كيف تقرر انتخابات أمريكا الفائز في حرب أوكرانيا؟
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
نادراً ما تحسم السياسة الخارجية الانتخابات الرئاسية الامريكية، لكن في المراحل الأولى من السباق إلى البيت الأبيض عام 2024، باتت أوكرانيا فعلاً قضية قوية في الطريق إلى الحملة الانتخابية.
بايدن لا يمكنه تحمل خسارة الأوكرانيين
الجناح الإنعزالي في الحزب الجمهوري راغب في خفض الدعم لأوكرانيا
ويصر الرئيس جو بايدن على أنه سيدعم أوكرانيا "ما اقتضى الأمر"، والرئيس السابق دونالد ترامب يزعم أنه سينهي الحرب "في يوم واحد" إذا ما عاد إلى البيت الأبيض.
وتقول مجلة "نيوزويك" إن الرؤى المتعارضة للمرشحين تقدم الخيارات القصوى في السياسة الخارجية للحزبين الرئيسيين، للمرة الأولى منذ عشرين عاماً، عندما لعب النقاش حول حرب العراق، دوراً رئيسياً في السباق الى إنتخابات 2004، والتي فاز فيها جورج دبليو بوش في نهاية المطاف.
ومن شأن الانقسام بين بايدن وترامب حول أوكرانيا – والانقسام في صفوف المرشحين الجمهوريين حول الإنخراط الأمريكي في الحرب- أن ينعكس جدلاً وطنياً أوسع حول الدور الذي يجب أن تضطلع به أمريكا في مرحلة ما بعد حربي العراق وأفغانستان.
ويشير بايدن إلى أن أوكرانيا دليل على أن قيادة أمريكية قوية، أمر ضروري لانتصار الديمقراطيات على الأنظمة الاستبدادية في المنافسة الكبرى خلال القرن الحادي والعشرين. ترامب وديسانتيس
ويفضل ترامب وحاكم فلوريدا رون ديسانتيس، وهما المرشحان الأقوى لنيل ترشيح الحزب الجمهوري، نموذج "أمريكا أولاً" الانعزالي، ويدعوان إلى قيود أمريكية شديدة على الانخراط في نزاعات دول أخرى. وهناك بعض المرشحين الجمهوريين مثل نائب الرئيس السابق مايك بنس ممن يفضلون سياسة أمريكية تقليدية محافظة، تدعم دوراً أكثر نشاطاً للولايات المتحدة كزعيمة "للعالم الحر". لكنهم يتناغمون بشكل متزايد مع قاعدة الحزب الجمهوري التي تنتقد بحدة المساعدة المقدمة لأوكرانيا منذ بدء النزاع.
وقال المدير البارز السابق لشؤون روسيا في مجلس الأمن القومي توماس غراهام إن "بايدن لا يمكنه تحمل خسارة الأوكرانيين"، و"إذا كانت هذه معركة بين الديموقراطية والاستبداد، فلا يمكننا أن نسمح للاستبداديين بالفوز".
ورأى أندرو ويس الخبير في الشؤون الروسية في معهد كارنيغي للسلام الدولي والمستشار البارز لدى مجلس الأمن القومي إن "الانتخابات الأمريكية، هي مفتاح تخفيف الضغط عن (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) ولديه الكثير ليراهن عليه...هناك حساب دقيق بأن بوتين يحتاج فقط إلى الصمود أكثر من الولايات المتحدة وأوكرانيا".
وترى المجلة أن احتمال المضي نحو نزاع طويل يمثل تحدياً سياسياً محرجاً لبايدن. وهو كان وعد في 2020 بإنهاء كل حروب أمريكا الأبدية، وسرعان ما وفى بوعده بعد تسلمه منصبه في 2021، على رغم أن الانسحاب من أفغانستان اتسم بالفوضوية. وفي الوقت الذي يمضي في حملته لعام 2024، فإن بايدن يقود حرباً بالوكالة بين الغرب وروسيا أدت إلى مقتل الآلاف وتكاليف بمليارات الدولارات من دون أن تظهر نهاية لها في الأفق.
وفي هذه المرحلة، فإن استراتيجية بايدن الطويلة المدى بالنسبة لأوكرانيا- وهي الحفاظ على سيادة هذا البلد وإنزال هزيمة جيوسياسية ببوتين، من دون نشر قوات أمريكية على الأرض أو إثارة مواجهة أوسع مع موسكو- مرهونة بفوز بايدن في الانتخابات. ويحتاج بايدن إلى مزيد من الوقت للحفاظ على تماسك حلف الناتو والاستمرار في تقديم المساعدات لأوكرانيا. لكنها عملية تسويق صعبة للرأي العام الأمريكي، الذي يبدو عموماً داعماً لأوكرانيا، لكنه قلق من رؤية الولايات المتحدة مشتبكة في نزاع خارجي آخر مكلف وطويل، ولو كان بطريقة غير مباشرة.
ويقدم مساعدون رئيسيون لبايدن وحلفاء من خارج الإدارة تحليلاً صريحاً لحسابات الرئيس. وهم يجادلون بأن دفع جزء بسيط لا يقارن بتريليوني دولار وأكثر أنفقت في حرب أفغانستان- يعتبر سعراً مقبولاً من أجل تحويل روسيا إلى دولة ضعيفة ومنبوذة، من دون المخاطر بحياة أي أمريكي في هذه العملية.
