لجريدة عمان:
2025-10-15@13:52:00 GMT

هل تقلصت دهشة العالَم بالذكاء الاصطناعي؟

تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT

لعلّ ذهاب دهشتنا بالذكاء الاصطناعي أشبه بدهشتنا في عام 2023م بالذكاء الاصطناعي الذي لم يكن ليعمل لولا وجود الكهرباء والحاسوب اللذين أدهشا البشرية في زمن غابر، وهنا تتردد مقولة مارك توين: "قد لا يعيد التاريخ نفسه، ولكنه يتشابه كثيرًا"

من واقع التجربة والمعايشة، شهد عام 2023م ثورة غير مسبوقة في الذكاء الاصطناعي خصوصا عبر تطبيقاته التوليدية التي أخذت انتباه العالَم وأثارت دهشته الأولى، ولا مبالغة في وصف معنى الدهشة الأولى التي تأتي مع كل فريد وجديد؛ فكل حدوث في وهلته الأولى مساق للدهشة التي تأسر العقل البشري المشدوه بعجائب الأشياء والأحداث وغرائبها، وكان للذكاء الاصطناعي نصيبه في العام المنصرم الذي شهد انبثاق خوارزمياته التي كانت أسيرة الاستعمال المحدود والخاص، ولكن خطوة شركات التقنية في إظهار ما يمكن أن نطلق عليه المارد العلمي والرقمي أثار الصخب الإعلامي والعالم أجمع بما صاحبه من قدرات تخيلها كثير من الناس بمثابة «الخلق الجديد» و «الوعي الرقمي» الذي ينافس الإنسان ووجوده.

ولا يمكن أن أنسى الرغبات الدفينة والملحّة من قبل شرائح المجتمعات أفرادًا ومؤسسات التي جاءت في صورها الكثيرة مثل دعوات الاستضافة التلفازية -كما حدث معي في قناة الجزيرة- والإذاعية -التي كاد لا يمضي أسبوع إلا وتأتيني دعوة للمشاركة والحوار- والكتابة للصحف والمجلات، ودعوات المشاركة في الندوات وتقديم المحاضرات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي؛ فكان عاما مزدحما بمثل هذه الطلبات التي حاولت أن ألبّي أكثرها -قدر المستطاع- رغبة في المساهمة المجتمعية في نشر الوعي الرقمي وسردِ شكلٍ من ملامحه التي تمتزج بين المفيد والمخيف.

رغم مضي سنوات طويلة على اتصالي بالذكاء الاصطناعي وأبحاثه إلا أن السؤال الفلسفي الذي طرق باب عقلي لم يراودني إلا في عام 2019م، وكان السؤال متعلقا بمعنى الوعي والعقل وإمكانية سريانه لخوارزميات الذكاء الاصطناعي، وعبر الاستدعاء العلمي لمكنونات الذكاء الاصطناعي وتكوينه الرياضي تبين لي بشكل لا يقبل النقاش أن الذكاء الاصطناعي دماغ رقمي يتحرك وفق مسارات البشر التي تتمثل في بياناتهم المُرسَلة إلى خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وبعدها يبدأ الدماغ في تمحيص هذه البيانات ومعالجتها بسرعة عالية تفوّقت في بعض أوجه وظائفها على الدماغ البشري وفقَ مبدأ نسبي تحكمه الظروف والفرضيات، وهنا تنعكس قوة الرياضيات ولغتها الساحرة التي أعادت تموضعها لتكون دماغا رقميا مفكرا، وهذا ما أشعل فتيل الدهشة الأولى وأقام قيامة العقل بعد ثورة الآلة البخارية وقبلها بآلاف السنين دهشة النار وجذوتها المضيئة.

أيقنت أن العقل لا يمكن أن يكون حكرا على مظاهره البيولوجية بما فيها دماغ الإنسان، ولا يمكن حينها أن نصف الذكاء الاصطناعي عقلا -كما أكدت سابقا في مقال نشرته في الربع الثاني من عام 2023م-، ويومها خالفني البعض معللا حدوث التفوق غير المعهود للذكاء الاصطناعي على الإنسان مثل الذي أحدثته أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية التي استطاعت أن تظهر قدرات حوارية وجدلية لم نعتد أن نراها في الأنظمة التقنية السابقة مثل محركات البحث وتطبيقات الدردشة الفورية، وهنا يكون تأثير الدهشة الأولى حاضرا في عقل الإنسان الذي استدعى خيالاته الطامحة المندفعة من مخزونات ذاكرته الجينية التي تبحث عن الدهشة والجديد، وكان مربط الخلاف بين كثير من المهتمين في نقطة أن يمتلك الذكاء الاصطناعي وعيا يقود العالَم إلى دهشة جديدة تتمثل فيها قدرات خارقة للذكاء الاصطناعي بما فيها قدرته على الشعور الحقيقي وبلوغا إلى تهديده للبشرية وإحلالها بالإنسان الآلي.

