الجزيرة:
2025-06-01@17:53:13 GMT

ماذا غيّرت الحرب في المقدسيين؟ وما أكثر ما يخشونه؟

تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT

ماذا غيّرت الحرب في المقدسيين؟ وما أكثر ما يخشونه؟

القدس المحتلة- يُجمع المقدسيون على أن حياتهم انقسمت إلى شطرين "قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول وبعده"، فلا شيء بقي في القدس على حاله بعد يوم السبت السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي انطلقت فيه معركة "طوفان الأقصى"، وما تبعها من عدوان إسرائيلي على قطاع غزة طويت اليوم صفحة عامه الأول مع كثير من الآلام التي لا يمكن لصفحات السِلم القادمة -إن تحققت- أن تطويها.

الجزيرة نت سألت مقدسيين كيف غيرت هذه الحرب أسلوب حياتهم؟ وما أكثر ما يخشونه في حال اتسعت رقعة الحرب الجغرافية لتشمل مدينتهم؟

الشاب محمد دويك يقول إن هذه الحرب صفعت كل مقدسي ابتعد عن قضية وطنه الأساسية بسبب هموم الحياة والارتباط بالإسرائيليين ومؤسساتهم والاحتكاك اليومي معهم، وجاءت لتذكره أن هذا محتل ولا يمكن أن تسير الحياة بشكل طبيعي في ظل وجوده.

"غيرت الحرب كل مفاهيمنا خاصة أنها أظهرت عمق السياسات العنصرية بين العربي واليهودي في المدينة، ورغم أن هذه العنصرية كانت جلية قبل الحرب فإنها تعززت بعدها وبدأت تأخذ شكلا تصاعديا وممنهجا" حسب دويك.

أصبح المقدسيون أسرى القيود والإجراءات الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول (رويترز) التمسك بالقضية تعمق

أُجبر المقدسي على الرضوخ لإجراءات لا يرغب بها، وقُلبت تفاصيل حياته اليومية رأسا على عقب، وانطلقت هجمة شرسة شملت كافة النواحي الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية، وهذا دفع كل مقدسي بالمدينة للاستيقاظ من غفوته، وفقا لدويك، فزاد تمسكه بقضيته وأرضه وبيته، ومن كان يفكر بالهجرة خارج البلاد عدل عن هذه الخطوة لأن الأوضاع تتطلب من الجميع الثبات والرباط.

وعن المخاوف التي يعيشها هذا الشاب كأب لطفل عبّر عن خشيته على مستقبل طفله البعيد، لكنه قال إنه يخشى على مستقبله القريب أكثر في حال تمددت الحرب لتشمل القدس.

"أكثر السيناريوهات قتامة هو تهجيرنا قسرا وفقداننا لحق الإقامة في القدس كما حدث مع المقدسيين في حرب عام 1967.. أفكر كثيرا فيما سيكون عليه حالنا إذا شملتنا الحرب وأولها كيف يمكن لكل ربّ أسرة أن يعمل ويوفر قوت أبنائه اليومي.. لكن في النهاية لم يخترنا الله لهذه البلاد عبثا، فلكل منا دور يجب أن يقوم به ويحافظ عليه ودورنا هو الرباط في القدس"، هذا ما يقوله دويك.

مخاوف مقدسية من استفراد الاحتلال بالأقصى في ظل الحرب (مواقع التواصل) استفراد بالأقصى

أما المقدسية (ف.م) وهي أم لـ3 أطفال فاستهلت حديثها للجزيرة نت بالقول إن أكثر ما أثار مخاوفها في هذه الحرب هو استفراد المستوطنين بالمسجد الأقصى، في ظل انشغال العالم بما يحدث في غزة والجبهة الشمالية رغم أهميته، إلا أنها ترى أن الاحتلال سعى بكل قوته لتغييب الأقصى عن الواجهة وتغيير الوضع فيه لأن الطوفان حمل اسمه وانطلق لأجله.

ولذلك -وفق الأم المقدسية- تم تكريس الصلاة اليهودية العلنية وتسجيل انتهاكات عديدة غير مسبوقة في ساحاته وسط تقييد المقدسيين وأهالي الداخل الفلسطيني ومنعهم من نصرته بل حتى من الوصول إليه.

وتحدثت هذه الشابة عن أن عجزها عن نصرة غزة هو أكثر ما يؤلمها منذ اندلاع الحرب أيضا، ووصفت ذلك بالشعور المؤلم الذي ساور جميع المقدسيين وهم يرون أن الغزيين يدفعون ثمنا باهظا ولم يتمكن المقدسيون من نصرتهم سوى عبر المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل لأن الكلمة في القدس ممنوعة، وفي حال ناصر أحد المقدسيين غزة علنا على مواقع التواصل الاجتماعي يتم اعتقاله فورا.

أما عن المخاوف التي تعيشها في حال اتسعت رقعة الحرب فقالت (ف.م): "من منطلق شعور فطري أنا أخشى على أبنائي وأحبائي، لأن امتداد الحرب إلى القدس أمر ليس مستبعدا في ظل وجود هذه الحكومة المتطرفة، وخصوصا أن القدس هي لب الصراع التي يتقاتل عليها الجميع".