ومع ذلك يبقى السؤال هل سيوافق الناخبون على ذلك، أم ستتحول مقاربة بايدن للحرب كنموذج للسياسات الخارجية الأمريكية في المستقبل.
نتيجة غير مؤكدة
وليس محسوماً أن أوكرانيا ستنتصر في الحرب. ولا تزال النتيجة النهائية للحرب غير مؤكدة، وكذلك من غير الواضح كيف سيعرّف ترامب أو ديسانتيس أو المرشحون الجمهوريون الآخرون، انتصار أوكرانيا.
وكان ترامب أعلن عن رؤيته في مقابلة في 16 يوليو(تموز) مع ماريا بارتيرومو على فوكس بيزنس، إذ قال: "سأقول للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كفى، وأنه عليك أن تبرم اتفاقاً...وسأقول لبوتين، إنه إذا لم تبرم إتفاقاً فإننا سنمنح زيلينسكي الكثير...سأعمل على إبرام اتفاق في يوم واحد، يوم واحد".
لكن ترامب لم يقدم أية تفاصيل، في وقت تبدو خطة ديسانتيس حول أوكرانيا أقل وضوحاً-على رغم أن حاكم فلوريدا عبر عن عدم اهتمامه بالحرب في وقت سابق من هذه السنة.
إن الجناح الإنعزالي في الحزب الجمهوري راغب في خفض –إن لم يكن وقف- الدعم الأمريكي لأوكرانيا، في تناقض مع الرأي الأكثر تقليدية لدى الجمهوريين، الذين ينتقدون بايدن لأنه لم يفعل ما يكفي في مواجهة الغزو الروسي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الانتخابات الأمريكية حرب اوكرانيا الحزب الجمهوری
إقرأ أيضاً:
زيلينسكي يدعو ترامب للتفاوض بشأن أوكرانيا بعد اتفاق غزة
حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نظيره الأميركي دونالد ترامب على المساهمة في التوصل إلى تسوية سلمية للحرب في أوكرانيا، وذلك خلال مكالمة هاتفية وصفها بأنها "إيجابية جدا"، في وقت تشهد البلاد تصعيدا روسيًّا جديدا ضد البنية التحتية للطاقة.
وقال زيلينسكي، في منشور عبر صفحته على فيسبوك اليوم السبت، إنه هنأ ترامب على نجاحه في إبرام اتفاق حول قطاع غزة، معتبرا أن "وقف الحرب في منطقة ما يعني أن من الممكن أيضا وقف حروب أخرى، بما فيها الحرب التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا".
وأضاف أنه أطلع ترامب على الهجمات الروسية الأخيرة التي استهدفت منشآت الطاقة الأوكرانية، وأسفرت عن مقتل طفل وحرمان مئات الآلاف من الكهرباء، مشيرا إلى أنهما ناقشا أيضا سبل تعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية.
وأكد زيلينسكي أن السلام يتطلب إرادة حقيقية من الجانب الروسي للانخراط في مفاوضات دبلوماسية، معتبرا أن "هذا لا يمكن تحقيقه إلا عبر القوة والضغط المستمر".
هجمات متصاعدةويأتي الاتصال بين زيلينسكي وترامب في وقت صعّدت فيه موسكو هجماتها الجوية على مناطق عدة، خصوصا في إقليم أوديسا المطل على البحر الأسود، حيث أعلنت السلطات الأوكرانية أن الكهرباء انقطعت عن 41 بلدة بعد قصف روسي واسع النطاق استهدف منشآت للطاقة.
وأفادت السلطات المحلية بأن القصف ألحق أضرارا بمحطة كهرباء ومبنى تابع لفندق ومجمع مطاعم، ما أدى إلى اندلاع حرائق وإصابة امرأة وإنقاذ شخصين آخرين.
وتتهم كييف موسكو باستهداف البنية التحتية للطاقة بشكل متعمّد لحرمان السكان من الإضاءة والتدفئة مع اقتراب فصل الشتاء، بينما ترى أن هذه الهجمات تهدف إلى الضغط على الحكومة الأوكرانية للقبول باتفاق سلام وفق شروط روسية، وهو ما ترفضه كييف بشدة.
ومن المقرر أن يتوجه وفد أوكراني برئاسة رئيسة الوزراء يوليا سفيريدنكو إلى الولايات المتحدة الأسبوع المقبل لإجراء مباحثات حول العقوبات على روسيا وملفات الطاقة والدفاع الجوي.
إعلانوترامب الذي توسط هذا الأسبوع للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في غزة، أقر بأن الحرب التي أشعلها الهجوم الروسي على أوكرانيا عام 2022 أثبتت صعوبة حلها.
وعقد ترامب قمة مع بوتين في ألاسكا في أغسطس/آب الماضي، لكنه فشل في تحقيق تقدم، ومنذ ذلك الحين تصاعدت الهجمات الروسية على أوكرانيا.
وأشارت روسيا، الأربعاء، إلى أن الزخم نحو التوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا تلاشى إلى حد كبير عقب الاجتماع.