زنقة20| علي التومي

أثبتت التساقطات المطرية الأخيرة التي شهدتها العيون وضواحيها صلابة البنية التحتية التي باتت تتميز بها كبرى مدن الصحراء المغربية، حيث ابرزت وظيفتها مع أول قطرة ماء سقطت وسط شوارع المدينة.

وفي اليوم التالي، ظهرت شوارع العيون وهي خالية من مياه الأمطار التي خلفتها التساقطات، حيث تمكنت البالوعات الممتدة على طول شوارع المدينة من إبتلاع المياه بسرعة فائقة وفسح الطريق امام المارة والسيارات وووسائل النقل بكل أشكالها، دون ادنى عراقيل.

وبالرغم من التساقطات التي شهدتها العيون والأقاليم المجاورة لها الساعات الماضية، إلا أن المدينة التي تتربع على عرش مدن الصحراء، سجلت صفر حادثة، واستطاعت ان تثبت من جديد انها عاصمة اقاليم جنوب المملكة بإمتياز.

وعلى خلاف باقي المدن الجنوبية، تشهد مدينة العيون منذ تعيين الوالي عبد السلام بكرات، ثورة تنموية مستمرة غير مسبوقة يلازمها تدبير ترابي جيد اثبت وقعه بكبرى حواضر الصحراء المغربية، وشمل شتى المجالات، الأمر الذي جهل مدينة العيون غصة في حلق أعداء الوطن ونموذجا حقيقيا للتنمية المستدامة والحكامة الجيدة.

المصدر: زنقة 20

إقرأ أيضاً:

رفح.. المدينة التي تحولت إلى أثرٍ بعد عين

بعد عام كامل على بدء العملية العسكرية الإسرائيلية على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، لم تعد تُسمع فيها أصوات الحياة، بل حلّ محلها دويّ الانفجارات وهدير الجرافات وهي تلتهم ما تبقّى من المنازل والذكريات، مغيرة بذلك ملامح المدينة بالكامل.

تُظهر مقاطع فيديو نشرها جنود الاحتلال ووسائل إعلام عبرية حجم الدمار الكارثي الذي حلّ بأحياء سكنية كاملة؛ مبانٍ سُوِّيت بالأرض، شوارع دُمّرت بالكامل، ومعالم اندثرت كما لو أنها لم تكن يوما موجودة.

كل شيء مدمر بشكل كامل.. مشاهد تظهر حجم الدمار الذي خلفه الاحتلال في #رفح جنوب قطاع #غزة pic.twitter.com/8MzYnOuU4o

— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) May 12, 2025

أثار العديد من مقاطع الفيديو المنتشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي صدمة وغضبا واسعين بين مغردين فلسطينيين وعرب، بعدما أظهرت حجم الدمار الواسع والكبير الذي ألحقه الاحتلال الإسرائيلي بالأحياء السكنية في مدينة رفح.

ووصف المغردون ما يحدث بأنه جريمة موثقة بكاميرات الجنود، لا تُخفى، بل تُعرض على العالم بوقاحة على أنها "إنجازات عسكرية"، في مشهد يُقلب فيه الحق باطلا، وتُروَّج فيه الإبادة كنوع من الانتصار.

وتعليقا على هذه المقاطع، قال الناشط خالد صافي إن الاحتلال الإسرائيلي ما زال يوثق جريمته في مدينة رفح ويعرضها على العالم كأنها مجدٌ يُتفاخر به لا مجزرة تُدان، مشيرا إلى أن جنود الاحتلال لا يخفون أفعالهم، بل يصوّرونها بكاميراتهم، ويوثّقون الإبادة التي ارتكبوها بحق مدينة كاملة، ويجوبون أنقاضها بوجوه تتشح بالزهو لا بالخزي.

