نجل صالح في الرياض "سراً".. صفقة غامضة تهدد بتفكيك المجلس الرئاسي
تاريخ النشر: 1st, July 2025 GMT
نجل الرئيس السابق أحمد علي صالح (وكالات)
في تحرك مفاجئ قد يعيد خلط الأوراق داخل السلطة اليمنية الموالية للتحالف، كشفت مصادر سياسية عن زيارة سرية قام بها أحمد علي عبدالله صالح، نجل الرئيس اليمني الأسبق، إلى العاصمة السعودية الرياض، في وقت تتصاعد فيه التسريبات حول صفقة شاملة تعدّها الإمارات والسعودية لإعادة هيكلة المشهد السياسي اليمني لما بعد المجلس الرئاسي.
وبينما غابت الأضواء الرسمية عن زيارة نجل صالح، خرج المجلس الانتقالي الجنوبي بتسريبات لافتة كشفت ما يدور خلف الكواليس. ووفق مصادر مقربة من الانتقالي، تتعرض قيادته لضغوط غير مسبوقة من أطراف إقليمية لدفعه نحو التنازل عن حقيبة وزارة الدفاع لصالح أحمد علي، في مقابل تسلّم هيئة الأركان العامة، التي يقودها حالياً صغير بن عزيز، والمُصنف كأحد أبرز أذرع جناح صالح في المؤتمر الشعبي العام.
اقرأ أيضاً 82 ألف مقاتل وجاهزية قصوى.. صنعاء ترسل إنذاراً نارياً للسعودية 1 يوليو، 2025 قبل أن يسافر.. العليمي يُفجّر قنبلة سياسية في وجه السعودية 1 يوليو، 2025لكن الانتقالي، الذي يعتبر وزارة الدفاع "من حصة الجنوب"، لا يزال حتى اللحظة متمسكاً بموقفه الرافض، في وقت تحاول أبو ظبي تهدئة الموقف عبر مقترح يقضي بترقيم مقاتلي الانتقالي داخل وزارة الدفاع، كخطوة ترضية، دون المساس بالقيادة الفعلية للوزارة.
وتقاطع هذه المعلومات مع تقارير إعلامية أشارت إلى أن دفع الإمارات بأحمد علي إلى واجهة المشهد مجددًا ليس خطوة عابرة، بل جزء من ترتيبات أوسع لما بعد المجلس الرئاسي، تتضمن تعيين قيادة جديدة للسلطة، بنائب ورئيس من الشمال والجنوب، في محاولة لإعادة توزيع النفوذ بشكل يوازن بين الأطراف دون حل المجلس بالضرورة.
وكانت الإمارات قد استبقت زيارة أحمد علي بإيفاد عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي، إلى الرياض، حيث يجري لقاءات دبلوماسية مكثفة مع سفراء أوروبيين وغربيين في محاولة لتأمين موطئ قدم للانتقالي في المفاوضات القادمة مع صنعاء. اللافت أن الزبيدي، بحسب مصادر مطلعة، يتجنب خلال لقاءاته الحديث عن الشمال، ويقصر حديثه على "قضية الجنوب"، ما يشير إلى توجه نحو فصل الملفات كأرضية لأي تسوية قادمة.
ويبقى الموقف السعودي غامضًا حتى الآن، لكن استقبال الرياض لنجل صالح بعد سنوات من القطيعة يحمل دلالات سياسية عميقة، قد تعكس تماهيًا مع الرؤية الإماراتية، أو على الأقل استعدادًا لتمرير صفقة تنهي حالة الجمود داخل المجلس الرئاسي، خصوصًا مع تصاعد الاستياء من أداء القيادة الحالية واحتدام الخلافات بين أعضائه.
كل هذه التطورات تنذر بمرحلة سياسية جديدة في اليمن، تضع البلاد أمام مشهد متحرك مفتوح على احتمالات عديدة: من إعادة تدوير السلطة إلى تفكيك تدريجي للمجلس الرئاسي، مع فتح الطريق لعودة قوى قديمة بوجوه جديدة.
