مراقب إخوان الأردن يتحدث لـعربي21 عن الفوز بالانتخابات والعلاقة مع الدولة
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
تحدث مراقب عام جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، مراد العضايلة لـ"عربي21" عن دلالات الفوز العريض للإسلاميين في الانتخابات البرلمانية.
وقال العضايلة إن نتائج الانتخابات التي أظهرت اكتساحا لقائمة حزب جبهة العمل الإسلامي مقارنة ببقية القوائم الحزبية، كانت "استفتاء حقيقا على قدرة التيار الإسلامي في خدمة المجتمع، وقيادته".
ولفت العضايلة في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن نتائج الانتخابات كانت أيضا استفتاء على نهج المقاومة بعد العدوان على غزة، حيث قاد حزب جبهة العمل الإسلامي (الذراع السياسي للإخوان المسلمين) المظاهرات في الأردن على مدار 11 شهرا.
وأوضح أن هذه النتائج تعبر عن "قوة الإسلاميين وقدراتهم وقوة تنظيمهم"، مستدركا أن هذه النتائج "تحملنا مسؤولية كبيرة وأمانة عظيمة حتى نكون قادرين على خدمة شعبنا".
وشكل فوز الإخوان في الانتخابات صدمة وغضب داخل إسرائيل، إذ عنونت هيئة البث الرسمية خبرها عن الانتخابات الأردنية "في الأسبوع الذي قتل فيه أردني 3 إسرائيليين، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن فاز بـ31 مقعدا في انتخابات البلاد".
هل كانت مفاجئة؟
أظهرت استطلاعات غير رسمية قبيل الانتخابات أن الإسلاميين من المتوقع حصولهم على 12-15 مقعدا في البرلمان بأقصى تقدير، إلا أنهم حصلوا على ضعف هذا الرقم بواقع 31 مقعدا.
وحول اعتبار طيف واسع من الأردنيين أن هذا الرقم يعد مفاجئا للجميع بما فيهم حزب جبهة العمل الإسلامي، ذكر العضايلة أن النتيجة ليست مفاجئة، متابعا "توقعنا هذه الأرقام وأكثر بقليل حتى مما حصلنا عليه".
وتابع أن "التدخلات السابقة بنتائج الانتخابات هي ما جعلت البعض يقلل من عدد مقاعدنا المتوقعة في المجلس على أساس أن التدخل حاصل حاصل مثل كل مرة".
وعن خسارة بعض رموز الجماعة في الانتخابات لحلولهم ثانيا وثالثا في القوائم المحلية لحزب الجبهة، على غرار علي أبو السكر، وسعود أبو محفوظ، قال العضايلة "نحن نعتقد أنه ليس هناك خاسر لنا، والإخوة الذين لم يحالفهم الحظ لديهم نفس الشعور أيضا".
استمرار بالمعارضةقال العضايلة إن حصول مرشحي الإخوان على 31 مقعدا في المجلس، ونحو نصف مليون صوت في القائمة الوطنية، لا يعني أن الجماعة ستغير من نهجها تجاه الدولة.
وأضاف أن طبيعة النظام السياسي الأردني نظام ملكي وراثي، والنيابة فيه ركن، ولكن "لم تسع الحركة الإسلامية في يوم من الأيام في الاردن إلى الحصول على أغلبية أو مغالبة".
وتابع "نحن نفهم واقع الدولة الأردنية، ونعي المعادلة الإقليمية والدولية التي تتحكم في المشهد، ولذلك لم نسعى يوما إلى مغالبة الدولة، ونريد البقاء في معادلة (المعارضة المؤثرة)".
وقال إن "الحركة الإسلامية في الأردن نجحت على مدار 35 عاما أن تبقى في صدارة المشهد السياسي" حيث لا يوجد كتلة سياسية متماسكة وقوية مثلها، مشددا على أن الفوز في الانتخابات سيعزز من مكانتها، بحسب قوله.
