بعد إحالة أوراق سفاح التجمع.. ماذا يفعل المفتي عندما يستلم قضايا الإعدام؟
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
قامت محكمة جنايات القاهرة اليوم السبت 24 أغسطس 2024، بإحالة أوراق محاكمة سفاح التجمع إلى فضيلة مفتي الجمهورية، وتم تحديد جلسة 12سبتمبر المقبل للنطق بالحكم، ويُحاكم المدعو كريم سليم المعروف بسفاح التجمع بتهمة قتل 3 سيدات ومعاشرتهن قبل وبعد القتل، بالإضافة إلى إلتقاط مقاطع فيديو لهن خلال تعذيبهم والتعدي عليهن.
المفتي: مؤتمر الأوقاف يُعدُّ الأول من نوعه على المستوى الدولي إحالة أوراق "سفاح التجمع" للمفتي
"بوابة الوفد " رصدت في محاولتها لاستقراء المراحل القادمة رحلة تقرير المفتي منذ أن تُحال إليه أوراق الإعدام من محكمة الجنايات وحتى عودتها إليها مرة أخرى، حامله تأييد المفتي لحكم المحكمة أو رافضه له.
تتسلم دار الإفتاء المصرية أوراق إحلالة المتهم من محكمة الجنايات العليا بشكل وجوبي وملزم إلى المفتي وإلا يُعد الحكم باطلا، تنفيذًا للمادة 2/183 من قانون الإجراءات الجنائية، وعليه تقوم دار الإفتاء بدراسته أوراق المحكمة جيدًا وفقًا لما ورد في النصوص الشرعية والفقة الإسلامي بناءً على الأدلة المرفقة ومطابقة ما ورد فيها مع الشرع الشريف، وذلك بالبطع على اختلاف أراء الفقهاء، ثم اختيار الرأي المتفق مع الشرع والصالح العام للمجتمع، ثم تقوم محكمة الجنايات في سرية تامة بإستلام ظرف مغلق ومختوم يحمل تقرير خاص بملف القضية يحمل تأييد المفتي لقرار المحكمة بالإعدام أو رفضه، ومن ثَمَ تقوم المحكمة بالنطق بالحكم.
هل رأي المفتي إلزامي واجب التنفيذ؟
يجب الإشارة إلى أن تأييد المفتي لقرار المحكمة بالإعدام أو عدمه، هو رأي استشاري إتباعًا للشريعة الإسلامية، ولكنه ليس ملزمًا بالنسبة للقاضي، حيث يتخذ قراره بمنتهى الحرية على خلفية الرأي الشرعي الذي يصله من دار الإفتاء، ودائمًا ما تميل المحكمة إلى الأخذ بالرأي الشرعي لمفتي الجمهورية، لأن تقرير المفتي يأتي بناءً على أسانيد شرعية واضحة.
المراحل الثلاث لأوراق قضايا الإعدام
تمر أوراق قضايا الإعدام بثلاث مراحل داخل دار الإفتاء المصرية وهي: مرحلة الإحالة، ومرحلة الدراسة والتأصيل الشرعي، ثم مرحلة التكييف الشرعي والقانوني.
1- مرحلة الإحالة
وتتضمن تلك المرحلة بقيام دار الإفتاء بدراسة و فحص أوراق القضية المحالة إليها قبل النطق النهائي بالحكم.
2- مرحلة الدراسة
وفي تلك المرحلة تقوم دار الإفتاء المصرية بدراسة الأوراق والتأصيل الشرعي، حيث تفحص الأدلة والأوراق بمعايير الشرعية في الفقه الإسلامي، وتكييف الواقعة ذاتها وتوصيفها بأنها قتل عمد إذا تحققت فيها الأوصاف التي انتهى الفقه الإسلامي إلى تقريرها لهذا النوع من الجرائم.
وفي هذه المرحلة النهائية يُساعد المفتي هيئة مكونة من ثلاثة مستشارين من رؤساء المحاكم الاستئناف، لدراسة ملف القضية لبيان ما إذا كان الجُرم الذي اقترفه المجرم يستوجب إنزال عقوبة القصاص حداً أو تعزيراً أو قصاصاً أو غير ذلك.
كما يقوم كلًا من المفتي والهيئة المعاونة له بالنظر في السؤال الأهم والأساسي: هل يستحق المتهم الإعدام أم لا ؟، وذلك بالطبع وفقا للنصوص الشرعية. وتهدف هذه المرحلة لطمأنة القاضي إلى مشروعية حكمه، لأن هذه القضايا حساسة ويترتب عليها إزهاق روح، لذلك نصّ المشرع على أن يصدر حكم الإعدام بالإجماع، وذلك على عكس الأحكام الأخرى التي يمكن الاكتفاء فيها برأي الأغلبية، كما أن حكم الإعدام لا بد أن يصدر من قبل أشخاص يتمتعون باستقرار نفسي وذهني، لذلك يتم إحالة القضية للمفتي لأخذ رأيه فيها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دار الإفتاء دار الافتاء المصرية المفتي رأي المفتي قضايا الإعدام سفاح التجمع مفتي الجمهورية محكمة جنايات القاهرة كريم سليم قتل 3 سيدات دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
هل يجوز إخراج كفارة اليمين مالا بدلا من الإطعام؟ وماذا يفعل الفقير؟
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن كفارة اليمين يمكن إخراجها نقدا، بدلا من إطعام عشرة مساكين، وهو ما أجازته الشريعة الإسلامية تيسيرا على الناس.
وفي بث مباشر عبر صفحتها الرسمية على "فيس بوك"، قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن إخراج كفارة اليمين مالا هو أمر جائز شرعا، إذ يمكن دفع قيمتها نقدا بحد أدنى 100 جنيه للفرد، مع جواز الزيادة حسب الاستطاعة.
وأشار إلى أن من أراد توزيع المبلغ على أقل من عشرة أشخاص – مثل فرد أو اثنين أو ثلاثة – فيجوز له ذلك، بشرط أن تصل القيمة الإجمالية لما يعادل إطعام عشرة مساكين.
واستشهد بما ورد في كتاب الله تعالى، حيث يقول سبحانه: ﴿فكفارته إطعام عشرة مساكين ، فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام﴾ [المائدة: 89]، موضحا أن من لا يستطيع دفع المال أو توفير الإطعام، عليه صيام ثلاثة أيام متتابعة، وهذا هو الترتيب الشرعي في الكفارة لمن لم يجد ما يخرجه.
وبينت دار الإفتاء أيضا أنواع الأيمان المختلفة، فذكرت أن هناك "يمينا غموسا" وهي التي تقال كذبا عن أمر ماض مع العلم بكذبها، وهذه لا تكفر بإطعام أو صيام، بل لا بد من التوبة الصادقة.
أما "يمين اللغو" فهي التي تسبق على اللسان من غير قصد، ولا تستوجب كفارة.
واليمين التي توجب الكفارة هي ما يعرف باليمين المعقودة، وهي التي يحلف فيها الإنسان على أمر مستقبلي ثم لا يفي به.
وبذلك، فإن الفقير الذي لا يملك مالا ولا طعاما يكفر عن يمينه بصيام ثلاثة أيام، كما بينه النص القرآني، وتلك هي الرخصة الإلهية لمن لم يجد وسيلة أخرى للكفارة.