بوابة الوفد:
2025-07-12@22:05:59 GMT

فرص نمو قطاع العقارات

تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT

شهد قطاع العقارات فى مصر نموًّا ملحوظًا فى السنوات الأخيرة، محققًا مكاسب كبيرة وتوسعًا واسع النطاق. يعد إنشاء المدن الجديدة والمشروعات العمرانية الكبرى فى جميع أنحاء البلاد من العوامل الرئيسية التى حفزت هذا النمو. ويشكل هذا التوسع العمرانى جزءا من رؤية مصر الطموحة للتنمية المستدامة وتحقيق الازدهار الاقتصادي.

ويعتبر النمو السكانى أحد العوامل الرئيسية التى تدفع نمو قطاع العقارات فى مصر. وفقاً لبيانات الأمم المتحدة فى يوليو 2024، يتجاوز عدد سكان مصر 114.5 مليون نسمة، بمعدل نمو سنوى يقارب 1.63%. هذا الارتفاع السكانى المستمر يفرض حاجة ماسة لتوسيع البنية التحتية وتوفير الإسكان الكافى لتلبية الطلب المتزايد.

تعكس المشروعات العمرانية الكبرى مثل العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة طموح مصر فى تحقيق تحول حضرى شامل. هذه المشروعات تقدم معايير حياة حديثة وتخلق ملايين الوظائف، ومن المتوقع أن تستوعب العاصمة الإدارية الجديدة وحدها أكثر من 6.5 مليون نسمة. كما تدفع المشروعات العقارية الكبرى تطوير البنية التحتية، بما فى ذلك الطرق والمرافق العامة والخدمات، وتحسين جودة الحياة للسكان وتدعم النمو الاقتصادي، بل وتمثل محاور اقتصادية مهمة تهدف إلى تخفيف الضغط الحالى عن المدن التقليدية مثل القاهرة.

إلى جانب ذلك، فإن سياسات البنك المركزى المصرى التى تتجه نحو خفض أسعار الفائدة قد جعلت الاستثمار فى القطاع العقارى أكثر جاذبية. خفض تكاليف الاقتراض يعزز من ديناميكية السوق العقارية ويتيح لمزيد من الأفراد والشركات الاستثمار فى هذا القطاع.

من بين المزايا العديدة للاستثمار العقارى فى مصر، هو إمكانات تحقيق عوائد مرتفعة، خاصة على المدى الطويل. البيانات التاريخية تشير إلى أن قيم العقارات فى المناطق الحضرية الرئيسية قد ارتفعت بشكل كبير خلال العقد الماضي. كما يعد العقار أصلًا تقليديًّا للتحوط ضد التضخم، إذ تميل قيمته إلى الارتفاع مع مرور الوقت، بل ويوفر الاستثمار العقارى وسيلة مستقرة ومتصاعدة للقيمة، فى ظل معدل التضخم فى مصر الذى بلغ حوالى 7.5% فى عام 2023.

ولكن رغم المزايا العديدة، يواجه الاستثمار العقارى فى مصر مخاطر متعددة. من أبرز هذه المخاطر تراجع القدرة الشرائية للمواطنين نتيجة التضخم وارتفاع تكلفة العقارات، والذى يجعل الكثير من المصريين يجدون صعوبة فى تحمل تكاليف الإسكان. كما أن تذبذب معدلات التضخم التى بلغت أكثر من 15% فى السنوات الأخيرة يزيد من هذه الصعوبات، وتخضع أسعار العقارات لتقلبات السوق، والتى تؤدى بدورها إلى خسائر محتملة للمستثمرين. 

التراجع الاقتصادى أو التغيرات فى السياسات يمكن أن يؤثر أيضاً على استقرار السوق، ويتسبب فى انخفاض الأسعار. وتعد صعوبة تصفية الاستثمارات العقارية بسرعة، خاصة فى ظل ركود السوق، مخاطرة كبيرة للمستثمرين الذين يحتاجون إلى الوصول السريع إلى رأس المال.

