الجديد برس:

قالت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية إن الولايات المتحدة خسرت معركة البحر الأحمر أمام قوات صنعاء، وأن الهجمات البحرية التي شنتها الأخيرة مثلت أكبر مفاجأة خلال العام الماضي وأخطر تحدٍ بحري منذ عقود، مشيرةً إلى أنها كشفت مكامن الضعف لدى الجيش الأمريكي وسلطت الضوء على تآكل معايير المجتمع الدولي.

وتحت عنوان “أمريكا تخسر معركة البحر الأحمر” نشرت الوكالة تقريراً جاء فيه أنه “حتى وفقاً للمعايير الشرق أوسطية، كان العام الماضي مليئاً بالمفاجآت، فقد أدى هجوم مفاجئ شنته حماس إلى أعنف يوم لليهود منذ الهولوكوست، والآن استمرت الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة لفترة أطول مما تصوره أي شخص تقريباً، وربما شنت إيران أكبر هجوم بطائرات بدون طيار وصواريخ في التاريخ ضد إسرائيل”.

وأضاف: “لكن المفاجأة الأكبر هي أيضاً الأكثر شؤماً بالنسبة للنظام العالمي، فقد شنت جماعة الحوثي في اليمن، وهي جهة فاعلة شبه دولة لم يسمع بها غالبية الأمريكيين من قبل، أخطر تحد لحرية البحار منذ عقود من الزمان، ويمكن القول إنها هزمت قوة عظمى منهكة على طول الطريق”.

وأكد التقرير أن قوات صنعاء “دفعت بميناء إيلات الإسرائيلي في خليج العقبة إلى الإفلاس”.

وأشار إلى أنه “بعد مرور ما يقرب من عام لا تبدو الجماعة مردوعة بقدر ما هي أكثر جرأة”.

واعتبر التقرير أن “هذه الملحمة تجمع بين الديناميكيات القديمة والجديدة، فقد كان باب المندب منذ فترة طويلة بؤرة للصراع، وتحيط بهذا المضيق حالة من عدم الاستقرار في جنوب شبه الجزيرة العربية والقرن الأفريقي، وقد أدى هذا الوضع إلى نشوب صراعات وتدخلات أجنبية لعقود من الزمن، لكن حملة الحوثيين تكشف أيضاً عن مشاكل عالمية أحدث”.

وأضاف: “الحوثيين ليسوا قوة عسكرية تقليدية، فهم لا يسيطرون حتى على اليمن بالكامل، ومع ذلك فقد استخدموا الطائرات بدون طيار والصواريخ للسيطرة على الوصول إلى البحار الحيوية”.

ورأى التقرير أن “هناك عاملاً يزيد من تأجيج الأمور، وهو نفور أمريكا من التصعيد، والذي ينبع من الإفراط في التوسع العسكري، فقد تحولت قوة عظمى عالمية إلى مجرد حرب غير حاسمة مع مجموعة من المتطرفين اليمنيين”.

واعتبر أن “هذا النهج يعكس التعب الكامن الذي يعاني منه الجيش الأمريكي الذي يفتقر إلى ما يكفي من الصواريخ المجنحة والقنابل الموجهة بالليزر والطائرات الهجومية والسفن الحربية لمواصلة الحملة بشكل أكثر عدوانية بدون المساس باستعداده للصراعات في أماكن أخرى”.

وقال إن الوضع في البحر الأحمر كشف “تآكل المعايير التي اعتبرها المجتمع الدولي أمراً مسلماً به”، معتبراً أن ما يجري يمثل “سابقة مروعة، فقد قلب الحوثيون حرية البحار رأساً على عقب في منطقة بالغة الأهمية ودفعوا ثمناً متواضعاً للغاية”، حسب تعبير التقرير.

وبحسب التقرير فإنه “أياً كان من سيتولى الرئاسة في عام 2025 فسوف يضطر إلى مواجهة حقيقة مفادها أن أمريكا تخسر الصراع على البحر الأحمر، مع كل العواقب العالمية السيئة التي قد تترتب على ذلك”.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

قمة شرم الشيخ تُنعش الآمال بعودة حركة الملاحة لطبيعتها في قناة السويس

مع وقف الحرب في غزة، وتوصل الأطراف إلى اتفاق في قمة شرم الشيخ 2025، والسعي لتطبيق خطة الإعمار بمشاركة دول عربية وأجنبية، توقعت تقارير دولية أن يبدأ المسار الملاحي لقناة السويس ومياه البحر الأحمر العمل تدريجياً.

