أثار الفيلم الأمريكي (باربي | Barbie) صيحة متسعة، شملت الكثير من الأشياء، وهو ما أوضحه تقرير للزميلة مريم الضاعن، نُشر في «الأيام» يوم الأحد 6 أغسطس، تحت عنوان «هبّة (باربي) تصل.. ملابس ومأكولات مغلفة بـ(الوردي)»، وهي صيحة وصلت البحرين كغيرها من البلدان، إذ أحدث الفيلم منذ عرضه في السينمات العالمية ظاهرة ثقافية على المستوى الشعبي، أضحت تسمى بـ«الباربيكور | Barbiecore»، يغمر فيها اللون الوردي ودرجاته المتفاوتة كل الأشياء، ويمكنك أن تجرب كتابة (باربي) بأي من اللغتين العربية أو الإنجليزية في محرك البحث (قوقل)، لترى إحدى تجليات هذه الظاهرة! في تقرير «الأيام»، وما تبعه من استطلاع مصوّر لآراء الناس قام به الزميل منصور شاكر حول هذه الصيحة، يتبيّن أن الصيحة التي انطلقت مع انطلاق الفيلم شملت «الملابس، والمأكولات، وبعض أنماط الحياة وصلت إلى البحرين، وظهرت جليًا في وسائل التواصل الاجتماعي، وفي الإعلانات الترويجية للكثير من المحال التجارية المختلفة التي استخدمت اللون الوردي وشعار الدمية الشهيرة»، إذ تداول بعض البحرينيين «مقاطعًا وصورًا لهم، تظهر اهتمامهم بشراء ملابس، واكسسوارات مستوحاة من قصة الدمية الشهيرة، بالإضافة إلى شراء مأكولات مغلفة باللون الوردي أو شعار الفيلم، فيما انتشرت بعض المأكولات باللون الوردي، كما نشرت بعض الفتيات مقاطع تظهر إعدادهن لأطباق استخدموا فيها ألوان طعام وردية».

وعلى الرغم من أن الكثيرين ممن تأثر بهذه الصيحة، لم يشاهد الفيلم بعد، فإن الصيحة لا تستدعي ذلك، إذ يكفي أن تتصل السلسلة ببعضها بعضًا، لتُحدث صيحة على المستوى العام، وهو ما تكفل وسائل التواصل الاجتماعي وعموم شبكة الإنترنت القيام به، لكن كيف يقرأ العلم عالم (باربي) بمنظار تخصصاته؟ وهنا لا ندخل في مضامين الفيلم وما أثاره من جدل بين مؤيد ومعارض في البلاد العربية بشكل خاص. في مقال نشرته «مجلة العلوم الأمريكية | Scientific American»، بعد صدور الفيلم، باحثًا ما يحدث للدماغ إذا عاش في عالم وردي كعالم (باربي)، خلاصته أن عالمًا كهذا «سيفقد (باربي) على الأرجح القدرة على تمييز اللون تمامًا. فما نراه لونًا زاهيًا، قد يبدو لها رماديًا أو محايدًا». ولكن هذا الأمر لا يتعلق باللون الوردي تحديدًا، إذ تبيّن عالمة الأعصاب (أنيا هربرت | Anya Hurlbert) أن المشكلة في أحادية اللون، أي لون، التي «من الممكن أن تجعل العالم عالمًا مزعجًا غير مستساغ». أما عالم النفس (مايك ويبستر | Mike Webster)، فيشير إلى أن (باربي) سيغمرها الذهول «إذا نظرت إلى عالمنا»، ففي عالم أحادي اللون، تفقد أدمغتنا حس اللون وتعدديته، وبذلك فإن جمالية هذا العالم الوردي الحلم تكمن في النظر إليه من الخارج، وليس كعالم واقعي يمكن للإنسان أن يعيشه فيه. على أن الدماغ لا يحكم على هذا العالم بكونه منفرًا أو جميلاً، فأدمغتنا قادرة على التكيف، وحينها لن يكون أي شيء مميز في أن تعيش عالمًا ورديًا أحادي اللون. الأمر الذي يؤكده عالم النفس (ويبستر) بالقولك «أيًا كان ما تعنيه كلمة الوردي لـ(باربي)، فإن الأبحاث تظهر أن الحياة أحادية اللون بالكامل ستكون باهتة للغاية». على الجانب الآخر، نشر موقع المجلة العلمية (نيتشر) حوارًا مع أخصائية الصحة النفسية الإكلينيكية (جينيفر ويب | Jennifer Webb)، التي سبقت لها دراسة تأثير (باربي) على صورة الجسد لدى النساء، إذ تعرضت دمية (باربي) وإرثها للنقد «كونها تروّج للنحافة كعرف مجتمعي وسط النساء»، الأمر الذي تقول (ويب) إأن دراسة تأثيره، أكان سيئًا أم جيدًا، «مسألة في غاية التعقيد»، مبيّنةً أن الأدلة التي تشير إلى «أن التعرض لدمى نحيفة يؤثر وحده على نظرة الفتيات الصغيرات لأجسادهن محدودة للغاية»، علمًا بأن الدمية لم تعُد مقتصرة على تصوير تلك الفتاة البيضاء ذات الشعر الأشقر، بل أضحت متعددة العرق. كما لم تعُد مقتصرة على الفتاة النحيفة، فهناك (باربي) غير النحيفة، ومن ذات الاحتياجات الخاصة، ومن فئة متلازمة داون...

