عربي21:
2025-05-14@14:50:50 GMT

إيدز المؤسسات.. الأسباب وإمكانية التعافي

تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT

في عالم سريع التغير، تواجه المؤسسات بشتى صورها وأنشطتها -ربحية كانت أم غير ربحية- تحديات متزايدة للنمو والازدهار فضلا عن البقاء، أحد أخطر هذه التحديات هو ما يُعرف بـ"إيدز المؤسسات"، وهو حالة من التدهور الشامل في أداء وصحة المؤسسة، تستدعى هذه الحالة سؤالا مهما ملحا هو "هل يمكن للمؤسسات التعافي من هذه الحالة الخطيرة؟".



أولا ما المقصود بإيدز المؤسسات؟ إنها حالة مؤسسة تتسم بضعف شديد في الأداء التنظيمي، وانخفاض في الإنتاجية، وتدهور في جودة الخدمات أو المنتجات التي تقدمها، مع ارتفاع في معدل دوران المنتسبين والأعضاء والعاملين، وانهيار في الروح المعنوية، وإخفاق في تحقيق الأهداف فضلا عن الرؤية والرسالة.

وتتمثل المؤشرات التفصيلية للحالة على مستوى القيادة في قرارات متأخرة أو غير فعالة، وغياب الرؤية الاستراتيجية، وانعدام الشفافية. أما على مستوى المنتسبين فتتمثل في زيادة التغيب عن العمل وضعف المشاركة في النشاط، انخفاض الإبداع والابتكار، ومقاومة التغيير.

أما على مستوى العمليات فتتمثل في بطء في الاستجابة لمتطلبات السوق واحتياجات العملاء، وتكرار الأخطاء وزيادة الهدر في الموارد بتنوعها، فضلا عن ضعف إدارة الموارد. أما على مستوى الأداء المالي للمؤسسات الربحية فتتمثل المؤشرات في تراجع الإيرادات، وزيادة التكاليف التشغيلية وبالتالي انخفاض هوامش الربح، بل قد تكون النتائج تحقيق خسارة مفضية للانتهاء.

ما هي أسباب إيدز المؤسسات؟

قد تنشأ أسباب مرض نقص المناعة (إيدز) للمؤسسات مع ولادتها أو قبل نشأتها، وقد تنشأ الأسباب بعد ولادتها وفي حياتها الطبيعية.

أما عن أهم أسباب مرض نقص المناعة (الإيدز) للمؤسسات قبل ولادتها فتتمثل في البدء والنشأة دون دراسة لجدوى هذه المؤسسة سواء كانت ربحية أو غير ربحية، جدوى اقتصادية أو اجتماعية أو بيئية، أو نشأت وفق دراسة ضعيفة ليست قائمة على أسس أو منهجية علمية أو مهنية، أو قام بالدراسة هواة لا يعرفون مقاصد ولا أهمية ولا منهجية إعداد الدراسة، وفي هذه الحالة تبذر أول بذرة في فيروس نقص المناعة.

وسبب ثان يتمثل في العشوائية وأقصد بها الاختيار دون الاستناد إلى معايير، سواء معايير لاختيار نوع النشاط أو مستوى الخدمات والسلع المستهدف تقديمها، أو معايير لاختيار وقت إطلاق المؤسسة، أو معايير اختيار المكان والمنطقة الجغرافية المناسبة، أو معايير اختيار الموارد البشرية القائمة بتنفيذ النشاط وتقديم الخدمات أو السلع، أو معايير لاختيار قيادة المؤسسة بمستوياتها التنظيمية المختلفة.

وثالث أسباب مرض نقص المناعة (الإيدز) للمؤسسات هو انعدام التخطيط الصحيح، حيث تنشأ المؤسسة تقليدا لمؤسسة أخرى ناجحة، أو مناكفة في مؤسسة أخرى قائمة، ولا يتم تحديد أهداف ولا رؤية ولا كيف ستعمل ولا كيف ستنفذ أنشطتها ولا كيف ستواجه مخاطر وتحديات، وإنما تسير وفق ما يريد العمدة وأحيانا وفق ما يهوى شيخ الخفر، ولا تأتي سيرة المتخصصين على الخاطر في هذا الجانب.

