مفتش الأسلحة السابق هانز بليكس يقارن بين خطأين في العراق وأوكرانيا
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
قارن كبير مفتشي أسلحة الدمار الشامل بالأمم المتحدة سابقا هانز بليكس بين "خطأين" في كل من الحرب الأميركية على العراق عام 2003 والحرب الروسية الدائرة في أوكرانيا حاليا، منتقدا الولايات المتحدة وبريطانيا لرغبتهما في القيام بدور "شرطيي العالم".
وخلال مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية في منزله بالعاصمة السويدية ستوكهولم، قال بليكس (96 عاما) إن غزو العراق كان "خطأ فادحا من جانب الولايات المتحدة، مبنيا على معلومات خاطئة وغطرسة بأن الاستخبارات الأميركية تعرف أكثر مما نعرفه".
وكان بليكس وزيرا للخارجية في السويد، وتولى منصب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة بين عامي 1981 و1997.
وارتبط اسمه بشكل وثيق بالعراق حيث قاد فريقا من المفتشين الذين عملوا على التحقق مما إذا كان نظام الرئيس الراحل صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل.
ولم يعثر الفريق الدولي على أسلحة كهذه رغم المزاعم الأميركية بامتلاك صدام حسين لها، والتي كانت من الأسباب التي ساقتها الولايات المتحدة لتبرير غزوها العراق عام 2003.
وقال بليكس "حرب العراق كانت انحرافا"، وهو الوصف نفسه الذي استخدمه للحديث عن الحرب الروسية على أوكرانيا التي بدأت في فبراير/شباط 2022.
ورأى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "ارتكب خطأ، وأنا واثق بأنه نادم عليه".
وحذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل أسبوع من أن وضع السلامة في محطة زاباروجيا الأوكرانية -وهي أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا- يتدهور بعد ضربة بطائرة مسيّرة بالقرب منها.
وسيطر الجيش الروسي على المحطة في بدايات الحرب، وقد تعرضت لعدة هجمات تبادل طرفا النزاع الاتهامات بالمسؤولية عنها.
"بوتين ليس غبيا"لكن بليكس -الذي كان يشرف على الوكالة الدولية عند وقوع كارثة مفاعل تشرنوبل الأوكراني عام 1986- أعرب عن اعتقاده بأن روسيا لن تهاجم المحطة النووية عمدا.
وقال "لا أعتقد أن الروس سيقومون بذلك عمدا، كلا… سأفاجأ للغاية إن لم يكن الروس قد أصدروا تعليمات لجيشهم بتجنب إلحاق ضرر بالغ بالمحطة".
كما أن بليكس ليس قلقا من تلويح بوتين المتكرر بالسلاح النووي في مواجهة الغرب الذي يمد أوكرانيا بالدعم العسكري.
وقال إن بوتين "يلوّح بالأسلحة النووية ويهدد، لكنه ليس غبيا… ما دام احتمال الضربة الثانية قائما، ثمة خطر تصعيد".
وشدد على أن "القوى الكبرى، الولايات المتحدة وروسيا والصين، لا تريد بلوغ وضع مواجهة مباشرة فيما بينها".
ولا يبدو الدبلوماسي المخضرم متشائما بشأن مصير النزاعات في العالم، وقد نشر العام الماضي كتاب "وداعا للحروب". ويقر بأن عنوانه "شديد الاستفزاز" نظرا إلى الرياح الجيوسياسية التي تهبّ في العالم، خصوصا مع الحربين في أوكرانيا وغزة.
ويؤكد المسؤول السويدي السابق أن على المجتمع الدولي التعاون لمواجهة التحديات الكبرى، بما فيها الاحترار المناخي الذي يثير قلقه "بشكل أكبر" من مخاطر الحروب، إضافة الى الأوبئة ومواجهة شبكات الجريمة المنظمة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
بوتين: سنوقف الحرب ضد أوكرانيا في هذه الحالة
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، أن موسكو ستوقف العمليات العسكرية في أوكرانيا إذا وافقت كييف على الانسحاب من الأراضي التي تطالب بها روسيا.
وقال بوتين، خلال مؤتمر صحافي في بشكيك عاصمة قرغيزستان: "إذا غادرت القوات الأوكرانية الأراضي المحتلة، سنوقف القتال. وإذا لم تغادر، سنطردها بالقوة العسكرية".
ولم يحدد بوتين ما إن كان يشير فقط إلى منطقتي دونيتسك ولوغانسك في شرق أوكرانيا اللتين تعتبران أولوية للكرملين، أو أيضا إلى منطقتي خيرسون وزابوريجيا في الجنوب.
وأعلنت روسيا في سبتمبر 2022 ضم هذه المناطق الأربع التي لا تسيطر عليها بشكل كامل.
ونصت النسخة الأولى من مقترح السلام الذي قدمته الولايات المتحدة على تنازل كييف عن منطقتي دونيتسك ولوغانسك لموسكو، وقد اعتبرها كثر في كييف بمثابة استسلام.
ومن المتوقع أن يصل المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى موسكو الأسبوع المقبل لمناقشة المقترح مع مسؤولين روس.
من جهته، أعلن مدير مكتب الرئاسة الأوكراني أندري يرماك عبر تلغرام الخميس أن "العمل المشترك بين الوفدين الأوكراني والأميركي" بشأن الخطة سيستمر "في نهاية هذا الأسبوع".
وكرر بوتين الخميس، أن الخطة الأميركية يمكن أن تشكل "أساسا لاتفاقات مستقبلية" بين موسكو وكييف.
وأوضح أن إحدى "النقاط الرئيسية" في المفاوضات مع واشنطن ستكون الاعتراف بضم إقليم دونباس وشبه جزيرة القرم.
لكن يرماك رفض ذلك بشكل قاطع في مقابلة مع صحيفة "ذي أتلانتيك" الأميركية نشرت الخميس، وقال "ما دام زيلينسكي رئيسا (الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي)، لا ينبغي لأحد أن يتوقع منا التنازل عن أي أراض. هو لن يتنازل عن أي أراض".
وأضاف: "كل ما يمكننا أن نتحدث عنه بشكل واقعي الآن هو تحديد خط التماس" في إشارة إلى خط المواجهة الممتد على مسافة 1100 كيلومتر.
وفي السياق، أكد الرئيس الروسي الخميس، أيضا أن لا نية لبلاده لمهاجمة الاتحاد الأوروبي، لكنه أشار إلى أن موسكو أعدت "إجراءات رد" اقتصادية في حال مصادرة الأصول الروسية المجمدة في التكتل.