حرب صامتة

توقن هذه السيدة أن الحرب الصامتة في القدس ستتحول إلى علنية يرى فيها أهالي المدينة كل صنوف العذاب، وقالت: "كبشر نخاف من المصير القادم خاصة أننا نعتمد في كافة خدماتنا من ماء وكهرباء وغيرها على الاحتلال الذي سيحاصرنا بدءا من هذه الخدمات وسيتعمد قطعها عنا".

أما الفصل الأقسى من الحرب -وفقا لهذه الأم المقدسية- فهو قرب المستوطنين والتصاق بؤرهم ومستوطناتهم بالمقدسيين، "نسكن بجوارهم مجبرين وهم أقرب إلينا من أي قرية فلسطينية، وهذا يرعبنا بالطبع خاصة في ظل حملة تسليحهم غير المسبوقة التي انطلقت بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول)".

أما ربُّ الأسرة أبو إبراهيم فقال إنه بدأ فعلا بتخزين الماء للاستخدام المنزلي منذ قرعت الحرب طبولها على جنوب لبنان "لأن ذلك قد يؤدي إلى اتساع رقعة الحرب فجأة ومن دون سابق إنذار"، لكنه رغم اتخاذه هذا الإجراء يفكر دائما في ما إذا كان سيتمكن من استخدام هذا الماء المخزن أم أنه كما الغزيين سيترك منزله بما فيه ويُهجّر منه قسرا.

لا يتفاءل هذا المقدسي بأي سيناريو قادم، وكلما تطرق إلى أحدها يشعر بغصّة وتتغير نبرة صوته إلى حزن ويردد "اللهم آمنّا في أوطاننا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات السابع من أکتوبر تشرین الأول فی القدس أکثر ما فی حال

إقرأ أيضاً:

أكثر من 160 كاتبا إسرائيليا يطالبون بوقف العدوان على غزة.. حرب لا أخلاقية

أطلق أكثر من 160 كاتبا ومثقفا للاحتلال، بيانا طالبوا فيه بوقف فوري للعدوان على غزة، مؤكدين أن الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو لا تمثلهم، وأن ما يجري يتعارض مع "القيم الأخلاقية والإرادة الشعبية للإسرائيليين" وفق وصفهم.

وجاء البيان، بحسب صحيفة هآرتس، تحت عنوان "نتنياهو ليس إسرائيل، وحكومته لا تمثلنا"، ووقعته شخصيات ثقافية بارزة لدى الاحتلال، من بينهم الروائي دافيد غروسمان، والكاتبة يهوديت كاتسير، والمسرحي يهوشواع سوبول، والكاتبة تسرويا شاليف، وغيرهم من الشخصيات الأدبية والأكاديمية.

وقال الموقعون: "الحرب التي لا تصاحبها أهداف سياسية هي حرب حمقاء، والحرب التي قتل فيها أكثر من 15.600 طفل هي حرب غير أخلاقية ترفع عليها راية سوداء، إنها تتعارض مع إرادة الأغلبية في إسرائيل وليس لرئيس الوزراء أي تفويض أخلاقي لمواصلتها، نحن عازمون على الدفاع عن ما تبقى من ديمقراطية مزعومة والحفاظ على أمل الشعبين".



وأشار البيان إلى أن هذه المبادرة جاءت ضمن نشاط مجموعة "احتجاج الكتاب والكاتبات"، التي سبق أن نظمت حملات مماثلة، كان آخرها رسالة وقع عليها نحو 300 شخصية في آب/أبريل الماضي للمطالبة بوقف العدوان وإعادة الأسرى.

وجاء في البيان: "نحن مصدومون من أفعال إسرائيل في غزة، الحرب التي بدأت في 18 آذار/مارس 2025، عقب خرق وقف إطلاق النار من جانب إسرائيل، ليست هي الحرب التي خضناها في 7 تشرين أول/أكتوبر 2023 بعد المجزرة الفظيعة في بلدات النقب الغربي، يجب أن يتوقف القتل العشوائي في غزة فورا، ويجب إعادة جميع الأسيرات والأسرى فورا في دفعة واحدة، الأحياء إلى منازلهم، والضحايا إلى الدفن".

مقالات مشابهة

  • في ذكرى ميلادها.. مارلين مونرو أسطورة الجمال التي هزّت هوليوود ورحلت في غموض
  • القدس.. ارتفاع جنوني في أسعار اللحوم يحرم المقدسيين من الأضاحي
  • أكثر من 160 كاتبا إسرائيليا يطالبون بوقف العدوان على غزة.. حرب لا أخلاقية
  • ⛔ لاحظ التعابير التي استخدمها فيصل محمد صالح في هذا اللقاء
  • حاخام يهودي من القدس يصف الحرب في غزة بـ”الجريمة المروعة”
  • حاخام يهودي من القدس يصف الحرب في غزة بـالجريمة المروعة
  • وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود “إماراتية”
  • تحريض إسرائيلي على المقدسيين: وجودهم يقلص عدد اليهود في القدس
  • أكثر من 50 ألف طفل في غزة قتلوا و أصيبوا منذ بدء الحرب
  • اليونيسف: أكثر من 50 ألف طفل في غزة قتلوا أو أصيبوا منذ بدء الحرب