أما عن أسباب الإيدز بعد مولد المؤسسة وفي حياتها العادية فأهمها، سوء الإدارة أو القيادة، حيث تتناسب درجة سوء الإدارة مع كونها سببا لمرض الإيدز، لأن القائد المتميز يصنع من "الفسيخ شربات" والعكس، فالمدير ضعيف الشخصية قليل الكفاءة ستنتج عنه كل أمراض الدنيا للمؤسسة، بدءا من اتخاذ قرارات قد تكون مدمرة، مرورا بصناعة مناخ عمل سلبي أو سيئ، وضعف أو سوء استثمار الموارد البشرية فضلا عن الموارد المالية، انتهاء بضعف الإنتاج كمّا وكيفا وتمكن المرض من المؤسسة ينتهي بها إلى حتفها.

ثاني الأسباب، المشاكل المالية المتمثلة في عدم القدرة على تأمين التمويل اللازم للاستمرار في العمل فضلا عن النمو، وضعف كفاءة إدارة التدفقات النقدية بشكل صحيح، وهذ يؤدي إلى عدم القدرة على الوفاء بالالتزامات المالية، ومن ثم زيادة الديون وعدم القدرة على سدادها وينتهي بأن يعرض المؤسسة لمخاطر الإفلاس.

ثالث الأسباب، عدم قراءة المنافس قراءة صحيحة وعدم متابعة وتحليل المنافسين، وهو ما يؤدي إلى فقدان الحصة السوقية وعدم القدرة على التكيف مع التغيرات في السوق.

ورابع الأسباب التقليدية، ضعف الابتكار والإبداع، عدم مواكبة التطورات التكنولوجية يمكن أن يجعل المؤسسة غير قادرة على المنافسة بفعالية، وقلة الابتكار وعدم الاستثمار في البحث والتطوير يؤدي إلى منتجات أو خدمات يهجرها العملاء وتمسي بضاعة راكدة لا يأبه بها أحد.

وخامس الأسباب، ضعف كفاءة الموارد البشرية، وعدم القدرة على جذب أو الاحتفاظ بالكفاءات والخبرات المتميزة، وتمكن بيئة عمل غير داعمة مما يؤدي إلى انخفاض الروح المعنوية وزيادة معدل دوران المنتسبين والأعضاء والموظفين.

وسادس الأسباب، ضعف كفاءة أو عدم وجود استراتيجية للتعامل مع المخاطر، إما بعدم وجود خطة لإدارة المخاطر، وغياب استراتيجية إدارة المخاطر، أو بضعف كفاءة التعامل مع المخاطر، وهذا يجعل المؤسسة عرضة للأزمات التي قد تؤدي إلى فقدان المناعة ثم موتها، أيضا الإفراط في التفاؤل والتقليل من أهمية المخاطر المحتملة أو الافتراضات المفرطة بالتفاؤل حول المستقبل يؤدي نفس النتائج.

سابع الأسباب، سوء العلاقات مع الشركاء، وتدهور العلاقات مع الموردين وشركاء العمل أو المهمة، مما يؤدي إلى تأخر أو نقص في الموارد الأساسية، إضافة إلى التوترات أو النزاعات مع المستثمرين يمكن أن تؤدي إلى انسحابهم أو تقليل دعمهم المالي.

ثامن الأسباب، الفشل في التكيف مع التغيير، بدءا من مقاومة التغيير، والتردد أو البطء في التكيف مع التغيرات في السوق أو التكنولوجيا وأمزجة العملاء والظروف الخارجية والقوى القاهرة وتميز المنافسين، وغيرها من التغيرات المتسارعة في عالمنا المعاصر.

لعل هذه أهم أسباب مرض نقص المناعة المسمى إيدز، والتي إن وجدت في مؤسسة ما وجد معها كل أسباب الفناء.

