وسط تهديداته بالتصعيد.. الأسهم في جعبة بوتين تثير التساؤلات
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
خيارات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للرد إذا سمح الغرب لأوكرانيا باستخدام صواريخه بعيدة المدى في ضرب روسيا قد يكون من بينها ضرب الأصول العسكرية البريطانية بالقرب من روسيا أو في الحالات القصوى إجراء تجربة نووية للكشف عن نواياه، بحسب ما رجحه محللون تحدثوا لرويترز.
وقال بوتين، في أوضح تحذيراته حتى الآن، الخميس، إن الغرب سيكون قد دخل في القتال مباشرة مع روسيا إذا مضى قدما في مثل هذه الخطوة التي قال إنها ستغير طبيعة الصراع.
ووعد برد "مناسب" لكنه لم يذكر ما قد يقتضيه ذلك. لكنه تحدث في يونيو عن احتمال تسليح أعداء الغرب بأسلحة روسية لضرب أهداف غربية في الخارج، ونشر صواريخ تقليدية على مسافة قريبة من الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين.
رسالة نوويةقال أولريش كوهن، الخبير في الأسلحة في معهد أبحاث السلام والسياسات الأمنية في هامبورغ، إنه لا يستبعد أن يلجأ بوتين إلى بث رسالة نووية بطريقة ما، مثل إجراء تجربة نووية في محاولة لتخويف الغرب.
وأضاف "سيكون هذا تصعيدا كبيرا للصراع. والسؤال هو: ما هو السهم المتبقي في جعبة بوتين ليرمي به إذا ظل الغرب مستمرا في نهجه، غير الاستخدام الفعلي للأسلحة النووية؟".
وذكر أن روسيا لم تجر أي اختبار لأسلحة نووية منذ عام 1990 الذي سبق انهيار الاتحاد السوفيتي، وأن أي تفجير نووي سيكون مؤشرا على بداية عصر أشد خطورة.
وحذر كوهن من أن بوتين قد يشعر بأنه يُنظَر إليه على أنه ضعيف في ردود فعله على زيادة دعم حلف شمال الأطلسي لأوكرانيا.
وقال: "إجراء تجربة نووية سيكون أمرا جديدا. ولا أستبعد هذا، وسيتماشى مع تحطيم روسيا في العامين الماضيين لعدد من الترتيبات الأمنية الدولية التي وقعت عليها على مدى عقود".
احتمال غير مرجحجيرهارد مانغوت، المتخصص في الأمن بجامعة إنسبروك في النمسا، قال من جانبه في مقابلة مع رويترز إنه يعتقد أن من الممكن أن يتضمن رد روسيا إشارة نووية بطريقة ما، وإن كان هذا الاحتمال غير مرجح في رأيه.
وأضاف مانغوت "الروس قد يجرون تجربة نووية. وقد اتخذوا كل الاستعدادات اللازمة. وقد يفجرون سلاحا نوويا تكتيكيا في مكان ما في شرق البلاد فقط لإظهار جديتهم حين يقولون إنهم سيلجأون في نهاية المطاف إلى الأسلحة النووية".
يذكر أن السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، قال لمجلس الأمن الدولي، الجمعة، إن حلف شمال الأطلسي سيكون "طرفا مباشرا في أعمال قتالية ضد قوة نووية إذا سمح لأوكرانيا باستخدام أسلحة ذات مدى أطول ضد روسيا.
وأضاف "أعتقد أن عليكم ألا تنسوا هذا وأن تفكروا في العواقب".
وتعكف روسيا، وهي أكبر قوة نووية في العالم، على مراجعة عقيدتها النووية؛ أي الظروف التي قد تستخدم فيها موسكو الأسلحة النووية.
ويتعرض بوتين لضغوط من أحد صقور السياسة الخارجية المؤثرين لجعل هذه العقيدة أكثر مرونة بحيث تسمح بضربة نووية محدودة على دولة عضو في حلف شمال الأطلسي.
وفي حالة بريطانيا، من المرجح أن تعلن موسكو أن لندن انتقلت من حالة حرب هجينة بالوكالة مع روسيا إلى العدوان المسلح مباشرة، إذا سمحت لكييف بإطلاق صواريخ ستورم شادو على روسيا، وفقا لما ذكره مستشار الكرملين السابق سيرجي ماركوف على منصة التواصل الاجتماعي تيليجرام اليوم الجمعة.
