عربي21:
2025-05-19@00:28:20 GMT

NYT: العالم يحتاج إلى مقياس عالمي جديد لمكافحة الفقر

تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT

NYT: العالم يحتاج إلى مقياس عالمي جديد لمكافحة الفقر

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إنه بات من الضرورة تحديث مقاييس الفقر العالمية، وفقا لما يشهده العالم من متغيرات، مؤكدة أن خط الفقر العالمي الحالي غير واقعي.

وأشارت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، أنه حتى وقت قريب نسبيا، كانت غالبية البشر تعيش في ما يمكن اعتباره اليوم فقرا مدقعا. وكان حوالي ثلاثة أرباع سكان العالم يعيشون في هذا الفقر المدقع منذ قرنين فقط، لكن الأمور تغيرت تماما في الوقت حالي.



ويقول الباحث في مجال التنمية ميخائيل مواتسوس، الذي أعد تقريرا في هذا الشأن، بأن معظم الناس في الماضي "لم يكن بإمكانهم توفير مكان صغير للعيش، أو طعام يقيهم من سوء التغذية، أو حتى الحد الأدنى من التدفئة".

لقد كان الجوع منتشرا بشكل واسع في مختلف أنحاء العالم، وفي معظم فترات التاريخ البشري، كان ما يقارب نصف الأطفال يموتون قبل الوصول إلى مرحلة البلوغ. أما اليوم، تغيرت هذه الصورة بشكل ملحوظ، حيث تجاوزت العديد من الدول بشكل كبير الفقر المدقع الذي كان سائدا في الماضي.



وشددت الصحيفة على أن الفقر لا يزال حقيقة قائمة وليس مجرد تاريخ، فالناس في جميع أنحاء العالم ما زالوا يكافحون لتوفير السكن والتدفئة والنقل والطعام الصحي لهم ولعائلاتهم. ولمواصلة السير في الاتجاه الصحيح، يجب إعادة تعريف الفقر العالمي من خلال إيجاد طريقة أفضل لقياسه.

خط فقر جديد عند 30 دولارا

وتابعت الصحيفة أن رؤساء دول العالم يجتمعون هذا الأسبوع في نيويورك لحضور الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة، والهدف الذي يتصدر جدول أعمال التنمية المستدامة للأمم المتحدة وهو "القضاء على الفقر بجميع أشكاله في كل مكان". ومع تعهد جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، والبالغ عددها 193 دولة، بتحقيق الأهداف الإنمائية بحلول سنة 2030، ينبغي أن نتوقع أن نسمع إلى أين وصل العالم في هذا الجهد الحاسم. لكن ما سنسمعه - هذه السنة، كما هو الحال في كل سنة - هو إجابة غير مكتملة.

ويعد الخط الحالي الذي تستخدمه الأمم المتحدة لقياس الفقر العالمي منخفضا للغاية، فهو يخبرنا عن عدد الأشخاص الذين يعيشون على أقل من 2.15 دولار يوميا. ويكشف هذا الخط المنخفض عن أن عددا كبيرا من الناس لا يزالون يعيشون في فقر مدقع. فعلى سبيل المثال، يعيش 73 بالمائة من سكان موزمبيق في فقر مدقع، بينما تصل النسبة في جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى 75 بالمائة.

واعتبرت الصحيفة أن دراسة خط الفقر وحدها لا تكفي للقضاء على الفقر بجميع أشكاله في كل مكان. فقد حاول علماء الاقتصاد تقديم بدائل، إلا أن هذه البدائل قد لا تفي بالغرض. فعلى سبيل المثال، يهدف أحد أطر العمل المستخدمة على نطاق واسع والتي يستشهد بها كثيرا، والمعروفة باسم "اقتصاديات الكعكة"، إلى تحديد "مساحة آمنة وعادلة للبشرية لتزدهر فيها" وتقييم ما إذا كان الناس يحصلون على ما يحتاجونه من أجل "حياة كريمة وفرص". ومع ذلك، فإن خط الفقر الذي يعتمده هذا المقياس لا يختلف كثيرا عن مقياس الأمم المتحدة للفقر المدقع، حيث يفترض أن 3.10 دولار يوميا تمنح الناس فرصة لعيش حياة كريمة.

وقالت إن الدخل البالغ 3.10 دولار في اليوم يعادل فقط 93 دولارا في الشهر، أو 1131 دولارا في السنة، ومن النادر أن يعتبر أي شخص نفسه قادرا على العيش بهذا الدخل، في عالم يكافح فيه المليارات من الناس من أجل دفع ثمن الضروريات الأساسية: فهناك ثلاثة مليارات شخص لا يستطيعون تحمل تكلفة نظام غذائي صحي، ولا يستطيع ثلاثة مليارات ونصف الوصول إلى مرافق الصرف الصحي.



