ماذا يعني اكتشاف قدم متسلق بريطاني بعد 100عام من اختفائه على جبل إيفرست؟
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
مؤخرًا تم العثور على بقايا عظام يعتقد أنها تعود إلى متسلق بريطاني اختفى منذ أكثر من 100 عام أثناء تسلق جبل إيفرست.
اختفى أندرو كومين "ساندي" إيرفين، البالغ من العمر 22 عامًا، مع المتسلق جورج مالوري في يونيو 1924. كان الزوجان يحاولان أن يكونا أول شخصين يتسلقان أعلى قمة في العالم.
ما زال لغزًا ما إذا كانا قد نجحا في هدفهم قبل وفاتهما.
الآن، عثر فريق وثائقي من ناشيونال جيوغرافيك، بمن فيهم المخرج الحائز على جائزة الأوسكار جيمي تشين والمتسلقين وصناع الأفلام إريك رويبك ومارك فيشر، على ما يعتقدون أنه قدم إيرفين. تم اكتشاف القدم، المحاطة بحذاء ومرتدية جورب مطرز باسمه، على نهر رونغبوك الجليدي المركزي في إيفرست، في مكان أبعد عن بقايا مالوري. قال تشين لناشيونال جيوغرافيك: "رفعت الجورب، وهناك ملصق أحمر مطرز عليه A.C. IRVINE". شوهد آخر مرة إيرفين ومالوري في 8 يونيو 1924، عندما انطلقا لتسلق القمة. أفاد أحد أعضاء فريقهم الاستكشافي، نول أويل، برؤية الاثنين بالقرب من الدرجة الثانية من الدرجات الثلاث للجبل كبقاع سوداء صغيرة. اختفت إحدى البقع خلف الأفق أثناء انفتاح سريع للغيوم.
وجد متسلق الصخور الأمريكي كونراد أنكر جثة مالوري على بعد أقل من 2000 قدم (600 متر) من القمة. كانت بقايا مالوري مربوطًا بحبل حول الخصر ولها إصابات تشير إلى أن الزوجين سقطا أثناء ربطهما معًا. من خلال البحث بالقرب من هذه البقايا وتفتيش النهر الجليدي بحثًا عن أدلة، حدد تشين وفريقه الحذاء الذي كان يذوب من الجليد. قال تشين: "كانت هذه لحظة عظيمة ومؤثرة بالنسبة لنا وللأفراد بأكملهم على الأرض، ونأمل فقط أن يتمكن هذا أخيرًا من إحضار راحة البال لأقربائه وعالم التسلق بشكل عام".
إعادة كتابة التاريخ
أرسل الفريق البقايا إلى جمعية تسلق الجبال التبتية الصينية، المسؤولة عن تصاريح التسلق على الجانب الشمالي من إيفرست. تم الإبلاغ عن الاكتشاف أيضًا إلى الجمعية الجغرافية الملكية، التي نظمت رحلة إيرفين ومالوري، وأبنة أخت إيرفين الحاضرة والمؤرخة، جولي سومرز. وقالت سومرز، كما ورد في صحيفة الغارديان: "لقد عشت مع هذه القصة منذ أن كنت في السابعة من عمري عندما أخبرنا والدي عن لغز عم ساندي على إيفرست. عندما أخبرني جيمي أنه رأى الاسم AC Irvine على الملصق على الجورب داخل الحذاء، وجدت نفسي منفعلًا بالدموع. لقد كانت وستظل لحظة استثنائية مؤثرة". تطوعت عائلة إيرفين لإجراء اختبار الحمض النووي حتى يمكن تحديد هوية البقايا بشكل قاطع. في الوقت نفسه، سيواصل تشين وفريقه البحث عن المزيد من القطع الأثرية. إذا تم العثور على كاميرا إيرفين وتمكنت من إثبات أنهم تسلقوا القمة، فقد يؤدي ذلك إلى إعادة كتابة التاريخ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إيفرست جبل إيفرست ناشيونال جيوغرافيك إيرفين
إقرأ أيضاً:
مدينة إيميت ..اكتشاف أثري جديد بتل الفرعون في الشرقية
أعلنت وزارة السياحة والآثار عن كشف أثري جديد في منطقة تل الفرعون (تل نباشة) بمركز الحسينية في محافظة الشرقية، وذلك في ختام موسم الحفائر الحالي والذي قامت به البعثة الأثرية البريطانية من جامعة مانشستر.
