أسوشيتيد برس: تصاعد الصراع بين إيران وإسرائيل يهدد بدفع الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية
تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT
ذكرت وكالة أنباء «أسوشيتيد برس» الأمريكية، اليوم الأربعاء، أن إيران أطلقت 180 صاروخًا على الأقل على إسرائيل أمس الثلاثاء في أحدث سلسلة من الهجمات المتصاعدة بسرعة بين إسرائيل وإيران وحلفائها العرب، الأمر الذي يهدد بدفع الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية.
وقالت إيران إن القصف كان ردًا على سلسلة من الضربات المدمرة التي وجهتها إسرائيل في الأسابيع الأخيرة ضد حزب الله المدعوم من إيران في لبنان، والذي ظل يطلق الصواريخ على إسرائيل منذ بدء الحرب في قطاع غزة، فيما شنت إسرائيل في وقت سابق من أمس الثلاثاء ما قالت إنه توغل بري محدود في جنوب لبنان.
وسارع الإسرائيليون إلى الملاجئ حسبما أبرزت الوكالة في سياق تقرير نشرته صباح اليوم، بينما دوت صفارات الإنذار من الغارات الجوية وتوهج الصواريخ الذي ميز السماء باللون البرتقالي قبل منتصف الليل، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال البحري دانييل هاجاري إن الدفاعات الجوية اعترضت العديد من الصواريخ الإيرانية القادمة، على الرغم من أن بعضها هبط في وسط وجنوب إسرائيل.
وقالت خدمة الإنقاذ الإسرائيلية إن شخصين أُصيبا بجروح طفيفة بشظايا وفي الضفة الغربية، قال مسئولون فلسطينيون إن رجلاً فلسطينيًا قُتل بصاروخ سقط بالقرب من مدينة أريحا، رغم أنه لم يتضح من أين نشأ الهجوم.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت متأخر من أمس الثلاثاء بالرد على إيران، التي قال إنها ارتكبت خطًأ كبيرًا الليلة وستدفع ثمنه في المقابل حذر رئيس الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية الجنرال محمد باقري من أن إيران سترد على أي عمل ضد أراضيها بضربات على البنية التحتية الإسرائيلية بالكامل «بكثافة مضاعفة».
وقصفت الغارات الجوية الإسرائيلية ونيران المدفعية قرى بجنوب لبنان أمس الثلاثاء بينما رد حزب الله بوابل من الصواريخ على إسرائيل. ولم ترد أنباء فورية عن وقوع إصابات.
وقالت الشرطة إنه قبل لحظات من إطلاق إيران صواريخها، أسفر هجوم بإطلاق النار في تل أبيب عن مقتل ستة أشخاص على الأقل، مضيفة أن المشتبه بهما اللذين أطلقا النار على شارع في حي يافا قُتلا أيضًا.
وأكدت الوكالة أن التصعيد الأخير في وتيرة الصراع بين حزب الله وإسرائيل أثار مخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقًا في الشرق الأوسط قد تجتذب إيران والولايات المتحدة، التي سارعت إلى إرسال أصول عسكرية إلى المنطقة دعما لإسرائيل، مع الإشارة إلى أن إسرائيل وإيران خاضتا حربًا خفية لسنوات وكان نادرًا ما دخلا في صراع مباشر.
بدوره، قرر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عقد اجتماع طارئ صباح اليوم الأربعاء لمعالجة الوضع المتصاعد في الشرق الأوسط.
ووصف مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان الهجوم الصاروخي الإيراني بأنه تصعيد كبير، رغم أنه قال إنه هُزم في النهاية وغير فعال، ويرجع ذلك جزئيًا إلى المساعدة التي قدمها الجيش الأمريكي في إسقاط بعض الصواريخ القادمة.
وقال الرئيس جو بايدن إن إدارته تدعم إسرائيل بشكل كامل وأنه في مناقشة نشطة مع مساعديه حول ما يجب أن يكون الرد المناسب على طهران.
وقالت إيران إنها أطلقت صواريخ الثلاثاء ردا على الهجمات التي قتلت قادة حزب الله وحماس والجيش الإيراني على رأسهم زعيم حزب الله حسن نصر الله والجنرال في الحرس الثوري عباس نيلفوروشان، اللذين قُتلا في غارة جوية إسرائيلية الأسبوع الماضي في بيروت، وكذلك إسماعيل هنية، أحد كبار القادة في حماس الذي اُغتيل في طهران في هجوم إسرائيلي مشتبه به في يوليو.
اقرأ أيضاًإسرائيل تعلن تضرر 100 منزل في تل أبيب جراء القصف الصاروخي الإيراني
وزير الخارجية الإيراني: سنتعامل بقوة مع أي دولة تتدخل لدعم إسرائيل في الرد على هجماتنا
وزير الدفاع الأمريكي يدعو إيران إلى وقف شن أي ضربات صاروخية أخرى ضد إسرائيل
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إسرائيل الشرق الأوسط الاحتلال الإسرائيلي إيران إسماعيل هنية صواريخ إيران القصف الإيراني أمس الثلاثاء الشرق الأوسط حزب الله
إقرأ أيضاً:
كيف أضعفت إسرائيل حلفاء إيران في الشرق الأوسط قبل الضربة الأخيرة؟
مهّدت إسرائيل لهجومها الأخير على إيران عبر سلسلة تحركات عسكرية استباقية منذ خريف 2023، استهدفت من خلالها تقليص قدرات الحلفاء الإقليميين لطهران، لا سيما حزب الله وحماس والحوثيين. اعلان
لم يكن الهجوم الإسرائيلي اليوم على إيران حدثًا منفصلًا عن سياق إقليمي أوسع، بل جاء تتويجًا لسلسلة من التحركات العسكرية والأمنية التي بدأت منذ خريف 2023، واستهدفت ما يُعرف بـ"محور المقاومة"، المكوّن من مجموعات مسلحة متحالفة مع طهران في مناطق عدة من الشرق الأوسط.
