إسرائيل تكثف غاراتها الإرهابية على لبنان وتواصل حملة الاغتيالات
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
بيروت - عواصم «وكالات»: وجّهت إسرائيل المزيد من الضربات الوحشية لأهداف في لبنان اليوم مما دفع جماعة حزب الله إلى شن هجمات جديدة بعد اغتيال أمينها العام حسن نصر الله ومجموعة من كبار قيادييها وسط حملة عسكرية متصاعدة.
وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم «عشرات» الغارات الجديدة على أهداف تابعة لحزب الله في لبنان بعد يومين على اغتيال أمينه العام حسن نصر الله في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية.
واستهدفت غارة إسرائيلية جديدة اليوم على الضاحية الجنوبية لبيروت قياديًّا في حزب الله كما أفاد مصدر مقرب من الحزب، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفّذ «ضربة دقيقة» في المنطقة.
ونفى حزب الله لاحقا في بيان مقتل أبو علي رضا، قائلا إنه «لا صحة للادعاءات الصهيونية حول اغتيال الحاج أبو علي رضا وهو بخير وعافية».
ونعى الحزب اليوم المسؤول فيه الشيخ نبيل قاووق الذي قتل بغارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت السبت بعدما أعلنت إسرائيل اغتياله في غارة على الضاحية. وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم أن أكثر من 20 عنصرا في حزب الله اللبناني قتلوا في الضربة العنيفة التي استهدفت الجمعة ضاحية بيروت الجنوبية، معقل الحزب، واستشهد فيها أمينه العام حسن نصر الله.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية عن «غارة عنيفة نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي على منطقة بين الشياح والغبيري في الضاحية الجنوبية».
وتابعت أن «سحب الدخان ارتفعت في سماء المنطقة»، مضيفة أن «سيارات الإسعاف هرعت إلى المكان المستهدف». وقال شاهد عيان من منطقة الغبيري إنه شاهد «مبنى ينهار بعد ضربه بصاروخ».
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية اليوم استشهاد 49 شخصا في غارات إسرائيلية استهدفت جنوب وشرق البلاد، 24 منهم في غارة واحدة
وقالت الوزارة في بيان إن «غارات العدو الإسرائيلي على بعلبك الهرمل» في شرق لبنان أدت «في حصيلة أولية إلى استشهاد 21 شخصا وإصابة 47 آخرين بجروح».
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام عن تعرض أحياء في مدينة بعلبك، إحدى أكبر مدن البقاع في شرق لبنان، والقرى المحيطة بها لـ«حوالي 15 غارة» اليوم.
وأوردت الوزارة في بيان آخر أن «اعتداء العدو الإسرائيلي على عين الدلب» الواقعة شرق مدينة صيدا في جنوب لبنان «أدى في حصيلة أولية إلى استشهاد 24 شخصا وإصابة 29 شخصا بجروح». وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن أكثر من ألف لبناني استشهدوا وأُصيب ستة آلاف على مدى الأسبوعين المنصرمين. وفي بيروت، قضت أُسر نازحة الليل على مقاعد في منطقة خليج زيتونة فقد فرت أسر ليس لديها سوى حقائب بالية من الملابس وبعض الحاشيات للنوم وجلسوا لاحتساء الشاي.
وقالت فرانسواز عازوري، وهي من سكان بيروت، «لن تتمكنوا من تدميرنا مهما فعلتم ومهما قصفتم ومهما دفعتم الناس للنزوح. سنظل هنا ولن نرحل.. هذه بلادنا وسنبقى فيها».
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في بيان اليوم إنه أطلق عملية طارئة لتقديم الطعام لما يصل إلى مليون متضرر من الصراع في لبنان.
وقال الجيش الإسرائيلي اليوم: إن القوات الجوية ضربت عشرات الأهداف بما شمل منصات إطلاق ومستودعات أسلحة، وقالت القوات البحرية إنها اعترضت ثمانية مقذوفات جاءت من لبنان ومقذوفا من ناحية البحر الأحمر. وقال زياد مكاري، وزير الإعلام اللبناني بعد جلسة لمجلس الوزراء اليوم إن الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار مع إسرائيل لا تزال «مستمرة». وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن مقتل نصر الله «إجراء عادل» بالنظر لما وصفه بالعدد الكبير من الخسائر البشرية التي تسبب فيها وضمت آلاف الأمريكيين والإسرائيليين واللبنانيين، مضيفا أن الولايات المتحدة تدعم تماما حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. لكن عند سؤاله عما إذا كان التوغل البري الإسرائيلي في لبنان حتميا، قال للصحفيين أمس «حان وقت وقف إطلاق النار». وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي اليوم إن إسرائيل لن يكون بوسعها إعادة سكانها بأمان إلى منازلهم في مناطقها الشمالية من خلال شن حرب شاملة مع حزب الله أو إيران .