متى يمكن أن نقول أن المؤسسة لا يجب أن تستمر (فقدان الأمل في الشفاء)؟

إذا توفرت عدة مؤشرات في المؤسسة لا ينبغي أن تستمر في أداء نشاطها، أهمها:

- وضوح الفشل الاستراتيجي وعدم تحقيق الأهداف الاستراتيجية على المدى الطويل، ومؤشر ذلك عدم التوافق بين الاستراتيجية والأداء، وتكرار الفشل في تحقيق الخطط الاستراتيجية.

- فقدان القدرة التنافسية، عدم القدرة على التنافس في السوق مع المنافسين الأكثر كفاءة، ومؤشره تراجع الحصة السوقية بشكل مستمر وفقدان العملاء لصالح المنافسين، إلى تراجع الإيرادات وتفاقم الأزمة المالية في المؤسسات الربحية وانفضاض المستفيدين في المؤسسات غير الربحية.

- التدهور المستمر في معنويات الأعضاء والمنتسبين والعاملين بشكل كبير ومستمر، ومؤشره ارتفاع معدلات الدوران الوظيفي، انخفاض الإنتاجية بصورها المختلفة، وتزايد الشكاوى والمشاكل الداخلية، وتدهور الأداء العام للمؤسسة.

- الافتقار إلى الابتكار والتكيف، وعدم القدرة على الابتكار أو التكيف مع التغيرات في جوانب الحياة، ومؤشر ذلك الفشل في تطوير منتجات أو خدمات جديدة، وعدم مواكبة التغيرات التكنولوجية، مما يؤدي إلى فقدان التنافسية والتراجع في السوق.

- فقدان الثقة من المساهمين وأصحاب المصلحة، يبدأ بانخفاض الثقة في قدرة المؤسسة على تحقيق النجاح المستدام والمستمر، ومؤشره سحب الاستثمارات، وانخفاض قيمة الأسهم، وانسحاب الداعمين وانتقادات مستمرة من أصحاب المصلحة.

- مخاطر قانونية وتنظيمية، من مواجهة قضايا قانونية أو تنظيمية مستمرة تهدد بقاء المؤسسة، ومؤشر ذلك غرامات قانونية كبيرة، وحظر نشاطات معينة، وتزايد الدعاوى القضائية.

- العجز المالي المستمر، عندما تعاني المؤسسة من عجز مالي دائم ومستمر لا يمكن تعويضه، ومؤشره عدم القدرة على تنفيذ النشاط وتكاليف الإنتاج فضلا سداد الديون وتأخر مستحقات المنتسبين أو العاملين.

هل يمكن لمؤسسة مريضة بالإيدز أن تتعافى؟؟ احتمال وليس تأكيد، وهذا ما سنراه في المقال القادم بعون الله.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات المؤسسات أداء الاستراتيجية مؤسسات استراتيجية الادارة أداء مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك صحافة سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وعدم القدرة على عدم القدرة على ما یؤدی إلى التکیف مع على مستوى فی السوق فضلا عن

إقرأ أيضاً:

كيف نحمي المراهق من الاضطرابات ؟

ليلى المنجية: الاكتئاب واضطراب الهوية أكثر الأمراض شيوعًا في أوساط المراهقين -

في زمنٍ تتسارع فيه المتغيرات الاجتماعية والتقنية، بات المراهقون يواجهون ضغوطا نفسية متزايدة تهدد استقرارهم النفسي والسلوكي، وسط تحديات تجمع بين ضغوط الأسرة والمدرسة، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي، وتظهر في هذا السياق اضطرابات حقيقية تُضعف قدرة المراهقين على التكيف مع متطلبات العصر الحديث. وفي هذا الإطار، تسلط «$» الضوء على أبرز الاضطرابات النفسية والسلوكيات المقلقة المنتشرة بين المراهقين، من خلال حوار خاص مع ليلى المنجية، أخصائية نفسية بمستشفى المسرة.

فإلى التفاصيل...

