اليوم الثاني للمنتدى العربي للمياه.. مناقشات واسعة لمواجهة الشح المائي العربي والتوسع في تحلية مياه البحر
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
- السعودية توقف زراعة محاصيل الأعلاف والإمارات تنشيء أكبر محطة للتحلية وعمان تشرك القطاع الخاص في معالجة مياه الصرف
واصل المنتدي العربي السادس فعالياته لليوم الثاني على التوالي بإمارة أبوظبي،حيث تم عقد عدة جلسات ضمن المحور الثاني للمنتدي تحت عنوان" آفاق جديدة ومبتكرة للتكيف والقدرة على الصمود ".
وتم خلال الندوات والجلسات النقاشية إلقاء الضوء علي الابتكارات والاستراتيجيات غير التقليدية كعناصر أساسية للتكيف مع التغيرات المناخية والاجتماعية واتباع نهج الصلة بين المياه والطاقة.
وقال الدكتور محمود ابو زيد رئيس المجلس العربي للمياه، في بيان اليوم الثلاثاء، إن النقاشات التي أجريناها اليوم، بات من الواضح أن قضايا المياه لم تعد مجرد تحديات محلية أو إقليمية فقط، بل إنها تعكس تحديات عالمية، فالتغير المناخي، وتزايد الضغوط السكانية، وتزايد الطلب على الموارد المائية المحدودة هي مشكلات تستوجب منّا جميعًا استجابات تتجاوز الحدود، وتعتمد على التعاون الإقليمي والدولي.
وأشار إلي أنه قيل اليوم، "المياه لا تعرف حدودًا"، وعلينا أن نعمل بنفس المنظور لتحقيق تقاسم عادل ومستدام لهذه الموارد الحيوية، خاصة في منطقتنا التي تعاني من ندرة مائية شديدة.
وجدد “أبو زيد” التأكيد علي ضرورة الاستفادة من الأدوات الحديثة والتقنيات المتطورة التي يمكن أن تحدث نقلة نوعية في كيفية إدارة مواردنا المائية.
وقال: إنه من المخطط أن نتناول فى هذا المنتدى العديد من الحلول الابتكارية، من تقنيات الري المتقدمة، إلى أنظمة تحلية المياه، واستخدام البيانات الضخمة لتحسين كفاءة استخدام المياه، وهذه التقنيات ليست بعيدة المنال، بل هي في متناول أيدينا إذا ما تضافرت الجهود وحشدت الموارد اللازمة.
وأوضح أن الندوة تناولت كيفية التعامل العربي مع محدودية الموارد المائية حيث أكد الدكتور وليد عبد الرحمن نائب رئيس المجلس العربي للمياه ان تجربة بلاده (السعودية) في تحلية مياه البحر والحد من السحب الجائر للمياه الجوفية وتركيب عدادات علي الابار الجوفية لمراقبة الاستهلاك.
وقال:إن السعودية اتخذت قرارا بعدم زراعة المحاصيل التي تستخدم في الأعلاف نهائيًا نظرا لاستهلاكها كميات كبيرة للمياه، إلى جانب تاسيس هيئة مستقلة لإدارة المياه ومن اختصاصاتها شركات خاصة للمياه المحلاه ونقل المياه المعالجة.
فيما أعلن المهندس أحمد الشمسي رئيس شركة أبوظبي لطاقة المياه أنه تم مؤخرًا افتتاح، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، والذي ستصل قدرته الإنتاجية إلى 5000 ميجاوات بحلول عام 2030 باستثمارات تبلغ 50 مليار درهم، حيث سيسهم في خفض أكثر من 6.5 ملايين طن من الانبعاثات الكربونية سنويًا، وستوفر هذه المرحلة، وتصل قدرتها إلى 900 ميجاوات، وفق نموذج المُنتِج المُستقِل للطاقة، إمدادات الطاقة النظيفة لنحو 270،000 مسكن في إمارة دبي، وتسهم في خفض 1.18 مليون طن من انبعاثات الكربون سنويًا.
