أشادت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر بعمل الأجهزة الأمنية بعد القبض على موظف عام ألماني في مدينة كوبلنتس للاشتباه في  تجسسه لصالح روسيا.

وقالت الوزيرة الألمانية لصحف مجموعة "فونكه" الألمانية في تصريحات تم نشرها اليوم الخميس: "وهذه الحالة تُظهر أيضا أن أجهزتنا الأمنية ترصد التجسس الروسي في ألمانيا وتتخذ إجراءات متسقة ضده".

وتابعت فيزر "أجهزتنا الأمنية يقظة للغاية. لقد شحذنا قوانا وعززنا إجراءات الحماية الخاصة بنا من أجل تسليح أنفسنا في مواجهة التهديدات الراهنة"، لافتة إلى أن الحرب الروسية ضد أوكرانيا غيرت الوضع الأمني في ألمانيا أيضاً.

وأضافت وزيرة الداخلية الألمانية أن "التهديد من خلال التجسس وحملات التضليل الإعلامي والهجمات السيبرانية اتخذ بعداً أخراً".

وكان الادعاء العام في مدينة كارلسروه أعلن أمس الأربعاء أن موظفين من المكتب الاتحادي لمكافحة الجريمة ألقوا القبض على الموظف الذي يعمل لدى المكتب الاتحادي للمعدات وتكنولوجيا المعلومات التابع للجيش الألماني. كما تم أيضا تفتيش مسكن الرجل ومقر عمله. وأوضح الادعاء أن هناك اشتباها قويا في أن الموظف كان يعمل لحساب جهاز استخبارات أجنبي.

'Russian spy' arrested in Germany
A man suspected of passing secret information to the Russian intelligence agencies has been arrested in Germany, authorities say.
The German federal prosecutor's office identified the man, known as Thomas H, after he allegedly approached the…

— Iuliia Mendel (@IuliiaMendel) August 9, 2023

ويشتبه أن الرجل تردد عدة مرات "بمحض إرادته" على القنصلية العامة الروسية في مدينة بون بغرب ألمانيا، والسفارة الروسية في برلين بدءا من مايو (آيار) الماضي وعرض تعاونه، ونقل خلال ذلك معلومات عن نشاطه المهني "بغرض نقلها إلى جهاز استخبارات روسي".

وأصدر قاضي التحقيقات في المحكمة الاتحادية أمر اعتقال بحق الموظف، وجرت التحقيقات بتعاون وثيق مع المكتب الاتحادي لجهاز الاستخبارات العسكري (إم ايه دي) والمكتب الاتحادي لحماية الدستور "الاستخبارات الداخلية". وتم إيداع المشتبه فيه الحبس الاحتياطي.
 
 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة ألمانيا روسيا

إقرأ أيضاً:

فجوة الشفافية في تقييم الأداء الوظيفي

في عالم يزخر بالمنافسة المهنية، بات التقييم السنوي معيارًا أساسيًا لقياس أداء الموظفين، إلا أن طريقة تنفيذه غالبًا ما تثير القلق والتساؤل أكثر من الشعور بالإنصاف والتوجيه.

يحكي لي أحد الزملاء تجربته التي تجسّد — وبشكل صريح — أحد الجوانب المؤلمة في واقع تقييم الأداء الوظيفي، فيقول:

“في بداية العام الماضي، قررت أن أُثبت جدارتي، فاجتهدت بشكل مضاعف، وأنجزت مهامي بأعلى درجات الالتزام والاحترافية. أصبحت الموظف المثالي في عيون الجميع — حضور منتظم، مبادرات إضافية، ونتائج ملموسة.

في شهر ديسمبر، بدأت لجنة التقييم أعمالها، ومعها بدأ التوتر ينتشر في أرجاء المؤسسة… إلا أنا! كنت مطمئنًا، بل متحمّسًا، كنت على يقين أن ما زرعته طوال العام سيؤتي ثماره؛ لكن مع صدور النتائج كانت المفاجأة صادمة: حصلت على تقييم أقل مما توقعت بكثير — دون تفسير، دون ملاحظات، ودون تواصل حقيقي مع اللجنة؛ في تلك اللحظة، أدركت أن معايير التقييم لم تكن واضحة، وأن الشفافية كانت غائبة تمامًا.

لا تُعدُّ هذه التجربة حالة فردية، بل هي انعكاس لواقع يعيشه كثير من الموظفين في صمت. يستقبلون موعد التقييم السنوي بترقّب وقلق، ثم يغادرون بلا إجابات، بلا ملاحظات، وبلا أمل حقيقي في التطوير.