ما أبرز الاضطرابات النفسية المنتشرة بين المراهقين حاليًا؟

شهدت السنوات الأخيرة تزايدًا ملحوظًا في عدد الحالات التي تعاني من اضطرابات نفسية متنوعة، مثل: القلق، والاكتئاب، واضطرابات الشخصية، والسلوكيات العدوانية والتمرد، إلى جانب اضطرابات الأكل، كما لوحظ ارتفاع في حالات اضطراب الهوية الجنسية خلال الفترة الأخيرة.

وتعود أسباب هذه الاضطرابات إلى مجموعة من العوامل الاجتماعية والبيئية، حيث تقوم الأسرة بدور محوري في هذا السياق؛ فأنماط التربية المتسلطة أو المقيدة، إلى جانب الإهمال أو التناقض في أسلوب التعامل مع الأبناء كالسماح بسلوك معيّن تارة ومنعه تارة أخرى تسهم في زعزعة الاستقرار النفسي للطفل.

كذلك، فإن العيش في أسر مفككة، أو التعرض للعنف الأسري سواء كان جسديًا أو لفظيًا، إضافة إلى المقارنات المتكررة بين الإخوة، كلها عوامل تزيد من احتمالية الإصابة باضطرابات نفسية، ولا يقتصر التأثير على البيئة الأسرية فقط، بل إنّ الضغط الدراسي، والعنف اللفظي والجسدي، والتنمر، إلى جانب ضعف الدعم النفسي في المدارس، تُعد من العوامل المؤثرة التي تفاقم من المشكلات النفسية وتزيد من خطر الإصابة بها لدى المراهقين. ومن خلال الملاحظة السريرية، تُعدّ الفئة بين 14 و17 عامًا الأكثر عرضة في الفترة الأخيرة، وغالبًا ما تكون الحالات الواردة إلى العيادات من هذه الأعمار هي الأكثر تعقيدًا.

وقد ينتج الانتحار عن تراكم وتفاقم الضغوطات النفسية لدى المراهق، سواء أكانت هذه الضغوطات من الأسرة أو المدرسة أو العزلة والوحدة النفسية، كما أن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي السوشيال ميديا والتنمر والابتزاز الإلكتروني، بالتغيرات التي يمرّ بها المراهق، والكثير من المسلسلات والأفلام تسوّق فكرة الانتحار بطريقة غير مباشرة لحل مشاكل المراهقين، مما يزيد من خطورة الوضع، وكذلك نقص الوعي لدى الأسر في التعامل مع حالة المراهق وعدم مراقبة التغيرات التي يمر بها من الأمور الخطيرة، والتي قد يدركها الأهل بعد فوات الأوان.

كما أن الأمراض غير المشخصة أو غير المعالجة تفاقم الوضع وتسرّع من فكرة الانتحار في بعض الحالات، ولكن رأيي الشخصي ومما رأيته في بعض الحالات فإن أغلب الأسباب ترجع إلى عدم الترابط الأسري، وبُعد الأهل عن أبنائهم، وعدم دعمهم ومشاركتهم وإعطائهم الأولوية.

هل السلوكيات المؤذية مثل إيذاء النفس مؤشر على نية انتحارية؟

ليس دائمًا، ولكنه مع الوقت قد يكون مؤشرًا مقلقًا، في الكثير من الحالات يُعد سلوك إيذاء النفس وسيلة للتفريغ عن الضغوط التي يعانون منها وتعبيرًا عن الألم النفسي، ولكن إن لم يُعالج في الوقت المناسب فقد تتطور فكرة الإيذاء إلى سلوك انتحاري.

هل التغيُّر المفاجئ في سلوك المراهق يشير إلى خطر؟

نعم، التغيرات الفجائية تستدعي الانتباه، ويجب الوقوف عندها، وعدم إهمالها، والتدخل بشكل مبكر، ويجب طلب المساعدة في وقتها وعدم تأجيلها؛ لأنها قد تكون مؤشرات أولية للاضطراب وعدم الاستقرار النفسي لدى المراهق.

