ليل #إسرائيل ممل طويل
القصر الكبير : #مصطفى_منيغ
ذروة المواجهة الإسرائيلية الإيرانية مؤجلة لغاية ظهور النتيجة النهائية لانتخابات الولايات المتحدة الأمريكية والإعلان عن الرئيس المقبل لأقوى دولة في العالم ، ما يقع الآن مجرَّد مناوشات والتقاذف لأقصى ما يُعَبَّرُ عليه مِن مُبْهَمِ كلام ، يُبْقِي النار مشتعلة بالنفخ على الجمر لغاية نفاذ ما تحسبه إسرائيل عن غرورٍ الحُطام ، فالمرور ساعتها لتعداد قتلَى أقوام ، بغير وجلٍ من عواقب أصدق أحكام ، حالما تستردَّ هيأة الأمم المتحدة ذاك النِّظام ، الذي مَثَّلَ ميزان العدالة الدولية إلى أن تكسَّرت إحدى كفتيه آخر هذه الأيام ، التي أظهرت إسرائيل كأغرب دولة أنها ولُبّ الشَّرِ تَوْأَم ، مندفعة للعربدة في علياء غير مُباحَة إلا إن كانت فوق رؤوس بعض الحُكام ، يشهد الشرق المنغمسة بعض دوله على صعيد حكوماتها في مذلة الانبطاح على الدوام ، لمن تيقنوا حسب هواهم أنها مفتاح العصرِ لمزلاجِ أوهام ، يُيَسِّر لضعَّاف الإيمان الاستمرار على نفس السبيل المُزَيَّن لهم بالافتراءات الجاعلة مقامهم مفعم بالأمن والوئام ، والحقيقة أنه مصير واضح وصريح يُلحِقهم بنظام وانتظام ، لأفظعِ وأشرس صدمة والصهاينة يقابلونهم بأسوأ انتقام ، في وقت يخسرون فيه ما جمعوه من مواثيق صهيونية تصبغ وجوه مُصَدِّقِيهَا بكآبة الندم .
أمام الكثير من الفرص التي جعلتها إيران متاحة لتعزيز مكانتها العسكرية والعقائدية في لبنان نجد الأخيرة كدولة منزوية في ركن كأنَّ الأمرَ لم يعد مباح لتتحَرَّك لتوقيفه ولو جزئياً بالحق في الاقتحام ، وحتى القائمين عليها سلَّموا بواقع أصبح عَصِياً عن إزاحة وجوده مهما حصل ممَّا أثار سلسلة من علامات الاستفهام ، وبخاصة حول بعض الشخصيات الوازنة بمساعدة إيران نفسها عن تحالف داخلي وثيق يصب في خدمة تقوية الوجود الإيراني نفسه مهما كان الميدان عن استسلام ، انطلاقاً من مساحة محدَّدة مؤقتاً ريثما يتم التغيير الجذري فتعود لبنان إحدى المقاطعات الإيرانية ليس إلاَّ كآخر التزام ، وعلى رأس تلك الشخصيات “بري” المحتكر رئاسة مجلس النواب لعقود أسال الكثير من مداد الأقلام ، والنتيجة الآنية ما يجعل الجيش النظامي الشرعي لدولة ذات سيادة يقف ليس متفرِّجاً عمَّا يحصل وحسب بل وكأنه يستعطف إسرائيل تركه لحاله يضيف لعجزه مرتبة العدم ، وحتى الغارات التي طالت بيروت عاصمة الدولة يتلقاها هذا الجيش اللبناني ومعه رموز الدولة ببرودة ما تجاوزت عمليات التنديد الشفوي أقصاه تقديم شكاوي لمجلس الأمن ثم الصمت التام ، وقبل هذا وذاك الاحتماء خلف قوة حفظ السلام الدولية التي اعتبرتها إسرائيل بين قوسين لا كلمة حاسمة لها مهما اخترقت الآلة العسكرية الصهيونية المعتدية كل القواعد والأعراف وضربت عرض الحائط بأدبيات الحروب المفروض أن تراعي حقوق المدنيين احتراماً مؤكداَ وليس ادعاءات إنشائية في أبواق الدعاية الرخيصة لجهات معروفة لا داعي للتَّذكير باسمها وعنوانها حاصدة عما تزرعه سوء ختام .