لصالح الدولة
بحسب مراد العضايلة، فإن النجاح الذي حققه الإسلاميون يمكن أن يكون لصالح الدولة الأردنية، وأن يصب في خدمتها بما يتعلق بـ"التهديدات الصهيونية الكبيرة من حكومة اليمين بقيادة بنيامين نتنياهو".
وفت إلى أن وجود كتلة إسلامية قوية في الأردن، من شأنه مساعدة الدولة في مواجهة المشاريع المهددة له، والتي يعلن عنها قادة الاحتلال بشكل علني على غرار دعوة وزير الخارجية يسرائل كاتس لتهجير الفلسطينيين، أو حديث المرشح الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب عن مشاريع مشابهة.
ولفت إلى أن الدولة الأردنية بحاجة إلى قوة شعبية تساندها في مواجهة هذا الضغوط التي تستهدف سيادتها، واستقرارها.
نتائج تاريخية
حصل مرشحو حزب جبهة العمل الإسلامي على 31 مقعدا في البرلمان، وهي أكبر نتيجة يحققها الإسلاميون منذ أول انتخابات شاركوا فيها عام 1989.
وصوت أكثر من 400 ألف أردني لصالح قائمة حزب جبهة العمل الإسلامي، ما أفرز 17 نائبا عن القائمة الحزبية من أصل 41 خصصت للأحزاب.
فيما فاز 14 نائبا عن الإخوان في القوائم المحلية، بالعاصمة عمّان، والزرقاء، وإربد، والعقبة.
وبرغم حصولهم على ما نسبته 23 بالمئة من إجمالي مقاعد المجلس المؤلف من 138، إلا أن الإسلاميين بحاجة إلى نسج تحالفات تحت قبة البرلمان في التصويت على القرارات ومشاريع القوانين الهامة.
وكانت النائب ديمة طهبوب إحدى الفائزين عن قوائم حزب جبهة العمل الإسلامي، قالت في تصريحات صحفية إن الحزب لديه خطط برامجية في المجلس، ويستهدف زيادة الشراكات في المجلس.
ولفتت إلى أن "طريقة المعارضة في المجلس القادم ستكون مختلفة وفيها الكثير من الرُشد والتقدير للمرحلة وخطورتها".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية الإخوان العضايلة الانتخابات الاردن الاردن الإخوان الانتخابات العضايلة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب جبهة العمل الإسلامی فی الانتخابات فی الأردن فی المجلس مقعدا فی إلى أن
إقرأ أيضاً:
الأردن يُسعف غزة وإعلامنا يتثاءب
صراحة نيوز- في لحظة مفصلية من تاريخ المنطقة، حيث ترتكب المجازر في غزة على مدار الساعة، وتغيب العدالة عن شاشات العالم، وقف الأردن بشجاعة أخلاقية وتاريخية قلّ نظيرها : طائراته تهبط رغم القصف، وأطباؤه يداوون وسط الدمار، ومساعداته تُرمى من السماء حين تُغلق الأرض، وملكه يقولها بصراحة: “مهما فعلنا لأهل غزة، نبقى مقصرين”.
لكن وسط هذا الأداء الهاشمي السياسي والإنساني الرفيع… كان إعلامنا مشغولًا بأشياء أخرى.
كان مشغولًا بترتيب مقاعد الضيوف في برنامج مسائي، وملاحقة أخبار متفرقة في جدول مزدحم، واستنساخ محتوى من وكالات الأنباء… أما المشهد الأردني الحقيقي، فبقي معلقًا في الهواء، لا يجد من يلتقطه، يصيغه، ويسوّقه للعالم كما يستحق.
هل يحق لنا أن نغضب من فضائيات عربية تكتفي بما يتماشى مع أجنداتها؟
هل نتوقع من قنوات تابعة لعواصم أخرى أن تكون أكثر حرصًا على صورتنا منا؟
الحقيقة أن المشهد الإعلامي العربي، في معظمه، يعمل وفق بوصلته الخاصة، ويهتم بإبراز ما يخدم جمهوره ومموليه، وليس مهمته أن يعكس صورة الأردن ولا إنصافه.