ومن جانبه عرض المهندس علي بن محمد العبري وكيل وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه بسلطنة عمان أن حكومة بلاده تبذل جهدا كبيرا في سبيل المحافظة على المياه ومواردها، من خلال تشريع الأنظمة والقوانين، إضافة إلى عمل القطاعات الأخرى المنظمة».
وقال: هناك تعددًا في الجهات الحكومية المعنية بالمياه، وهذا تحد يجب أن يتم التغلب عليه من خلال توحيد الجهود كافة، والتوجه العالمي نحو (الحوكمة) مما يؤكد على أهمية تنظيم الشراكة ما بين القطاعين الحكومي والخاص والمجتمع المدني، في إيجاد المياه البديلة وخاصةً المياه المعالجة من الصرف.
فيما قال الدكتور رؤوف درويش عضو مجلس محافظي المياه ؛ إن عملية تحلية مياه البحر لم تعد رفاهية، وإنما تعد من الأساسيات التي تؤخذ في الاعتبار عند أي تخطيط لمواجهة الشح المائي وإيجاد موارد مائية بديلة، مشيرا في هذا الصدد إلى ضرورة إيجاد حلول للعادم الناتج عن تحلية مياه البحر والتخلص منه بطريقة آمنة حتى لا يؤثر على البيئة البحرية.
وأشار “رؤوف درويش” إلى أن التحلية لا بد أن تشمل كافة الجوانب بداية من الإنتاج وانتهاء بالتخلص الآمن من المخالفات وإدراج التكلفة الخاصة بالتخلص من المخلفات ضمن عملية إنتاج المياه المحلاة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: تحلية مياه البحر المنتدى العربى السادس للمياه المجلس العربي للمياه قضايا المياه الموارد المائية
إقرأ أيضاً:
الليرة التركية تحت الضغط إثر تراجع سعر الصرف والتوسع النقدي
تتجه الأنظار مجددا إلى الليرة التركية إثر تحذير صادر عن "مورغان ستانلي" يدعو المستثمرين إلى الحذر، وسط تصاعد المخاوف من الاكتظاظ في رهانات "تجارة العوائد"، وتسجيل العملة مستويات قياسية منخفضة جديدة مقابل الدولار.
ونقل تقرير نشرته وكالة بلومبيرغ توصية "مورغان ستانلي" باتباع نهج أكثر تحفظا تجاه الليرة، مشيرا إلى "وتيرة تراجع سريعة" في سعر صرفها و"تضخم المراكز الاستثمارية" التي تعتمد على الفارق بين أسعار الفائدة المرتفعة في تركيا وتلك المنخفضة في أسواق التمويل الدولية.
ورغم أن العملة التركية لا تزال تحقق مكاسب في العوائد الحقيقية -بعد احتساب التضخم– فإن هذا الزخم بات محفوفا بتحديات سياسية ونقدية قد تعيد رسم معالم المخاطرة في السوق.
سياسة نقدية ميسرة وسعر صرف تحت الضغطوفي خطوة مفاجئة خفض البنك المركزي التركي أمس الخميس سعر الفائدة بمقدار 300 نقطة أساس، لينتقل من 46% إلى 43%، وهو ما وصفته "بلومبيرغ" بأنه "عودة صريحة إلى سياسة التيسير النقدي" بعد فترة قصيرة من التشديد خلال النصف الأول من العام.
وتزامن القرار مع تراجع الليرة إلى مستوى قياسي بلغ 41.91 مقابل الدولار في التداولات المسائية، مما يرفع خسائرها منذ بداية العام إلى نحو 13%.
ورغم ذلك فإن العائدات الشهرية المقومة بالدولار لا تزال تبلغ نحو 1%، وهو ما اعتبرته مؤسسة "باركليز" في مذكرة أوردتها "بلومبيرغ" كافيا للإبقاء على اهتمام المستثمرين المحليين والدوليين بالعملة التركية.
لكن هذا الاتجاه لا يخلو من المخاطر، فوفقا لتحليل "بلومبيرغ" فإن الخفض المفاجئ لسعر الفائدة أثار تساؤلات بشأن مرونة السياسة النقدية واستقلاليتها، ولا سيما بعد التوترات السياسية التي أعقبت توقيف رئيس بلدية إسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو أحد أبرز وجوه المعارضة المحتملة في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
إعلانمن جهته، وصف "دويتشه بنك" القرار بأنه "تعديل استباقي مكثف"، مشيرا إلى أن البنك المركزي لا يزال يوازن بعناية بين أهداف النمو والاستقرار المالي.