المشكلة هنا لا تكمن في الدرجة بحد ذاتها، بل في غياب الشرح. الموظف، في معظم الحالات، لا يطلب تقييمًا مرتفعًا بقدر ما يطلب تفسيرًا واضحًا لما حصل عليه. وعندما يغيب هذا التفسير، تفقد عملية التقييم معناها، وتتحوّل من فرصة للنمو إلى عبء نفسي ينعكس سلبًا على الحافز، ويُضعف الشعور بالانتماء.

إن كسب ولاء الموظفين لا يرتبط بحجم التقدير بقدر ما يرتبط بوضوحه، فالمؤسسات الناجحة ليست تلك التي تُرضي موظفيها بأعلى الدرجات، بل تلك التي توفّر تقييمًا شفافًا وعادلًا، يستند إلى معايير واضحة، ويُبنى على حوار مفتوح وتغذية راجعة مستمرة.

أما تلك التي لم تواكب هذا الفهم، فلا تزال تتعامل مع التقييم بوصفه “واجب نهاية العام”، يُنفَّذ بلا أهداف معلنة، ولا جلسات مراجعة، ولا ملاحظات موثقة، ولا حتى فرصة حقيقية للموظف كي يسأل أو يناقش..وهكذا، يتحوّل التقييم من أداة تطوير إلى مصدر إحباط، وتفقد المؤسسة إحدى أهم أدوات تحسين الأداء واستبقاء الكفاءات.

للخروج من هذه الفجوة، لا يكفي تعديل النماذج أو إعادة تسمية الإجراءات، بل لا بد من إعادة بناء فلسفة التقييم من جذورها، بحيث تتحوّل من أداة للحكم إلى وسيلة حقيقية للتطوير المستمر. فالتقييم لا ينبغي أن يُنظر إليه كجلسة سنوية منفصلة، بل كممارسة مهنية متكاملة تعكس الواقع اليومي لأداء الموظف، وتواكب تطوّره داخل المؤسسة.

تبدأ هذه المنهجية الفعالة بوضع أهداف واضحة منذ البداية، بالاتفاق بين الموظف ورئيسه المباشر، مع تحديد معايير قابلة للقياس، تتيح للموظف تتبّع أدائه بوضوح وموضوعية، ويُعدّ التقييم الدوري عنصرًا محوريًا في هذا السياق، إذ تسهم المراجعات الشهرية أو الفصلية في تقديم تغذية راجعة فورية تساعد على التصحيح المبكر وتعزيز مسار التحسين.

ومن المهم أيضًا أن يكون الموظف شريكًا فاعلًا في عملية التقييم، من خلال منحه مساحة للتعبير عن وجهة نظره، سواء عبر التقييم الذاتي أو النقاش المباشر مع المسؤول.

ختامًا، إن بناء نظام تقييم عادل وشفاف ليس مجرد إجراء تنظيمي، بل رسالة مباشرة من المؤسسة لموظفيها تقول: “نراك، نقدّرك، ونسعى لتطويرك.”

والمؤسسات التي تدرك هذا المعنى، هي وحدها القادرة على كسب ولاء موظفيها، وتحقيق أداء مستدام، والاحتفاظ بكفاءاتها.

ففجوة التقييم ليست مجرد خلل فني، بل انعكاس لخلل أعمق في التواصل، والقيادة، والعدالة، وإصلاح هذا الخلل يبدأ أولًا بالاعتراف بوجوده، ثم بالتحوّل من تقييمٍ صامت إلى حوار مستمر، ومن أرقام تُدوَّن إلى معايير تُفهَم، وتُناقَش، وتُترجَم إلى تطوير فعلي.

ففي بيئات العمل العادلة، لا يكون التقييم نهاية المطاف، بل بداية جديدة لمسار نمو مهني واضح، وواعٍ، ومثمر.

مقالات مشابهة

  • باريس.. المكتب الدولي للمعارض يعتمد ملف تسجيل إكسبو 2030 الرياض
  • فجوة الشفافية في تقييم الأداء الوظيفي
  • المكتب الدولي للمعارض يعتمد ملف تسجيل إكسبو 2030 الرياض بشكل نهائي
  • المكتب الدولي للمعارض يعتمد بشكل نهائي ملف تسجيل إكسبو 2030 الرياض
  • الذهبية لروسيا.. تيمور أربوزوف يتوج بطلا للعالم في الجودو 2025
  • خيارات إيران أمام هجمات إسرائيل.. ردّ استراتيجي نعم لكنه أيضا صراعٌ من أجل البقاء
  • إيران تُنفذ حكم الإعدام بحق جاسوس لصالح الموساد الإسرائيلي بعد إدانته بالتجسس والتخريب
  • ضبط جاسوس ومسيرات للموساد يإيران.. و8 قتلى إسرائيليين في الهجوم الكاسح
  • إيران تعدم جاسوس الموساد شنقاً وتروي تفاصيل مثيرة حوله
  • “الشعبية” تشيد بالرد الإيراني وتعتبره ضربةً تاريخية للمنظومة الأمنية الصهيونية