"رسالة واضحة"توقع ماركوف أن تغلق روسيا على الأرجح السفارة البريطانية لدى موسكو وسفارتها لدى لندن، وتضرب الطائرات المسيرة والطائرات الحربية البريطانية بالقرب من روسيا، على سبيل المثال فوق البحر الأسود، وربما تطلق صواريخ على طائرات حربية من طراز إف-16 تحمل صواريخ ستورم شادو في قواعدها في رومانيا وبولندا.
وحاول بوتين وفشل في رسم خطوط حمراء للغرب من قبل، مما دفع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الذي يحث الغرب على أن يكون أقل حذرا فيما يتعلق بمواجهة موسكو، إلى تجاهل أهميتها.
لكن تحذير بوتين الأخير بشأن الصواريخ بعيدة المدى يُنظر إليه في الداخل الروسي وفي الخارج على أنه شيء سيتعين عليه أن يتصرف بناء عليه، إذا سمحت لندن أو واشنطن باستخدام صواريخهما ضد روسيا.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم بوتين في مؤتمر صحفي، الجمعة، إن رسالة الرئيس الروسي "واضحة للغاية ولا لبس فيها".
والسبت، هدد مسؤولون روس، الغرب، بتصعيد بلا قيود للحرب يتم خلاله تدمير العاصمة الأوكرانية كييف تماما، وذلك بالتزامن مع بحث زعماء غربيين ما إذا كانوا سيسمحون لأوكرانيا باستخدام أسلحتهم لشن ضربات في عمق الأراضي الروسية.
وكان زيلينسكي قال في ساعة متأخرة من مساء الجمعة إن خطته لتحقيق النصر تعتمد على قرار واشنطن، في إشارة واضحة إلى التفويض بشن الضربات طويلة المدى الذي تسعى كييف منذ فترة طويلة للحصول عليه من دول حلف شمال الأطلسي.
وقال أندريه يرماك مدير مكتب زيلينسكي عبر تطبيق تيليغرام، السبت: "هناك حاجة إلى قرارات قوية. يمكن وقف الإرهاب من خلال تدمير المرافق العسكرية التي ينشأ فيها".
وتقول كييف إن الضربات بعيدة المدى لأزمة من أجل دعم جهودها الرامية للحد من قدرة موسكو على مهاجمة أوكرانيا، لكن أعضاء في حلف شمال الأطلسي ما زالوا مترددين في السماح بتلك الضربات ويشيرون إلى مخاوف من أن موسكو ستتعامل معها على أنها تصعيد كما يشككون في جدواها.
وبينما لم يتم بعد إعلان أي قرار رسمي بشأن هذه المسألة، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن القرار تم اتخاذه بالفعل وإبلاغ كييف به وإن موسكو سيتعين عليها الرد بإجراءات خاصة بها.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن ريابكوف قوله "تم اتخاذ القرار ومنح التفويض المطلق... (لكييف)، لذلك نحن مستعدون لكل شيء".
وأضاف "سنرد بطريقة لن تكون جميلة".
كتلة منصهرةقال دميتري ميدفيديف الرئيس السابق للبلاد ونائب رئيس مجلس الأمن الروسي حاليا إن الغرب يختبر صبر روسيا وإن له حدود.
وأضاف أن التوغل الأوكراني في منطقة كورسك الروسية، والذي وصفه زيلينسكي بأنه عملية ناجحة أبطأت التقدم الروسي، أعطى موسكو بالفعل أسبابا رسمية لاستخدام ترسانتها النووية.
وقال إن موسكو يمكنها إما أن تلجأ إلى الأسلحة النووية في النهاية أو تستخدم بعض أسلحتها الجديدة الفتاكة غير النووية لشن هجوم واسع النطاق.
وأضاف عبر تيليغرام "سيكون هذا هو الحال. بقعة عملاقة رمادية منصهرة وليس ’أم المدن الروسية’"، في إشارة إلى كييف.
وقال يرماك "التهديدات الصاخبة التي يصدرها نظام بوتين دليل على خوفه (بوتين) من أن الإرهاب قد ينتهي".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: حلف شمال الأطلسی تجربة نوویة على أن
إقرأ أيضاً:
قادة ورجال أعمال يلتمسون ودّ ترامب بالذهب والهدايا والإطراء لتجنب عواقب تهديداته
قالت وكالة فرانس برس , إن تقديم الرئيس التنفيذي لمجموعة "آبل" تيم كوك هذا الأسبوع هدية ذهبية "مميزة" لدونالد ترامب الذي لم يخف إعجابه بها ، بات مشهدًا يتكرر في البيت الأبيض مع سعي مسؤولين في كبرى الشركات لاستمالة وده الرئيس الأميركي عبر تقديمهم هدايا ثمينة وقيمة.
