جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-15@03:45:38 GMT

ما يقوله المنذر في الاقتصاد!

تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT

ما يقوله المنذر في الاقتصاد!

أنيس بن رضا قمر سلطان

 

استعينُ من الحين والآخر بالمنذر. المنذر ليس برجل اقتصادي، بل امرئ بسيط في كلامه، متواضع في طموحه، ولقد لاحظت في عفويته غيرةً على البلاد وأعجبتني مًلاحظاته. ومع أن المنذر شخص يعيش في خيالي فقط، إلّا أنه يساعدني، وعلَّه يُساعد القارئ في التفكُّر فيما يعترض الحياة.

 

يقول المنذر: مو ذا الاكتتاب؟ عارف إنه زين.

لكن ليش سعر المُستثمر الأجنبي أعلى؟

أُجيبه بأنَّ الشركة المصدرة تود أن تمنح المواطن فرصة أعلى في الاكتساب.

همم. بس إحنا نريد نشجع المستثمر الأجنبي. ونحسب كل سنة كم من مليار دخل البلد. نعم، فتحنا باب الاستثمار لهم في أعزَّ وأغلى ما عندنا من شركات. ما الأحسن نسَكِّر عنهم النفط والغاز... يعني في الاكتتاب. وخلي كل الأسهم حالنا. وبعدين خلهم يشتروه في السوق. حالهم حالنا! يعتقد البعض أنَّ عدد الأسهم كبير علينا، وقد يكون أكبر اكتتاب في المنطقة. خلي عنك! الخير كثير. دايما تقولو الناس فلوسها بره. خليها ترجع!

 

تأملت في كلامه، وكنت على وشك أن أثني على رأيه وأجاريه قائلاً إنه من الممكن أن نحصر الاكتتاب على مواطني دول المجلس مثلاً، ونخلق واجهة استثمارية جيدة لدول الجوار.

 

أخَبْرَك شي؟ حتى سعر زوار المتاحف عالي على السياح. تَوْ مو الرسالة أريد أفهم؟ حتى السايح اللي يالله يالله يوصل عندنا يدفعله ثلاث مرات المواطن. يعني احسب معاي. واحد مع حرمته وعياله بيدفع ثلاثين أو أربعين ريالا بس عشان يدخل قلعة. كم صار هذا بالدولار؟ ميّه؟ تدفعها أنت حين تسافر؟ في دول كثيرة تُفَرِق ف... لحظة. لحظة من فضلك. هذي الدول هي مثلنا الأعلى؟ عطنا أمثلة غيرها. وترى المتاحف والقلاع ما ترد ثمنها برسوم الدخول. هذه دعاية للبلد. آه... أنا أخَبْرَك. ترى ما أنت الوحيد اللي مسافر بره. في دول دخول المتاحف فيها مجاني. للكل. أخي المعتصم، دع المنذر! لا تنسى اسمي. عفواً أَخَبْرَك. حتى ما تنسى، اسمي منسوب إلى المنذر ابن النعمان ابن ماء السماء. ها، تقدر تنسى الاسم تو؟ من ملوك الحيرة لو تعرفهم. نعم، نعم. ولا تعرفهم ولا شي. المهم، إحنا نريد فلوس الأجانب، لكني أشوف جالسين ن ... ويش أقول، جالسين ... يعني هم بشر يحسو مثلنا. أشعر بأنه لديك مثل آخر. متردد؟ ما متردد، لكنه موضوع حساس. موضوع الساعة كما يقولو. هات ما عندك. دكتور. دكتور أنت مع هاللغة؟ أبدا، أنا فقط أرحب وأستنير بآرائك. الموضوع هو ما غيره، المعاشات والوظايف. وضِّح لو سمحت. خلني أقربلك الفكرة. والمثل دارج عند الكل. لو عندي محل، أبيع فيه... مواد غذائية. أو مطعم. الطباخ الأجنبي يقبل راتب أقل من المواطن بالثلث. إذا الله رزقني ونجح المطعم وأريد أوظف طباخ عماني لازم أزيد راتب كل الطبابيخ. يعني تكلفتي أعلى من غيري خصوصا اللي ما يوظف مواطن. السؤال يا أستاذ، ليش ما يكون حد الراتب الأدنى متساوي للكل؟ يعني نزيد التكلفة على الكل؟ لا. يعني منافسة عادلة. ولكن إذا قبل أحدهم بالراتب الأقل؟ القانون قانون. أو... افتح السوق بلا حد أدنى! أعتقد أننا بحاجة لدراسة تبعات مثل هذه الخطوة. خطوة جريئة؟ مو رايك؟ إذا يساعد.