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) اليوم إن الوزير لويد أوستن وجّه الجيش بتعزيز وجوده في الشرق الأوسط بقدرات دعم جوي «دفاعية» ووضع قوات أخرى في حالة تأهب عالية. وقال الميجر باتريك رايدر، المتحدث باسم البنتاجون في بيان «رفع (أوستن) استعداد المزيد من القوات الأمريكية للانتشار مما يعزز استعدادنا للاستجابة لمختلف حالات الطوارئ».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الیوم إن فی لبنان حزب الله نصر الله
إقرأ أيضاً:
لاريجاني في بيروت.. تخفيف التوتر أم تعميق للأزمة؟
في توقيت إقليمي مشحون بالتوتر والترقب الحذر، يحط غداً في بيروت أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، ، حاملاً معه حزمة من الرسائل السياسية المغلفة بخطاب الوحدة والاستقرار. الزيارة تحمل طابعاً دبلوماسياً واضحا، ولكنها في عمقها تأتي في سياق معقد من الاشتباك السياسي والميداني بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، مرورًا بالساحة اللبنانية التي تبدو مجددًا، وكأنها على فوهة بركان.بحسب التصريحات الرسمية، ترتكز زيارة لاريجاني على ثلاث نقاط أساسية: تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين، تأكيد وحدة لبنان واستقلاله، ودعم الحوار اللبناني – اللبناني والمساعدة الإيرانية غير المشروطة للبنان وفي إطار جهود إيران لحماية السلام في غرب آسيا، وسيتم خلالها إجراء محادثات مع المسؤولين اللبنانيين المعنيين .هذه العناوين الفضفاضة تظهر إيران في صورة الدولة الراعية للتسويات والداعمة للمكونات اللبنانية كافة، لكن القراءة السياسية لما وراء الكلمات تشير، بحسب أوساط سياسية معارضة للسياسة الايرانية ، إلى أن طهران تحاول ترميم موقعها الإقليمي عبر البوابة اللبنانية، بعد تعرضها لسلسلة من الضربات السياسية والعسكرية والعقوبات الدولية المتصاعدة.
تجمع معظم الأوساط اللبنانية على أن زيارة لاريجاني ليست مجرد "زيارة تضامن"، بل تأتي في ظل تصعيد كلامي إيراني غير مسبوق حول لبنان. تصريحات متتالية لمسؤولين إيرانيين حول دعم حزب الله، ورفض نزع سلاحه، واعتبار هذا الطرح "مؤامرة أميركية صهيونية"، حيث أكد مستشار قائد الثورة الاسلامية الإيرانية للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، أن نزع سلاح حزب الله في لبنان حلم لن يتحقق، مشيرا إلى أن بلاده تعارض نزع السلاح. كل ذلك يعيد طرح سؤال محوري: هل دخلت إيران مرحلة جديدة من الانخراط المباشر في الشأن اللبناني، أم أن كل ما يجري هو تصعيد إعلامي ومناورة سياسية؟
تأتي زيارة لاريجاني إلى لبنان، بحسب مصدر سياسي مطلع، في إطار جولة حوارية واستشارية تهدف إلى الاطلاع المباشر على المواقف اللبنانية، وشرح الرؤية الإيرانية حيال الأوضاع الداخلية والصراع مع إسرائيل، خصوصاً بعد تعيينه مؤخراً في موقع محوري داخل النظام الإيراني. وتولي طهران أهمية خاصة لهذه الزيارة، باعتبار أن المشهد اللبناني يشكل جزءاً من لوحة إقليمية أوسع تتشابك فيها ملفات النفوذ والتحالفات.
في هذا السياق، تنظر إيران إلى الموقف الرسمي اللبناني من حصرية السلاح بكثير من الحساسية، واضعة ملف"حزب الله" ضمن سياق المواجهة الشاملة التي تخوضها للدفاع عن حلفائها في المنطقة. ومن هنا، لم يكن مرور لاريجاني في بغداد قبل وصوله إلى بيروت تفصيلاً بروتوكولياً، بل خطوة محسوبة ورسالة واضحة لواشنطن مفادها أن الضغوط المكثفة على لبنان والعراق لن تدفع طهران إلى التراجع، بل ستزيد من اندفاعها نحو توسيع قنوات التنسيق مع شركائها وتعزيز دعمها لهم.