إلى أيّ مدى تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي في الصحة النفسية للمراهق؟

تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير في الصحة النفسية لدى المراهق من خلال الاستخدام المفرط لها، والضغوط المرتبطة بالمحتوى المنشور، والمقارنات الاجتماعية، وعدم القناعة والاكتفاء بما لدى الشخص، والسعي نحو تقديم صورة مثالية، والاهتمام بآراء الآخرين، مما يزيد من مشاعر القلق والتوتر.

كما أن التنمر الإلكتروني، مثل: التعرض للسخرية والابتزاز، وعدم قدرة المراهق على التصدي لهذه الممارسات نتيجة قلة الوعي والخبرة، تعرّضه لاتخاذ قرارات خاطئة. بشكل عام، ما تصوره وسائل التواصل الاجتماعي عن مفاهيم السعادة يُكوّن لدى المراهقين مفاهيم خاطئة، ويجعلهم ينظرون إلى حياتهم بأنها تعيسة، لا تتوافق مع معتقداتهم، وتدخلهم في صراع متواصل مع أنفسهم.

هل هناك علاقة بين التنمر الإلكتروني والانتحار؟

بالتأكيد، وأثبتت الدراسات أن التنمر الإلكتروني خطر كبير على حياة المراهقين، يسبب الاكتئاب والقلق والانطواء، وضعف الشخصية والتقدير الذاتي، ويسبب اضطرابات في النوم، ويصعب الهروب منه؛ لأنه يلاحق المراهق حتى في منزله، وعبر الأجهزة الرقمية، ويشعره بالضعف وقلة الحيلة لعدم قدرته على إيجاد مخرج سريع، وبسبب غياب الوعي لا يطلب المراهق المساعدة، ولا يفصح عن المشكلة لأسرته في الوقت المناسب، ما يدفعه للتفكير في الانتحار نتيجة الخوف والعار والقلق.

هل تلاحظون وجود ارتباط واضح بين البيئة الأسرية أو الاجتماعية وظهور هذه السلوكيات؟

العلاقة وثيقة، حيث يوجد ارتباط قوي ومباشر في ظهور السلوكيات النفسية السلبية، والأمراض المرتبطة بها مثل الاكتئاب والقلق أو حتى الأفكار الانتحارية.

كما أن أسلوب التربية، والإهمال العاطفي، والحماية الزائدة، والتفكك الأسري، والخلافات الأسرية، والعنف داخل الأسرة، وغياب الدعم والحوار والتثقيف والوعي، قد تكون أسبابًا في ظهور الأمراض والأفكار الانتحارية.

كما أن من التأثيرات الاجتماعية، وصمة العار المرتبطة بالمرض النفسي، تمنع المراهق من طلب المساعدة. بالإضافة إلى ضغوطات الدراسة، والبيئة المدرسية، والظواهر الأخرى مثل: التنمر والعنف، والتأثر بالأقران والأصدقاء، أيضًا قد تكون أسبابًا في ظهور هذه الأعراض.

ما الخطوات العملية التي يمكن أن تتخذها الأسرة لحماية الأبناء نفسيًا؟

من أهم الخطوات: التقرب من الأبناء، وتخصيص وقت للحوار معهم، والاحترام المتبادل، وعدم الاستهانة بمشاعرهم، والتعبير عن الحب والدعم العاطفي، والسماح للأبناء بالتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم دون قيود، وإشباعهم عاطفيًا، وعدم الاكتفاء بتوفير الحاجات المادية فقط. كما يُنصح بتقليل الخلافات أمام الأبناء، وحل المشكلات عن طريق الحوار، وإعطاء المراهق الفرصة لإيجاد الحلول واتخاذ قراراته بنفسه.

ويجب وضع حدود واضحة، ورسم قوانين منزلية مفهومة وواضحة لدى الأبناء، وتعزيز الوعي والتثقيف النفسي المبكر لديهم، وتعليمهم مهارات التعامل مع الضغوط، وتعزيز وعيهم النفسي منذ وقت مبكر، وتقنين استخدام التكنولوجيا، والمتابعة المستمرة.

