رضا فرحات يكتب: تعزيز المكانة الحقوقية
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
طفرة كبيرة تعيشها مصر فى ملف حقوق الإنسان بعد ثلاث سنوات من إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، والتى تعكس التزام القيادة السياسية والدولة المصرية بتعزيز حقوق الإنسان وبناء مجتمع قائم على العدالة والمساواة، وحققت نجاحات على أرض الواقع، أبرزها الإفراج عن عدد من المحبوسين احتياطياً، وتوفير بيئة ملائمة لتمكين جميع أفراد المجتمع من ممارسة حقوقهم وحرياتهم فى إطار سيادة القانون والعدالة، حيث تسعى مصر إلى بناء مجتمع أكثر عدالة ومساواة، فى إطار التزام واضح بتحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية 2030.
فى الأعوام الثلاثة الماضية، استطاعت الحكومة المصرية تحقيق طفرة نوعية فى تحسين ملف حقوق الإنسان من خلال تعزيز المبادئ الدستورية والقانونية التى تضمن حماية حقوق المواطنين، وهذه الطفرة هى نتيجة العمل المستمر لتحسين أوضاع حقوق الإنسان فى مختلف المجالات، من الحقوق المدنية والسياسية إلى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
أحد أبرز الإنجازات هو تعديل بعض التشريعات التى كانت تمثل عقبة أمام تفعيل حقوق الإنسان، وذلك بالتوازى مع إطلاق الحوار الوطنى الذى يهدف إلى بناء بيئة سياسية شاملة تعتمد على المشاركة المجتمعية، وتم تقديم تشريعات جديدة تسهم فى تعزيز الحريات العامة وتحقيق المزيد من المساواة بين المواطنين، كما تمت إعادة النظر فى القوانين المتعلقة بالحقوق الشخصية، بما فى ذلك قوانين الأسرة والطفل.
على مستوى الحقوق الاقتصادية، ركزت الحكومة على تنفيذ سياسات تهدف إلى تحسين مستوى المعيشة وتعزيز الحماية الاجتماعية للمواطنين، من خلال برامج مثل «تكافل وكرامة» التى تستهدف توفير دعم مالى للفئات الأكثر احتياجاً، هذه البرامج تسهم فى تحقيق العدالة الاجتماعية وتقليل الفجوة الاقتصادية بين مختلف الفئات.
من القضايا البارزة فى الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، والتى شهدت تقدما كبيراً، ملف السجناء وحقوقهم، وعملت الدولة على تطوير التشريعات المتعلقة بحقوق السجناء وتحسين أوضاعهم داخل المؤسسات العقابية، بما يتوافق مع المعايير الدولية، وتم إقرار تشريعات جديدة تهدف إلى تحسين ظروف الاحتجاز، وضمان حقوق السجناء فى تلقى الرعاية الصحية والتعليم والتواصل مع أسرهم، بالإضافة إلى ذلك تم إطلاق مبادرات لإعادة تأهيل السجناء، من خلال برامج التعليم أو التدريب المهنى داخل السجون، مما يسهم فى تهيئة السجناء للعودة إلى المجتمع كأفراد فاعلين بعد انتهاء فترة العقوبة، وكل هذه الجهود تؤكد رؤية الحكومة فى التعامل مع ملف السجناء كجزء من حقوق الإنسان، مع التركيز على ضمان الكرامة الإنسانية والتأهيل الاجتماعى.
الأمر الأهم هو اتخاذ الدولة خطوات ملموسة فى ملف الإفراج عن المعتقلين، وخاصة الذين لم تتم إدانتهم فى قضايا جنائية خطيرة، وجاء هذا فى إطار تنفيذ توصيات الحوار الوطنى الذى شهد إجماعاً على أهمية معالجة هذا الملف بشكل عاجل، وذلك ضمن سياسة تعزيز الاستقرار السياسى والمجتمعى، وبالفعل تم الإفراج عن عدد كبير من السجناء السياسيين والمحتجزين فى قضايا رأى، فى خطوة تؤكد جدية الدولة فى تحسين أوضاع حقوق الإنسان.
الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان لم تغفل حقوق ذوى الهمم، حيث تم اتخاذ إجراءات ملموسة لتعزيز مشاركتهم الكاملة فى المجتمع وتحقيق مبدأ المساواة، وركزت الحكومة على تحسين بيئة التعليم والتوظيف والخدمات الصحية المقدمة لهم، وتم تفعيل عدد من القوانين التى تضمن حقوقهم فى الوصول إلى الفرص التعليمية والعمل على قدم المساواة مع الآخرين. ومن أبرز المبادرات التى أطلقت والتى حققت طفرة كبيرة فى ملف حقوق الإنسان مبادرة «حياة كريمة»، التى تهدف إلى تحسين الخدمات فى المناطق الريفية والفقيرة، وضمان حصول ذوى الهمم على الدعم اللازم، سواء فى مجالات الرعاية الصحية أو التدريب المهنى، كما تم العمل على تحسين البنية التحتية لتكون أكثر ملاءمة لهم، مما يسهم فى تعزيز مشاركتهم فى الحياة اليومية دون عوائق، وفى مجال التوظيف تسعى الدولة إلى دمج ذوى الهمم فى سوق العمل من خلال برامج تدريبية وتوظيفية خاصة، تضمن لهم فرص عمل لائقة، وساهمت هذه الجهود فى تغيير الصورة النمطية عن ذوى الهمم، والاعتراف بدورهم الفاعل فى المجتمع.
وعلى الرغم من الإنجازات الكبيرة التى تحققت، يبقى هناك العديد من التحديات التى تواجه تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، أبرزها الحاجة إلى تحسين الوعى المجتمعى بحقوق الإنسان، وضرورة تعزيز الثقافة الحقوقية بين المواطنين، بما يضمن أن يكون لكل فرد وعى بحقوقه وواجباته. بالإضافة إلى ذلك، لا تزال هناك بعض الملفات التى تحتاج إلى المزيد من العمل، ولا يزال هناك حاجة إلى مزيد من التشريعات التى تضمن حرية الصحافة والتعبير بشكل يتوافق مع المعايير الدولية
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حقوق الإنسان الحرية الأحزاب الاستراتیجیة الوطنیة لحقوق الإنسان حقوق الإنسان إلى تحسین ذوى الهمم من خلال
إقرأ أيضاً:
نائب: فوز مصر بعضوية مجلس حقوق الإنسان دليل قاطع على الثقة الدولية
أكد النائب ميشيل الجمل، عضو مجلس الشيوخ عن حزب مستقبل وطن، أن فوز مصر بعضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للفترة 2026-2028 يمثل إنجازًا جديدًا يضاف إلى سلسلة النجاحات التي تحققها الدولة المصرية على الصعيد الدولي بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأضاف أن هذا الإنجاز يعكس أيضا المكانة المرموقة التي باتت تحتلها مصر في دوائر صنع القرار العالمي، وما تحظى به من تقدير واحترام متزايد نتيجة مواقفها المتوازنة ورؤيتها الشاملة لتعزيز الأمن والسلام والتنمية وحقوق الإنسان.
وأوضح الجمل ، في بيان له اليوم، أن حصول مصر على 173 صوتًا في الجمعية العامة للأمم المتحدة هو دليل قاطع على الثقة الدولية في سياساتها، وعلى ما حققته من تطورات جوهرية في ملف حقوق الإنسان خلال السنوات الأخيرة، من خلال تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي أطلقها الرئيس السيسي عام 2021، وما تبعها من خطوات مؤسسية وتشريعية وإدارية تعزز كرامة المواطن وتحمي حقوقه في مختلف المجالات.
وأشار الجمل إلى أن هذا الفوز يعكس نجاح الدولة في الدمج الفعّال لحقوق الإنسان ضمن منظومة التنمية الشاملة، من خلال التوسع في برامج الحماية الاجتماعية، وتمكين المرأة والشباب وذوي الإعاقة، وتطوير مراكز الإصلاح والتأهيل، إلى جانب تحديث التشريعات الوطنية التي تكرس مبادئ العدالة والمساواة وسيادة القانون.
وشدد عضو مجلس الشيوخ، على أن الدبلوماسية المصرية لعبت دورًا محوريًا في تحقيق هذا الإنجاز، من خلال تحرك منظم ومدروس للترويج لترشح مصر، استند إلى عرض ما تحقق من إنجازات واقعية وملموسة في مختلف محاور حقوق الإنسان، بما في ذلك الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهو ما جعل المجتمع الدولي ينظر إلى التجربة المصرية باعتبارها نموذجًا متوازنًا يجمع بين التنمية والحقوق في إطار من الخصوصية الثقافية والوطنية.
واختتم النائب ميشيل الجمل بيانه بالتأكيد على أن هذا الفوز يأتي امتدادًا لنهج الدولة المصرية في تعزيز احترام القانون الدولي، وترسيخ مبادئ السلم والتعاون بين الشعوب، وهو في الوقت ذاته اعتراف عالمي بالدور المصري الفاعل في دعم الاستقرار الإقليمي، وتجسيد واضح لما تحظى به مصر من مصداقية ومكانة على الساحة الدولية، بعد نجاحها مؤخرًا في قيادة الجهود الدبلوماسية نحو إحلال السلام خلال قمة شرم الشيخ للسلام التاريخية.