 

ورأيت في عينيه " خطوة جريئة" أخرى. فشجعته قائلا: لديك مثل آخر؟

 

عندي أمثلة... ويش تريد، كهرباء، مياه الشرب. نعم. لكن أين المشكلة في مساعدة المواطن؟ هذا ما قصدي. ساعد المواطن. لكن خلني أقربلك الفكرة، مرة ثانية. سمعت عن سوق سودة؟ لا تجاوب، أكيد سمعت ويمكن اشتريت منه. مثل ماذا؟ وبدا التأفف في صوتي. ترى السوق السودة ما بس في السلع، سمنت، مواد بنا، حتى سيارات. وغيره ناس يشتروه ويهربوه من بره، والتاجر هنا يخسر. نعم، عندما يكون فارق السعر عاليا تتجه كل الحواس لاصطياد الفرص. نعم، دكتور. نفس الشي في الوظايف والأجور. بس ما هني المصيبة. أين المصيبة يا منذر؟ المنذر! أين المصيبة يا المنذر؟ كنت أكلم ابن اختي في نفس الموضوع، وهو عطاني مَثَل الاكتتاب هذا، والسوق السودة فيه، فقلتله: وين السوق هذه؟ قلّي بكل ببساطة: مين يعرف إذا حد من الأجانب عطى فلوسه لمواطن وقسموا الربح بعد التوزيع. سألته: عملتها أنت يا ولد؟ فرد عليّ وكأنه خجلان من الجواب: السؤال يا خال، ما مين يعملها، لكن مين ما يعملها؟ وضحكت على دمه البارد، ولكن أختي كانت تسمعنا وفي بالها الحين أني متآمر معاه.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

السعودية تؤجل طموحاتها من أجل رفاهية المواطن الأمريكي

يمانيون/ تقارير

فيما تعاني السعودية عجزاً في الميزانية يتجاوز الـ 70 مليار دولار، ومن تحديات مستفحلة في جذب الاستثمار الخارجي، وفيما يصل الدين العام لديها إلى 1.22 تريليون ريال، وفيما تطمح لـ”جذب أكثر من 100 مليار دولار من رأس المال سنويا بحلول 2030″.، يأتي ترامب بيده اليمنى عصى وبيد الأخرى “قائمة الأمنيات” حسب توصيف صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

تحتل السعودية حاليا المركز الخامس بين أكبر المستثمرين في السوق الأمريكية بقيمة 770 مليار دولار، بعد كل من اليابان، والمملكة المتحدة، وكندا، والصين. وبالضخ المالي الجديد الذي لن يقل عن الـ(600) مليار دولار حسب بن سلمان، وقد يصل إلى التريليون حسب أمنيات ترامب، فإن ذلك في كل الأحوال يعني أنها ستزيح كندا وتحل محلها في المستوى الثالث. وفي ما يعني بحجم التجارة بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية فإنه عادة ووفقا لسجل الميزان التجاري ما يسجل عجزا لصالح أمريكا.

تأجيل الطموحات لأجل أمريكا

تذكر قناة الحرة الأمريكية، ونقلا عن  بيتر بروكس، نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق بأن السعوديين لديهم دوافعهم الخاصة لدفع هذا المبلغ، حيث يسعون لتحقيق “حظوة” لدى الرئيس الأمريكي الجديد.

وأفاد بروكس أن هناك مصالح مشتركة بين واشنطن والرياض في عدد من القضايا، مثل الطاقة وسوق النفط، بالإضافة إلى الأمن الإقليمي ومستقبل إيران في المنطقة، سواء كانت ستتحول إلى دولة نووية أم لا، فضلاً عن قضايا أخرى تهم الجانبين، مثل الوضع في اليمن وغزة. وأكد بروكس أن الأمن الإقليمي وتعزيز جهود “مكافحة الإرهاب” هما من الملفات المهمة بالنسبة للبلدين.