ما أهمية التثقيف النفسي في المدارس؟ وكيف يمكن تطبيقه بشكل فعّال في الوقاية والتدخل المبكر؟

التثقيف النفسي في المدارس له دور وقائي وعلاجي لا يقل أهمية عن التثقيف الأسري، فهو يساعد الطلبة على فهم مشاعرهم والتعامل معها، ويحد من السلوكيات العدوانية، والتنمر، والقلق، والاكتئاب؛ لأن التثقيف النفسي يعمل على تعليم الطلبة المهارات الصحيحة، كما أنه يعزز الصحة النفسية الإيجابية، ويصبح المراهق أكثر وعيًا بإشارات الخطر، سواء لديه أو لدى زملائه.

يمكن تفعيله عن طريق تعيين أخصائيين نفسيين مدرَّبين، لديهم القدرة على التعامل مع هذه المشكلات، وكذلك بتثقيف الهيئة التدريسية، وإدراجه كمادة ضمن المنهج الدراسي لتوسيع مفاهيم العناية بالصحة النفسية، والتعاون مع المؤسسات الصحية المختلفة لإجراء حملات توعية في المدارس.

هل ما زالت وصمة المرض النفسي موجودة في المجتمع؟

الوعي بالصحة النفسية في تحسن مستمر بالمجتمع العُماني، إلا أن الوصمة لا تزال قائمة، فبعض الأسر لديها مخاوف من وصمة العار، وللأسف نجد هناك تأخرًا في تلقي العلاج لبعض الحالات.

وبعض الأسر تلجأ إلى الطرق التقليدية قبل اللجوء إلى المستشفى. ومع ذلك، ثمة تقدم واضح مقارنة بالوضع السابق، إلا أن الوضع بحاجة إلى فترة طويلة للتخلص من وصمة علاج الأمراض النفسية، والخجل، والخوف.

ما الخيارات العلاجية المتاحة للمراهق في مستشفى المسرة؟

نقدم العديد من العلاجات الدوائية في مستشفى المسرة حسب الحالة، وشدتها، وتشخيصها، إلى جانب العلاج المعرفي السلوكي، والعلاج الجدلي السلوكي، وتقييمات نفسية شاملة لمعرفة الوضع النفسي لدى المراهق.

كما نجري جلسات علاجية والدية، وتعديل سلوك.

وبعض المرضى يستجيبون للعلاج الفردي، ومنهم من يساعدهم العلاج الجماعي أو الأسري، وبعض الحالات يكون من الضروري الجمع بين أكثر من نوع في العلاج، كالعلاج الدوائي والعلاج الفردي.

والتقييم الطبي يحدد الخطة الأنسب لكل مريض حسب مستوى المرض وحاجة كل حالة.

مقالات مشابهة

  • المنظمة الدولية للهجرة تدعو إلى دعم دولي لمساعدة سوريا على التعافي وعودة السوريين إلى بلادهم
  • المنصور: رفع العقوبات عن سوريا تحول إستراتيجي ونقطة انطلاق جديدة نحو التعافي الاقتصادي
  • قراصنة روس يخترقون القوات المسلحة الأوكرانية ويمنعونهم من تتبع الطائرات الروسية
  • الحرس الثوري: إيران قادرة على مهاجمة العدو في كافة الساحات اذا تعرضت لأي اعتداء
  • هل يجوز اقتراض أموال لشراء الأضحية؟.. الإفتاء تجيب
  • كيف نحمي المراهق من الاضطرابات ؟
  • توقف القلب المفاجئ.. الأسباب والعلاج وطرق الوقاية
  • إسرائيل تغتال مدير مكافحة المخدرات في غزة
  • الاحتلال الإسرائيلي يغتال مدير شرطة مكافحة المخدرات في غزة
  • داخلية غزة: اغتيال مدير شرطة مكافحة المخدرات أحمد القدرة