التفاهة في وسائل الإعلام: مسؤولية المجتمع في زمن الأزمات
في زمن أصبحت فيه التفاهة تنتشر بشكل مقلق، يطرح البعض تساؤلات حول من الذي أقنع هؤلاء المقفلين بأنهم مفكرون وقادة للمجتمع؟ في الولايات المتحدة وكندا والدول الأوروبية، انتشرت مؤخرًا لوحات تعبيرية كتب عليها: “توقفوا عن جعل الأغبياء مشاهير” (Stop making stupid people famous).
بعد ان قرأنا ماكتبه الن دولون فاننا لو قمنا بجولة على حسابات المشاهير الجدد في بعض مواقع التواصل الاجتماعي، لوجدنا أنها تشترك في سمة واحدة: صناعة التفاهة أو ما يُطلق عليه “الاستهبال”. من القفز والرقص إلى الصراخ وإصدار الأصوات الغريبة، وحتى الحديث بكلام لا معنى له، يمكنك فعل ذلك وستجد من يصفق لك. مع تجاوز عدد متابعيك المليون، ستنهال عليك عروض الاستضافة في وسائل الإعلام والمهرجانات. وماذا بعد ذلك؟ أخلاق تنحدر، ثقافة تتسطح، وجيل يضيع. ومن المسؤول عن هذا؟ نحن جميعًا، أفرادًا ومؤسسات ومجتمع.
يجب علينا التوقف عن جعل الأغبياء مشاهير من خلال الامتناع عن نشر محتوياتهم والترويج لهم. نحن جميعًا مسؤولون عن هذا الانحدار الثقافي، وعلينا أن نتخذ موقفًا. لقد فكرنا بأن يحتوي على مقدمة راعينا فيها تضع القارئ في السياق، مما يجعله أكثر إقناعًا وجاهزية للاستيعاب .
لعلكم قد تداركتم ان كتاب المفكر الكندي آلان دونو “نظام التفاهة” قد أثار جدلًا واسعًا وما زال يشغل الناس حتى يومنا هذا. والنص أعلاه يتناول قضية هامة للغاية، وهي ظاهرة انتشار التفاهة في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وكيف أن الأشخاص الذين يقدمون محتوى سطحيًا وغير ذي قيمة يحققون شهرة واسعة ويصبحون مؤثرين في المجتمع. دونو في كتابه يسعى لتسليط الضوء على هذه الظاهرة ويحذر من آثارها السلبية على الثقافة والمجتمع بشكل عام.
الفكرة المحورية في النص هي أن الترويج للتفاهة وتصدر الشخصيات التافهة للمشهد الإعلامي والاجتماعي أمر خطير يؤثر سلبًا على الأجيال الناشئة، مما يؤدي إلى تدهور الأخلاق وتسطح الثقافة وهدم بنيات المجتمع. كما يشير النص إلى أن هذه الظاهرة ليست مقتصرة على دولة أو منطقة معينة، بل هي منتشرة على نطاق واسع حتى في المجتمعات المتقدمة مثل الولايات المتحدة وكندا والدول الأوروبية.
النص يدعو إلى التوقف عن تمجيد وترويج مثل هذه الشخصيات من خلال الامتناع عن النشر والترويج لهم. المسؤولية تقع على عاتق الجميع، سواء كانوا أفرادًا أو مؤسسات أو مجتمعات. الحل يكمن في تعزيز الوعي الجماعي، ونشر الثقافة التي تحترم القيم والمعايير الحقيقية، عليه ومن خلال ما يشير اليه آلان دونو في كتابه، يمكننا ان نفهم أن التفاهة أصبحت نظامًا قائمًا بحد ذاته، وهو ما يجب التصدي له عبر تبني وعي نقدي يعيد الاعتبار للقيم الاجتماعية والمعايير الحقيقية في المجتمع.
ختاماً، نامل ان يكون هذا النص أكثر وضوحًا وتنظيمًا، وان يكون قد قدم رسالة متكاملة تدعو للتوقف عن ترويج التفاهة وتقديم الحلول الممكنة. وقد راعينا في العنوان الجديد ان يعكس المحتوى بشكل أفضل..
عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة
osmanyousif1@icloud.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً: