نتانياهو يبحث تكليف الجيش بمسؤولية المساعدات الإنسانية في غزة
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، الأحد، أن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، يعتزم عقد اجتماع قريبا للنظر في مطالب الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، فيما يتعلق بإعطاء مسؤولية نقل المساعدات الإنسانية إلى غزة للجيش الإسرائيلي.
يأتي ذلك في وقت تعمل فيه منظمات إنسانية دولية، وعلى رأسها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) على توزيع وإدخال المساعدات، في ظل قرار من الكنيست بتصنيف الأخيرة منظمة إرهابية.
من المقرر أن يشارك في الاجتماع، مسؤولون سياسيون وأمنيون، وأن يتضمن خططا مفصلة بشأن مسؤولية المساعدات، وتشمل الشراء والنقل والتأمين والتوزيع.
وكانت القناة 12 الإسرائيلية، قد كشفت في سبتمبر، أن نتانياهو "أصدر أوامر للجيش بالاستعداد لاحتمالية تولي مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، بدلا من المنظمات الإنسانية"، وذلك في وقت تتعقد فيه مفاوضات الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإعادة المختطفين من القطاع.
وأضافت القناة أن نتانياهو وجّه تعليماته إلى الجيش "بالقيام بما يلزم فيما يتعلق باللوجستيات وآليات العمل والقوى العاملة المطلوبة للمهمة"، التي تنفذها حتى الآن منظمات الإغاثة الدولية.
وذكرت "هآرتس" أن تلك المبادرة أثارت مخاوف كبار المسؤولين بوزارة الدفاع، الذين حذروا من أن إسناد تلك المسؤولية إلى الجيش "قد يعرض سلامة الجنود للخطر، ويحمّل ميزانية الوزارة المليارات".
وتابعت الصحيفة أنه بتولي إسرائيل مسؤولية المساعدات، فستحتاج إلى الإشراف على المستشفيات المؤقتة التي أنشئت في غزة، وضمان حصول المستشفيات العامة على المعدات الطبية اللازمة، التي تكلف المليارات سنويًا أيضًا.
ويخشى مراقبون تحدثوا في وقت سابق لموقع الحرة، من أن تكون خطوة تولي مسؤولية المساعدات الإنسانية، تمهيدا لـ"حكم عسكري" أو "احتلال" لغزة، بجانب كونها محاولة لتهميش الأونروا.
والأحد، مررت لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، مشروع قانون يحظر أنشطة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في إسرائيل، في أحدث الخطوات التي تتخذها إسرائيل ضد المنظة الأممية.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن اللجنة أحالت المشروع للتصويت في الكنيست بالقرائتين الثانية والثالثة، وينص على "على مصادرة جميع أموال وممتلكات وعقارات الأونروا في إسرائيل والضفة والقطاع، وتحويل الأموال لصندوق تعويض المتضررين من جراء الاعتداءات الإرهابية".
ويحظر مشروع القانون أي علاقة بين إسرائيل "وأي شخص يتقاضى راتبه من الخزينة العامة، سواء كانت العلاقة مباشرة أو غير مباشرة. ولا يتم الاعتراف بالطابع الدبلوماسي، أو الصفة الخاصة بالعاملين في الأمم المتحدة، لكل من يحمل بطاقة عامل في وكالة الأونروا".
وتأسّست الأونروا عام 1949، وتقدّم للاجئين الفلسطينيين في كلّ من غزة والضفة الغربية المحتلة ولبنان وسوريا والأردن، خدمات عديدة من بينها خصوصا التعليم والرعاية الصحية.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، أكد مسؤولون من الأمم المتحدة على أن الأونروا "هي العمود الفقري لعمليات المساعدات".
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في تصريحات سابقة، إنه لا بديل للوكالة، مضيفا أن 118 دولة داعمة للأونروا ترى أنه "لا يمكن الاستغناء عنها"، وذلك في غمرة جهود مكثفة من إسرائيل لتفكيكها.
وكانت إسرائيل قد اتهمت 12 من موظفي الأونروا بالمشاركة في هجمات حماس في 7 أكتوبر، وطالبت الدول المانحة بالامتناع عن تحويل الأموال إليها، وتحويلها لمنظمات أخرى تعمل في المجال الإنساني.
وبدورها، أعلنت الأمم المتحدة في الخامس من أغسطس الماضي، أن 9 موظفين في وكالة الأونروا "قد يكونوا شاركوا" في الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، الذي تسبب بالحرب في غزة، موضحة أنه تم فصلهم.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المساعدات الإنسانیة فی مسؤولیة المساعدات توزیع المساعدات تولی مسؤولیة فی وقت فی غزة
إقرأ أيضاً:
صورة تشرح الواقع.. استشهد جائعا يبحث عن لقمة حياة بغزة
في غزة، حيث تولد الصور من رحم الألم، وتحمل في تفاصيلها شهادات حية على فصول الإبادة، انتشرت صورة لشاب شهيد محمول على عربة مخصصة لنقل الطحين، لتجسد حجم الفاجعة التي يعيشها سكان القطاع منذ أكثر من 20 شهرا من حرب الإبادة المستمرة.
مشهد الصورة المنتشر لا يحتاج إلى شرح؛ جسد نحيل، أنهكه الجوع، ممدد على عربة لم تصنع لنقل الجثامين، بل لنقل ما بات اليوم أغلى من الأرواح: أكياس الطحين، بعد خروجه، كآلاف غيره، بحثا عن قوت يسند به جوع أسرته، فعاد شهيدا، ملفوفا بالقهر والخذلان.
اجتاحت الصورة منصات التواصل الاجتماعي، ولم تكن مجرد لقطة عابرة، بل أصبحت عنوانا يوميا للموت والجوع تحت حصار خانق وعدوان مستمر لا يرحم.
وقد أثارت موجة واسعة من الغضب بين المغردين الفلسطينيين والعرب، الذين عبروا عن صدمتهم واستنكارهم لاستمرار المجازر وتفاقم المجاعة في غزة.
وأكد مغردون أن الجيش الإسرائيلي يستدرج ويستهدف المجوعين في غزة بشكل متعمّد وممنهج، في استهداف مباشر للإنسانية، وانتهاك صارخ لكل قيمها، بينما يلتزم العالم الصمت، مكتفيا بدور المتفرج، وهو دور يرقى إلى المشاركة في الجريمة.
وأشار مغرّدون آخرون إلى أن الصورة لا تحتاج إلى تعليق؛ شهيد يُنقل على ما لا يشبه نقالة إسعاف، بجسدٍ هدّه الجوع، ووجوهٍ أنهكها الخوف والقهر، لافتين إلى أن هذا الجسد النحيل، الذي برزت عظامه من شدة الجوع، يُعد شاهدًا حيًا على ما يجري يوميًا في مراكز توزيع المساعدات الأميركية.
وأوضح آخرون أن هذا الشاب لم يكن أول شهيد يُنقل على عربة؛ فقد أنهك الجوع جسده، وأضناه نقص الغذاء والتغذية، بعد خروجه في محاولةٍ يائسة للحصول على شيءٍ يسدّ به جوعه، لكنه لم يعد بالطعام، بل عاد محمولًا شهيدًا إلى عائلته.
وكتب أحد النشطاء: "بطون خاوية ومجاعة قاتلة في غزة. لم تعرف الإنسانية شيئا كهذا من قبل. استُشهد جائعًا… يبحث عن لقمة حياة".
صورة لا تحتاج إلى شرح؛ شهيد يُنقل على ما لا يشبه نقالة إسعاف، بجسد نحيل هدّه الجوع، ووجوه أنهكها الخوف والقهر. pic.twitter.com/G8p42gAyEZ
— محمد حامد العيلة || Mohammed H. Alaila (@Moh_Aila) June 22, 2025
إعلانوأضاف آخر: "تفاصيل الصورة مؤلمة؛ جسد نحيل أنهكه الجوع، خرج يسعى خلف لقمة تسد رمقه وتطعم أهله، فعاد إلى أهله محمولًا جثة هامدة، وصدره ملتصق بجلده الرقيق".
المجازر تتكرر والمجاعة لا ترحم…
هذه إحدى عربات المساعدات في شمال غزة، كان من المفترض أن تعود محمّلة بالطحين، لكنها عادت بجثمان شهيد خرج بحثًا عن لقمة عيش تنقذ عائلته من الجوع. pic.twitter.com/NWMIv1eCAs
— بلال نزار ريان (@BelalNezar) June 22, 2025
وفي تعليقات أخرى، أكد مدوّنون أن عربات المساعدات في غزة من المفترض أن تعود محمّلة بالطحين، لكنها عادت بجثمان شهيد خرج بحثًا عن لقمة عيش تنقذ عائلته من الجوع، في ظل المجازر المتكررة ومجاعة لا ترحم.
وأشاروا إلى أن ذلك يحدث على مرأى ومسمع من العالم، ففي كل فجرٍ دامٍ يُسفك دم الأبرياء على أعتاب المساعدات، في رحلة يومية من الجوع والموت، حيث تحوّلت ما تُسمّى بـ"المساعدات الإنسانية" إلى مصيدة أميركية إسرائيلية.
وتساءل المدونون: "فأي إنسانية هذه؟ وأي عالمٍ هذا الذي يشاهد المذبحة اليومية ولا ينطق؟ إلى متى سيظل العالم متواطئا؟ إلى متى ستبقى أميركا تموّل القتل وتغلفه بورق مساعدات؟".
وفي السياق ذاته، أصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إحصائية رسمية تكشف عن حصيلة الضحايا جراء المجاعة الناتجة عمّا وصفه بـ"مصائد الموت" الإسرائيلية الأميركية، حيث بلغ إجمالي عدد الشهداء 450 شهيدا، إضافة إلى 3466 مصابا، في حين لا يزال 39 شخصًا في عداد المفقودين.