المصدر: مساحة نت
كلمات دلالية: الحوثي الرياض السعودية اليمن صنعاء عدن مجلس القيادة المجلس الرئاسی أحمد علی
إقرأ أيضاً:
العليمي يعترف بوجود خلافات بين أعضاء مجلس القيادة الرئاسي
اعترف رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، بوجود تباينات وخلافات بين أعضاء المجلس القيادة، في ظل أزمة خانقة ووضع معيشي سيئ تعيشه البلاد، مع انعدام وجود أي حلول لمعالجة تدهور العملة وانهيار الخدمات في المناطق المحررة.
وقال العليمي -خلال لقاء اليوم الاثنين بقيادات المجلس الاعلى للتكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية برئاسة رئيس مجلس الشورى احمد بن دغر- إن هناك بعض المكاسب المهمة ذات الصلة بمهام المجلس المشمولة بإعلان نقل السلطة، التي من أبرزها وحدة المجلس وتماسكه حول هدف مشترك وعدو مشترك، مشيرا إلى أن هناك بعض التباينات، لم يذكرها. إلا إنه قال إن مكونات المجلس تتنافس من اجل صدارة المعركة ضد جماعة الحوثي.
وأكد أن اليمن يمر بواحدة من أعقد المراحل التي عرفتها الدولة اليمنية في تاريخها المعاصر. وفق وكالة سبأ الرسمية.
وأضاف "نحن أمام واحدة من أعقد المراحل التي عرفتها الدولة اليمنية في تاريخها المعاصر، ولم يكن ممكنا القدرة على مواجهتها، لولا صبر الشعب اليمني، ودعم اشقائنا في تحالف دعم الشرعية".
واشار إلى اهمية التوصيف الدقيق لأسباب الازمة التمويلية الراهنة المرتبطة بتوقف الصادرات النفطية بفعل الهجمات الإرهابية للمليشيات الحوثية التي ارادت من خلالها المليشيات إيقاف زخم التحالف الجمهوري، واغراق البلاد بأزمة إنسانية شاملة.
واكد ان مجلس القيادة الرئاسي لن يتردد على الدوام في مصارحة الجميع بشأن هذه التحديات، قائلا "لا نملك رفاهية تجاهلها، بل العمل الوثيق مع الحكومة من اجل تحويلها الى فرص على طريق الاعتماد على النفس".
واعتبر العليمي أن ذلك يمثل ثمرة لهذه التجربة الفريدة في التوافق ووحدة الصف، التي يتوجب تطويرها لا هدمها بالتشكيك.
كما أكد حرص المجلس والحكومة على بقاء جسور التواصل مفتوحة مع جميع القوى السياسية، مبينا ان الدولة لا تتعامل مع الأحزاب باعتبارها جمهورا للاستعراض، بل شريكا يراقب ويشارك في حمل العبء.
كما تحدث عن النجاحات المحققة على الصعيد الامني بالكشف عن شبكة ارهابية بقيادة المدعو أمجد خالد، معتبرا ان ذلك ليس مجرد إنجاز أمني بل جرس إنذار لجميع مكونات الشرعية.
وقال "نحن اليوم أمام تخادم صريح بين جماعة الحوثي والتنظيمات الارهابية، بما في ذلك الاغتيالات والتفجيرات، وترويج المخدرات والجريمة المنظمة، ومخططات اسقاط محافظات من الداخل".
اضاف "لهذا نحن نعول كثيرا على الأحزاب والمكونات السياسية في هذه المعركة، لأننا نؤمن انه لا أمن دون سلطات مسؤولة، ولا جبهة داخلية متماسكة دون أحزاب تملك الشجاعة لتسمية الأشياء بمسمياتها، فإما أن نكون في الخندق نفسه، أو نفرط بمسؤولياتنا، وترك الناس فرائس للإرهاب، والتضليل والاحباط".
أكد رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي على دور الأحزاب والمكونات السياسية ومسؤوليتها الوطنية في تشكيل الرأي العام المناهض للمليشيات والعمل مع الحكومة لمواجهة التحديات، ومراقبة الأداء لأجل الإصلاح، وليس لاصطياد الأخطاء.