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا اللون الوردی عالم ا

إقرأ أيضاً:

اكتشاف عالم مفقود يعود لـ 34 مليون عام.. ماذا وجدوا بداخله؟

في إعلان علمي جديد، كشف فريق علمي دولي عن اكتشاف غير مسبوق تحت كيلومترين من جليد القارة القطبية الجنوبية “الأنتركتيكا”، حيث تم العثور على بقايا عالم ضائع يعود تاريخه إلى حوالي 34 مليون عام. 

هذا الاكتشاف لا يعد مجرد دخول إلى زمن بعيد، بل هو نافذة على ما كانت عليه الحياة على كوكب الأرض في فترات مناخية مختلفة تماماً عن الوقت الحالي.

اكتشاف علمي يربك مفاهيم الزمن.. سهمان متعاكسان للوقت | ما الذي تغير ؟اكتشفها بسرعة .. إليك علامات وأعراض السكتة الدماغيةكيف تؤثر اكتشافات قطاع الغاز والبترول على اقتصاد الدولة؟.. تفاصيلثورة يونيو.. اكتشافات ومعارض دولية وإنجازات متعددة في قطاع الآثاراكتشاف أقدم صخور على وجه الأرض.. أين تقع؟الأزرق الفرعوني.. تفاصيل إعادة اكتشاف أقدم لون صناعي في التاريخاكتشاف عالم مفقود تحت الجليد

يتضمن هذا الاكتشاف بقايا كائنات بحرية وأحافير تعود إلى العصر الأوليغوسيني، مما يشير إلى أن القارة القطبية الجنوبية كانت في السابق موطناً لنظم بيئية غنية ومتنوعة. 

استخدم العلماء تقنيات حفر متقدمة للوصول إلى هذه البقايا، مما يتيح لهم دراسة المحتوى البيئي القديم ومحاولة فهم كيفية تكيف الكائنات الحية مع التغيرات البيئية الكبرى.

تشير الاكتشافات الجديدة إلى أن تغير المناخ كان له تأثيرات واسعة على بيئات كوكب الأرض عبر العصور. وهذه البيئات، التي ازدهرت في ظروف مناخية مختلفة، تعطي لنا أدلة جديدة حول كيفية تطور المناخ على مر الزمن. 

يسهم هذا الفهم في بناء نماذج دقيقة للتنبؤ بالتغيرات المناخية المستقبلية، ويعزز وعينا بتأثيرات الاحتباس الحراري.

ما أهمية الاكتشاف الجديد؟

يعكس هذا الاكتشاف أهمية التعاون الدولي في البحث العلمي، حيث شاركت فرق من عدة دول في هذا المشروع، والذي يعكس قدرة العلم على كشف أسرار كوكب الأرض والتأكد من أن تاريخ الكوكب لا يزال يحمل العديد من الألغاز. 

ومن المتوقع أن تستمر فرق البحث في الحفر لاستكشاف المزيد من الأسرار المخفية تحت الجليد.

كما يؤكد الباحثون أن هذا الاكتشاف يفتح لنا نافذة على الماضي ويسمح لهم بدراسة كيفية تأقلم الكائنات الحية مع التغيرات البيئية الأساسية. ويتطلعون إلى فهم أعمق لكيفية تأثير التغيرات البيئية على التنوع البيولوجي وكيفية بقاء الأنواع على قيد الحياة في ظل ظروف تغير المناخ.

وبحسب العلماء، تمثل الأبحاث الجارية في "الأنتركتيكا" خطوة مهمة نحو الحصول على رؤى جديدة حول المستقبل البيئي للأرض. من خلال هذه الاكتشافات، نستطيع أن نتعلم من الماضي ونعمل على تطوير استراتيجيات أفضل لمواجهة التحديات البيئية المعاصرة. فكلما نجحنا في فهم ماضي كوكبنا، كلما تمكنا من مواجهة التحديات الكبيرة التي تنتظرنا في المستقبل.

بهذه الطريقة، يسعى العلماء نحو فهم عميق لتاريخ الأرض وأثر التغيرات المناخية الطويلة الأمد، مما يمكنهم من تحسين استراتيجيات للتكيف مع ما قد يحمله المستقبل.

طباعة شارك اكتشاف عالم مفقود اكتشاف علمي جديد الأنتركتيكا القارة القطبية الجنوبية عالم مفقود تحت الجليد

مقالات مشابهة

  • إذا رأيت هذا اللون في الآيس كريم.. تجنّبه فورًا!
  • عالم جديد… عالم متوحش جدا
  • اكتشاف عالم مفقود يعود لـ 34 مليون عام.. ماذا وجدوا بداخله؟
  • الأمم المتحدة: الاستثمار في المساعدات يرسي أسس السلام في عالم مضطرب
  • اللون الأخضر يسيطر على أسواق المال العربية ختام تعاملات الأحد
  • ”التعليم“: نظام لوني تفاعلي في ”قبول“ لتقييم فرص القبول الجامعي
  • ”التعليم“: نظام لوني تفاعلي في ”قبول“ لتقييم فرص القبول الجامعي - عاجل
  • عراقجي: مقابل كل عالم أو ضابط نفقده هناك المئات ليحلوا مكانه
  • إنجاز جديد.. لبنانية تتصدر عالم الترجمة!
  • ملك أحمد زاهر تخوض أولى تجاربها في عالم التأليف والإخراج