مع اشتداد الحرب الإسرائيلية على لبنان، بقي البحر الملجأ الأوحد للنجاة من القصف، فأصبحت اليخوت التي كانت للرفاهية والترف، البديل الأمثل للنجاة بحراً من لبنان وللابتعاد من ظروف الحرب نحو قبرص كوسيلة آمنة ومريحة على رغم ارتفاع كلف هذه الرحلات.      هذه اليخوت التي تستخدم منذ قرابة أسبوعين في عمليات الإجلاء والهرب من البلاد، هي في معظمها لمالكين استعانوا بوكلاء ومكاتب سياحة وسفر لتنظيم الرحلات لهم، ويستفيدون في الوقت نفسه من تشغيل اليخوت.

فبهذه الطريقة يحققون مكاسب مادية من تشغيل يخوتهم في ظروف يبحث فيها كثر عن أي وسيلة للهرب من الحرب إلى بلاد مجاورة، خصوصاً قبرص وتركيا كوجهتين أساسيتين. لذلك شهدت حركة الهجرة الموقتة هذه إقبالاً متزايداً، وتكثفت الرحلات اليومية إلى قبرص وتركيا، إما كوجهتين نهائيتين، أو بهدف الانتقال منهما إلى دول قريبة بعدها.

وفي شأن الانتقال إلى قبرص عبر البحر، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القبرصية ثيودوروس غوتسيس في حديث إلى "اندبندنت عربية"، إن هذه الرحلات البحرية تحصل بتنسيق كامل مع الأجهزة الأمنية اللبنانية والقبرصية وتحت إشرافها، مضيفاً "وحدهم من يحملون فيزا أو إقامة قبرصية يستطيعون الدخول إلى أراضينا بهذه الطريقة، تماماً كما في ظروف السفر العادية".   وأضاف: "على رغم أننا نستمر بإصدار إجازات السفر، مع زيادة الطلب أصبحنا لا نستجيب للكل، وهناك مزيد من التشدد في إصدار الفيزا، إذ تؤخذ الآن معايير كثيرة في الاعتبار، خصوصاً بعد الذي واجهناه من مشكلات منذ أشهر قليلة. حالياً إذا كان هناك لبناني لا يملك فيزا، ويريد التقدم بطلب للحصول على واحدة للسفر إلى قبرص، يعد ذلك شبه مستحيل، خصوصاً أن الشروط المطلوبة للفيزا السياحية يصعب توفيرها وهناك معايير معينة نلتزمها". وتابع: "هدفنا اليوم هو تنظيم الأمور، وأن تبقى تحت السيطرة. قد لا نتمكن من الاستمرار باستقبال الطلبات في الظروف الحالية، وإن كنا نحاول ذلك قدر الإمكان. أما بغير ذلك فنحن مستمرون في التعاون وتقديم المساعدة للبنان. وحالياً ندعو إلى وقف إطلاق النار، كما نخطط لجمع مساعدات طبية ونقلها إلى لبنان ونضع خطة لتقديم أدوية ومساعدات عينية". (اندبندت عربية)    

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

بعد نجاة راكب واحد من تحطم طائرة هندية.. ما هو المقعد الأكثر أماناً في الطائرة؟

بعد أن نجا راكب واحد فقط من حادث تحطم طائرة تابعة للخطوط الجوية الهندية أسفر عن مقتل 279 شخصاً منهم 241 راكباً كانوا على متنها، تجدد الجدل حول المقاعد الأكثر أمانا في الطائرات، وأين يجب أن يجلس المسافر لزيادة فرص نجاته في حال وقوع حادث جوي.

الناجي الوحيد، ويدعى فيشواشكومار راميش، كان جالسا في المقعد رقم 11A قرب مقدمة الطائرة، ما أثار تساؤلات حول مدى صحة الدراسات التي تشير إلى أن المقاعد الخلفية أو تلك القريبة من الأجنحة أكثر أمانا، وفقا لـ مجلة TIME.

ورغم أن أغلب الدراسات السابقة خلصت إلى أن الركاب في مؤخرة الطائرة يملكون فرص نجاة أعلى، فإن حادث الطائرة الهندية وصفه الخبراء بأنه "غير نمطي". ويقول المهندس الجوي ستيف رايت إن الطائرة اصطدمت بالأرض بمؤخرتها أولا، ما جعل المقدمة في وضع مرتفع عند الارتطام، وبالتالي وفر الحماية لراميش.

