3 خطوات تساعدك على التخلص من القلق والخوف بسهولة.. مصطفى حسني يوضح
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
يعاني بعض الأشخاص من مشاعر التوتر والقلق الزائد الذي يصل بهم إلى الخوف الشديد من المستقبل، ما يفقدهم لذة العيش في الحاضر والتمتع بالنعم الكثيرة التي أنعم الله بها عليهم، لذا نتناول 3 خطوات مضمونة تساعد على التخلص من هذه المشاعر السلبية بسهولة، حسبما أكده الداعية الإسلامي مصطفى حسني، في فيديو بحسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «إنستجرام».
أوضح الداعية مصطفى حسني أن ذكر الله هو أولى الخطوات التي تساعد الإنسان على التخلص من القلق والتوتر، إذ قال الله عزو وجل: «ألا بذكر الله تطمئن القلوب»، لذا نصح بترديد ذكر لا إله إلا الله 1000 مرة يوميًا وسوف يلاحظ الإنسان الفارق إذا التزم بهذا الذكر في غضون بضع أيام.
ويُمكن للإنسان علاج نفسه بنفسه من خلال تحديد مخاوفه وأسبابها بالكتابة على ورق، والتدابير التي يمكن اتخاذها للتغلب على هذا الخوف، وتابع الداعية مصطفى حسني مؤكدًا أن الخوف الزائد هو من وساوس الشيطان الذي يرغب دائمًا في تخويف الإنسان من المستقبل.
وفي حالة التزم الإنسان بالذكر وحاول التغلب على مخاوفه بنفسه ولم يفلح الأمر في التخلص من مشاعر القلق، وجب في هذه الحالة اللجوء لمختص نفسي يساعد على معرفة السبب النفسي وراء الشعور بالخوف والتوتر المبالغ فيه وتحديد العلاج المناسب، حسب طبيعة كل حالة: «فيه ناس عندها رواسب في عقلها بتخلي الخوف مسيطر عليها وهنا لازم اللجوء لطبيب نفسي مختص».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التوتر الخوف مصطفى حسني الاذكار مصطفى حسنی التخلص من
إقرأ أيضاً:
خطر يُهدد وظيفتك!
د. سليمان بن خليفة المعمري
يُجمِع المختصون على أن العمل أحد أسباب صحة ورفاهية الإنسان وأنه بدونه عرضة للكثير من المشكلات النفسية والصحية والاجتماعية، لذا كان العمل أبرز نعم الله على الإنسان التي يحقق به ذاته وتسهم في نضجه الفكري والإنساني وبه يشغل وقته ويتغلب به على فراغه الذي هو أحد أهم أسباب شقائه وتعاسته، فيوم أن يبقى الإنسان عاطلًا باطلًا فارغًا من كل حيثية ومهمة؛ فعليه أن يتجهز للمتاعب التي لا حصر لها ولا نهاية.
غير أن من عجيب المفارقات في هذا الجانب أن تجد الإنسان الذي كان من قريب يسعى سعيا حثيثا وبكل ما أوتي من جهد للحصول على العمل والوظيفة التي يطمح، فإنه سرعان ما تنقلب الأمور لديه فيضيق ذرعا بذلك العمل ويتبرم بتلك الوظيفة فتراه يعيد ويزيد في سردية لا تنقطع مآسي العمل والوظيفة ويشكو من كل شيء ابتداءً من الزملاء وليس انتهاءً بالروتين والمتطلبات والمسؤوليات التي تقتضيها الوظيفة.
وهكذا يظل هذا الإنسان البائس يردد في حيرة لا تنتهي الأسطوانة المشروخة التي يصور فيها مأساته ومعاناته مع الوظيفة التي يشغل، وكم أبدع الأستاذ الكبير محمود عباس العقاد في وصف حيرة الإنسان وتقلباته النفسية في مختلف مراحل حياته وخاصة في عمله ووظيفته، فقال في أبيات جميلة بديعة:
صغير يطلبُ الكبرا وشَيْخ ودَّ لَوْ صَغُرَا
وخال يشتهي عَمَلًا وذُو عمل به ضَجِرَا
وربُّ المالِ في تَعَبٍ وَفِي تَعَبِ مَنِ افْتَقَرَا
إلى أن يقول في تساؤل بليغ:
فهَلْ حَارُوا مَعَ الأَقْدَارِ أَمْ هُمْ حَيَّرُوا القَدَرَا؟
ولعل وجود مثل هذا التذمر والضجر لدى البعض عائد في جزء منه إلى ما يعرف بـ"الانحياز السلبي" لعقولنا، وذلك حينما تسيطر على عقل الإنسان أفكار ومواقف العمل السلبية فيقوم بتضخيمها وجعلها تعكر مزاجه ونفسيته متغافلا عن ما في العمل من مظاهر إيجابية عديدة، ومتناسيا أن وظيفته التي يتأفف من أعبائها هي حلم وأمنية ومطلب الكثيرين حول العالم.
والواقع أنّ على الموظف أو العامل بدلا من ذلك أن يسعى إلى التفكير بطريقة أكثر عملية، فيستمتع بعمله ووظيفته ويبحث عما يدخل البهجة والشغف والسرور على نفسه وهو يمارس وظيفته ومهنته، عبر وضع مجموعة من الأهداف والاستراتيجيات والرؤى الفاعلة للاستفادة من وظيفته واستثمار وقته في تطوير مهاراته وخدمة المؤسسة التي ينتمي إليها، وأن يشحذ الهمة ويمتشق المهارة والبراعة اللازمتين لتجويد العمل وتحسين وتحقيق الأداء والإنتاجية المطلوبة، واضع نصب عينيه المبادئ النبيلة والغايات السامية التي تعكس شكره وامتنانه لنعمة العمل متذكرا التوجيه الرباني الكريم في قول الله عز وجل "اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ" (سبأ: 13).
أما فيما يتعلق بالمشاكل والتحديات والاختلافات التي تحدث في بيئة العمل فليعلم أن الإنسان ليس بوسعه منعها من الحدوث لكنه حتما بمقدوره التعامل معها ولديه من الكفاءة ما يمكنه من تطوير آليات وأساليب التعامل الرشيد مع هذه التحديات، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة والقدوة الحسنة في ذلك فقد واجه من صنوف العنت والمشقة في سبيل نشر الدعوة وتبليغ الرسالة الكثير إلا أنه صلى الله عليه وسلم واجهها برباطة جأش وحسن توكل على الله والاعتصام بصدق النية وجميل المقصد في مواجهة عواصف الحياة فكان أن كتب الله له النصر والتأييد.
والحق أنه يمكن القول بكل ثقة واطمئنان وجدان إن التطور والإبداع والابتكار والانطلاق في العمل واستشراف المستقبل الزاهر لا يمكن أن يتم إلاّ في أوساط وبيئات عمل يتسم أفرادها بروح التفاؤل والأمل وكل بواعث الخير والرضا، وأن بيئات العمل السامة الملبدة بغيوم التشاؤم واليأس والقنوط وبواعث الإحباط والكراهية مظنة كل تراجع وتقهقر وظيفي وهي نذير شؤم قد يؤذن بخسارة العامل لوظيفته وأفول نجم المؤسسة وتدهور أوضاعها.
لذا كان لزاما أن يتسلح العاملون بالعزيمة الصلبة التي لا تلين وأن يكون الإصرار والتفاؤل والنجاح أهدافا لا تحيد عنها وجهة الأفراد والمؤسسات ولا تغيب عن المقاصد والغايات التي يسعون وراءها إذا ما أرادوا استمرارية واستدامة الازدهار والرفاه الوظيفي في أعمالهم ووظائفهم، وإنّ الوصفة السهلة الصعبة لتحقيق التطور المنشود في العمل تتمثل في أن يكون الإنسان صادقا وملتزما بمبادئ وأخلاقيات مهنته ووظيفته متفائلا بما تحمله الحياة من خير وسعادة ورضا للساعين الجادين المخلصين، وصدق الله العظيم "وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُۥ وَٱلْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" (التوبة: 105).
هذا.. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.