ما زال المجرم يوثق جريمته..
ويعرضها على العالم كأنها مَجدٌ يُتفاخر به لا مجزرة تُدان.
جنود الاحتلال لا يخفون أفعالهم، بل يصوّرونها بكاميراتهم، يوثقون الإبادة التي ارتكبوها بحق مدينة كاملة، ويجوبون أنقاضها بوجوهٍ تتشح بالزهو لا بالخزي.
فيديو نشره أحد الجنود يكشف ما لا يحتاج إلى… pic.twitter.com/sfF0ZgMRn5

— Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) May 12, 2025

إعلان

ورأى مغردون أن ما يحدث في رفح ليس مجرد احتلال أو اجتياح، بل "إزالة جغرافية كاملة" لإحدى محافظات القطاع الخمس، التي كانت تُشكّل بوابته الوحيدة نحو العالم، ونقطة اتصاله بالجغرافيا العربية.

كما أشاروا إلى أن هذا المسح لا يعني دمارا آنيا فقط، بل يُمثّل تعقيدا هائلا لأي محاولة مستقبلية لإعادة إعمارها، إن انتهت الحرب وسُمح بذلك أصلا.

وأكد آخرون أن رفح لم تُهدم فقط، بل أُعدِمت هويتها بالكامل، في ظل مواصلة الآليات الإسرائيلية تدمير أحيائها بشكل ممنهج وسريع، بعيدا عن الأضواء، وخارج نطاق التغطية الإعلامية.

شركات مدنية اسرائيلية تهدم ما تبقى في رفح pic.twitter.com/gJJ6Y73gQ9

— alam_mohaier83 (@alam_mohaier83) April 23, 2025

وأوضح عدد من المغردين أن رفح قد انتهت، ولم يبقَ من اسمها إلا "جنوب محور موراغ"، كما تسميها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية. وكأن رفح بتاريخها وأحيائها ومآذنها وأسواقها ومساجدها وذكريات أهلها لم تكن أبدا.

وعلّق أحد النشطاء قائلا: "مدينة كاملة مُسحت، بيوت سُوِّيت بالأرض، شوارع دُكّت، أرواح صعدت بلا وداع، ومعالم اندثرت في صمت عالمي مخزٍ".

أما آخرون، فقد وصفوا رفح بـ"المدينة المنسية على هامش الخريطة"، حيث صمت الشوارع أبلغ من كل صراخ، وحيث يُدفن الحلم قبل أن يولد. بين أنقاضها تنكسر الأرواح كما تنكسر الحجارة تحت أقدام العابرين.

واعتبر مدونون أن رفح اليوم ليست مجرد مدينة أُزيلت عن الخارطة، بل شاهد على جريمة إبادة، جريمة محو جغرافي وتطهير عرقي كامل.

وتساءل مدونون آخرون: "هل نسينا أن مدينة تُباد أمام أعيننا؟ هل فقد الإعلام العالمي حسّه الإنساني إلى هذا الحد؟".

مقالات مشابهة

  • عمدة لافوينتيفنتورا يزور المركز الجهوي للاستثمار بالعيون ويُبدي اهتمامه بالفرص الواعدة في كبرى حواضر الصحراء
  • من معقل للإنفصال إلى شريك استراتيجي.. الكناري تعزز أواصر التعاون مع أقاليم الصحراء المغربية
  • رفح.. المدينة التي تحولت إلى أثرٍ بعد عين
  • فرنسا تستثمر 150 مليون يورو في الصحراء المغربية دعماً لسيادة المملكة
  • العيون تستقبل “رحلة الشمس” برسالة بيئية من قلب الصحراء المغربية إلى العالم
  • فرنسا تعتزم تمويل "استثمارات مهمة" في الصحراء المغربية
  • مشاريع استراتيجية ترسم معالم الداخلة عمق الصحراء المغربية
  • بوروندي تجدد دعم السيادة الترابية للمملكة المغربية
  • مراكش تحتضن النسخة الـ25 من أسبوع القفطان احتفاء بالصحراء المغربية
  • فرنسا تعلن نيتها تمويل مشاريع بقيمة 150 مليون يورو في الصحراء المغربية