الثورة نت/..

نص خطاب قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، الأحد 12 ربيع الأول 1446هـ/ 15 سبتمبر 2024م.

((الْإِيْمَانُ يَمَانٍ، وَالحِكْمَةُ يَمَانِيَّةٌ)) صَدَقَ رَسُوْلُ اللهِ “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم”.

من شواهد هذا الحديث المبارك: حضوركم في هذا اليوم المبارك، هذا الحضور المهيب، الكبير، الحاشد، الذي لا مثيل له في الأرض، حُباً لرسول الله، وتعظيماً لرسول الله، وشكراً على نعمة الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”.

أُرَحِّبُ بِكُمْ جَمِيعاً، حَيَّاكُم الله، وَأَهْلاً وَسَهْلاً وَمَرْحَباً فِي كُلِّ السَّاحَات، وَأسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يَكْتُبَ أَجْرَكُم، وَأَنْ يُبَارِكَ فِيكُم، وَأَنْ يَتَقَبَّلَ مِنْكُم.

أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ

بِـسْـــمِ اللَّهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.

{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}[الأحزاب:56].

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.

أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَات، الحَاضِرُونَ جَمِيعاً فِي كُلِّ سَاحَاتِ الإِحْتِفَال، فِي هَذهِ المُنَاسَبَةِ المُبَارَكَةِ المَجِيدَة: ذِكْرَى مَوْلِدِ خَاتَمِ النَّبِيّين، وَرَحْمَةِ اللهِ لِلعَالَمِين، البَشِيرِ النَّذِير، وَالسِّرَاج المُنِير، مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عَبْدِ المُطَّلِب بْنِ هَاشِم “صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”

السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛

وَكَتَبَ اللهُ أَجْرَكُم، وَتَقَبَّل مِنْكُم هذا الحضور الكبير، حيث أقمتم في هذا اليوم المبارك أعظم احتفالٍ على وجه الأرض، في أعظم مناسبةٍ، تعظيماً، وتوقيراً، وَإِعزازاً، ومحبةً؛ لأزكى، وأسمى، وأعظم، وأكمل، وأرقى إنسان في كل تاريخ البشرية، وفرحاً، وابتهاجاً، وسروراً، بنعمة الله وفضله ورحمته، حيث مَنَّ على المجتمع البشري، وبعث لإنقاذه وإخراجه من الظلمات إلى النور، خير خلقه، وسيِّد رُسله: مُحَمَّداً “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، ومباركٌ لكم ولكل أمتنا الإسلامية بهذه المناسبة المباركة.

إن هذا الإحياء العظيم لهذه المناسبة، هو من مظاهر الفرح، والابتهاج، والتقدير لنعمة الله تعالى، والاعتراف بفضله وَمِنَّتِه، كما قال “جَلَّ شَأنُهُ” في كتابه الكريم: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}[يونس:58].

ما قبل مولد رسول الله محمدٍ “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، كان الضلال المبين قد عمَّ أنحاء المعمورة، وظلمات الجاهلية قد استحكمت في كل مكان، والظلم والجور قد ملأ كل الدنيا، والفساد قد انتشر في كل المجتمعات، وما كان لدى المجتمع البشري من موروث الرسالة الإلهية، مما أتى به رسل الله وأنبياؤه عن الله تعالى، كان قد تعرَّض للتحريف، على يد من يزعمون انتماءهم إلى الرسالة الإلهية، كما هو حال أهل الكتاب آنذاك من اليهود والنصارى، الذين كانوا قد أصبحوا جزءاً من المشكلة، وتحوَّلوا إلى منتجين للضلال، ودعاةٍ إلى الباطل، وساعين في الأرض فساداً.

وأطبقت الجاهلية الجهلاء بظلمها وظلماتها على كل المجتمعات، بمختلف أديانها واتجاهاتها، وطال عليهم الأمد، وتطاول عليهم العمر، وأصبحت الأباطيل والمفاسد سلوكاً متجذراً، وعاداتٍ اجتماعية، ومعتقداتٍ راسخة، محميةً من قوى الطاغوت المستكبرة، وكان الأمل الوحيد للخلاص، والإنقاذ للبشرية من ضياعها وضياع مستقبلها، هو: ما بقي معروفاً ومأثوراً من بشارة الأنبياء “عَلَيْهِمُ السَّلَامُ” بالنبي الخاتم، الذي ظهرت إرهاصات قُرب مولده “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم” في تلك المرحلة المعتمة بالظلمات.

ولكن قوى الطاغوت الظلامية كانت تسعى للحيلولة دون تحقق الخلاص، ولمنع تحقق الوعد الإلهي، فقامت بحملتها، التي أرادت أن تكون حملةً استباقيةً، لوأد المشروع الإلهي في مهده، وتحرك آنذاك الجيش الحبشي الموالي لامبراطورية الرومان، ومن معه من مرتزقة العرب، في حملة أصحاب الفيل، باتجاه مكة المكرمة؛ بهدف هدم الكعبة المشرَّفة، والسيطرة على الوضع هناك، بما يمنع ظهور النور الإلهي من تلك البقعة المباركة، وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم حملتهم تلك، وكيف فشلت تماماً، وكان الله لهم بالمرصاد، فدمَّرهم تدميراً، قال تعالى: {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ * أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ}[الفيل: 1-5]، صَدَقَ اللهُ العَلِيُّ العَظِيْمُ. فكانت تلك الحادثة العجيبة والمهمة من أهم إرهاصات القدوم المبارك لخاتم الأنبياء، {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}[يوسف:21].