وترى الصحيفة أنه لإبراز الحجم الحقيقي للفقر على مستوى العالم، يجب على الأمم المتحدة أن تعتمد خط فقر ثانٍ أعلى، وتمنحه نفس القدر من الأهمية، وتضعه عند مستوى يكشف عن الفقر في كل بلد ويعكس في الوقت نفسه فهمنا لما يعنيه التحرر من الفقر.

ومع أخذ هذه المعطيات في الاعتبار، تقترح الصحيفة تحديد خط فقر أعلى عند 30 دولارا في اليوم، ووفقا لهذا الخط سيكون جميع البشر تقريبا في حالة فقر في معظم البلدان، بينما يخبرنا خط الفقر الحالي الذي تعتمده الأمم المتحدة بأن حوالي واحد من كل عشرة أشخاص يعيش في فقر مدقع. وإذا كنت تعيش على أكثر من 30 دولارا في اليوم، فأنت من بين 17 بالمائة من الناس الأكثر حظا في العالم.

واختتمت الصحيفة تقريرها معتبرة أن الأمم المتحدة محقة في جعل طموحنا العالمي المشترك يتمثل في عالم خالٍ من الفقر، ولكن الخطوة الأولى نحو هذا الهدف هي جعل الفقر الحالي مرئيا من خلال تحديد خط فقر جديد.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الفقر الجوع فقر بطالة جوع سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الفقر العالمی الأمم المتحدة دولارا فی خط الفقر

إقرأ أيضاً:

أستاذ بهارفارد: الأمر مع ترامب أشبه بمشاهدة دولة تنتحر

قال الأستاذ الجامعي مارشال غانز إن الولايات المتحدة والعالم في "نقطة تحول" الآن، وأشار إلى أن ولاية الرئيس دونالد ترامب الثانية "المأساوية" كارثة، ولكنها تشكل أيضا فرصة للديمقراطيين لمحاربة "ضمور المجتمع المدني".

ووصف غانز (82 عاما) -في مقابلة مع صحيفة ليبراسيون- الوضع الحالي في الولايات المتحدة بأنه نقطة تحول، وسوف يصبح أسوأ، ولكنه يرى فيه فرصة كبيرة، رغم أنه لا يستطيع التنبؤ بالمستقبل، ويخشى أن يكون متفائلا أو متشائما.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أم من غزة: أطفالنا مجرد جلد على عظمlist 2 of 2مجلة إسرائيلية: تدمير مباني غزة يهدف إلى جعل القطاع غير صالح للعيشend of list

ويعتقد غانز، الذي ساعد الرئيس باراك أوباما في إنجاح حملته الانتخابية عام 2008، أن هزيمة الديمقراطيين عام 2024 تعود إلى رغبتهم في الدفاع عن الوضع الراهن، وعدم قدرتهم على تطوير بديل حقيقي متجذر في القيم الإنسانية، وقد انتقد فريق المرشحة كامالا هاريس لمحاولته إملاء مشاعر الناخبين بدلا من الاستماع إليهم فعليا، وحث الديمقراطيين على التواصل مجددا مع الناخبين، وبالتحلي بالشجاعة والأمل.

هزيمة الديمقراطيين عام 2024 تعود إلى رغبتهم في الدفاع عن الوضع الراهن، وعدم قدرتهم على تطوير بديل حقيقي متجذر في القيم الإنسانية

وحدد الأستاذ بجامعة هارفارد مشكلتين هيكليتين رئيسيتين في الولايات المتحدة، وقال إن الأولى هي الدستور الذي تم تصميمه على أساس أن البعض يجب أن يحكم والبعض الآخر يجب أن يطيع، وهي فكرة لا تسهل الديمقراطية.

إعلان

أما الثانية، فهي قرار المحكمة العليا عام 1976 الذي ألغى كل القيود المفروضة على المساهمات المالية في الحملات الانتخابية، مما أدى إلى تطوير صناعة تسويق انتخابي منفصلة عن المشاركة الإنسانية الحقيقية، وهي أرض خصبة لانتخاب شخص مثل ترامب.

"أنا الجواب"

وقارن غانز بين خطاب ترامب والأنماط الفاشية التقليدية، حيث يتم استغلال القلق وعدم اليقين من خلال الخوف، ثم إلقاء اللوم والتقدم كمخلص، يقول لسان حاله "إنهم أعداؤكم وأنا منقذكم. ثقوا بي فقط، وسيكون كل شيء على ما يرام".

