علق موقع إنترسبت على قتل جنود إسرائيليين الناشطة الأميركية في مجال حقوق الإنسان عائشة نور إزغي إيجي (26 عاما) بالرصاص، مشيرا إلى أن ثمة مخاوف من أن حكومة الولايات المتحدة لن تستجيب الاستجابة المناسبة لهذه الحادثة ولن تسعى إلى مساءلة إسرائيل عن مقتل مواطنتها.

وأوضح الموقع -في تقرير بقلم جوناه فولديز- أن إيجي كانت تشارك في احتجاج على بناء مستوطنة غير قانونية في الضفة الغربية عندما أطلق الجنود الإسرائيليون النار على رأسها، مشيرا إلى أن شابين أميركيين من أصل فلسطيني قتلا قبلها في الضفة الغربية، وهما: توفيق عبد الجبار من ولاية لويزيانا، ومحمد خضور من فلوريدا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الاحتلال يهدم منازل بلدة سلوان بالقدس تحت ستار الحربlist 2 of 2عقائدي ومكيافيلي وواعظ وجاسوس.. فورين بوليسي: الوجوه المتعددة لآبي أحمدend of list

وقالت رئيسة مؤسسة السلام في الشرق الأوسط، لارا فريدمان، للموقع، إن مثل هذه الردود الصامتة من جانب الحكومة الأميركية بعد مقتل مواطنين أميركيين في الضفة الغربية المحتلة أصبحت سياسة الأمر الواقع.

وأضافت أن "سياسة الحكومة الأميركية، بسلطتيها التنفيذية والتشريعية، تقتضي أن ليس كل الأميركيين متساوين عندما يتعلق الأمر بالموت في الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين. فالأميركيون الإسرائيليون يستحقون النضال من أجل المساءلة، أما الأميركيون الفلسطينيون والأميركيون الذين يقفون معهم فلا يستحقون ذلك".

راشيل كوري التي دهستها جرافة إسرائيلية (غيتي)

واستذكر الموقع مقتل ناشطة السلام الأميركية راشيل كوري التي سحقتها جرافة إسرائيلية مدرعة في عام 2003، وكذلك مقتل صحفية الجزيرة الفلسطينية الأميركية البارزة شيرين أبو عاقلة التي أظهرت أدلة الطب الشرعي أن قتلها كان متعمدا، ولكن التحقيق الذي يجريه مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) في وفاتها لا يزال معلقا لدى المسؤولين الأميركيين.

وقالت فريدمان، في إشارة إلى تعليقات الرئيس الأميركي جو بايدن التي أدلى بها بعد مقتل 3 جنود أميركيين في غارة بطائرة مسيرة بالأردن، إن "لدينا رئيسا يقول إذا آذيت الأميركيين فسوف تدفع الثمن. ولكن هذا ليس هو الحال إذا كان الأميركيون من أصل فلسطيني أو متعاطفين مع الفلسطينيين".

وذكر الموقع أن إيجي أميركية من أصل تركي، كانت في منطقة بيتا جنوبي نابلس، مع حملة "فزعة" التي تعمل على دعم المزارعين الفلسطينيين وحمايتهم من عنف الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، وأن الجنود الإسرائيليين ردوا على الاحتجاج بإطلاق الذخيرة الحية وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، وقتلوا إيجي وأهانوا شابا فلسطينيا أصيب بشظية في الفخذ، حسب الإعلام الرسمي للسلطة الفلسطينية.

شيرين أبو عاقلة اغتالتها إسرائيل خلال تغطيتها للأحداث في جنين (الجزيرة)

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي -في بيان- إن جنوده كانوا في المنطقة القريبة من بيتا يوم الجمعة وأطلقوا النار على "المحرض الرئيسي على النشاط العنيف" الذي زُعم أنه ألقى الحجارة على الجنود، وأضاف البيان أن "الجيش يبحث في التقارير التي تفيد بمقتل مواطنة أجنبية نتيجة إطلاق نار في المنطقة".

وقال السفير الأميركي لدى إسرائيل جاك ليو إنه كان على علم بمقتل إيجي صباح الجمعة في بيان نشر على وسائل التواصل الاجتماعي، موضحا "نقدم خالص تعازينا لعائلتها وأحبائها. إننا نجمع مزيدا من المعلومات بشكل عاجل عن ظروف وفاتها. ليست لدينا أولوية أعلى من سلامة المواطنين الأميركيين وأمنهم".

وقال مدير معهد الشرق الأوسط، خالد الجندي، إن مقتل إيجي كان سيحظى باهتمام أقل بكثير لو لم تكن مواطنة أميركية، مضيفا أن الاستهداف العسكري الإسرائيلي للمتظاهرين الفلسطينيين العزّل في الضفة الغربية بالقوة المميتة أمر روتيني و"كان ينبغي أن ندق أجراس الإنذار منذ مدة طويلة".

ودعا خالد الجندي الحكومة الأميركية إلى طرح أسئلة جدية حول قواعد الاشتباك الإسرائيلية وإذا كانت تمتثل للقانون الدولي، وأضاف "بدلا من الإجابة عن هذه الأسئلة، ستفعل الإدارة ما فعلته في الماضي، إذ حاولت إخفاء الأمر وتوفير غطاء لأي تفسير إسرائيلي مهما كان".

وكانت حركة التضامن الدولية نددت بجريمة القتل ووصفتها بأنها "مثال آخر على عقود من الإفلات من العقاب الممنوحة للحكومة والجيش الإسرائيليين بدعم من الحكومات الأميركية والأوروبية"، وقالت إن إيجي هي المتظاهر رقم 18 الذي يقتل أثناء الاحتجاجات في بيتا منذ عام 2020.

وقالت فريدمان إنها تأمل أن ترد الولايات المتحدة على مقتل إيجي بالمساواة، وأضافت أن أميركا أرسلت رسالة واضحة إلى إسرائيل وإلى الآخرين في العالم بأنه "إذا كان الأميركيون سياسيا على الجانب الخطأ من الصراع، فهم ليسوا أميركيين حقا ونحن بالفعل لا نهتم بهم".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات فی الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

ماذا تخطط إسرائيل للضفة الغربية؟

تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اقتحامات واغتيالات واعتقالات على كامل أراضي الضفة الغربية، ويأتي ذلك بالتزامن مع تهديدات من حكومة اليمين المتطرف بفرض السيادة على الضفة، ردًا على انتقادات دول غربية لانتهاكات الاحتلال وتلويح هذه الدول بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وفي نفس السياق، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي شابين فلسطينيين في نابلس وأريحا، وأصابت طفلا بالرصاص المطاطي خلال اقتحامها مدينة قلقيلية، ضمن موجة اقتحامات عنيفة شملت 7 مدن فلسطينية بالضفة الغربية، هي نابلس وطوباس وطولكرم وقلقيلية والبيرة والخليل وبيت لحم.

وفي بلدة حارس، شمال غرب مدينة سلفيت، قالت مصادر، للجزيرة، إن مستوطنين هاجموا البلدة، وأضرموا النار في أراض زراعية، وتسبب الهجوم في اشتعال النيران بمساحات واسعة، واحتراق عشرات أشجار الزيتون.

ويرى الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي، إيهاب جبارين أن ما يقوم به الاحتلال في الضفة هو إستراتيجية ممنهجة، وهناك تواصل بين الجيش وقطعان المستوطنين، مشيرا إلى أن الانتهاكات والاقتحامات والاعتقالات ليست مرتبطة فقط بالسابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقال إن الحكومة الإسرائيلية الأولى التي قامت بمشروع الاستيطان كانت حكومة حزب العمل عام 1968، ومحسوبة على التيار اليساري، وكانت حكومات اليسار تنظر إلى مشروع الاستيطان ضمن سياق أمني إستراتيجي، أما في المرحلة الحالية، فإن هذا المشروع بات في قلب وجوهر العقيدة الإسرائيلية، فحكومة بنيامين نتنياهو تريد أن تبسط سيطرتها ما بين البحر والنهر، أي ضمن سياق أيديولوجي في المقام الأول.