في عام الفيل ولد رسول الله وخاتم أنبيائه، محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، ونشأ يتيماً؛ لوفاة والده، ثم من بعد ذلك وفاة والدته، فرعاه الله برعايته كما قال تعالى: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى}[الضحى:6]، وهيَّأ له رعايةً مميزة من جده عبد المطلب، ثم من بعد وفاته من قِبَلِ عمه أبي طالب، ونشأ نشأةً مباركةً طيبةً، وفريدةً، تفوق كل جهدٍ بشريٍ تربوي، ولم يتدنس بشيءٍ من دنس الجاهلية، وارتقى في سُلَّم الكمال الإنساني، بإعدادٍ إلهي للمهمة العظيمة المُقَدَّسة: رسالة الله للعالمين.

وفي تمام الأربعين من عمره الشريف ابتعته الله بالرسالة إلى العالمين، وأنزل عليه القرآن الكريم، المعجزة الخالدة، الذي يحتوي رسالة الله تعالى، ويتضمن خلاصة كتب الله السابقة إلى الأنبياء “عَلَيْهِمُ السَّلَامُ”، وفيه الهداية الكافيَّة للناس إلى قيام الساعة، كما قال الله تعالى: {الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}[إبراهيم:1].

وأتت رسالة الله رحمةً للعالمين، ونجاةً لمن يهتدي بها، ونوراً منقذاً من الظلمات، وبدأ رسول الله “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ” حركته بها، بدءاً في مجتمع مكة، وعلى مدى ثلاثة عشر عاماً، ثم هاجر إلى المدينة، حيث لم يتوفَّق مجتمع مكة آنذاك للشرف المهم والعظيم، في احتضان الرسالة الإلهية، ولم يؤمن منه إلا القليل، وأثَّرت عليه أكثر زعاماته المستكبرة، التي أصرَّت على الضلال باعتباره ضامناً لمصالحها غير المشروعة، في الاستعباد والاستغلال للناس، واتِّباع الأهواء والرغبات والأطماع.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: ع ل ى آل ه الله تعالى ة الله الله ب ل الله الله ت

إقرأ أيضاً:

حكم دفع الصدقة لخدمة ذوي الهمم

أوضحت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن الصدقة خاصة التطوع بابُها أوْسعُ مِنْ باب الزكاة؛ فيجوز إعطاؤها في مصارفِ الزكاة الثمانية وغيرها، سواء أكان آخذها غنيًّا أو فقيرًا، بخلاف الزكاة.

ما حكم دفع الصدقة لخدمة ذوي الهمم

وأضافت الإفتاء أن يجوز شرعًا أنْ تُدفعَ الصدقة لذوي القدرات الخاصة باختلاف فئاتهم وقدراتهم المالية، وهو أمرٌ مطلوبٌ شرعًا؛ حيث قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰ﴾ [المائدة: 2].

والصدقة قد تكون بالمال، وبغيره من أفعال الخير والبر؛ لقول سيدنا رسول الله ﷺ: «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ». [أخرجه البخاري]

كما أن الصدقة المالية نوعان: صدقة غير جارية، وصدقة جارية: والصدقة غير الجارية هي: المال الذي يُعطَى للفقير؛ لينتفع به فقط دون حبس أصله عليه، كإعطائه طعامًا، أو كسوة، أو مالًا ينفقه كيف شاء.

وأما الصدقة الجارية فهي: ما يُحبَس فيها أصل المال ومنفعته أو منفعته فقط على شيء معين، بنيّة صرف الرّبح إلى المحتاجين وفي كافة وجوه الخير، وصُورها كثيرة، منها: بناء المساجد، والمستشفيات، ودور العلم، والإنفاق على طلبته، ووقف محصول الأراضي الزراعية أو أرباح الأنشطة التجارية على جهة بر معينة.

والصدقة الجارية أعظم أجرًا؛ لتجدد ثوابها كلما انتفع الناس بها؛ فقد قال سيدنا رسول الله ﷺ قَالَ: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ». [ أخرجه مسلم]

الصدقة الجارية

روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «إذا ماتَ ابنُ آدَمَ انقَطَعَ عَمَلُه إلَّا مِن ثَلاثٍ: صَدَقةٍ جارِيةٍ، أَو عِلمٍ يُنتَفَعُ به، أَو وَلَدٍ صالِحٍ يَدعُو لَهُ».


ويقول الإمام الرافعي الشافعي: والصدقة الجارية محمولة عند العلماء على الوقف. والوقف هو: حَبسُ مالٍ معينٍ قابلٍ للنقل يمكن الانتفاعُ به مع بقاء عينه، وقطعُ التصرف فيه، على أن يُصرَف في جهة خير تقربًا إلى الله تعالى.

 

 

مقالات مشابهة

  • دعاء قضاء الحاجة
  • ذكرى انتصار الثورة.. سوريون يستعيدون أماكنهم بعد سنوات الغياب
  • الرئيس الموريتاني يزور المسجد النبوي
  • الرئيس الموريتاني يصل المدينة المنورة لزيارة المسجد النبوي
  • لزيارة المسجد النبوي.. الرئيس الموريتاني يصل المدينة المنورة
  • حكم صلاة الجنازة على الغريق المفقود
  • الإعيسر ينشر تغريدة “مبهمة” بعد إتصال رئيس الوزراء بمديرة مكتب قناتي العربية والحدث “لينا يعقوب”
  • حكم دفع الصدقة لخدمة ذوي الهمم
  • خطيب المسجد النبوي: آية تحفظك من الشرور وتحرسك من أذى الشياطين
  • أبو الحسن يوجه رسالة بمناسبة ذكرى ميلاد المعلّم