كيف تخطط السعودية لطرد إيران وروسيا من سوق الغاز الأوروبي؟
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
قال خبير في مجال الطاقة إن السعودية استغلت غياب إيران وروسيا عن سوق التصدير وتسعى للهيمنة على سوق الغاز والمنتجات البتروكيماوية لهذين البلدين.
وتحدث مير قاسم مؤمني، لوكالة إيلنا العمالية، حول المشروع السعودية لتطوير حقول الغاز: يتطلب تصدير الغاز الكثير من التدابير والبرامج الخاصة وفقًا للسياسات العالمية، ناهيك عن أن نقل منتجات الغاز أكثر صعوبة من النفط .
يمكن نقل النفط وتسليمه إلى الوجهة عن طريق السفن والشاحنات، لكن لا يمكننا اتباع هذه الطريقة مع الغاز.
وأضاف: باعتبارها أكبر منتج ومصدر للنفط، استطاعت السعودية أن تكتسب دورها ومكانتها في العالم بفضل قدراتها في هذا الميدان. أما فيما يتعلق بالغاز الروسي، يجب أن تكون قطر وإيران اللاعبين الرئيسيين، لكن الواقع لا يوحي بذلك. فالأخيرة خرجت من السوق بسبب العقوبات، روسيا وقطر موجودتان في السوق، لكن موسكو تواجه حاليا نفس المشكلة التي تواجهها طهران بسبب العقوبات الأوروبية والأميركية، ويحاول الأوروبيون تقليل اعتمادهم على الغاز الروسي. وفي ظل هذا الوضع، لا تستطيع قطر وحدها تلبية احتياجات أوروبا، لهذا السبب تحاول السعودية الاستثمار في إنتاج الغاز ولعب دور مهم في إنتاجه وتلبية احتياجات أوروبا.
وأردف الخبير في مجال الطاقة: على سبيل المثال، تظهر منصات استخراج الغاز من حقل آرش، والتي تتنازع عليه إيران والسعودية والكويت، أن الدول المهتمة تولي اهتماما لقضية الغاز. ولهذا تعتزم الرياض الاستفادة الكاملة من السوق الحالي لهذا المنتج الاستراتيجي ومنتجات الغاز من خلال إنتاج الغاز ومشتقات الغاز والبتروكيماويات واستثمرت وخططت لدخول السوق الأوروبية.
وأوضح قاسم مؤمني: تقوم السعودية الآن بتنفيذ هذا المشروع وتقوم الشركات الأوروبية أيضًا بإعداد البنية التحتية والاستثمار والاستكشاف واستخراج موارد جديدة. تم تحديد مناطق مختلفة وقياس القدرات فيها. وتم التحقيق في حجم الاحتياطيات وقيمة الاستثمار، بحيث أصبح لديهم الآن مشاريع لاستخراج الغاز في مياه الخليج وتحت قاع البحر، وكذلك المناطق الهامشية والداخلية.
وأعلنت المملكة العربية السعودية مؤخراً عن اكتشاف 7 حقول جديدة للنفط والغاز، قائلة إن هذه الاكتشافات الجديدة ستجلب احتياطيات كبيرة من النفط العربي الخفيف والغاز الطبيعي ومكثفات الغاز إلى هذا البلد.
وتأتي هذه الاكتشافات بينما أعلنت أرامكو في وقت سابق من الشهر الجاري أنها وقعت عقودا بقيمة تزيد على 25 مليار دولار للمرحلة الثانية من تطوير حقل الجافورة للغاز والمرحلة الثالثة من تطوير شبكة الغاز الرئيسية لديها. وتأتي هذه الاكتشافات بعد التأكد من وجود احتياطيات كبيرة من الغاز في حقل الجافورة في فبراير 2024.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار
إقرأ أيضاً:
عاجل. "شريان الطاقة" الإيراني: إسرائيل تستهدف حقل بارس الجنوبي للغاز
يمثل قطاع الغاز الطبيعي أحد أعمدة الاقتصاد الإيراني، لا سيما في ظل العقوبات الأميركية المشددة التي خنقت الصادرات النفطية منذ عام 2018. اعلان
أفادت وسائل إعلام إيرانية بوقوع حريق في حقل بارس الجنوبي للغاز، الواقع في ميناء كنغان بمحافظة بوشهر جنوب البلاد، عقب غارات جوية إسرائيلية. وأكدت وكالة أنباء "فارس" أن "الكيان الصهيوني استهدف منشآت حيوية داخل الحقل"، في تطور يحمل دلالات استراتيجية نظراً إلى الأهمية الاقتصادية البالغة لهذا الحقل بالنسبة لإيران.
