علق الكاتب الصحفي عبد اللطيف وهبة على المبادرة التي أطلقتها مؤسسة حياة كريمة؛ لتوفير اللحوم بأسعار مخفضة للمواطنين بجميع المنافذ في محافظة القاهرة.

التخفيف عن كاهل الأسر 

وقال «وهبة»، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة اكسترا نيوز، إن هذه المباردة تعمل بتوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي للتخفيف عن كاهل الأسر المصرية، موضحا أن هناك تشاركا في مبادة حياة كريمة بين الحكومة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني.

تابع أن مبادرة حياة كريمة تلعب دورا مهما ليس للتخفيف عن المواطن فقط بل تعمل على تحسين حياة المواطن وتوفير متطلباته اليومية من خلال المبادرات؛ منها ضبط الأسواق من خلال توصيل كميات كبيرة من اللحوم والدواجن إلى المحافظات المصرية المختلفة بأسعار مناسبة.

توفير السلع للمواطنين والقضاء على جشع التجار

وأشار الكاتب الصحفي إلى أنّ مبادرة حياة كريمة تسعى إلى توفير كل السلع للمواطنين والقضاء على جشع التجار، فضلا عن المساهمة في رفع المعاناة عن المواطن وتقديم جميع الخدمات الممكنة له.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مبادرة حياة كريمة اللحوم حیاة کریمة

إقرأ أيضاً:

الكاتب والجندي الإسرائيلي.. قصة خيالية مستوحاة من واقع غزة


محمد أنور البلوشي

كان الدخان يحجب شمس الصباح، والرماد يتساقط كأنه ثلج أسود فوق مدينة لم تعد تتكلم إلا بلغة الحطام. غزة، تلك الرقعة من الأرض، لم تعد تنام ولا تصحو، بل بقيت عالقة بين صراخ طفل ونحيب أم، بين جوع وتيه، بين سماء تراقب بصمت وأرض مثقلة بالشهداء.

يتعثر الكاتب بين الركام، معطفه الذي كان بيجًا أصبح رماديًا من الغبار والرماد. لا يحمل سلاحًا، ولا رغيفًا، فقط دفترًا ممزقًا وقلمًا يحتضر حبره. كان كل ما يملكه: الكلمة.

صوت فجائي شق الصمت:

"توقف!"

استدار. بندقية مصوّبة إلى صدره. جندي شاب، بشرته محروقة بالشمس، وخوذته تلمع ببرود، لا يحمل في وجهه غضبًا… بل برودة مطلقة.

"هل تحمل سلاحًا؟" سأل الجندي.

"فقط الكلمات"، أجاب الكاتب.

ضحك الجندي: "الكلمات أخطر من الرصاص أحيانًا. أنتم الكتّاب، وقود الفتن".

"أنا لا أحمل فتنة، بل شهادة"، قال الكاتب بهدوء.

"شهادة على ماذا؟" تساءل الجندي.

"على جريمة… على زمن يسقط فيه الأطفال كأوراق الخريف، بينما العالم يشرب قهوته بلا مبالاة.

"هل تخاف من الموت؟" قالها الجندي بسخرية.

"لا، لا أخافه. لكنني لا أريده الآن".

"ولماذا تريد أيامًا إضافية للحياة؟".

"لأكتب".

"تكتب ماذا؟" سأل الجندي.

"أكتب كتابًا، عنوانه: الجرائم الإسرائيلية تحت ظلّ السماء".

سادت لحظة صمت، كما لو أن الهواء نفسه توقف ليستمع.

قال الجندي: "وهل تظن أن كتابك سيغيّر شيئًا؟".

"لا أكتب لأغيّر العالم، بل لأحرجه، لأكشف عجزه، لأقول له: كنتَ تعلم… ولم تتحرك".

"كلماتك لن تطعم الجوعى، ولن تعيد الأموات".

"ربما، لكنني سأكتب عنهم حتى لا يُنسَوا. سأكتب عن آمال، سبع سنوات، مبتورة الساقين، تسألني كل صباح: "هل سأمشي في أحلامي؟" قلت لها: نعم… لكني لم أكتب ذلك بعد. إن متّ، مات وعدي معها".

خفض الجندي البندقية قليلاً. غبار الحرب يمرّ بينهما، والأنقاض تتنهد كشيخ عليل.

تابع الكاتب: "أنا لا أعدّ الأرقام. أنا أكتب الأسماء. ياسمين، خمس سنوات، رسمت عصافير على جدران الملجأ. كانت تظن أنها ستطير بها إلى الأمان. ماتت وطبشورتها في يدها".

أشاح الجندي بوجهه.

"رأيت سامر، طفل في التاسعة، يحمل شقيقته الرضيعة من تحت الأنقاض، يسير حافيًا ثلاثة كيلومترات ليصل خيمة الإغاثة. عندما وصل، سقط. كانت الطفلة قد فارقت الحياة".

"هل تظننا وحوشًا؟" سأل الجندي، بصوت خافت.

"الوحوش لا ضمير لها. أنتم، أخشى أن لديكم ضميرًا… لكنكم خنقتموه".

اهتزّ وجه الجندي، كأن شيئًا داخله انكسر.

"هل لديك أطفال؟" سأل الكاتب.

لم يجب الجندي.

"أنا كان لديّ. ابني كان يحبّ النجوم. قبل أن تُقصف مدرسته، سألني: "هل تتألم النجوم عندما تسقط؟" لم أستطع الإجابة، فقد سقطت السماء كلّها فوقنا".

دويّ انفجار قطع الحديث. الغبار ملأ المكان. صرخة بعيدة لامرأة، ثم صمت.

"لست أرجوك أن تعفيني"، قال الكاتب. "بل أرجوك أن تسمح لي بأن أُكمل."".

تردد الجندي. ثم قال بصوت متكسّر: "حتى لو قتلتك، سيكتب غيرك".

"نعم… لكن دعني أكتب قصتي".

مضت لحظات. لم يُطلق الرصاص.

مشى الكاتب مبتعدًا ببطء. لم يكن يعرف: هل كانت رحمة؟ أم ندمًا؟ خلفه، كان الجندي واقفًا وحده، سلاحه منخفض، ويداه ترتجفان… تحت ظلّ السماء.

وفي مكانٍ ما من تحت تلك السماء، كانت طفلة مبتورة القدمين تنتظر وعدًا… وعدًا لم يُكتَب بعد.

 

مقالات مشابهة

  • حياة كريمة: الدور المصرى فى دعم القضية الفلسطينية واضح لا نحتاج أحدا أن يزايد عليه
  • بيان مهم للقوات المسلحة في الـ 8:10 مساءً
  • الكاتب والجندي الإسرائيلي.. قصة خيالية مستوحاة من واقع غزة
  • بسمة وهبة تكشف خطة أورورا لتهجير غزة
  • محافظ بورسعيد يشدد على توفير بيئة آمنة للمواطنين خلال انتخابات الشيوخ
  • الاتفاق على توفير 600 وظيفة في ظفار خلال جولات وزير العمل بمؤسسات القطاع الخاص
  • مناقشة متطلبات ورش النجارة بالحديدة في الجوانب التشغيلية
  • الشرقية.. تقديم الخدمة الطبية لـ 1800 مريض ضمن حياة كريمة و100 يوم صحة
  • أول تعليق من ضحية حادث حفرة حدائق أكتوبر: “طلعنا من المقبرة وشكرًا للحماية المدنية والنجدة ومؤسسة حياة كريمة”
  • بشرى للمواطنين.. تعميم مرتقب يلزم فنادق ومطاعم عدن بخفض الأسعار بعد تحسن العملة