لجريدة عمان:
2025-06-28@03:25:13 GMT

آفة العصر

تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT

الفساد أينما وجد في الدنيا هو مؤشر بداية انهيار الأمم، وفناء الحضارات؛ لأنه يسرق قوت الآخرين ويزيد من معاناة أفراد المجتمع ويذهب بفرص العمل ويقضي على التطور الحضاري والازدهار الاقتصادي ويصيب الأمن في مقتل والاستقرار الذي تراهن عليه الدول، ويضعف الشفافية وينال من العدالة ويحرم سواد المجتمع من العيش الكريم ويخل بالمساواة بين الناس، ويجعل من الأنظمة أكثر هشاشة ويحرمها من تطبيق القانون ويعبث بالقيم وتجاوز التشريعات ويكون هو الموجهة لغاياته.

الفساد أعظم أمراض العصر وآفته التي يكاد أن يسلّم البعض إنه لا علاج لها؛ فالحكومات لا تستطيع مراقبة سلوك كل فرد من سكانها فهذا أمر بالغ الأهمية، لكنها تستطيع محاصرته وتجفيفه، لذلك تجد عديدًا من الدول بها من الموارد والممكنات ما يجعلها قادرة على توفير العيش الكريم لأبنائها، لكنها لسوء إدارة مواردها لا تستطيع بلوغ غاياتها نظرًا لحالة الفساد التي تنخر في مجتمعاتها، وتعبث بمقدراتها، خطورة الفساد وبطء معالجته يفرض ثقافة غريبة بين متعاطيه، ويوجه موارد الدول إلى مسارات إما خارجية أو تخدم فئة قليلة من المتعطشين لجمع الأموال في الداخل، وتأخر علاجه واجتثاثه من جذوره يفاقم المشكلة حتى نصل إلى مرحلة أقرب فيها إلى التسليم بالواقع.

إن الحكومة اليوم أمام تحدٍ كبير كسائر حكومات المنطقة في هذا الأمر، الذي لن تنجح فيه لوحدها ما لم يعضدها أفراد المجتمع الذي يؤمن أن الحياة لا تستقيم إلا بتطهيره من هذه الآفة والقضاء عليها، أولها: تغليظ العقوبات على المتجاوزين، ومراجعة تلك العقوبات، ومراقبة أصحاب المواقع الحساسة التي يمكن أن تنتج مثل هذه الظواهر، وتكثيف الرقابة على مفاصل مهمة، والاستمرار في كشف المتحايلين وأصحاب المسارات الخفية والخلفية، وتعزيز الإجراءات، وتطوير أدوات الرقابة، والردع الذي يؤدي إلى استقامة الأمور.

ونظرا لتوقع توسع دائرة هذه الظاهرة في قادم الأيام وتزايد عدم استقرار الأوضاع المالية لبعض الأفراد من الداخل والخارج فإن الأمور من المرجح أن تتزايد بشكل أكبر، وتتضاعف.

لذلك المهمة صعبة على الجميع، لكن أمام نتائجها الوخيمة الكارثية لابد من تكاتف كل الجهود في برنامج يجنبنا هدر الموارد وتعزيز هيبة القانون وفرض العدالة والمساواة، وتطوير الخطوات الاستباقية التي تستطيع أن تمنع مثل تلك المحاولات. حفاظًا على مقدرات الدول والشعوب وأجيالها وترسيخًا لقيم عالية في المجتمع.

سالم الجهوري كاتب صحفي عماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

«حراك سوق الجمعة» يدعو إلى مظاهرة اليوم في ميدان الشهداء بطرابلس

دعا حراك سوق الجمعة، إلى مظاهرة اليوم الجمعة، في ميدان الشهداء بطرابلس؛ لمواجهة الفساد والظلم.

ووجه «حراك سوق الجمعة»، عبر صفحته على موقع فيسبوك، رسالة إلى الشعب الليبي: «إلى من لم يعد قادراً على دفع ثمن الدواء.. إلى من ضاعت أحلامه من ارتفاع سعر الدولار.. إلى من فقد رزقه في غلاء الأسعار.. إلى من سئم الطوابير والمماطلة والسرقة باسم الوطن.. هذا موعدك.. هذه فرصتك.. هذه قضيتك.. اليوم نقف جميعاً لنقول: كفى عبثاً بليبيا وبأهلها، ولنطالب بسقوط حكومة الفساد والتطبيع التي سرقت حقوقنا وقتلت أحلامنا».

الوسومإسقاط حكومة الدبيبة حراك سوق الجمعة

مقالات مشابهة

  • أبرز الدول العربية التي تعتمد على النفط في توليد الكهرباء
  • خبراء أميركيون: ما الذي يدفع بعض الدول لامتلاك السلاح النووي؟
  • «حراك سوق الجمعة» يدعو إلى مظاهرة اليوم في ميدان الشهداء بطرابلس
  • عبد السلام فاروق يكتب: عصر الفتن
  • هبة جمال الدين: تقارير إسرائيلية تقول إن الدول العربية لا تستطيع حماية نفسها
  • مصر تستطيع يطلق مسابقة في الأحياء لطلاب الثانوية بين القاهرة والجيزة
  • «سباق مسافة ميل في أقل من 4 دقائق».. هل تستطيع كيبيجون؟
  • نائب أمير الشرقية يطّلع على منجزات غرفة الشرقية وتطوير بيئة الأعمال
  • محافظ القليوبية يناقش خطة ترشيد الكهرباء وتطوير الخدمات للمواطنين
  • ترامب: الصين تستطيع استيراد النفط الإيراني