مقالات ذات صلة… من لبنان تفرَّعت أذرع الأخطبوط لتسبح في مستنقعات الفتن المطبوعة بها بعض الجهات ، شهدت اجتياحاً أمريكياً لتفكيك ما رأت فيها صٌداعاً يطال نفوذها العالمي ، ويتحداها بتحالفات مضادة الغرض منها معاداة دولة تملك أكبر قوة تدميرية فوق البسيطة ، تعمل على جعل الغير من دول القارات الخمس في خدمة رفاهية مواطنيها ، من هذه البلاد العراق التي أرادت إيران مَلْأ ما تركته الولايات المتحدة الأمريكية من فراغ مقصود ، بلغ حدَّ الفوضى أحياناً مُتَّبِعة نفس التقنية في احتلال عقول غير الإيرانيين ، فنجحت لحد ما في توطيد فصل من مخططها المذكور متسربة عن طريق عملائها وأنصارها لأمكنة إقرار القرارات ، لتُطوَّر مثل التصرفات لغاية إخضاع جزء كبير من العراق كدولة لارادتها ، فتصنع ما يعاني منه العراق حاليا ، إلى أن يتحمَّل العراقيون مسؤولياتهم الوطنية الرافضة مثل التدخل السافر في شؤونهم الداخلية ، أما إيران مهما صرفت من مجهود سيمتصه تراب تلك البلاد القادرة على استرجاع صحتها من داء أصابها حينما سمَحت للفرس الولوج لمحيطها ، بل ستخرج منكسرة الخاطر مُدركة تمام الإدراك ، أن خيانة البعض لتركب بواسطتها على ظهورهم حَبلها قصير ، ما دام الوعي انتشر من حيث جمَّدته إيران ليعاود الذوبان فتذوب رفقته بلا هوادة .
… إسرائيل مهما أثقلت كاهلها ككيان بما اقترفته من تقتيل للأبرياء وتجويع أناس لا ذنب لهم سوى المطالبة باستقلال أرضهم وإبعاد صفة الاحتلال عن وجودهم ومهما استأصلت زرع وجذور أشجار تشهد عن أصالة مَن ملكها من الآلف السنين مِن غزة إلى بغداد إلى بيروت إلى دمشق إلى صنعاء لن تنعم بطلوع فجرٍ كسائر المخلوقات الطيبة الحرة الأبية من عرب وعجم ، بل ستظل متخبطة في ظلام ليلٍ مملٍ طويل طول قَدَرِها المطبوع لا محالة بهزيمة لن يشهد التاريخ الإنساني لها مثيلاً ستصيبها دون سابق إعلام .
مصطفى منيغمدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدنس – أستراليا
سفير السلام العالمي
aladalamm@yahoo.fr
https://mounirhcom.blogspot.com
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
موسكو: تصرفات الغرب غير العقلانية أدت لانهيار الاتفاق النووي مع إيران
قال ممثل روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف إن انهيار الاتفاق النووي مع إيران جاء بسبب تصرفات غير عقلانية من جانب الغرب.
وأشار أوليانوف إلى أنه منذ مارس 2022 ارتكب المشاركون الغربيون في خطة العمل الشاملة المشتركة، بريطانيا وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة، العديد من الأخطاء الجوهرية التي أدت في النهاية إلى طريق مسدود.
وأضاف أن الأوروبيين تخلوا فعليا عن مفاوضات إعادة العمل بالاتفاق النووي في ربيع عام 2022، وحذت الولايات المتحدة حذوهم بعد بضعة أشهر، مشيرا إلى أن هذا حدث في الوقت الذي كانت فيه مفاوضات إعادة العمل بالاتفاق النووي تدخل مرحلتها النهائية.
وشدد على أن الأوروبيين تسببوا مرارا في تصعيد التوترات حول البرنامج النووي الإيراني في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتابع: "القرارات التي قدموها، نظرا لتكوين عضوية مجلس الحكم، نالت أغلبية الأصوات، لكنها استفزت طهران على الفور للرد. تكرر هذا الأمر مرارا. ويمكن القول إن الموقف الغربي كان ولا يزال غير عقلاني تماما".