تحذيرات من اكتظاظ تداولات الليرةما يثير القلق في رأي "مورغان ستانلي" -بحسب ما أوردته "بلومبيرغ"- هو أن الليرة باتت هدفا مركزيا لما تعرف بتجارة العوائد، حيث يقترض المستثمرون بعملات منخفضة الفائدة مثل الين أو اليورو، ويضخون أموالهم في أصول ذات عوائد مرتفعة مثل أدوات الدين التركية.
وتشير الوكالة إلى أن هذه الإستراتيجية باتت "مزدحمة للغاية"، وهو ما يضاعف المخاطر، إذ يمكن لأي صدمة سياسية أو نقدية أن تتسبب في انسحاب جماعي يضغط أكثر على سعر الصرف ويزيد تقلباته.
وفي وقت سابق من هذا العام، وصفت "غولدمان ساكس" الليرة بأنها "واحدة من أكثر عملات الأسواق الناشئة ربحية" من حيث العوائد الاسمية، لكنها حذرت من هشاشة هذه المكاسب إذا ما اتجهت السلطات إلى السماح بمزيد من التراجع في سعر العملة.
وأوضحت "بلومبيرغ" أيضا أن المكاسب في العائد الحقيقي لا تزال موجودة، لكن "استدامتها لم تعد مضمونة"، خصوصا في ظل استمرار تآكل الثقة على خلفية التقلبات السياسية وغياب رؤية واضحة للسياسة النقدية طويلة الأجل.
اختبار حقيقي للاستقرار الماليوفي الوقت الراهن، تتجه أنظار المستثمرين إلى مراجعات التصنيف السيادي المرتقبة من مؤسستي موديز وفيتش، والمتوقعة في وقت لاحق من اليوم الجمعة، وفق ما أفادت به "بلومبيرغ".
موديز التي تصنف تركيا بـ4 درجات دون درجة الاستثمار تمنحها نظرة مستقبلية إيجابية، في حين تحتفظ "فيتش" بتصنيف أقل بدرجة واحدة فقط، مع نظرة مستقرة.
وسيكون الرهان الأكبر عما إذا كانت مؤشرات الاستقرار الكلي وتباطؤ التضخم كافية لدفع وكالات التصنيف إلى رفع تقييمها، أم أن الاضطرابات السياسية الأخيرة وإن كانت قصيرة ستدفعها إلى الإحجام.
ورأت الوكالة أن السوق ينظر إلى هذه التقارير بوصفها علامة فارقة ستؤثر على تدفقات المحافظ، وتكلفة الاقتراض الخارجي، والموقف العام تجاه أصول الأسواق الناشئة.
مؤشرات مالية رئيسية سعر الدولار مقابل الليرة: 40.55 ليرة (بانخفاض 0.4%). عائد السندات التركية لأجل 10 سنوات (ليرة): 31.4% (دون تغيير). عائد السندات التركية لأجل 10 سنوات (دولار): 7.23% (انخفاض 5 نقاط أساس). مؤشر الائتمان الافتراضي لأجل 5 سنوات (سي دي إس): 279 نقطة أساس. مؤشر بورصة إسطنبول 100: تراجع 0.2% إلى 10 آلاف و672 نقطة.وبين عوائد مرتفعة ومخاطر غير مرئية تجد الليرة التركية نفسها في قلب صراع بين سياسة نقدية مرنة ورغبة في الحفاظ على استقرار السوق، وسط ظروف سياسية داخلية مضطربة ومناخ عالمي متقلب.
وكما خلص تقرير "بلومبيرغ" فإن استمرارية رهانات العوائد على الليرة باتت مرتبطة أكثر من أي وقت مضى بإشارات التصنيف السيادي، وسقف التحمل الذي تبديه المؤسسات الدولية تجاه الانخفاض المتواصل للعملة التركية.