أدان الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادور، جريمة اغتيال كيان العدو الصهيوني للأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، معرباً عن تضامنه مع الشعب اللبناني. ووفقا لموقع “الميادين” أكّد الرئيس الفنزويلي أنّ ما ارتكبه الاحتلال هو “جريمة يريد تبريرها من أجل اغتياله بمهاجمة المباني والتجمعات السكنية وقتل مئات الأشخاص”.

وقال مادورو إنّ “الأوامر بهذا الهجوم صدرت من مقر الأمم المتحدة في نيويورك، فيما جبناء العالم صامتون”. وأضاف أنّ الشعبين الفلسطيني واللبناني “يقعان ضحايا للإبادة الجماعية والهجمات الإرهابية التي تشنها حكومة نتنياهو، القاتل الذي لا يذكرنا سوى بهتلر”. وتابع أنّ “أكثر من ألف رجل وامرأة وطفل يقتلون في بيروت في هجمات شنها طيران نتنياهو الإجرامي”، متسائلاً: “من يستطيع أن يحتمل ذلك؟”. وفي السياق ذاته، دان الرئيس الكوبي، ميغيل دياز كانيل، “عملية الاغتيال الجبانة التي استهدفت السيد حسن نصر الله نتيجة العدوان الإسرائيلي في ضواحي بيروت، ممّا تسبب في تدمير وقتل مدنيين أبرياء”. وفي تغريدةٍ عبر منصة “إكس”، أكّد دياز كانيل أنّ “هذا الواقع يشكل تهديداً خطيراً للسلم والأمن الإقليميين والعالميين، الذي تقع مسؤوليته الكاملة على عاتق إسرائيل بالتواطؤ مع الولايات المتحدة”. وكانت المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله – قد زفّت، أمس السبت، أمينها العام، السيد حسن نصر الله، شهيداً، معلنةً أنّه “انتقل إلى جوار ربه شهيداً عظيماً وقائداً بطلاً، ملتحقاً بقافلة شهداء كربلاء النورانية الخالدة في المسيرة الإلهية الإيمانية على خطى الأنبياء والأئمة الشهداء”، وذلك بعد عدوان إسرائيلي غاشم على الضاحية الجنوبية لبيروت.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

مرارة اغتيال أنس الشريف وزملائه

لم يكن هناك ما هو مؤلم أكثر، بعد اغتيال الاحتلال الإسرائيلي لستة صحافيين فلسطينيين بصاروخ حوّلهم إلى أشلاء داخل خيمتهم في ساحة مستشفى الشفاء في غزة، سوى أن تخرج بعض الصحافة الغربية بعناوين وتقارير عن الحدث هي، بلا مواربة ولا تردد، قمة النذالة.

«مقتل إرهابي متنكّر بزي صحافيي غزة»… هكذا عنونت صحيفة «بيلد» الألمانية مقالها عن الحدث مع صورة أنس الشريف مراسل «الجزيرة» في غزة الذي اغتيل مع زميله محمد قريقع والمصوّرين إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل، إلى جانب الصحافيين الفلسطينيين مؤمن عليوة ومحمد الخالدي.

هكذا وبكل بساطة تتبنى هذه اليومية واسعة الانتشار اتهامات جيش الاحتلال بأن أنس الشريف مقاتل مع حركة «حماس»، مع أن كل المنظمات العالمية المدافعة عن حرية الصحافة قالت إن هذا الجيش لم يقدّم الأدلة على صحة هذا الاتهام.

وكما قالت إيران خان المقرّرة الأممية الخاصة المعنية بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير فإن إسرائيل لو كان لديها فعلا مثل هذه الأدلة لنشرتها على نطاق واسع لكن ذلك لم يحصل، فيما قالت فرانشيسكا ألبانيزي مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالأراضي الفلسطينية المحتلة إن من «الطبيعي» اتهام أنس الشريف بأنه عنصر من «حماس» وذلك لتبرير استهدافه ليس إلا.

سقطة مهنية وأخلاقية أخرى يقع فيها هذه المرة مراسل «البي بي سي» في القدس جون دونيسون، الذي وإن أشار إلى أن جيش الاحتلال قدّم «أدلة قليلة» على اتهامه لأنس الشريف بـ«الإرهاب»، إلا أن ذلك لم يمنعه من القول إن هناك إشكالا، حسب رأيه، في النسبة والتناسب لأن هذا الجيش بقتله الشريف قتل آخرين لا اتهامات وجّهت إليهم بالعلاقة مع «حماس»!!.

لم يجد ريكاردو غوتيرش الأمين العام لاتحاد الصحافيين الأوروبيين، عندما سئل عن الحادثتين، سوى أن يعبّر عن امتعاضه من ممارسات كهذه، لكن ذلك يجب ألا يحجب عنا أهمية الموجة الواسعة من التنديد العالمي بحادثة الاغتيال التي رفعت عدد ضحايا مثيلاتها إلى 238 صحافيا في أقل من عامين، وهو رقم مفجع لم يحصل في أي حرب سابقة، بما في ذلك الحربان العالميتان.