لم أنكر يومها أننا نقترب من هذه المرحلة التي نحتاج فيها إلى جرعات مسبقة من الوعي الرقمي تمهّدنا لانتزاع عنصر الدهشة السلبي الذي يعكس مخاوفنا من الطفرات الرقمية ونزعاتها النرجسية -كما يرى البعض-؛ فنحن بحاجة إلى إدراك كل المخاطر المحتملة التي لا ننكر كثيرًا منها مثل اقتراب الذكاء الاصطناعي من النوع العام -الخارق- الذي يملك قدرة تحاكي قدرات الإنسان في جميع قطاعات الحياة بما فيها الشعور والتفكير المنطقي، ولعلّ بعضَ هذه المظاهر -رغم بساطتها- متحققٌ في وقتنا، ولكن نحتاج إلى مزيد من اليقين والوعي العلمي لفهم هذه الجدلية العلمية؛ فنحن بكل تأكيد نقترب من اكتمال مشروعات الرقمنة الإنسانية والأنسنة الرقمية لأنظمة الذكاء الاصطناعي، ونقترب من تحقق الذكاء الاصطناعي العام، وبدا للبعض أننا نقترب من نهاية مؤسفة للبشرية، ولكن نكرر القول إن الذكاء الاصطناعي طفرة رقمية تُحدِثُ تأثيرها في المجتمع الإنساني وفق ضوابط البيانات وماهيتها، وكل ما أمكن أن تحدثه أنها نقلته من مجتمع صناعي إلى مجتمع رقمي، ولعل الدهشة الأولى في العام المنصرم باتت حديث الذاكرة التي ستتلاشى مع الزمن حتى تفقدَ بريقها، وهذا ما نلمحه عبر آراء الناس والمتخصصين الذين بتقلص دهشتهم لم تعدْ للمخاوف الرقمية تأثيرها السابق، وفي فترة قصيرة من الزمن، وجدت تضاعفا في الوعي المجتمعي بواقع الذكاء الاصطناعي وفهم أبجدياته الرياضية التي تعتمد على بيانات كبيرة، وعلى خوارزميات رياضية معقدة تجعله محاكيا للدماغ البشري ووظائفه دون أيّ قدرة لبلوغ مستويات العقل والوعي.

بغياب هذه الدهشة أو على الأقل تقلّص مفعولها، يدبُّ السؤالُ عن دهشتنا القادمة التي لا أرى للذكاء الاصطناعي بصبغته الرقمية الحالية بما فيه النوع العام -الذي لم يتحقق حتى اللحظة بمفهومه العلمي المطلق- نصيبا فيها، ولكن يمكن أن تكون دهشتنا القادمة أقرب إلى ثورة رقمنة أنظمتنا البيولوجية التي من المحتمل أن تحدثَ ثورتَها العلمية في نظامنا الجيني الذي سيتصل اتصالا وثيقا بالنظام الرقمي الذكي، وحينها لا نربط دهشتنا بالذكاء الاصطناعي بل بنظامنا البيولوجي الرقمي الذي نرجوه أن يصلح نظامنا الصحي، وأن يعيد العلم إلى منطقته الآمنة. لعلّ ذهاب دهشتنا بالذكاء الاصطناعي واستبدالها -المحتمل- بدهشة جديدة تخص الرقمنة البيولوجية بما فيها الجينية أشبه بدهشتنا في عام 2023م بالذكاء الاصطناعي الذي لم يكن ليعمل لولا الكهرباء والحاسوب اللذين أدهشا البشرية في زمن غابر، وهنا تتردد مقولة مارك توين: «قد لا يعيد التاريخ نفسه، ولكنه يتشابه كثيرًا». حديثنا عن دهشتنا الجديدة المحتملة ستنال نصيبها في مقالات قادمة بإذن الله نتناول فيه أبعادها الإنسانية والعلمية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: بالذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی بما فیها عام 2023م یمکن أن

إقرأ أيضاً:

ليكسر تزيح الستار عن الجيل القادم من حلول التخزين والذاكرة العاملة بالذكاء الاصطناعي في معرض جيتكس العالمي 2025

 

ليكسر الشركة العالمية الرائدة في مجال حلول التخزين، تكشف النقاب عن حقبة جديدة من الابتكارات المستقبلية في مجال التخزين باستخدام الذكاء الاصطناعي (AI) في معرض جيتكس العالمي 2025، وهو أضحم حدث تكنولوجي والذي سيعقد في الفترة من 13 إلى 17 أكتوبر في مركز التجارة العالمي بدبي. سوف تعرض ليكسر حلولا للذاكرة تعد الأخف وزنا والأكثر صلابة والأسرع في العالم وذلك في ركنها الخاص H1-25 في الصالة رقم 1.

ومع توغل الذكاء الاصطناعي (AI) وتعاظم دوره الجوهري في إعادة هيكلة كافة الصناعات وكل مجالات الحياة، ومساهمته من خلال IDC في الاقتصاد العالمي ب 19.9 مليار دولار بحلول العام 2030، يصبح التخزين الامن أكثر أهمية عن ذي قبل. وجدير بالذكر أن منتجات ليكسر تشتهر بقدراتها الفائقة وبأدائها السريع وبموثوقيتها التي ثبتت خلال الفترات الفائتة، ماجعلها أدوات ضرورية لاغنى عنها لمطوري الذكاء الاصطناعي ومنتجي الألعاب المحترفين وللمتحمسين من مستخدمي أجهزة الحاسب الألي أبضا.

يقول فيصل عبيدة المدير العام لشركة ليكسر في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والهند: “لم تعد حلول الذاكرة التقليدية مناسبة لمتطلبات الذكاء الاصطناعي حول العالم حاليا، إذ أن المستقبل يتطلب حلولا للتخزين ذات إمكانات عالية وبقدرات مختلفة تمكن المستخدم من التعامل مع البيانات بسرعة أكبر. وتشتهر كل فلاشات ليكسر وأقراصها الصلبة أيضا بسرعاتها الفائقة ومصداقيتها ومن ثم الاعتماد عليها، ماجعلها الحلول الأمثل لأصحاب مشروعات الذكاء الاصطناعي الكببرة المنشرة على مدى واسع. وتزامنا مع ذلك، زاد الطلب في منطقة الشرق اﻻوسط في مجال خدمات التصوير الرقمي على ادواتنا في مجال التخزين والتي تم تصنيعها باحترافية عالية لتناسب خصيصا صانعي المحتوى المحترفين.
الدفع بحلول الذاكرة قدما تجاه المستقبل:
من أبرز ابتكارات حلول الذاكرة التي تقدمها ليكسر في معرض جيتكس، القرص الصلب (بروفيشنال جو بورتابل ويز هب) بحجم الاصبع والذي يعد أخف قرص صلب محمول !ذ يبلغ وزنه 13 جراما فقط.
وقد صمم هذا الابتكار غير المسبوق بما يتلاءم مع سلسلة هواتف ايفون 17/16 وأيضا لهواتف اندرويد، كما صمم خصيصا ليناسب صانعي المحتوى لتخزين فيديوهات من الهاتف بجودة فائقة. إضافة إلى ذلك، سوف تعرض ليكسر في هذا الحدث البارز سلسلة أرمور (Armor)، التي تتضمن بطاقات التخزين المصنوعة من الصلب (ARMOR GOLD و ARMOR SILVER PRO) والتي تعد اﻻخف وزنا عالميا. وقد صممت هذه البطاقات بقدرة فائقة على التحمل والاستمرارية، إذ تفوق قوتها قدرة البطاقات التقليدية على التحمل 37 مرة، مايجعلها الأكثر ملاءمة للمصورين الفوتوغرافيين، ومصوري الفيديوهات، وصانعي المحتوى بما تتميز به من موثوقية تناسب متطلبات عملهم بسلاسة مذهلة،
أما الابتكار الاخر فهو القرص الصلب المحمول ARMOR 700 فهو أداة تخزبن تتميز بصلابتها الفاىقة وسرعتها المذهلة، إذ تبلغ سرعاته 2000 ميجابايت قراءة وكتابة، مايجعله أداة مذهلة تناسب الاحترافيين من مستخدمي الهواتف النقالة.