وتشير معطيات سياسية إلى أن لاريجاني يسعى لتمديد المهلة الممنوحة لبحث خطة حصر السلاح في لبنان، بهدف توفير وقت إضافي لفتح باب التفاهمات ضمن إطار المفاوضات الإيرانية–الأميركية، فطهران تدرك أن ملفات حساسة، وعلى رأسها سلاح "حزب الله"، لا يمكن حلها إلا عبر صفقة شاملة مع واشنطن، مما يجعل لبنان ورقة ضغط استراتيجية في الصراع الإقليمي والدولي، ومناورة تمنح إيران هامشاً زمنياً للتحرك بين المفاوضات الغربية والدولية وترتيب الأوضاع اللبنانية بما يخدم مصالحها.
وتعتبر القيادة الإيرانية أن المواجهة الحاصلة تجاوزت البعد السياسي التقليدي لتتحول إلى صراع أعمق على هوية التوازنات الإقليمية، وسط ما تصفه بمحاولة منظمة لمحاصرة الدور الشيعي وإضعافه في المدى البعيد. ومن منظور طهران، فإن تعزيز حضورها في الساحة اللبنانية، بالتوازي مع ساحات أخرى، هو جزء من معركة مصيرية لا مجال فيها للمساومات الكبرى، علما أن لاريجاني أكد عشية زيارته لبنان أن حزب الله يمتلك نضوجاً سياسياً، والمقاومة ليست بحاجة إلى وصاية، مشدداً على أن الحزب قادر على إدارة شؤونه واتخاذ قراراته بعيداً عن أي وصاية خارجية.
لقد أكدت إيران مرارا دعمها ل"حزب الله" ورفضها أي محاولة للمساس بسلاحه. ومن جهة أخرى، كانت تحرص في تصريحات مسؤوليها على التأكيد بأنها لا تتدخل في الشأن اللبناني، بل تفتح المجال للحوار الداخلي. في هذا السياق، برزت تحليلات تشير إلى أن زيارة لاريجاني ربما تمهد لمسار جديد يتمثل في دمج "حزب الله"بشكل تدريجي في مؤسسات الدولة وربما حتى بحث مسألة السلاح في إطار تفاهمات داخلية. وينتظر أن يلعب رئيس مجلس النواب نبيه بري دوراً محورياً في هذا المسار، خاصة إذا حصل على ضمانات حقيقية من طهران، حيث سيستقبل الزائر الإيراني ويقدم له رؤيته وقراءته لكيفية التعامل مع المرحلة المقبلة، بهدف تفادي انزلاق لبنان نحو الفوضى.
السؤال الذي يفرض نفسه اليوم أكثر من أي وقت مضى هو التالي: هل إيران مستعدة فعلًا لخوض مواجهة مباشرة مع إسرائيل إذا اندلعت حرب على لبنان أو "حزب الله"؟ أم أن كل ما يقال هو مجرد ضغط كلامي هدفه تحسين شروط التفاوض مع واشنطن والغرب؟ إذا كانت طهران تفكر بصفقة جديدة مع الأميركيين، فإن لبنان قد يستخدم كورقة مساومة. ويطرح هنا سيناريو مثير للجدل: أن تكون قضية سلاح "حزب الله" نفسها مطروحة ضمن صفقة إقليمية شاملة، تضمن بقاء النفوذ الإيراني من دون البعد العسكري المباشر، في مقابل رفع العقوبات وعودة طهران إلى الساحة الدولية.
المرحلة المقبلة ستكون كاشفة. فإما أن تتحول التصريحات الإيرانية إلى مواقف ميدانية فعلية، وإما أن يبقى الكلام سلاحا بديلا عن الفعل. وفي الحالتين، لبنان سيكون في قلب العاصفة فإما ساحة صراع، أو ورقة تفاوض.
المصدر: خاص لبنان24 مواضيع ذات صلة وزير الخارجية البريطاني يبحث مع نظيره الأميركي تخفيف التوتر في الشرق الأوسط Lebanon 24 وزير الخارجية البريطاني يبحث مع نظيره الأميركي تخفيف التوتر في الشرق الأوسط