وكان اللقاء الذي جرى في المكتب البيضاوي، واحداً من محطات تدل على الجهود التي يبذلها زعماء أجانب ومسؤولون تنفيذيون نافذون في كبرى شركات العالم، للتقرب من الرئيس الأميركي، الذي عاد إلى البيت الأبيض في مطلع العام الجاري، حسبما نقلت وكالة الفرنسية.
قدم الرئيس التنفيذي لمجموعة "آبل" تيم كوك هذا الأسبوع هدية ذهبية "مميزة" لدونالد #ترامب الذي لم يخف إعجابه بها، في مشهد بات يتكرر في البيت الأبيض مع سعي مسؤولين في كبرى الشركات لاستمالة الرئيس الأميركي.https://t.co/gN8GXs5U8S #فرانس_برس
✍️ @AureliaEndAFP pic.twitter.com/YLDIpTVknJ — فرانس برس بالعربية (@AFPar) August 8, 2025
ويعشق الثري الجمهوري الذي كسب شهرته وثروته من عالم العقارات والتلفزيون، كل ما يلمع، وهذا ما يبدو جليا من تعديلات أجراها على المكتب البيضوي الذي بات مزخرفا بلوحات وقطع ذهبية.
كوك الباحث عن كسب ودّ الرئيس الأمريكي الذي يشكو على الدوام وصولا إلى حد التهديد بالعواقب ، لم يغفل عن هذه التفاصيل , لكون مجموعة "آبل" العملاقة لا تصنّع هواتف آيفون في الولايات المتحدة , لذا قدم رئيس شركة "آبل" لترامب هدية تحمل شعار "صنع في الولايات المتحدة بعدما قطع وعدا باستثمار إضافي قيمته 100 مليار دولار في أمريكا.
الهدية التي وصفت بالـ"فريدة من نوعها" صممها جندي سابق في الجيش الأمريكي بات يعمل حاليا لدى "آبل" وهي عبارة على قطعة زجاج على شكل قرص مدمج صنعت في كنتاكي ، وقاعدتها من الذهب 24 قيراطا ومصدرها يوتا.
A tribute a day keeps the mad king away!
Tim Cook of Apple bends the knee to Trump. Another elite showing their true cowardice. pic.twitter.com/ZMPwUPVcQ6 — Home of the Brave (@OfTheBraveUSA) August 6, 2025
ولا تقتصر محاولات استمالة ترامب على مسؤولي الشركات الأمريكية فقط ، حيث سبق ورشحه رئيس وزراء كمبوديا لنيل جائزة نوبل السلام , والتي قال إن ترامب يستحقها أكثر من أي شخص آخر بسبب ما وصفها جهوده في حل عدة نزاعات.
كما اعتمد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الحريص على الحفاظ على دعم واشنطن له النهج نفسه ، وكذلك فعلت باكستان إثر مساهمة ترامب في وقف النار بينها وبين الهند.
ويأتي ذلك في ظل حرب تجارية واسعة النطاق يشنها ترامب على العديد من دول العالم، ولم يسلم منها حتى شركاء بلاده التجاريون أو جيرانها.
ويبدو بحسب وكالة فرانس برس , أن قادة أجانب أدركوا مفاتيح التعامل مع الرئيس البالغ 79 عاما، فخلال اجتماعهما في البيت الأبيض نهاية شباط ، نقل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر رسالة موقعة من العاهل البريطاني الملك تشارلز الثالث، يدعو فيها ترامب للقيام بزيارة رسمية إلى المملكة المتحدة.
كما التقى الزعيم العمالي الرئيس الأمريكي خلال زيارته الأخيرة لإسكتلندا واغتنم الفرصة لزيارة اثنين من منتجعات الغولف المملوكة لعائلته.
فيما لم يتح لرئيسة سويسرا كارين كيلر سوتر لقاء ترامب خلال زيارتها الأخيرة إلى واشنطن ، والتي هدفت للبحث عن تسوية تخفف عبء التعرفات الجمركية الأمريكية عن بلادها ، إذ باتت 60 في المئة من صادراتها إلى الولايات المتحدة تخضع لرسوم نسبتها 39 في المائة.
ومن ناحية أخرى، يحظى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جاني إنفانتينو الذي يحمل الجنسيتين السويسرية والإيطالية دائما بحفاوة في البيت الأبيض ، ففي آذار / مارس قدم إنفانتينو لترامب كأس العالم للأندية المصنوعة من الذهب، وبقيت في مكتبه لأسابيع.