علاوة على ماذكر، تشهد سلسلة بطاقات CF express 04 شهرة كببرة بما فيها بطاقة الذاكرة Type B DIAMOND SILVER, GOLD, وبطاقات Type A GOLD والمصممة لأداء خفبف وسريع.
هذه البطاقات تم تصميمها لتناسب تخزين الفيديوهات بجودة 8K وللصور الفوتوغرافية فاىقة الجودة لتناسب بمميزاتها صانعي المحتوى الذين يتطلب عملهم أداءا ذا سرعة فاىقة وآمكانات غير عادية.

وبهدف الاستمتاع بتجربة ألعاب رائدة، ركزت ليكسر اهتماما غير مسبوق على محبي الألعاب، فمن خلال جيتكس، سوف تعرض الجيل الثاني من ARES RGB SK Hynix والجيل الثاني من ذاكرة الوصول العشوائي DDR5 للحواسب المكتبية التي تتميز بشريحة SK Hynix بسرعات نقل بيانات تصل إلى 8000 ميجا في الثانية الواحدة، ( وسرعة زمن وصول البيانات 6000 ميجا في الثانية الواحدة) وقد صممت لتناسب أداء الحواسب المكتبية الذكية من الجيل المتطور والمدمجة بالذكاء الاصطناعي.
ولمحبي الألعاب على المشغلات المحمولة، تقدم ليكسر بطاقة الذاكرة الصغيرة PLAY PRO Express المدمج بها تقنية معيار توصيل تسلسلي عالي الدقة (PCIe) بهدف توفير سرعات فاىقة تصل إلى 900 ميجابايت قراءة، و600 ميجابايت كتابة، في الثانية الواحدة، لتتيح بذلك امكانية رفع وتنزيل البيانات بسرعة مذهلة.
كما ستعرض ليكسر أقراصا صلبة بجيلين مقبلين لمطوري الذكاء الاصطناعي ولمحبي الألعاب ولصانعي المحتوى: يعرف الأول باسم ليكسر بروفيشنال NM990 PCIe Gen5.0 NVMe M.2 2280 SSD، والثاني يحمل اسم ليكسر بروفيشنال NM1090 PRO PCIe Gen5.0 NVMe M.2 2280 SSD.
ويعتمد كلا النوعين على تقنية PCIe 5.0 لتوفر بذلك سرعات مذهلة تصل إلى 14,000 ميجابايت قراءة في الثانية الواحدة، و 11،000 ميجابايت كتابة في الثانية الواحدة، تقريبا ضعف الأداء الذي تقدمه أقراص الجيل الرابع، لتقدم بذلك أداءا فائق السرعة للمولعين بالألعاب والمحترفين.
يقول عبيدة: “بينما تعزز منطقة الشرق الأوسط مكانتها كمنطقة عالمية لمحبي الألعاب وللتصوير، تمكن منتجات ليكسر ذات الأداء المذهل المستخدمين من تجاوز حدود التقنيات الابداعية التقليدية.”
يختتم عبيدة حديثه قائلا: ” نقدم لمحبي الألعاب على المشغلات المحمولة، حلولا تبدأ بالأقراص الصلبة ذات تقنيات PCIe 5.0 وانتهاءا بأحدث تقنية وهي بطاقات الذاكرة Micro SD Express، لنوفر لهم تجارب تخزين بيانات بمميزات ابداعية صممت لتمكن عملاءنا من التفوق عالميا في كل ماهو رقمي”.


مقالات مشابهة

  • أفضل أدوات بناء المواقع دون برمجة بالذكاء الاصطناعي
  • مايكروسوفت تكشف عن أول نموذج توليد صور بالذكاء الاصطناعي خاص بها
  • العلماء يفقدون الثقة بالذكاء الاصطناعي رغم تزايد استخدامه
  • ليكسر تزيح الستار عن الجيل القادم من حلول التخزين والذاكرة العاملة بالذكاء الاصطناعي في معرض جيتكس العالمي 2025
  • أبوظبي تكشف عن أول موظف حكومي رقمي مدعوم بالذكاء الاصطناعي في العالم
  • وزير الاتصالات: الذكاء الاصطناعي أداة للتعليم والمعلم يظل البوصلة التي توجه المستقبل
  • 7 فرص لغرف الأخبار في عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي.. ما الذي يريده الجمهور؟
  • أورنچ وسامسونج تقدمان نظام الأجهزة المتصلة بالذكاء الاصطناعي
  • دراسة: معظم الناس يواجهون صعوبة في التفريق بين الأصوات البشرية وتلك التي يولدها الذكاء الاصطناعي
  • ابتكار لبناني يحدّد مواقع الآبار بدقة بالذكاء الاصطناعي