عربي21:
2025-07-02@14:39:17 GMT

هل أخطأ حزب الله في التكتيك؟

تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT

فاجأت الحملة الإسرائيلية على حزب الله في الأيام الأخيرة، خبراء الاستراتيجيات العسكرية، بكثافتها وحجم الأهداف التي ضربتها، لدرجة اعتبرها البعض أنها غير مسبوقة، ووصفوها بالأكبر والأقوى تاريخيا.

التفسير الأقرب لهذه الشراسة تقدير إسرائيلي لقوة الحزب وقدرته على إحداث أضرار بالغة بإسرائيل، فقد ظهرت إسرائيل، ورغم أنها صاحبة المبادرة في الهجوم، خائفة إلى حد بعيد وتسابق الزمن بهدف نزع أكبر قدرة من حزب الله، عبر تدمير مرابض صواريخه ومواقع قواته وطرق إمداده اللوجستية، وذلك بهدف إضعاف خيارات الحزب ودفعه للاستسلام ورفع الراية ليحافظ على ما تبقى له من قدرات وأدوات قتالية.



وادعت إسرائيل أنها، وفي اليوم الأول، قضت على نصف قدرات الحزب، بما يعنيه ذلك من تدمير عشرات آلاف الصواريخ ومخازن الأسلحة التي يخزنها في عمق لبنان. وبالطبع مصادر حزب الله كذّبت هذه الادعاءات، وأوحى مقربون من الحزب أن الرد الضعيف من قبله كان مدروسا، وأن الأيام القادمة ستفرج عن ردود تُذهل إسرائيل وتدفعها لطلب التفاوض العاجل مع الحزب.

في التقييم الأولي لما حصل في الأيام الأولى للهجوم الإسرائيلي، ورجحان الكفّة لمصلحة إسرائيل في هذه الحرب، وبنك الأهداف الواسع الذي استهدفته إسرائيل، وقبلها تفجيرات البيجر واغتيال قادة الرضوان، يبدو أن الحزب كان تحت المجهر الإسرائيلي طيلة المدّة الماضية، وليس معلوما ما إذا كان ذلك نتيجة تهاون الحزب في المجال الأمني ما فسح المجال لإسرائيل لجمع هذا الكم من المعلومات، والتي على أساسها وجّهت ضربات مؤلمة للحزب، أم أن طموحات الحزب في لعب دور إقليمي، ولا سيما بعد توسعه الكبير في سوريا وسيطرته على مساحة كبيرة، وحاجته لأعداد كبيرة من المقاتلين، جعلته مكشوفا أمام الاختراقات الأمنية.

لكن، يبدو أن الخطأ التكتيكي الأكبر الذي وقع به حزب هو ركونه لقواعد الاشتباك والمعادلات التي اعتقد أنه أرساها في مواجهة إسرائيل، وتقديره بأنها كافية للجم قادة إسرائيل من الاندفاع إلى حرب على لبنان، ومن ثم فالحزب، وبما يملكه من قوّة ردع، اعتبر أنه بأمان، كما راهن على أن إسرائيل المستنزفة لما يقارب العام في حرب غزة لن تجرؤ على القيام بحرب أخرى.

وثمة خطأ تكتيكي آخر يتمثل بعدم انتهاز الحزب لفرصة قيام حماس بالهجوم على إسرائيل، ولا سيما وأن لديه خططا مسبقة للقيام بهجوم على مناطق في الجليل وقوّة مدرّبة للقيام بهذه المهمة. وبحسب تقديرات كثير من الخبراء العسكريين أنه لو حصل ذلك لوقعت إسرائيل في مأزق فعلي، صحيح أن أمريكا حركت أساطيلها في ذلك الوقت خوفا من حصول هذا السيناريو، لكن المؤكد أنها كانت ستضطر ومن خلفها إسرائيل إلى سلوك طريق التفاوض للخروج من المأزق، بالنظر لضعف العمق الاستراتيجي وقدرة الحزب على السيطرة على مناطق واسعة في ظل الصدمة والارتباك الذي أحدثه هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي.

ربما يعتقد البعض أن حزب الله لو فعل ذلك لكان ارتكب مجازفة كبيرة قد تدفع إسرائيل إلى استخدام أقصى قدراتها في مواجهته، لكن المؤكد أن إسرائيل استطاعت التكيف بعد مدّة بسيطة مع حرب المشاغلة التي شنها حزب الله لمساندة غزة، ولم تتأثر حملتها على غزة بدرجة كبيرة، ثم إن نتنياهو استطاع الثَّبات أمام ضغط مستوطني الشمال عبر التسويف والمماطلة إلى حين توفّر ظروف أفل بتقديره لفتح جبهة ثانية في الشمال.

الآن، أصبح كل ذلك وراءنا، المهم كيف يمكن للبنان أن يخرج بأقل الخسائر، فمن الواضح أن ثمة حدود لقدرة حزب الله على التصعيد والضغط على نتنياهو ليوقف الحرب، في ظل التهديد بتدمير الضاحية الجنوبية وربما لبنان بالكامل، واعتبار نتنياهو أنه أمام فرصة للتخلص من تهديد حزب الله، في ظل بيئة دولية مساندة وإقليمية غير معنية بمصير حزب الله، وضعف حلفاء الحزب وعجزهم عن تقديم مساندة حاسمة.

