(تقدم) سماسرة الحرب: من المواراة إلى التحالف مع المليشيا
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
(1) قراءة فى حملة بعض القوى السياسية والمنظمات المدنية وعلى راسها (تقدم) بمناسبة مرور 500 يوم على الحرب توحي بإبعاد ودلالات اخرى ، فهى لم تكن مجرد دعوة لوقف الحرب ، وليست خطة جديدة لذلك ، ولم تكتفي بالإشارات والنداءات وإنما تقدمت خطوتين إلى ناحية مليشيا الدعم السريع ، واولهما: محاولة محورة كل الحرب وتداعياتها (جنيف) ، هى سدرة منتهاهم ومنصة بدايتهم ، لا شىء مما سبق ، من الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري والقتل والتجويع الذى مارسته المليشيا ، هنا عند هؤلاء غسلت المليشيا أياديها ، وهذه واحدة من مراحل التحالف السياسي بين الطرفين.
وثانيها: إرسال الإتهامات للجيش ، لدرجة السخرية منه ومن دوره ومهامه ، وهذا واضح فى مناشدات اعلى قياداتها (ومنهم المهندس صديق الصادق المهدي امين عام تقدم)..
وعليه ، فإن تصريحات د.علاء عوض نقد فى إشادته بالمليشيا فى ولاية الجزيرة لم تكن سوى جس نبض لمعرفة اتجاهات الرأى العام والانطلاق وفق حملة مخططة ، ومدروسة تستند إلى ، زيادة وتيرة العمليات العسكرية ، وزيادة الضغط الدبلوماسي ، واسناد كل ذلك بخطة سياسية ومنصات اعلامية ، لم يكن حديث المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرللو (ان شهر اغسطس لن يمر دون أحداث اختراق) ، وما حدث هو توسيع تحالف دعاة الحرب ، بدور واضح للحاضنة السياسية (تقدم) ، ومساهمة الادارة الامريكية بالضغوط وشغل الراى العام وبناء الأجندة والتحالفات واستمرار الدعم والامداد للمليشيا…
ولذلك فإن تهديدات المهندس خالد يوسف عمر القيادى فى تقدم بالمزيد من القتل والتشريد لديها مرجعية..
(2)
قال المهندس خالد يوسف (سلك) ، (أن الأيام ما بعد جنيف ستشهد مزيدا من القتل اكثر من 150 الف قتيل و25 مليون مشرد) ، وحديث خالد هو جزء من مراحل ثلاث:
واولها: الإتفاق الإطاري وتداعياته والتهديد بالحرب والخراب ، والشركاء فيه قحت مع المليشيا والمبعوث الدولي فولكر ، وكان غايتهم إخضاع قيادة الجيش السودانى لارادتهم بالاختيار أو بالبندقية ، وساروا فى هذا المسار حتى آخر لحظة فى عربة شريحة جابت بهم العاصمة مع قائد ثاني المليشيا حتى اندلاع الحرب فى 15 ابريل 2023م وتوقعات إستلام السلطة ، وفشل المخطط..
والمرحلة الثانية: هى إتفاق إعلان المبادىء مع مليشيا الدعم السريع في اديس ابابا
فى يناير 2024م ، لم يكن الإتفاق بين الطرفين هو دعوة لايقاف الحرب ، وإنما (إعلان سياسي) ، وكان غريبا أن يكون تركيز قوى سياسية فى محادثاتها مع فصيل عسكري متمرد على الدولة وفى حالة حرب معها ، أن تكون خلاصة مناقشاتهم (إتفاق سياسي) ولم يتضمن حتى دعوة إلى اخلاء مساكن المواطنين أو تخفيف المعاناة عليهم..
وخلال هذه المرحلة نشطت الدعوة إلى ، الادارة المدنية والتعايش مع المليشيا ، وتكرار الدعوة إلى حظر الطيران ، والتحذير من خطر الانقسام وتكوين حكومة اخري.. وانتهت هذه المرحلة إلى جنيف..
وهذه نقطة التحالف بين المليشيا و(تقدم) ، وبإسناد من اطراف دولية وابرزهم المخابرات البريطانية والمبعوث الأمريكي بعد خداعه من الناشطين واستغلال مناخ الانتخابات الامريكية.. ومن هنا جاءت هذه التهديدات..
(3)
بدأ (سلك) واثقا فى حديثه ، فهو :
– إما أنه يملك معلومات دقيقة وتفصيلية عن مخطط ماكر ، يستهدف البطش بالمواطنين وعليه فى هذه الحالة الإعلان عما يملك من حقائق ودقائق ، لا يكفي مجرد التحذيرات ، وكلنا ندرك أن الدولة السودانية تتعرض لمؤامرات والشعب السوداني عانى من محاولات الاخضاع ، وما دام أن (سلك ) يملك الحقائق عليه ابرازها ..