ومع زيادة أسعار العقارات، ترتفع تكاليف الإسكان، وهو ما يضع عبئا على ميزانيات الأسر المصرية. هذا الاتجاه يستدعى سياسات وطنية تجعل الإسكان أكثر قابلية لتحمل المواطن العادي. إلى جانب ذلك، فإن النمو العمرانى السريع يؤدى إلى الازدحام المرورى ورفع نسب التلوث البيئي. فمع انتقال المزيد من الناس إلى المراكز الحضرية، تزداد الضغوط على شبكات النقل والبيئة. لتلبية سرعة النمو العمراني، من الضرورى تسريع تطوير البنية التحتية، وضمان أن تكون المشروعات الجديدة مدعومة بخدمات عامة ومرافق كافية لتحسين جودة الحياة ودعم النمو المستدام.

عامةً، السياسات الحكومية يجب أن تعمل على مزيد من التنظيم داخل سوق العقارات لضمان وصول جميع المواطنين إلى السكن المناسب بأسعار معقولة خاصة للمواطنين ذوى الدخل المحدود. هذه السياسات ينبغى أن تستهدف استقرار الأسعار وجعل مشروعات الإسكان الاجتماعى فى متناول الفئات المختلفة. يمكن لمثل هذه المبادرات تخفيف العبء السكنى عن الأسر ذات الدخل المنخفض.

وفى ضوء التحديات الاقتصادية العالمية وتغيرات السوق السريعة، يتعين على راسمى السياسات تبنى رؤية مستقبلية معتمدة على عقلية الابتكار لإيجاد الحلول وتطوير سياسات تعتمد على البيانات لتحقيق توازن بين العرض والطلب. ولا بد أن يكون الابتكار التكنولوجى محورًا استراتيجيًّا لتحسين كفاءة واستدامة قطاع العقارات والاستثمار أكثر فى تقنيات البناء الذكية والطاقة المتجددة لضمان مستقبل أكثر استدامة. وينبغى كذلك العمل على تطوير الأطر القانونية والتنظيمية الداعمة للنمو المستدام والشفافية فى السوق العقاري، باعتبارها أسسا محفزة للمطورين العقاريين للمشاركة فى المشروعات التنموية، ورفع مستوى الثقة فى السوق وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: قطاع العقارات مصر السنوات الأخيرة العوامل الرئيسية قطاع العقارات فى مصر

إقرأ أيضاً:

انكماش الاقتصاد البريطاني بشكل غير متوقع

أظهرت بيانات رسمية، اليوم الجمعة، انكماش الناتج الاقتصادي البريطاني بنسبة 0.1% في مايو/آيار الماضي، وذلك للشهر الثاني على التوالي، في ضربة لحكومة حزب العمال البريطاني في الوقت الذي تسعى فيه إلى إنعاش النمو.

وقال مكتب الإحصاءات الوطنية، في بيان، إن الناتج المحلي الإجمالي انكمش بنسبة 0.1% في مايو، بعد انكماش بنسبة 0.3% في أبريل. وكان الاقتصاديون يتوقعون نموا بنسبة 0.1% على أساس شهري.

ونما الاقتصاد البريطاني بسرعة في الربع الأول من 2025، متجاوزا النمو في الدول الأخرى بمجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى.

وفي مايو/آيار، عدل بنك إنجلترا توقعات النمو للعام بأكمله إلى 1%.

ولكن من المحتمل أن يكون جزء كبير من النمو في أوائل عام 2025 مرتبطا بانتهاء إعفاء ضريبي لبعض مشتريات المنازل في أبريل/نيسان، الذي عزز القطاع قبل حلول الموعد النهائي، فضلا عن إسراع الشركات المصنعة في الشراء قبل رفع الرسوم الجمركية الأميركية.

وقال بنك إنجلترا إنه يعتقد أن الاقتصاد نما بنحو 0.25% في الربع الثاني من عام 2025.

حكومة كير ستارمر تكافح حالة عدم اليقين العالمي بشأن الرسوم الجمركية الأميركية وارتفاع التضخم (الأناضول) مشاكل إضافية

وتضيف هذه الأرقام إلى المشاكل التي يواجهها رئيس الوزراء كير ستارمر وحكومته العمالية، في الوقت الذي تكافح فيه حالة عدم اليقين العالمي بشأن الرسوم الجمركية الأميركية وارتفاع التضخم.

وتعتمد خطط الإنفاق الحكومية بشكل كبير على النمو الاقتصادي، لا سيما بعد الانتكاسات المالية الناجمة عن تراجعها عن تخفيضات الرعاية الاجتماعية ومدفوعات الوقود الشتوية لملايين المتقاعدين.

ووصفت وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز الأرقام بأنها "مخيبة للآمال"، وقالت إن هناك "المزيد من العمل الذي يتعين القيام به".

ولتحريك عجلة الاقتصاد، تعهد حزب العمال بخفض الإجراءات الروتينية، وأطلق خطة استثمارية بمليارات الجنيهات الإسترلينية تركز على هيئة الخدمات الصحية الوطنية المتعثرة والبنية التحتية المتداعية.

أظهرت بيانات منفصلة صادرة عن مكتب الإحصاء الوطني يوم الجمعة أن صادرات بريطانيا إلى الولايات المتحدة ارتفعت بمقدار 0.3 مليار جنيه إسترليني (0.4 مليار دولار) في شهر مايو، بعد انخفاض قياسي في شهر أبريل عندما بدأ تطبيق تعريفات الرئيس دونالد ترامب.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن خبيرة إستراتيجيات الاستثمار في شركة كويلتر ليندسي جيمس "أصبح تحقيق النمو صعبا للغاية بالنسبة للحكومة".
وأضافت ليندسي "من غير المرجح أن تؤدي الخطط الموضوعة حتى الآن إلى تحريك عجلة الاقتصاد في ظل غياب تحسن معنويات الأعمال والمستهلكين في بيئة من ضغوط التكلفة المستمرة".

إعلان

من جهتها، أشارت مديرة الإحصاءات الاقتصادية في مكتب الإحصاء الوطني ليز ماكيون إلى أن هناك "انخفاضات ملحوظة في الإنتاج والبناء" أثرت على الناتج المحلي الإجمالي في مايو.

وقالت إن الانخفاض في الإنتاج كان مدفوعا "باستخراج النفط والغاز، وتصنيع السيارات وصناعة الأدوية التي غالبا ما تكون غير منتظمة".

مقالات مشابهة

  • أكثر من مليون جالون من الجازولين لدعم الموسم الزراعي بولايتي سنار والنيل الأزرق
  • الهيئة الملكية بالرياض تبدأ إجراءات نزع ملكية العقارات المتعارضة مع مشاريع تطوير الطرق
  • قطاع الضيافة في الإمارات يواصل النمو المدروس خلال 2025
  • تعلن محكمة خدير و الصلو و سامع عن بيع العقارات التابعة للمؤرث محمد سعيد العبسي
  • انكماش الاقتصاد البريطاني بشكل غير متوقع
  • 10 شهداء وإصابة أكثر من 60 آخرين من منتظري المساعدات في رفح
  • الأمم المتحدة تعلن إدخال أول شحنة وقود إلى قطاع غزة منذ أكثر من أربعة أشهر
  • ثورة رقمية في سوق العقارات.. مصر تطلق منصتها الجديدة لتنظيم السوق
  • تحذير من انهيار وشيك في سوق العقارات اليمني عقب قرار سعودي تاريخي
  • زامير: حرب غزة من أكثر حروب إسرائيل تعقيدا وصعوبة