حزب الله: الجبهة المنهكةكان حزب الله اللبناني، تاريخيًا، أحد أبرز حلفاء إيران وأكثرهم فاعلية ميدانيًا. إلا أن جولة القتال التي اندلعت عقب هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، أدت إلى تغيّر كبير في التوازن. فتح الحزب جبهة الجنوب اللبناني دعمًا لغزة، إلا أن المواجهات المستمرة على مدى أكثر من عام أضعفت بنيته القتالية، وأفقدته عدداً كبيراً من قياداته وعلى رأسهم الأمين العام السابق حسن نصر الله، مع تضرر كبير في ترسانته ومراكزه، ولا سيما في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت.
وبموجب اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة أميركية، وافق الحزب على سحب قواته من المناطق الحدودية جنوب الليطاني، في مقابل انتشار الجيش اللبناني. وعلى الرغم من استمرار الضربات الإسرائيلية المتفرقة، لم يصدر عن الحزب رد عسكري.
سوريا: تغيّر المعادلةلطالما مثّلت سوريا، منذ اندلاع النزاع فيها عام 2011، نقطة عبور استراتيجية للدعم الإيراني لحزب الله. لكن مع تطورات السنوات الأخيرة، وتراجع نفوذ النظام في مناطق عدة، شنّت إسرائيل مئات الغارات على مواقع عسكرية داخل الأراضي السورية، مستهدفة نقاط انتشار ومستودعات سلاح تابعة لإيران أو لحلفائها.
وقد ساهم هذا الضغط المتواصل في تقييد حركة الإمداد ونقل السلاح، ما أثّر بشكل مباشر على قدرة طهران على تعزيز أدواتها العسكرية في الساحة السورية أو عبرها.
وشكّلت الإطاحة بحكم بشار الأسد ضربة أخرى موجعة لحزب الله، بعدما كانت السلطات في دمشق وقتها تسهّل حركة مقاتليه ونقل الأسلحة إليه من طهران. ومنذ سسقوط النظام في ديسمبر الماضي، شنّت اسرائيل مئات الضربات الجوية على مواقع عسكرية في سوريا.
Relatedالموساد يضرب عمق إيران: تاريخ من العمليات الإسرائيلية السريّة ضد الجمهورية الإسلاميةهل وضعت إسرائيل جيران إيران من العرب في موقف محرج؟ما هي المواقع والشخصيات التي استهدفتها إسرائيل في ضرباتها ضد إيران؟العراق: حياد حذرفي المشهد العراقي، ورغم الارتباط السياسي لبعض الفصائل المسلحة بإيران، حافظت بغداد على سياسة الحياد النسبي. ورغم تنفيذ فصائل عراقية محدودة لضربات تجاه إسرائيل أو قواعد للتحالف الدولي، فإن نطاق تلك العمليات بقي محصورًا، ولم يتحول إلى جبهة فعلية.
حماس: عزلة وتراجع في القدراتشكل الهجوم المفاجئ الذي شنّته حركة حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023 لحظة مفصلية في الصراع. غير أن الرد الإسرائيلي جاء واسعًا وقاسيًا، مدمّرًا جزءًا كبيرًا من البنية العسكرية والسياسية للحركة داخل قطاع غزة. وبينما تراجعت قدرات حماس الميدانية وتحوّلت إلى حرب الأنفاق، فإن الحصار الجغرافي والدقة في الرد الإسرائيلي على أي إطلاق نار، جعلا هامش تحركها محدودًا.
ورغم إداناتها للضربات على إيران، تبدو حماس اليوم في موقع دفاعي، دون القدرة على تغيير المعادلة الميدانية بشكل مباشر.
الحوثيون: الطرف المتبقي في المعادلةمن بين كل حلفاء إيران في المنطقة، يبدو أن جماعة الحوثي في اليمن تحتفظ بنشاط ميداني مستمر، لا سيما من خلال استهداف السفن والمصالح البحرية الإسرائيلية في البحر الأحمر. وقد أثبتت الجماعة قدرتها على تنفيذ عمليات نوعية، رغم الضربات الإسرائيلية والأميركية ضدها. إذ يُنظر إليها، في ظل الظروف الراهنة، على أنها لاعب إقليمي فاعل لا يمكن تجاهله.
إذا، لم تكن الضربة الإسرائيلية الأخيرة لإيران سوى ذروة مسار طويل من التحجيم الميداني لأذرعها في الإقليم. فمن لبنان إلى غزة، مروراً بسوريا والعراق واليمن، اتبعت تل أبيب سياسة مركّبة تهدف إلى تفكيك الحزام العسكري الإقليمي المحيط بالجمهوريةالإسلامية قبل توجيه الضربة المباشرة. وفي حين أن المعادلة لا تزال مفتوحة على احتمالات الرد، فإن الخط البياني للقوة بين إسرائيل وخصومها الإقليميين يشير إلى مرحلة جديدة من إعادة التوازن، قد تفضي إلى قواعد اشتباك مختلفة عن تلك التي حكمت المنطقة لسنوات.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة