كتب محلل شؤون الاستثمار فيليب بيلكينغتون أن الوضع على الجبهة الأوكرانية بدأ يشهد تصعيداً من جديد. فبعد فترة طويلة من حرب الاستنزاف وثبات الخطوط الأمامية، بدأت تظهر تحركات قد تدفع الحرب نحو مرحلتها التالية.
بوكروفسك تقع في قلب شبكة من الطرق المنتشرة في جميع الاتجاهات
ويتقدم الروس الآن نحو بوكروفسك، وهي مركز رئيسي للنقل والخدمات اللوجستية في دونيتسك.
ويعتقد بعض المحللين أنه إذا سقطت بوكروفسك، فسيبدأ كامل خط الجبهة الأوكرانية في دونباس بالانهيار.
وأشار بيلكينغتون في موقع "أنهيرد" البريطاني إلى أن مدينة بوكروفسك تقع في قلب شبكة من الطرق التي تنتشر في جميع الاتجاهات، إلى جانب محطة سكة حديد رئيسية.
وصرح الخبير العسكري الأوكراني ميخايلو جيروخوف لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" قائلاً: "إذا فقدنا بوكروفسك، فسينهار خط الجبهة بأكمله".
وأضاف أن خسارة شريان نقل حيوي مثل بوكروفسك ستجعل إعادة إمداد القوات عبر الخط الدفاعي في دونباس أمراً مستحيلاً. ولأن كل نقطة في هذا الخط تعتمد على الأخرى، فإن سقوط عدد قليل من العقد الرئيسية قد يؤدي إلى انهيار الجبهة بأكملها.
خطأ خطير في الحسابات
وتابع بيلكينغتون قائلاً إنه لا شك في تقدم الروس نحو البلدة وبسرعة، إذ تشير مصادر روسية وأوكرانية على حد سواء إلى نفس التقدم الذي تسارع في الأسبوع الماضي، مشيراً إلى أن هذا التقدم يعد جزءاً من عملية أوسع للجيش الروسي خلال الأسابيع القليلة الماضية.
ووفقاً لمجلة "نيوزويك"، استولت موسكو على 93 ميلاً مربعاً (حوالي 241 كيلومتراً مربعاً) من الأراضي في شهر أغسطس (آب) وحده، وهو ما يزيد بخمس مرات عن متوسط 21 ميلاً مربعاً (حوالي 54 كيلومتراً مربعاً) الذي استولى عليه الجيش الروسي في الأشهر السبعة الأولى من هذا العام.
Russia's Pokrovsk advance could be pivotal in the war @UnHerd https://t.co/jH2wKhSl1F
— Nexist Xenda'ths ???????? ???????? ???????? (@dar205) September 3, 2024ولم يتحسن الوضع في دونباس بسبب ما يبدو أنه خطأ خطير في الحسابات بشأن كورسك.
ويقول المحللون المؤيدون لأوكرانيا الآن إن توغل الجيش الأوكراني في أراضي العدو كان مصمماً لإجبار موسكو على سحب القوات من خط الجبهة في دونباس لمواجهة الجيش الأوكراني على الأراضي الروسية.
ومع ذلك، لم يحدث ذلك، حيث يسمح الروس للوحدات الأوكرانية النخبوية بالتمركز في كورسك دون اتخاذ أي إجراءات فعالة، بينما يواصلون التركيز على العمل في جبهة دونباس.
إذا انهار خط الجبهة في دونباسواقتنع كثر في الغرب بأن الحرب البطيئة الطاحنة في أوكرانيا تشير إلى طريق مسدود، لكن هذا لم يكن صحيحاً، فالحرب الروسية الأوكرانية، مثل الحرب العالمية الأولى، هي حرب استنزاف، إذ يهدف طرف إلى استنزاف الجانب الآخر، وعندما يحدث هذا وتنهار الخطوط الأمامية، يتحول الصراع إلى حرب حركة مع عبور الجيوش لمساحات شاسعة من الأرض.
Let me show you something. ????
This is Russian advancement in the East since July 1st.
Now does this look like losing to you?
*Mind you, if they capture Pokrovsk, they will have captured 2 main arteries that connect all of eastern Ukraine* ???? https://t.co/ESOzm2vMgB pic.twitter.com/2luwSPf1EF
وفي حال انهار الخط الأمامي في دونباس خلال الأسابيع المقبلة، لن يكون هناك عقبة واضحة أمام الجيش الروسي حتى يصل إلى نهر دنيبرو.
وفي غضون ذلك، تشير التقارير إلى أن الجيش البيلاروسي يتجمع على الحدود مع أوكرانيا، وقد تكون هذه خطوة تهدف إلى إجبار أوكرانيا على سحب القوات من الخط الأمامي في دونباس. ومع ذلك، قد تكون هذه الحركة أيضاً جزءاً من خطة روسية أوسع، إذ تُعد بيلاروسيا نقطة انطلاق مثالية لتطويق كييف.