وبحسب بيانات صندوق الاستثمارات العامة السعودي، زادت الاستثمارات في سندات الحكومة الأمريكية منذ نوفمبر العام الماضي، وهو تاريخ انتخاب ترامب، لتصل إلى 144 مليار دولار. لتصل حصة سندات الخزانة الأمريكية من إجمالي الأصول الأجنبية التي يحتفظ بها البنك المركزي السعودي إلى حوالي 35 في المئة. حسب قناة الحرة.

ويحدث هذا فيما تطمح السعودية أيضا “للانضمام إلى أكبر 10 اقتصادات في العالم، وربما التقدم لتكون ضمن قائمة أكبر 5 اقتصادات عالمية”، حسب رئيس مجلس العلاقات العربية الدولية طارق آل شيخان الشمري.

انفصال الأنظمة عن إطارها

جولة ترامب وما يمكن أن تنتهي إليه من الثروة العربية، وتفاصيل الصفقة التي ستذهب بموجبه مئات المليارات من الدولارات إلى رفاهية الأمريكي، إنما يكشف عن استفحال بؤس الحال العربي إلى حد الانفصال عن التعاطي مع الحقائق بواقعية، فالأمة تعاني الفقر والتخلف والتبعية العمياء لمن يقفون وراء هذا الواقع، ثم تمكينهم من ثروات الأمة بكل أريحية. ولا شيء يبرر هذا التوجه.

ولو أن الأمر يقف عند هذا الحد لربما كان بالإمكان التعاطي، ولو على مضض، مع التوهمات بالمخاطر التي زرعتها أمريكا لدى هذه الأنظمة، إلا أن ما يؤكد على الحالة الانفصالية التي تعيشها كثير من الأنظمة عن واقعها العروبي والإسلامي، ذهابها إما إلى تبني وجهة النظر الأمريكية، أو التزام الحياد السلبي تجاه أي استهداف تتعرض له الأمة، بحيث صار حتى دعم هذا الاستهداف، يتم من الأموال العربية، وهو ما يمكن أن يجلب على الأمة سخط الله سبحانه.

إنعاش الاقتصاد الأمريكي بجرعة عربية

جاءت زيارة ترامب إلى المنطقة بأهداف إنعاشية للاقتصاد الأمريكي المترنح من أكثر من (36) تريليون دولار، ليسجل تحركا طبيعيا للبراجماتية الأمريكية، على أنها هنا تبدو أكثر انتهازية بحيث تستغل مخاوف الأنظمة لتعرض عليها -وإن بشكل ضمني- الحماية مقابل الضخ المالي إلى الوسط الأمريكي، وهو الذي يأتي في ذروة الصراع مع العدو الصهيوني المحمي أمريكيا.

كما أن الزيارة تأتي لتكشف عن مستوى الاستلاب عن تحديد المواقف وفق القناعات التي تكاد تفيد جميعها بأن أمريكا هي الفاعل الأساس في الاستهداف للأمة العربية والإسلامية، ممثلة اليوم بالشعب الفلسطيني والدولة الفلسطينية، فهي ترعى وعلى مرأى ومسمع من الجميع كل الأعمال الاجرامية التي ينفذها العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، كما هو حاصل منذ السابع من أكتوبر في حملة الإبادة في غزة.

ورغم عجزها عن القيام بدور فاعل ومؤثر، لجهة إلزام العدو برفع يده عن ممارسة القتل اليومي، وعلى الأقل بالاستفادة من العامل الاقتصادي الذي يأتي بترامب من على بُعد الألف الكيلو مترات، إلا أن أنظمتها الثرية لا تجد حرجا في تمكين الأجنبي من هذه القدرات المالية، وهي ستعود بأكثر من شكل لتصير وقودا لقتل الفلسطينيين من خلال الدعم الأمريكي للكيان المحتل.