– أو
– يمكن إعتبار ذلك نوعا من الإبتزاز السياسي والتلويح بذات صيغة ما قبل الإطاري ، وهذا سلوك إنتهازي بالدرجة الاولي ، بل جريمة حرب مكتملة الأركان ، وهو جزء من افتراض أن (تقدم) ربطت مصيرها ببندقية الدعم السريع..
– أو
– هو إشارة لتحالف جديد ، ما بين مليشيا الدعم السريع و(تقدم)..
والافتراض الاخير هو الارجح عندى
(4)
لم تكن بعض التصريحات المتضامنة مع المليشيا والتغريدات من قيادات تقدم مجرد هفوة ، وانما مرحلة للخطاب ، وكان اولها تبني مسببات الحرب (من محاربة دولة 56 والفلول واطلاق الرصاصة الأولى) إلى تبرير احتلال المنازل والدور إلى إحتفاء بلا خجل لمجرد حضورهم إلى جنيف ، فقد تحول الفصيل السياسي المدني إلى متاجر بالحرب والدماء..
وكانت محاولات كثيرة متعددة الصور ، واولها ربط ايقاف الحرب بالمسار السياسي ، وما زالت تلك دعواهم..
لقد توقف خطاب المليشيا السياسي وتم اعفاء المستشار السياسي ، لأن الحاضنة ستتولى المهمة… هكذا الأمور بكل وضوح..
حفظ الله البلاد والعباد
د.ابراهيم الصديق على
29 اغسطس 2024م
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع مع الملیشیا
إقرأ أيضاً:
قوات الدعم السريع تسيطر على حقل نفطي غربي السودان
ظهر عدد من عناصر قوات الدعم السريع في مقاطع فيديو وهم يؤكدون فرض سيطرتهم الكاملة على منطقة هجليج النفطية.
كمبالا: التغيير
قالت مصادر لـ(التغيير)، إن قوات الدعم السريع فرضت سيطرتها على حقل هجليج للبترول في ولاية غرب كردفان- غربي السودان اليوم الاثنين.
وتُعد هجليج من أهم مناطق إنتاج النفط في السودان حيث تنتج ما يقارب 25 ألف برميل يومياً من خام مزيج النيل، بجانب استضافتها المحطة المركزية لمعالجة خام الوحدة «CPF» وبترول دولة جنوب السودان الذي تصل طاقته الإنتاجية إلى نحو 80 ألف برميل يومياً.
وأكدت مصادر انسحاب الجيش السوداني وشركات النفط العاملة بالمنطقة إلى داخل دولة جنوب السودان، وسيطرة قوات الدعم السريع على الحقل النفطي، مما أدى إلى خروجه عن الخدمة.
وظهر عدد من عناصر الدعم السريع في مقاطع فيديو نشرها منسوبون للقوات وهم يؤكدون فرض سيطرتهم الكاملة على منطقة هجليج النفطية، بينما أشارت المعلومات الأولية إلى إخلاء المنطقة من العاملين دون إصابات أو خسائر، وأنه تم تفعيل احتياطات السلامة في الحقول النفطية.
في المقابل نشر موالون للجيش السوداني تأكيدات بأن القوات انسحبت من اللواء 90، دون تقديم تفاصيل إضافية، وقالوا إن الخطوة تمت لظروف تعلمها القيادة العسكرية.
ولم تصدر بيانات رسمية حتى الآن من الدعم السريع بشأن تأكيد السيطرة من عدمها، كما لم يقدم الجيش السوداني أي معلومات تفيد بما يجري في الحقل النفطي.
وتقع هجليج في ولاية جنوب كردفان على مقربة من الحدود مع دولة جنوب السودان وتبعد حوالي 45 كيلومترا غرب منطقة أبيي المتنازع عليها.
وكانت قوات الدعم السريع سيطرت مطلع الشهر الحالي، على الفرقة 22 في بابنوسة، بالرغم من إعلانها هدنة إنسانية أواخر الشهر الماضي، وقالت إن تحركها جاء رداً على خروقات من جانب الجيش، ورداً على هجمات نفذها على مواقعها في بابنوسة.
وأكدت الدعم السريع يومها “تمسكها بالهدنة الإنسانية وحرصها على حماية المدنيين”، مع التشديد على أن “الدفاع المشروع عن النفس حق مكفول بالقانون الدولي في ظل الاعتداءات المتكررة”.
الوسومالجيش السوداني الدعم السريع السودان الفرقة 22 بابنوسة النفط جنوب السودان خام الوحدة غرب كردفان مزيج النيل هجليج