وأعرب شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، عن تقديره لهذا الاكتشاف الذي يلقي الضوء على واحدة من المدن التاريخية الهامة في دلتا مصر، مؤكداً على أن الوزارة تولي أهمية قصوى لدعم أعمال البحث والتنقيب في مختلف أنحاء الجمهورية، في إطار جهودها لحماية التراث الحضاري وتعزيز التنمية السياحية والثقافية بما يتماشى مع خطط الدولة للتنمية المستدامة.
كشف أثري جديدمن جانبه، أوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن أعمال التنقيب تمركزت في التل الشرقي اعتمادًا على تقنيات الاستشعار عن بُعد وصور الأقمار الصناعية (لاندسات)، التي كشفت عن تجمعات كثيفة من الطوب اللبن في أماكن محددة.
وأسفرت الحفائر الفعلية الكشف عن مبانٍي سكنية يُرجح أنها تعود إلى أوائل أو منتصف القرن الرابع قبل الميلاد، من بينها منشآت يُعتقد أنها “بيوت برجية”، والتي هي عبارة منازل متعددة الطوابق لتستوعب أعدادًا كبيرة من الناس، وتتميّز بجدران أساس سميكة جدًا لتحمل وزن المبنى نفسه، وتنتشر هذه البيوت بشكل خاص في دلتا النيل من العصر المتأخر وحتى العصر الروماني. كما كشفت البعثة أيضا عن مبانٍ أخرى كانت تستخدم لأغراض خدمية مثل تخزين الحبوب أو إيواء الحيوانات.
وفي منطقة المعبد، عثرت البعثة على أرضية كبيرة من الحجر الجيري وبقايا عمودين ضخمين من الطوب اللبن، يُحتمل أنهما كانا مغطَّيين بالجص، ويُعتقد أن هذه البقايا تنتمي إلى مبنى شُيّد فوق طريق المواكب الذي كان يربط بين صرح العصر المتأخر وصرح معبد واجيت، ما يشير إلى خروج هذا الطريق من الخدمة بحلول منتصف العصر البطلمي.
وقد أُعيد معبد واچيت خلال فترة حكم الملك رمسيس الثاني، ثم مرة أخرى في عهد الملك أحمس الثاني، وخلال الفترة الأخمينية استُخدم كمحجر.
وأكد الأستاذ محمد عبد البديع، رئيس قطاع الآثار المصرية، أن هذا الكشف يثري المعرفة الأثرية حول المنطقة، ويسهم في فهم طبيعة الحياة اليومية والعبادات خلال الفترتين المتأخرة والبطلمية المبكرة، حيث إنه من بين أبرز اللقى الأثرية المكتشفة الجزء العلوي لتمثال أوشابتي مصنوع من الفيانس الأخضر بدقة عالية، يعود إلى عصر الأسرة السادسة والعشرين، ولوحة حجرية تصور الإله حورس واقفًا على تمساحين وهو يحمل أفاعٍي، وتعلوها صورة للإله بس، بالإضافة إلى آلة موسيقية من البرونز (سيستروم) مزينة برأسي الإلهة حتحور، تعود إلى نهاية العصر المتأخر.
وفي هذا السياق، قال الدكتور نيكي نيلسن مدير البعثة، أن مدينة “إيمت” كانت من أبرز المراكز السكانية في الوجه البحري، لا سيما خلال عصري الدولة الحديثة والعصر المتأخر، وتميزت بوجود معبد ضخم مكرّس لعبادة الإلهة واجيت، والذي لا تزال أطلاله قائمة على الجانب الغربي من الموقع.
ويعد هذا الكشف خطوة جديدة نحو استكمال الصورة الأثرية والتاريخية لمدينة “إيمت”، ويمهّد الطريق أمام المزيد من الدراسات المستقبلية التي ستسهم في الكشف عن أسرار هذه المدينة القديمة.