نصيحة كيسنجرووفقاً للكاتب، لا تستطيع أوكرانيا فعل أي شيء لمنع ما يبدو أنه مسألة لا مفر منها. والسؤال الوحيد في واشنطن الآن هو ما إذا كان الخط الأمامي سيصمد حتى الانتخابات في نوفمبر (تشرين الثاني)، وقد يبدو من السخرية المفرطة أن يسمح الأمريكيون بوفاة الآلاف من الجنود الأوكرانيين أسبوعياً ــ وكثير منهم مجندون ــ لمجرد تجنب صور سيئة قبل الانتخابات، لكن هذه هي الحقائق القاتمة للسياسة الخارجية الأمريكية.
وكما قال هنري كيسنجر ذات يوم: "قد يكون من الخطير أن تكون عدواً لأمريكا، لكن أن تكون صديقاً لأمريكا فهذا أمر قاتل". وختم بيلكينغتون قائلاً: "يبدو أن لا أحد يريد تعلم هذا الدرس القاسي".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية دونيتسك الجيش الأوكراني كورسك الحرب الأوكرانية دونيتسك كورسك فی دونباس خط الجبهة
إقرأ أيضاً:
أحد أقدم القصور الملكية بمصر..هكذا يبدو قصر رأس التين بالإسكندرية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ما أن تطأ قدماك هذا القصر بمدينة الإسكندرية، ستشعر وكأنك انتقلت بالزمن إلى العصر الملكي في مصر (شاهد الفيديو أعلاه)
يُعد قصر "رأس التين" من أقدم القصور الملكية في مصر، وأحد المعالم التاريخية والأثرية بمحافظة الإسكندرية.
ذكر الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية في مصر، أن أهمية القصر تتمثل بأنه الوحيد الذي شهد بزوغ أسرة محمد علي وعاصر فترة ازدهارها التي استمرت نحو 150 عامًا على أرض مصر. حيث شهد القصر وفاة محمد علي باشا في عام 1848، كما أُجبر الخديوي إسماعيل على الرحيل عن البلاد من هذا القصر في عام 1879.
بالمثل، شهد القصر نهاية حكم الأسرة العلوية، بعدما تنازل آخر ملوكها، الملك فاروق، عن العرش لصالح ولي عهده أحمد فؤاد، كما شهد رحيل الملك فاروق على متن اليخت الملكي "المحروسة" من ميناء رأس التين، متجها إلى منفاه في إيطاليا.
يعود تاريخ القصر إلى عام 1834، عندما وضع تصميمه المهندس الفرنسي سير يزي بيك، بتكليف من محمد علي، الذي أمر بتشييد القصر على هيئة حصن، واستغرقت عملية البناء 13 عاما، أي أنه اكتمل في عام 1847، مع ذلك لم يتبق من القصر القديم سوى البوابة الشرقية التي تحمل اسم "محمد علي" وبعض الأعمدة الجرانيتية.
في عهد الخيديوي إسماعيل، أصبح قصر "رأس التين" المقر الصيفي لحكام أسرة محمد علي، وقد أنشأ محطة للسكة الحديد داخل القصر لينتقل مع أسرته من القصر بالإسكندرية إلى القاهرة، ثم قام نجله الملك فؤاد الأول بتجديدها عام 1920.
أما عن سبب تسميته، فقد سميّ "قصر رأس التين" نسبة إلى أشجار التين المزروعة بوفرة في تلك المنطقة.
يسعى صانع المحتوى المصري حامد الرحمن محمد، والمعروف باسم أحمد المصري على "إنستغرام"، إلى استكشاف الحقبة الملكية في مصر من خلال تجربة زيارة قصورها الملكية المهيبة.
قال المصري في مقابلة مع موقع CNN بالعربية إنه أراد أن يبرز طراز العمارة الأوروبي الذي يتمتع به القصر لمتابعيه على "إنستغرام" من خارج مصر.
من خلال جولاته العديدة بين أروقة قصر "رأس التين"، رأى المصري أن الثريا العملاقة التي تزن 2.5 طن وتزين قاعة القبة تُعد من بين أبرز مقتنات القصر.
يضم القصر قاعة العرش، والتي لا يوجد لها مثيل سوى بقصر عابدين، حسبما جاء بالموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية في مصر.
أوضح المصري أن قاعة العلم تضم علم مصر في عهد الملكية، إلى جانب نسخة من وثيقة التنازل عن العرش التي وقعها الملك فاروق.
يحتوي القصر كذلك على أغلى أنواع الأثاث المستورد، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من التحف واللوحات الفنية التي لا تُقدر بثمن.
وصف المصري تجربة الزيارة قائلا: "كل زاوية من زوايا القصر تروي حكايات عن العصر الذي شهده".