استغلال قدرتها الماضية

يؤكد الخبراء أن اليمن قدم نموذجا واضحا لإمكانية كسر يد الطاغوت بالموقف الإنساني المشرف مع الفلسطينيين في غزة، ما يحمّل هذه الأنظمة الحُجة بسبب التخاذل الذي اتسمت به مواقفها تجاه ما يعيشه الفلسطينيون منذ ما يقارب العامين، بسبب الإجرام الصهيوني بحقهم. وهو الموقف الذي يجعل من التسليم بالفرضيات الأمريكية بحاجة هذه الأنظمة إلى حماية واشنطن أمراً عقيما وساذجا، فكل الشعوب العربية -حسب  القراءات البحثية واستطلاعات الرأي- بمقدورها كسر هذه الهيمنة والسطوة الأمريكية.

صاروخ يحمل رسالة لقوى الشر

اليمن اليوم يتشكل على نحو تصاعدي في إثبات الحضور المؤثر في المنطقة الذي يسحب البساط من أسفل أمريكا ليلعب الدور الريادي والحضاري الذي اعتاده طوال تاريخه، ومع زيارة ترامب للمنطقة، يظهر اليمن ليسجل رأيه بهذه الزيارة على هيئة صاروخ باليستي ضرب مطار اللد “بن غوريون” الواقع في مدينة يافا المحتلة، في سياق عملية الإسناد للشعب الفلسطيني في غزة، دون اعتبار لمخاوف دول المنطقة التي تميل إلى التزام الحذر خلال زيارة ترامب لتوفر له كل أسباب الزيارة الناجحة.

ولأن الثوابت والمبادئ هي التي ينطلق منها اليمن في عمليته الإسنادية، فإن الاستمرار في تنفيذ العمليات مسألة لا تعطي مثل هذه الزيارة أدني أهمية إلا بكونها تمكيناً للعدو الأمريكي في التحرك كما يشاء، رغم الحالة العدائية التي يكنّها للأمة العربية والإسلامية. وقد قرأ المراقبون والمنصات الإعلامية العملية بالشكل الصحيح، بحيث أبرزت استثنائية العملية والدلالات التي تحملها من حيث التوقيت الاستثنائي. العملية وإن كانت تأتي قي سياق مهمة الإسناد، إلا أنها جاءت هذه المرة لتؤكد ثبات اليمن على قناعته بأنه لا يخاف في الله لومة لائم، وأن تنفيذ عمليات الإسناد لغزة مسألة تفرضها ظروف المعركة والتكتيكات العسكرية التي تتبناها القوات المسلحة، بغض النظر عن أية اعتبارات أخرى، وزيارة ترامب للمنطقة غير مرغوب فيها ولا يمكن لها أن تكون عائقا عن القيام بالواجب.

أمريكا ومؤسساتها العسكرية والبحثية، من المهم أن تقرأ الرسائل على النحو الصحيح كي يأتي تعاملها منطلقا من دراية وعلم بأن اليمن يؤكد أيضا مواجهة رأس الطاغوت، أمريكا، وأن ما يراه آخرون في أمريكا من كونها الأقوى وأن يدها طولى ومن كونها المحرك لكل الصراعات في العالم، لا يكاد له وزن.

 

نقلا عن موقع أنصار الله

مقالات مشابهة

  • أعترف .. أنا المواطن السعودي!
  • رؤية جديدة لتمكين المواطن وحماية الاقتصاد
  • السعودية تؤجل طموحاتها من أجل رفاهية المواطن الأمريكي
  • نظر دعوى طليق الفنانة جورى بكر لرؤية طفله منها الثلاثاء المقبل
  • وسام المواطن الأول.. بمرتبة الشَّرف الأولى
  • وزير المالية: ندرس طرح صكوك محلية.. وسندات تخاطب المواطن.. وأخرى للمصريين بالخارج
  • حينما تُثمر الجهود.. الشرطة بين الميدان والإعلام…
  • زيادة تاريخية في تحويلات المصريين بالخارج.. خبير يوضح انعكاسه على الاقتصاد
  • عدن تحت نار الفوضى.. المواطن يصرخ والمرتزقة يستثمرون في الخارج
  • دفاع طليق جورى بكر يطالب بإسقاط الحضانة عنها وتسليم تميم لوالده