وذكر تقرير أعده موقع قناة «SKY NEWS» البريطانية بالنسخة العربية بعنوان «اتفاق غزة ينعش الآمال بعودة السفن لقناة السويس» أكدت مضامينه على المردود الإيجابي لاتفاق السلام، ووقف إطلاق النار في غزة الأمل في عودة حركة الملاحة عبر البحر الأحمر وقناة السويس إلى طبيعتها، بعد عامين من الاضطرابات التي كبدت التجارة العالمية خسائر ضخمة، وأجبرت شركات الشحن على تغيير مساراتها بعيدًا عن الممر المصري الحيوي.

ونقل تقرير موقع «سكاي نيوز» عن نائب رئيس هيئة قناة السويس السابق، وائل قدور، قوله: إن «انعكاسات وقف الحرب في غزة على القناة ستتوقف على مدى التزام الأطراف بالاتفاق، لأن أي تجدد للأعمال العسكرية سيؤخر عودة السفن إلى المسار الطبيعي».

وأفاد نائب رئيس هيئة قناة السويس السابق أن «عودة الملاحة عبر السويس لن تتم بين ليلة وضحاها، لأن شركات الشحن أعادت ترتيب خطوطها خلال العامين الماضيين وعدلت سلاسل الإمداد وطرقها البحرية، وبالتالي ستحتاج إلى بعض الوقت لإعادة تنظيم مساراتها».

وأشار إلى استمرار الهدوء وغياب الاعتداءات على السفن في البحر الأحمر سيؤدي إلى تحسن كبير في حركة العبور، ومن المتوقع أن تعود المعدلات الطبيعية تدريجيًا حتى مطلع عام 2026 والذي قد يشهد العودة الكاملة للخطوط الملاحية التي كانت تمر من القناة.

ونوه إلى أن هيئة قناة السويس تتحرك كرد فعل عندما تتراجع الإيرادات، حيث بدأت في تقديم تخفيضات تصل إلى 15% لسفن الحاويات الكبيرة في محاولة لجذبها مرة أخرى، لكن ذلك لا يكون كافيًا في ظل ارتفاع تكاليف التأمين على السفن في منطقة يعتبرونها غير آمنة.

كشف البنك المركزي المصري في تقرير أداء ميزان المدفوعات أن إيرادات قناة السويس انخفضت بنسبة 45.5% لتصل إلى 3.6 مليار دولار خلال العام المالي الماضي 2025/2024، مقابل إيرادات بنحو 6.6 مليار دولار بالعام المالي 2024/2023.

اقرأ أيضاًوزيرا الري والزراعة يشهدان الاحتفال باليوبيل الذهبي لتأسيس المركز القومي لبحوث المياه

وفد مصر المشارك في الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد يتجه لواشنطن

صندوق النقد يتوقع نمو الاقتصاد المصري لـ 4.5% في 2026

مقالات مشابهة

  • منح الجنسية السعودية للرئيس التنفيذي لمجموعة البحر الأحمر الدولية
  • رئيس مدينة مرسى علم يناقش طلبات المواطنين
  • هل تفتح إسرائيل جبهة اليمن بعد غزة؟ قراءة في احتمالات المواجهة مع الحوثيين
  • تقرير أمريكي: عودة النشاط التجاري إلى البحر الأحمر ليست قريبة
  • وصول 65 ألف طن قمح فرنسى لميناء سفاجا
  • قمة شرم الشيخ تُنعش الآمال بعودة حركة الملاحة لطبيعتها في قناة السويس
  • تصادم سيارة رحمة عصام بدراجة نارية على شارع البحر الأعظم بدون اصابات
  • منال عوض: 363 مليون جنيه لتطوير منظومة المخلفات بمحافظة البحر الأحمر
  • هل تستعيد حركة الشحن في البحر الأحمر نشاطها بعد توقف حرب غزة؟
  • في رحاب البحر الأحمر.. إرادة السلام تنتصر على ضجيج السلاح