أما المحامي المتخصص في قضايا الطيران جيم براوكل، فأوضح أن المقعد الذي كان يجلس فيه راميش كان قريبا من مخرج طوارئ وجناح الطائرة، وهما منطقتان معززتان هيكليا وتوفران حماية إضافية في حال الطوارئ.

ويشير خبراء آخرون إلى أهمية الجلوس قرب مخارج الطوارئ، حيث يمكن الخروج السريع أن ينقذ الأرواح في حال نشوب حريق أو اندلاع دخان. كما أن معرفة طريقة فتح باب الطوارئ وارتداء ملابس تغطي الجسم بالكامل من الأمور التي يمكن أن تُحدث فرقا، بحسب المفتشة السابقة بوزارة النقل الأمريكية ماري شيافو.

وفيما يظل نوع الحادث هو العامل الحاسم في فرص النجاة، توصي إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) بالتركيز على معرفة مخارج الطوارئ ومتابعة تعليمات السلامة، إذ لا يوجد مقعد يمكن اعتباره آمنا تماما في جميع الحوادث.

أرقام توضح أن الطيران لا يزال آمنا

رغم القصص المأساوية، تُظهر الإحصاءات أن السفر جواً هو من أكثر وسائل النقل أماناً. ففي عام 2023، تم تسجيل خمس حوادث مميتة فقط من أصل 35 مليون رحلة، بمعدل وفاة لا يتجاوز 0.07 لكل مليار ميل، وفقا لموقع "Airline Ratings".

دراسات وتقارير: الخلف أفضل... غالبا

دراسة أجراها "المجلس الوطني لسلامة النقل" الأمريكي على 20 حادثا منذ عام 1971، أظهرت أن معدل النجاة في مؤخرة الطائرة يبلغ 69%، مقابل 49% في المقدمة. كما أشارت مجلة TIME إلى أن المقاعد الوسطى في مؤخرة الطائرة كانت الأقل من حيث معدل الوفيات (28%).

لكن حوادث مثل كارثة طائرة "يونايتد 232" عام 1989، التي نجا فيها ركاب من المقاعد الأمامية، تؤكد أن نوع الحادثة وزاوية الاصطدام هما ما يحددان فرص البقاء على قيد الحياة.

نصائح لرحلة أكثر أمانا

اختر مقعدا قرب مخرج الطوارئ إن أمكن.

شاهد تعليمات السلامة بدقة.

ارتدِ ملابس طويلة ومريحة.

لا تحاول استرجاع الأمتعة في حالات الإخلاء.

تعرف على مخارج الطوارئ الأقرب إليك.

في النهاية، يظل المقعد عاملاً مهماً لكنه ليس الحاسم الوحيد، فكل حادث طيران له ظروفه الخاصة، وبينما يسعى العلماء والخبراء لتحديد الأنماط الأكثر أماناً، تبقى الجاهزية والمعرفة أفضل أدوات السلامة في الجو.

مقالات مشابهة

  • أكثر من 10 آلاف حاج إيراني عالقون في السعودية بسب الحرب مع إسرائيل
  • ممثل إسرائيلي يغادر سرا إلى قبرص عن طريق البحر للهروب من الحرب
  • بعد نجاة راكب واحد من تحطم طائرة هندية.. ما هو المقعد الأكثر أماناً في الطائرة؟
  • الحرب بين إيران وإسرائيل تشل السياحة في طرابزون.. طائرات معلقة وخسائر بالملايين
  • مصطفى بكري: استمرار الحرب ليس في مصلحة الكيان.. ونصف الإسرائيليين سيهرب إلى قبرص واليونان
  • يخوت خاصة لتهرّيب الإسرائيليين من البلاد سراً
  • إيران تمدد تعليق الرحلات الجوية في اليوم السادس للحرب مع إسرائيل-عاجل
  • ثلاث رحلات لإجلاء اللبنانيين من البصرة غداً الأربعاء
  • مئات المستوطنين يفرّون عبر البحر إلى قبرص خشية القصف الإيراني
  • إغلاق المجال الجوي يشعل موجة فرار إسرائيلية.. ما القصة؟