ويأسف غانز لعدم وجود بديل قائم على الأمل، ويقول "لقد تذوقنا هذا مع أوباما في عامي 2007 و2008. عندما ننظم أنفسنا حول الأمل، فإننا لا نقول للناس إنهم عاجزون، بل نقول "يمكنكم إحداث فرق، لديكم القوة والقدرات"، وهذا يخلق الاستقلالية بدلا من التبعية.

ولكن الديمقراطيين لم يعطوا أي أمل -كما يقول غانز- وهنا يأتي ترامب قائلا "أنا الجواب"، خاصة أن الناس يحتاجون إلى الكرامة، ويحتاجون إلى الاحترام، وكل العناصر التي تشكل جوهر الإنسان. وعندما تقوم بحملة على منصة ما، وأنت لا تنظر إلى الناس، فإنهم لا يشعرون بأنك تراهم، ويشعرون كأنهم مجرد أشياء، ولا أحد يريد أن يكون مجرد شيء".

لم تعد لدينا أحزاب سياسية. لدينا أسواق. في الولايات المتحدة، لديك مرشحان من رجال الأعمال يتنافسان على العلامة التجارية

وانتقد غانز الأحزاب وقال "لم تعد لدينا أحزاب سياسية. لدينا أسواق. في الولايات المتحدة، لديك مرشحان من رجال الأعمال يتنافسان على العلامة التجارية"، كما انتقد ضمور المجتمع المدني، حيث تشجع وسائل التواصل الاجتماعي المشاركة العابرة دون خلق هياكل دائمة للمشاركة.

مليء بالأمل

ولمواجهة هذا التآكل، يعتقد غانز أن التغيير يأتي في كثير من الأحيان من الحركات الاجتماعية خارج الأحزاب، يقول "نادرا ما يحدث التغيير داخل الأحزاب، بل ينشأ من الحركات الاجتماعية التي تؤثر بدورها على النظام الحزبي، مثل الحقوق المدنية وحركة المرأة، والحركة البيئية، والحركة العمالية".

إعلان

يرى غانز في مواجهة الوضع الحالي شكلا من أشكال الإنكار، مذكرا بمقولة "سوف يمر كل شيء" التي لوحظت خلال صعود الفاشية في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، وهو يؤكد على ضرورة مواجهة هذا الإنكار من خلال تقديم بديل وإعادة التواصل مع الناس، بدلا من النهج الذي يسعى إلى تصنيفهم.

الأمر مع ترامب أشبه بمشاهدة دولة تنتحر. إنه أمر فظيع حقا.

والانتحار لا يؤثر على البلاد فقط بل يؤثر على العالم

وقد أصبحت المؤسسة الديمقراطية بالنسبة لغانز خارج نطاق السيطرة، والأمور تزداد سوءا، لأن الأمور "مع ترامب -كما يقول- أشبه بمشاهدة دولة تنتحر. إنه أمر فظيع حقا. والانتحار لا يؤثر على البلاد فقط، بل يؤثر على العالم، وهذا هو الأمر المأساوي حقا".

ويرى غانز أن التعلم والتعليم، باعتبارهما وسيلة لتنمية قدرات الأفراد، أمران أساسيان للديمقراطية، وهو يأسف لتهميش العلوم الإنسانية، باعتبارها أماكن التعلم الإنساني، ويؤكد على الدور الأساسي للفن في جمع الناس وربطهم.

ورغم خطورة الوضع، يقول غانز إنه مليء بالأمل، وهي قدرة أساسية على العيش والتفاعل مع الآخرين، بدلا من العزلة الفكرية العقيمة، مشيرا إلى أن مؤتمر "الفن من أجل الفعل" يشكل اعترافا بالقيمة المتنامية للفن من أجل الخيال والتفاهم المتبادل.

مقالات مشابهة

  • الدباشي: على الأمم المتحدة وقف كل اتصال بحكومة الفساد والعمالة أو تغادر
  • أستاذ بهارفارد: الأمر مع ترامب أشبه بمشاهدة دولة تنتحر
  • «معلوف»: ترامب يريد الظهور بمظهر الرجل القوي الذي يدير شؤون العالم
  • الأمين العام للأمم المتحدة: يسعدنا التطور الإيجابي الذي يحصل في العراق
  • من أعماق الأناضول إلى صروح العالم.. الحجر الذي أذهل ترامب!
  • الأمم المتحدة: مستويات قياسية في نسبة الجوع عبر العالم بسبب النزاعات وأزمة المناخ
  • الأمم المتحدة تحذر من "قمع الاحتجاجات في ليبيا"
  • مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يحذر من تطهير عرقي في غزة
  • رئيس اتحاد الكاراتيه: مصر تنافس اليابان عالميًا وتتسيد إفريقيا.. ونسعى لتنظيم تاريخي لبطولة العالم
  • تحذير من الأمم المتحدة بشأن الاقتصاد العالمي