ولاحقاً، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول قوله: "هاجمنا حقلا إيرانيا آخر للغاز بعد بوشهر والبنى التحتية الوطنية على القائمة". وأشارت الهيئة عينها الى أن "الهجوم على حقل غاز بوشهر نفذ بمسيرة لتوجيه رسالة لإيران بأنه يمكن مهاجمة أهداف مماثلة".
ركيزة الاقتصاد الإيراني تحت الناريمثل قطاع الغاز الطبيعي أحد أعمدة الاقتصاد الإيراني، لا سيما في ظل العقوبات الأميركية المشددة التي خنقت الصادرات النفطية منذ عام 2018. وتُعد إيران واحدة من أكبر الدول من حيث احتياطيات الغاز الطبيعي، حيث تملك أكثر من 33.7 تريليون متر مكعب، ما يضعها في المرتبة الثانية عالمياً بعد روسيا.
رغم ذلك، فإن العقوبات ونقص الاستثمارات حالا دون استغلال هذه الثروة بشكل كامل. فبينما تمتلك إيران 17% من الاحتياطيات العالمية المؤكدة، لا تتجاوز حصتها من الإنتاج العالمي 5% فقط، وفق بيانات شركة النفط الوطنية الإيرانية.
Relatedإيران تهدد بإغلاق مضيق هرمز: هل يصبح نفط العالم وحرية الملاحة رهينة بيد طهران؟الاختراق الصامت: كيف ساهم الداخل الإيراني في نجاح الضربات الإسرائيلية؟فيديو: صواريخ إسرائيل وإيران في سماء السويداء السوريةحقل بارس الجنوبي: جوهرة الطاقة الإيرانيةيشكل حقل بارس الجنوبي - الذي تتقاسمه إيران مع قطر تحت اسم "حقل الشمال" - أكبر حقل غاز طبيعي في العالم، وتبلغ مساحته الإجمالية نحو 9,700 كيلومتر مربع، منها 3,700 ضمن المياه الإقليمية الإيرانية. وقد تم اكتشافه في عام 1971 وبدأ الإنتاج الفعلي منه عام 1989، بحسب وكالة الطاقة الدولية.
يضم هذا الحقل وحده ثلثي احتياطي الغاز الإيراني تقريباً، ويُعد مركز الثقل في خطط إيران لمواصلة صادرات الغاز، سواء عبر شبكات الأنابيب أو صفقات "الأساطيل المموهة" للالتفاف على العقوبات.
يشكل الهجوم ضربة مباشرة للعمود الفقري للاقتصاد الإيراني، في وقت تواجه فيه البلاد تحديات خانقة داخلياً وخارجياً. فاستهداف منشآت كهذه لا يمثل فقط تصعيداً عسكرياً، بل تهديداً لمنظومة الإنتاج والاستقرار الاقتصادي الذي لا يزال هشاً بفعل العقوبات والضغوط الغربية.
وفي ظل اعتماد طهران المتزايد على الغاز لتأمين عائدات مالية في ظل تراجع صادرات النفط، فإن أي خلل في هذا القطاع ستكون له تداعيات عميقة، داخلياً على المواطن الإيراني، وخارجياً على قدرة إيران على الحفاظ على دورها كمصدر للطاقة في المنطقة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة