بوابة الوفد:
2025-05-27@21:38:46 GMT

فرص نمو قطاع العقارات

تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT

شهد قطاع العقارات فى مصر نموًّا ملحوظًا فى السنوات الأخيرة، محققًا مكاسب كبيرة وتوسعًا واسع النطاق. يعد إنشاء المدن الجديدة والمشروعات العمرانية الكبرى فى جميع أنحاء البلاد من العوامل الرئيسية التى حفزت هذا النمو. ويشكل هذا التوسع العمرانى جزءا من رؤية مصر الطموحة للتنمية المستدامة وتحقيق الازدهار الاقتصادي.

ويعتبر النمو السكانى أحد العوامل الرئيسية التى تدفع نمو قطاع العقارات فى مصر. وفقاً لبيانات الأمم المتحدة فى يوليو 2024، يتجاوز عدد سكان مصر 114.5 مليون نسمة، بمعدل نمو سنوى يقارب 1.63%. هذا الارتفاع السكانى المستمر يفرض حاجة ماسة لتوسيع البنية التحتية وتوفير الإسكان الكافى لتلبية الطلب المتزايد.

تعكس المشروعات العمرانية الكبرى مثل العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة طموح مصر فى تحقيق تحول حضرى شامل. هذه المشروعات تقدم معايير حياة حديثة وتخلق ملايين الوظائف، ومن المتوقع أن تستوعب العاصمة الإدارية الجديدة وحدها أكثر من 6.5 مليون نسمة. كما تدفع المشروعات العقارية الكبرى تطوير البنية التحتية، بما فى ذلك الطرق والمرافق العامة والخدمات، وتحسين جودة الحياة للسكان وتدعم النمو الاقتصادي، بل وتمثل محاور اقتصادية مهمة تهدف إلى تخفيف الضغط الحالى عن المدن التقليدية مثل القاهرة.

إلى جانب ذلك، فإن سياسات البنك المركزى المصرى التى تتجه نحو خفض أسعار الفائدة قد جعلت الاستثمار فى القطاع العقارى أكثر جاذبية. خفض تكاليف الاقتراض يعزز من ديناميكية السوق العقارية ويتيح لمزيد من الأفراد والشركات الاستثمار فى هذا القطاع.

من بين المزايا العديدة للاستثمار العقارى فى مصر، هو إمكانات تحقيق عوائد مرتفعة، خاصة على المدى الطويل. البيانات التاريخية تشير إلى أن قيم العقارات فى المناطق الحضرية الرئيسية قد ارتفعت بشكل كبير خلال العقد الماضي. كما يعد العقار أصلًا تقليديًّا للتحوط ضد التضخم، إذ تميل قيمته إلى الارتفاع مع مرور الوقت، بل ويوفر الاستثمار العقارى وسيلة مستقرة ومتصاعدة للقيمة، فى ظل معدل التضخم فى مصر الذى بلغ حوالى 7.5% فى عام 2023.

ولكن رغم المزايا العديدة، يواجه الاستثمار العقارى فى مصر مخاطر متعددة. من أبرز هذه المخاطر تراجع القدرة الشرائية للمواطنين نتيجة التضخم وارتفاع تكلفة العقارات، والذى يجعل الكثير من المصريين يجدون صعوبة فى تحمل تكاليف الإسكان. كما أن تذبذب معدلات التضخم التى بلغت أكثر من 15% فى السنوات الأخيرة يزيد من هذه الصعوبات، وتخضع أسعار العقارات لتقلبات السوق، والتى تؤدى بدورها إلى خسائر محتملة للمستثمرين. 

التراجع الاقتصادى أو التغيرات فى السياسات يمكن أن يؤثر أيضاً على استقرار السوق، ويتسبب فى انخفاض الأسعار. وتعد صعوبة تصفية الاستثمارات العقارية بسرعة، خاصة فى ظل ركود السوق، مخاطرة كبيرة للمستثمرين الذين يحتاجون إلى الوصول السريع إلى رأس المال.

ومع زيادة أسعار العقارات، ترتفع تكاليف الإسكان، وهو ما يضع عبئا على ميزانيات الأسر المصرية. هذا الاتجاه يستدعى سياسات وطنية تجعل الإسكان أكثر قابلية لتحمل المواطن العادي. إلى جانب ذلك، فإن النمو العمرانى السريع يؤدى إلى الازدحام المرورى ورفع نسب التلوث البيئي. فمع انتقال المزيد من الناس إلى المراكز الحضرية، تزداد الضغوط على شبكات النقل والبيئة. لتلبية سرعة النمو العمراني، من الضرورى تسريع تطوير البنية التحتية، وضمان أن تكون المشروعات الجديدة مدعومة بخدمات عامة ومرافق كافية لتحسين جودة الحياة ودعم النمو المستدام.

عامةً، السياسات الحكومية يجب أن تعمل على مزيد من التنظيم داخل سوق العقارات لضمان وصول جميع المواطنين إلى السكن المناسب بأسعار معقولة خاصة للمواطنين ذوى الدخل المحدود. هذه السياسات ينبغى أن تستهدف استقرار الأسعار وجعل مشروعات الإسكان الاجتماعى فى متناول الفئات المختلفة. يمكن لمثل هذه المبادرات تخفيف العبء السكنى عن الأسر ذات الدخل المنخفض.