لقد أعربت كبرى الاتحادات والنقابات الصحافية العالمية عن تنديدها بهذه الممارسات الإسرائيلية المنفلتة من كل قانون أو إنسانية، كما أعرب عديد السياسيين في العالم عن مواقف مماثلة، باستثناء الولايات المتحدة التي لم يبق لإسرائيل من حليف في العالم سواها تقريبا. في المؤتمر الصحافي للرئيس ترامب الاثنين وبعد عملية الاغتيال، لم يشر ولو بكلمة واحدة إلى ما جرى. الأدهى والأمر أن لا أحد من الصحافيين والمراسلين تجرّأ وسأله عن هذه الجريمة بعد أن جرى اختيار مسبق لمن يمكنه طرح سؤال.

صدق وهو الكذوب نتنياهو حين اعترف في مؤتمره الصحافي الأخير بخسارة الإعلام أمام الرأي العام الدولي، لكن ذلك لا يعني بحال استعدادا لأي تعديل لسياساته العدوانية فهو يرى، وغلاة المتطرّفين المتحالفين معهم، أن المشكلة هي في تعاملهم مع الإعلام العالمي وفي الرسائل التي يوجهونها إليه، والأناس الذين يتحدثون إليه، أو ممن يدلون بتصريحات خرقاء، وليست في ممارساتهم الوحشية وقتلهم اليومي للمدنيين الأبرياء وتجويع الناس حد الموت وخاصة من الأطفال.

ما يخيف أكثر في توقيت هذا الاغتيال أنه يأتي «تحضيرا لمجزرة كبيرة في مدينة غزة يريدونها أن تكون بلا صوت ولا صورة» كما صرح بذلك محمد أبو سلمية مدير مستشفى الشفاء، لكن لا يبدو أن ذلك سيفت في عضد الصحافيين الفلسطينيين الذين ما زالوا يواجهون الموت وهم يقومون بنقل معاناة أهاليهم إلى العالم.

هم الوحيدون القادرون على ذلك اليوم طالما أن إسرائيل تمنع دخول الإعلام الدولي إلى غزة بدعوى الخوف على سلامة العاملين فيه، وكأنها تقول للعالم كله «دعونا نتعامل فقط مع هؤلاء الصحافيين الفلسطينيين لأننا قادرون على تصفية الكثير منهم ساعة نشاء وهو أمر من الصعب جدا أن نفعله مع الأمريكيين والأوروبيين وغيرهم!!».

واضح جدا، وبشكل لم يعد يحتمل الجدل، أن إسرائيل لا يردعها إلا موقف أمريكي حازم، وهذا لم يحدث ولن يحدث، وبالتالي لم يبق سوى سلاح العقوبات الذي بدأت بعض الدول الغربية في اللجوء إليه تدريجيا وبخطوات محتشمة، لكن التطور الأبرز يبقى إعلان صندوق الثروة السيادي النرويجي توقعه التخلي عن المزيد من الاستثمارات بالشركات الإسرائيلية كجزء من مراجعته المستمرة بسبب الإبادة الجماعية في قطاع غزة وما يجري الضفة الغربية.

المؤلم والمشين في هذا السياق، أن الأصوات الحرة تطالب العالم كله بمثل هذه العقوبات لردع العدوان في وقت تواصل فيه دول عربية علاقاتها التجارية والاقتصادية مع دولة الاحتلال وكأن شيئا لم يكن، بل وتعقد صفقات جديدة كبرى كصفقة الغاز المصرية بـ35 مليار دولار، مع أنه كان بالإمكان على الأقل، ومن باب أضعف الإيمان ليس أكثر، تأجيلها إلى ما بعد انتهاء العدوان على غزة، كحركة ضغط رمزية لتجنب الإحراج في أهون الأحوال. يا إلهي.. حتى هذا بات متعذّرا؟!! يا للعار.

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • الرئيس الفنزويلي: الأمم المتحدة عاجزة أمام مجازر الاحتلال الإسرائيلي في غزة
  • في هذا الموعد.. لاريجاني سيزور ضريح نصرالله
  • بالاعلام وصور نصرالله.. حزب الله يستقبل لاريجاني على طريق المطار
  • مرارة اغتيال أنس الشريف وزملائه
  • السودان الذي يسكننا… وما يخسره العالم إن غاب
  • طرد الكيان الصهيوني من الأمم المتحدة ضرورة للسلام العالمي
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: نشكر مصر والرئيس السيسي الذي أفسد مخطط الاحتلال في تهجير غزة
  • وزير الخارجية والمغتربين السيد أسعد حسن الشيباني يلتقي نظيره الأردني السيد أيمن الصفدي في العاصمة عمان قبيل الاجتماع الثلاثي الذي يجمعهما مع المبعوث الأمريكي إلى سوريا السيد توماس باراك
  • أنس الشريف ورفاقه.. حكاية طاقم الجزيرة الذي قتل أمام العالم
  • الأمم المتحدة تدين جريمة اغتيال إسرائيل 6 صحفيين بغزة