القنوات الفضائية الكبرى، عربية كانت أو غير عربية، لم تُبنَ لتكون صوتنا، بل صوت غيرنا.
فحين نغيب نحن عن صناعة سرديتنا، لا نلوم من لا ينقلها.
وفي الوقت الذي تُسجل فيه قنوات إقليمية مشاهد “القارب العاطفي” أو “المراسل الحزين” من على شاطئ رفح، كان من الممكن لإعلامنا أن يُخرج ملحمة “المستشفى الأردني” في قلب الحرب، أن يحوّل “جسر الإمداد” إلى مادة إعلامية ملهمة، أن يُطلق حملة رقمية تجوب العالم، تُفحم المتشككين وتُظهر الحقيقة كما هي، لا كما تُروى على لسان آخرين.
لكننا لم نفعل.
ولم تكن المشكلة في ضعف الموارد، بل في غياب من ينسجم مع الإرادة الهاشمية الفذة الحكيمة التي حرصت منذ اليوم الأول من الحرب على غزة أن تكون حاضرة بفعلها العروبي و الإنساني.
إرادة حية عبر عنها جلالة القائد الهاشمي المفدى الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين خلال عديد من المحافل الإقليمية و الدولية معلنين أنها مسؤولية تاريخية حملها و يحلمها الهاشمين واجباُ مقدساً و ثابتاً من ثوابت الدولة الأردنية.
مستوى هذا المشهد الإعلامي لم يكن نتاج قلة الكوادر، بل في تهميش أصحاب الكفاءة، وإعطاء الصوت لمنتفعين يجيدون لغة “الفزعة”، ولا يعرفون شيئًا عن لغة العالم.
في زمن الإعلام الموجه، والإنتاج الذكي، والتقارير الوثائقية التي تُبنى على القصص لا على الأخبار، بقي إعلامنا يُحدّث نفسه بلغة خشبية، وبرامج رتيبة، وشعارات مكرورة، ومراسلين يجتهدون بوسائل بدائية لا تليق بمكانة الدولة، ولا بتضحياتها.
أما الفضاء الإلكتروني، فحدث ولا حرج.
تركت الدولة ساحته فارغة، فاحتلها الذباب.
فيما انشغل و تشاغل إعلامنا الرسمي ، كان الذباب الإلكتروني يبني رواية من الأكاذيب، ويعيد تدوير الاتهامات، ويزرع التشكيك في كل موقف أردني.
ولأننا لم نملك “جيشًا رقميًا” يحمي الرواية الوطنية، اخترقونا.
ولأننا لم نؤسس لمنصات تنطق باسمنا بلغة العصر، سبقونا.
ما نحتاجه اليوم، ليس استجداء إعجاب قناة، ولا طلب من “الفضائيات الشقيقة” أن تنصفنا.
بل نحتاج إلى بناء منظومة إعلامية متكاملة، تبدأ من استراتيجية واضحة، تمر بإنتاج احترافي، وتنتهي بتأثير ملموس على الرأي العام، محليًا وإقليميًا ودوليًا.
نحتاج إلى منصات تقول الحقيقة بصوتٍ قوي، وبرؤية ذكية.
نحتاج إلى محتوى لا يخجل منه المواطن، ولا يتثاءب أمامه المتابع.
نحتاج إلى إعلام أردني، لا مجرد صوت على الهامش.
باختصار، نحن لا نُعاتب الإعلام العربي، بل نعاتب أنفسنا.
لأننا تأخرنا في صناعة الصورة، فسبقنا غيرنا إلى تشكيلها.
وحتى لا نظل نشتكي من تجاهل الآخرين… علينا أن نبدأ من أنفسنا.
لا زلنا نحارب بالدم… ونخسر بالكلمة.
رئيس لجنة التوجيه الوطني والإعلام النيابية النائب فراس القبلان