانها سقطت فعلا في الامتحان  مرات عديدة وهي مهددة بالسقوط لو امتحنت مجددا في مناطق سيطرته الحالية ، وهذا السبب يبطل حجة الضلاليين الذي يريدون منح شرعية سياسية للجيش ومن ورائه الكيزان بترديد اسطوانة مشروخة اسمها الامن والامان في مناطق سيطرة الجيش !

الامن والامان فقط في ايقاف الحرب وتحقيق السلام المستدام ، وفي ظل السلام يجب ان نكدح في سبيل بناء   مؤسسات الوطن المدنية والعسكرية حتى لو استغرقت عملية البناء مائة عام، اصحاب الضمائر والبصائر هم من يتمنون لشعوبهم مئات الاعوام من السلام ، اما اصحاب العاهات الفكرية والاخلاقية فهم من يتمنون لها مائة عام من الحرب والدمار!

الوسومالجيش الدعم السريع حرب السودان

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجيش الدعم السريع حرب السودان

إقرأ أيضاً:

السودان.. مقتل 6 جنود للقوات الأممية و«الدعم السريع» تعلّق!

ردّت قوات الدعم السريع في السودان، على ادعاءات الجيش باستهداف مقر الأمم المتحدة بمدينة كادقلي في ولاية جنوب كردفان، واعتبرت هذه المزاعم ملفقة ولا أساس لها من الصحة.

ونفت قوات الدعم السريع، في بيان تلقت نسخة منه، استخدام طائرات مسيرة أو أي وسيلة عسكرية لاستهداف المقر، ووصفت الادعاءات بأنها محاولة يائسة لتلفيق اتهامات واهية ضدها، مؤكدة أن سجلها خالٍ من أي اعتداءات على المنظمات والبعثات الدولية.

وأبرز البيان أن قوات الدعم السريع لديها مواقف موثقة في حماية المنشآت الأممية وضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني، ودعت جميع المنظمات الدولية إلى تحري الدقة والموثوقية عند تقييم المعلومات والاتهامات، لا سيما تلك الصادرة عن مجموعة بورتسودان الانقلابية.

وأكدت القوات أنها ملتزمة بحماية المؤسسات الدولية، وأن أي مزاعم بشأن تورطها في الهجوم على مقر الأمم المتحدة بمدينة كادقلي غير صحيحة وتعكس أهدافًا مكشوفة لتشويه صورتها.

الأمم المتحدة تدين الهجوم على قاعدة يونيسفا بالسودان وتطالب بالمساءلة

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مقتل 6 أفراد من قوات حفظ السلام وإصابة 8 آخرين، في غارة جوية بطائرة مسيرة استهدفت قاعدة لوجستية تابعة للأمم المتحدة في مدينة كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان وسط السودان.

أوضح غوتيريش أن جميع الضحايا يحملون الجنسية البنغلاديشية، وهم ضمن قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي (يونيسفا)، مؤكدًا أن الهجوم “غير مبرر” ومعتبرًا أن استهداف أفراد قوات حفظ السلام قد يشكل جرائم حرب بموجب القانون الدولي، ودعا إلى محاسبة المسؤولين فورًا.

في المقابل، شدد الجيش السوداني على مواصلة عملياته العسكرية ضد قوات الدعم السريع، مؤكدًا في بيان رسمي التزامه بتحرير كل شبر من أراضي السودان والدفاع عن سيادته، في وقت يستمر فيه القتال بين الطرفين للسيطرة على مقار حيوية.

وتأتي هذه التطورات في سياق الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص، بعضها إلى دول الجوار، وتسببت بأزمة إنسانية تعد من الأشد على مستوى العالم، وفق الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.

مقالات مشابهة

  • السودان.. مقتل 6 جنود للقوات الأممية و«الدعم السريع» تعلّق!
  • الجيش السوداني يتهم «الدعم السريع» بقتل جنود أمميين في كادقلي
  • النفط يُحمى.. والشعب السوداني يترك للمجهول!
  • فرض عقوبات على قادة الدعم السريع السوداني
  • الجيش السوداني يُدمر ارتكازات ومعدات عسكرية للدعم السريع
  • الجيش السوداني: ماضون في مسيرة تحرير الوطن والدفاع عن سيادته
  • البرهان يناور بذكاء ويتوعد الدعم السريع
  • جنوب السودان يتولى أمن حقل هجليج النفطي بعد سيطرة الدعم السريع
  • هل قتلت قوات الدعم السريع الصحفي السوداني معمر إبراهيم؟
  • جوتيريش: سنلتقي ممثلين عن الجيش السوداني والدعم السريع في جنيف