من ناحية أخرى، قال الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون إن التفاوض هو الخيار الوحيد المتاح أمام لبنان في ظل استمرار التوترات الإقليمية، مشددا على أن "لغة التفاوض أهم من لغة الحرب التي رأينا ماذا فعلت بنا".
وأوضح عون، في بيان للرئاسة، أن السياسة تقوم على ثلاث أدوات أساسية هي الدبلوماسية والاقتصاد والحرب، مضيفاً: لا تؤدي الحرب إلى نتيجة، فإن النهاية تكون دائما بالتفاوض، والتفاوض لا يكون مع صديق أو حليف، بل مع عدو".
وأشار الرئيس اللبناني إلى أن مصلحة لبنان يجب أن تبقى فوق كل اعتبار، داعياً مختلف القوى السياسية والدينية والأمنية إلى تغليب المصلحة الوطنية على الحسابات الفئوية.
وفي حديثه عن الوضع الداخلي، أكد عون أن الحكومة الحالية تعمل على تنفيذ إصلاحات نوعية انعكست إيجابا على المؤشرات الاقتصادية، متوقعا أن يحقق الاقتصاد اللبناني نمواً بنسبة 5 بالمئة بنهاية العام الجاري.
كما شدد على أن "لبنان لا يمكنه محو تراكمات 40 عاما بين ليلة وضحاها"، مضيفا أن العمل جار لمعالجة ملف العلاقات مع سوريا، وأن "الأمور باتت أكثر وضوحا مع وجود نوايا جدية ومتبادلة"، مشيرا إلى قرب تشكيل لجان مشتركة للبحث في ترسيم الحدود وعودة النازحين السوريين.
من جهة أخرى، صرح علي لاريجاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، قائلًا إن المبعوث الأمريكي توم باراك أدرك صعوبة نزع سلاح حزب الله في لبنان، الأمر الذي دفعه لإطلاق تهديدات صريحة.
وأوضح لاريجاني أن باراك تحدث بشكل استفزازي وصريح قائلا: "إما أن تلتزموا بما نطلبه أو ستواجهون الهجوم من إسرائيل".
وأضاف أن الولايات المتحدة سبق وأن منحت لبنان مهلة 60 يوما لتطبيق مجموعة من المطالب، من بينها نزع سلاح حزب الله، لكنه أدرك صعوبة فرض هذه الشروط، الأمر الذي دفعه لإطلاق تهديدات صريحة.
وقال لاريجاني: "السيد باراك، الذي يتحدث بسهولة ويفصل نواياه، قال عند وصوله لأول مرة إن أمامكم 60 يوما، وعليكم نزع سلاح لبنان وما إلى ذلك، لكنه أدرك بعد ذلك أن هذا غير ممكن، فغضب وشتم عدة مرات. كما قال مؤخرا: "إما أن تستمعوا إلى ما نقوله أو أنتم تعلمون"، أي أننا سنطالب إسرائيل بضربكم".
وفي آخر زيارة لتوم براك لبيروت، وصف لبنان بأنه "دولة فاشلة" تعاني من أزمات سياسية واقتصادية حادة، وأشار إلى أن الجيش اللبناني يواجه نقصا شديدا في الموارد المالية والبشرية، بينما يتمتع حزب الله بإمكانات مالية تفوق تلك المخصصة للجيش الرسمي، مما يعكس اختلالا خطيرا في التوازن داخل البلاد.
وخلال حديثه في منتدى حوار المنامة، شدد براك على ضرورة تحرك القيادة اللبنانية بسرعة لحصر سلاح حزب الله ودعا اللبنانيين إلى اللحاق بركب المفاوضات والحفاظ على حدودهم. كما أشار إلى أن إسرائيل مستعدة للوصول إلى اتفاق حدودي مع لبنان، لكنها قد ترد داخل الأراضي اللبنانية حسب التطورات، محذرًا من استمرار تهديد آلاف الصواريخ المنتشرة في جنوب لبنان لأمن إسرائيل.