وفى ضوء التحديات الاقتصادية العالمية وتغيرات السوق السريعة، يتعين على راسمى السياسات تبنى رؤية مستقبلية معتمدة على عقلية الابتكار لإيجاد الحلول وتطوير سياسات تعتمد على البيانات لتحقيق توازن بين العرض والطلب. ولا بد أن يكون الابتكار التكنولوجى محورًا استراتيجيًّا لتحسين كفاءة واستدامة قطاع العقارات والاستثمار أكثر فى تقنيات البناء الذكية والطاقة المتجددة لضمان مستقبل أكثر استدامة. وينبغى كذلك العمل على تطوير الأطر القانونية والتنظيمية الداعمة للنمو المستدام والشفافية فى السوق العقاري، باعتبارها أسسا محفزة للمطورين العقاريين للمشاركة فى المشروعات التنموية، ورفع مستوى الثقة فى السوق وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: قطاع العقارات مصر السنوات الأخيرة العوامل الرئيسية قطاع العقارات فى مصر

إقرأ أيضاً:

الزيودي: الإمارات تواصل ترسيخ مكانتها محركاً عالمياً للنمو

كوالالمبور: «الخليج»
شارك الدكتور ثاني الزيودي، وزير الدولة للتجارة الخارجية، في المنتدى الاقتصادي الأول بين رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ومجلس التعاون الخليجي والصين، المنعقد في العاصمة الماليزية كوالالمبور.
وقال «إن المنتدى شكّل فرصة مهمة للدول المشاركة لتوحيد رؤاها الاقتصادية وتحقيق نمو مستدام. وتعزيز الروابط واستكشاف مجالات التعاون المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي والصين ورابطة آسيان، يدعم مسارات النمو المستمرة، ويجعل من هذه الشراكة محركاً رئيسياً للاقتصاد العالمي».
وأكد أن تعزيز التعاون على امتداد القارة الآسيوية يمكن أن يُسهم في تسريع النمو، ودفع عجلة الابتكار، وترسيخ مكانة المنطقة قوةً اقتصاديةً عالميةً صاعدة.
وجدّد التزام دولة الإمارات ببناء شراكات قوية في التجارة والاستثمار في العالم، وقال إن دول آسيا ذات الرؤى المستقبلية تُعدّ شريكاً طبيعياً في هذه المساعي.
وبحضور وزاري رفيع، شارك قادة أعمال وممثلون لكبرى الشركات والقطاع الخاص من 17 دولة في المنتدى الذي احتضنته العاصمة الماليزية كوالالمبور، حيث ناقشوا سبل تعزيز التعاون لمواكبة التحديات الاقتصادية والجيوسياسية الراهنة. وشهد اعتماد عدد من المبادرات الهادفة إلى دعم التعاون الاقتصادي، وتنمية التبادل التجاري، وزيادة تدفقات الاستثمارات بين الدول المشاركة.
وقال إن سياسة دولة الإمارات في التجارة الخارجية ترتكز على تعزيز التكامل مع الأسواق الآسيوية، مشدداً على أن التعاون يتيح فرصاً واسعة لزيادة تدفقات السلع والخدمات، ودعم مشاريع البنية التحتية الحيوية، وتبادل المعرفة، وتسريع الابتكار. ولفت إلى أن المنتدى أكد حجم هذه الإمكانات، وأسّس منصة فاعلة لتمكين دول المنطقة ذات النمو السريع من تحقيقها.
وتتمتع دولة الإمارات بعلاقات إيجابية في مجالي التجارة والاستثمار مع دول آسيا، بما في ذلك دول رابطة آسيان. كما ترتبط دولة الإمارات بعلاقات قوية في التجارة والاستثمار مع الصين. وحافظت الصين على مكانتها أكبر شريك تجاري للإمارات عالمياً بقيمة 90.1 مليار دولار.

مقالات مشابهة

  • الزيودي: الإمارات تواصل ترسيخ مكانتها محركاً عالمياً للنمو
  • مليشيا الدعم السريع تنهب أكثر (5) الاف محلا تجاريا و (16) فرعا للبنوك بالسوق المحلي بالخرطوم
  • الذكاء الاصطناعي قد يجعل الأسواق المالية أكثر كفاءة... وأشد تقلبا
  • نائب وزير الإسكان يبحث مع وفد الوكالة الألمانية للتعاون الدولي سبل تعزيز التعاون في قطاع المياه
  • الرئيس التنفيذي لهيئة تسويق الاستثمار: البيئة الاستثمارية في المملكة قدمت أكثر من 1900 فرصة في 22 قطاعًا حيويًا
  • هل على نتنياهو أن يخشى من جيل الأطفال الذي شهد الإبادة؟
  • أكثر من 60 شهيدًا بغارات الاحتلال على قطاع غزة
  • تركيا تطلق نظامًا رقميًا يكشف السعر الحقيقي للعقارات ويكافح التلاعب في السوق
  • مجزرة على مدرسة تؤوي نازحين ومنزل في غزة.. واستشهاد أكثر من 40
  • الشعيلي يطلع على تجارب ومشاريع رائدة في قطاع الإسكان والتخطيط الحضري بالبحرين