إعلان

وتحدث الكاتب والمحلل السياسي، ساري عرابي عما اعتبرها وتيرة متسارعة تقوم بها إسرائيل للسيطرة على الضفة الغربية مرة واحدة، مستدلا في كلامه بعمليات التهجير الممنهج للفلسطينيين وعمليات التضييق عليهم وشل حركتهم بالحواجز والبوابات.

ضم ممنهج ومقنن

وأشار إلى وجود عمليات ضم ممنهجة ومقننة يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي في الضفة، تظهر من خلال القوانين الإسرائيلية التي شرعنت التمدد الاستيطاني، ومن خلال أدوات إجرائية مثل المنصب الذي أعطي لوزير المالية بتسلئيل سموتريتش في وزارة الحرب بهدف السيطرة على الإدارة المدنية وتفصيل قوانين خاصة بالمستوطنين.

وذكّر عرابي بخطة سموتريتش التي أعلن عنها عام 2017، وهي خطة التيار الديني القومي، وتدعو إلى ضم الضفة الغربية بالكامل، بحيث "تكون دولة لليهود فقط داخل الضفة وداخل فلسطين كلها"، وتقول هذه الخطة إن السكان الفلسطينيين من الممكن منحهم إقامة مثل سكان القدس، أي بحقوق مدنية دون السياسية مع تسهيل تهجيرهم من الضفة إلى الخارج.

أما نتنياهو فكان يتحدث في ولايته السابقة -يضيف عرابي في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر- عن ضم مناطق من الضفة غير محددة بشكل نهائي، وهناك حديث عن الغور وبعض مناطق "سي" المحيطة بالمستوطنات والتي تشكل مجالا حيويا للفلسطينيين على مستوى الزراعة وعلى مستوى التمدد العمراني وحركة السكان.

وعن الانتقادات الغربية لممارسات إسرائيل والمستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية، أوضح الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي، جبارين أن إسرائيل تقوم بتعقيدات ميدانية كلما كان هناك تلويح دولي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.

ومن جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي، عرابي إن هناك سياسات إسرائيلية جرى تكريسها بالرغم من الانتقادات الدولية، والاحتلال اختبر المجتمع الدولي والعرب وقام بخطوات جرى تكريسها بالتدريج.

إعلان

مقالات مشابهة

  • قوّات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 11 فلسطينيًا وتقوم بعمليات هدم وتخريب واسعة بالضفة الغربية
  • نيويورك تايمز: إسرائيل على وشك ضرب إيران دون ابلاغ واشنطن
  • ماذا تخطط إسرائيل للضفة الغربية؟
  • القوات الإسرائيلية تداهم محلات الصرافة الفلسطينية في الضفة الغربية
  • سرقة في وضح النهار.. جيش الاحتلال يصادر مبالغ مالية ضخمة بالضفة الغربية
  • الجيش الإسرائيلي يُداهم محال صرافة في الضفة الغربية بدعوى مصادرة "أموال الإرهاب"
  • استشهاد ثمانية فلسطينيين في اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي بالضفة الغربية وقطاع غزة
  • عاجل | رويترز عن وسائل إعلام أميركية: مقتل شخصين وإصابة 9 في إطلاق نار بمتنزه فيرمونت بولاية فيلادلفيا الأميركية
  • 45 يوماً على النهاية… وترامب يُبقي الأسواق معلّقة بين الرسوم والانتظار
  • ضم وتهويد.. إسرائيل تسابق الزمن لابتلاع سبسطية الأثرية بالضفة