على ذلك يبدو أن المطلوب من حزب الله الاستفادة ما أمكن من الفرص الدبلوماسية المطروحة حتى اللحظة، والاستفادة من قرار 1701 إذ يمكن التفاوض على تحسين شروطه، ولا سيما منع الطيران الإسرائيلي من خرق الأجواء اللبنانية، وطالما أن تطبيق القرار شرط إسرائيل وذريعتها وكذلك وسيلتها لإسكات العالم عن حربها ضد لبنان، فإن الحزب، يمكنه اللعب على هذه الورقة، وهنا لا مجال أبدا لخطأ تكتيكي جديد لأنه سيكون قاتلا.

x.com/ghazidahman1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلية حزب الله لبنان لبنان إسرائيل حزب الله استراتيجية مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الله

إقرأ أيضاً:

العدّ التنازلي بدأ: حزب العمال الكردستاني يتهيّأ لتسليم سلاحه خلال أيام

يتهيأ حزب العمال الكردستاني لتسليم السلاح وفتح صفحة جديدة في تاريخه السياسي. فبعد أسابيع من إعلان حلّ تنظيماته، بات تسليم مجموعة من مقاتليه لأسلحتهم في إقليم كردستان العراق مسألة أيام، في خطوة قد تشكّل منعطفًا حاسمًا في أحد أطول النزاعات بالشرق الأوسط. اعلان

من المتوقّع أن تتم مراسم تسليم السلاح مطلع تموز/يوليو في مدينة السليمانية، وفق ما أفاد به مصدران في حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.

وأكد أحد المصدرين لوكالة "رويترز" أن "الاستعدادات جارية بالتنسيق مع السلطات الأمنية الكردية في السليمانية"، مشيرًا إلى أن مجموعة صغيرة من المقاتلين ستشارك في هذه الخطوة الأولى.

وكان المتحدث باسم حزب "العدالة والتنمية" التركي، عمر جليك، قد صرّح يوم الثلاثاء أن عملية تسليم الأسلحة قد تبدأ "في غضون أيام"، دون تحديد جدول زمني دقيق.

Relatedعبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون في تركيا يدعو لحل التنظيم وإلقاء السلاح بين ترحيب وتشكيك.. أكراد العراق منقسمون حول إعلان حزب العمال الكردستاني وقف إطلاق النارحزب العمال الكردستاني يعلن وقف إطلاق النار بعد تمرد دام 40 عامًا ضد أنقرة

وأضاف جليك أن الأيام القادمة ستكون مهمة للغاية "من أجل تركيا خالية من الإرهاب"، مشيرًا إلى أن البلاد بلغت مرحلة متقدمة قد تسمح ببدء العملية قريبًا.

تحوّل مفصلي في مسار الحزب

يمثل هذا التحوّل لحظة مفصلية في مسار الحزب الذي خاض تمردًا مسلحًا منذ عام 1984، وأودى الصراع الناتج عنه بحياة أكثر من 40 ألف شخص، كما تسبّب بتوتر مزمن بين أنقرة وسكانها الأكراد، وامتد تأثيره إلى علاقات تركيا الإقليمية.

وقد أعلنت قيادة حزب العمال الكردستاني في أيار/مايو الماضي حلّ التنظيم وإنهاء العمل المسلح، في خطوة وُصفت بأنها تاريخية، وسبقتها أشهر من الإجراءات التمهيدية أبرزها إعلان وقف إطلاق النار.

شبّان يرفعون صورة زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل عبد الله أوجلان، في دياربكر، تركيا، 27 شباط/فبراير 2025.Metin Yoksu/ AP

ويعود هذا التغيير الجذري في نهج الحزب إلى نداء وجهه زعيمه المؤسس عبد الله أوجلان من سجن إمرالي جنوب إسطنبول، حيث يقبع منذ عام 1999. دعوة أوجلان فتحت الباب أمام تحوّل تدريجي نحو التفاوض السياسي، بدلًا من الكفاح المسلح الذي استمر لعقود.

وخلال السنوات الماضية، اتخذ معظم مقاتلي الحزب من جبال شمال العراق قاعدة لهم، وهي منطقة تحتفظ فيها تركيا بقواعد عسكرية وتشن منها عمليات متكررة ضد عناصر الحزب.

حتى الآن، لم تُكشف تفاصيل دقيقة حول آلية تنفيذ العملية، لكن الحكومة التركية شددت على أنها ستتابع المرحلة المقبلة عن كثب لضمان الالتزام الكامل بالتفاهمات.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • هل ورد ذكر يوم عاشوراء في القرآن الكريم؟.. تعرف الآيات التي أشارت له
  • وزير خارجية إسرائيل: أغلبية كبيرة في حكومة نتنياهو تؤيد صفقة إعادة المحتجزين
  • بوعاصي: مؤسف جدا ان ننتظر براك كي يطلب منا نزع سلاح حزب الله
  • العدّ التنازلي بدأ: حزب العمال الكردستاني يتهيّأ لتسليم سلاحه خلال أيام
  • الشباب يغذون الانقسام بين الأجيال في الحزب الجمهوري حول إسرائيل
  • معالم الردّ على ورقة برّاك تتبلور: لا عودة عن إنهاء سلاح الحزب
  • فضل الله: هناك مبالغة كبيرة بالأرقام المالية المتعلقة بإعادة الإعمار
  • حسابات منعت حزب الله من دعم إيران
  • موقف حزب الله ليس ليّناً
  • طارق الشناوي: أحمد السقا أخطأ في الحديث عن أزمته مع زوجته مها الصغير