شمسان بوست / خاص:

أكد المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، في تصريحات صحفية على أهمية الهدنة الحالية في اليمن، واصفاً إياها بأنها “إنجاز كبير” في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة. ولفت إلى أن استمرار هذه الهدنة رغم التحديات المعقدة في المنطقة يُعد تطوراً جديراً بالاهتمام.

وأضاف ليندركينغ أن الولايات المتحدة تضع المساعدات الإنسانية لليمن في مقدمة أولويات المانحين، خاصة مع تزايد الأزمات العالمية وتنوع احتياجات الدول الأخرى.



وبشأن دور الحوثيين في الصراع الإقليمي، اتهم ليندركينغ الجماعة بالسعي لتحقيق مكاسب سياسية من خلال استغلال الحرب في غزة، بدلاً من خدمة الشعب اليمني أو دعم القضية الفلسطينية.

وأشار إلى أن الحوثيين لم يقدموا أي دعم إنساني للفلسطينيين، بل يجبرون اليمنيين على التظاهر لدوافع سياسية.

واختتم ليندركينغ بتأكيده على أن الحوثيين يفتقرون إلى المهارات اللازمة للحكم، وأنهم يعتمدون على القوة العسكرية لفرض سيطرتهم في المناطق التي يسيطرون عليها، دون مراعاة لمصالح الشعب اليمني.

المصدر: شمسان بوست

إقرأ أيضاً:

اليمن يستنهض الأمة .. دعم مباشر لغزة وموقف صريح إلى جانب طهران

تقرير/ جميل القشم

في لحظة فارقة من التاريخ، تتقدّم بعض الشعوب حيث تتراجع المواقف، وتنهض رايات الكرامة في أرضٍ اختبرت المحن وأثبتت الوفاء، وفي مقدمة هذا المشهد، يُبرز اليمن، كصوت أصيل، يستمد موقفه من جذور الانتماء، ويصوغ حضوره من موقع الشرف في قضايا الأمة الكبرى.

ينبثق الحضور اليمني من جذور ضاربة في عمق التاريخ العربي والإسلامي، مستندًا إلى وعي راسخ بموقع اليمن في معادلة الكرامة والسيادة،، فمن أرض اعتادت الثبات في وجه الغزاة، ارتفع صوت اليمن نابعًا من ضمير الأمة، نابضًا بروح القدس وغزة، وموصولًا بكل يد مخلصة تصد العدوان، وتواجه مشروع التوسع الصهيوني، الأمريكي بصلابة وإيمان.

تحرّك اليمن منذ اللحظة الأولى للعدوان الصهيوني على غزة بخطى واثقة، جسّد فيها موقفًا متكاملًا يتقدّم بالفعل ويعبر بالوضوح، وتجلّت ملامحه في عمليات البحر، وقرارات القيادة، وصوت الشعب الهادر، فارتسمت خارطة انحياز أصيل للمقاومة، وتمركز راسخ في طليعة الأمة الحيّة.

تجلّى موقف اليمن تجاه غزة في أعلى مراتبه، فانطلقت الصواريخ نحو البحر، وتقدّمت الطائرات المسيرة لتنفيذ ضربات نوعية في عمق الكيان، وتحولّت الممرات المائية إلى مساحات فعل مؤثر أعاد ترتيب المشهد، ورسّخ مرحلة جديدة من الرد اليمني المرتبط بإرادة السيادة وكرامة الأمة.

حملت عمليات البحرين الأحمر والعربي وباب المندب رسائل دقيقة المعنى بعيدة المدى، فأصبحت الممرات المرتبطة بالعدو ميادين مباشرة للرد، وتحولّت السفن الداعمة لمشروع الاحتلال إلى أهداف محكومة بميزان الردع السيادي، ومع كل عملية بحرية، كانت فلسطين تقترب من استعادة شيء من الإنصاف، وتعلو في وجه عالم غاب عن واجبه وترك الميدان للشرفاء.

ارتكز هذا التقدم على وعي مقاوم متجذر، وقيادة تنطلق من إحساس عميق بالمسؤولية تجاه قضايا الأمة، وقوات مسلحة تحمل عقيدة ثابتة، وتسليح متطور، وقرار ينبع من الحق، ويتجه بثقة نحو واجب الأمة ومسارها التاريخي.

نهض اليمن بدور فاعل ضمن جبهة الأمة، ووسّع نطاق التأثير من خلال فعل منسجم يجمع بين الرؤية السياسية، والقدرة العسكرية، وزخم التعبئة الشعبية، فجاء دعم غزة محمولًا على عمليات موجهة تمس مصالح العدو مباشرة، وترسّخ حضور المقاومة كقوة تفرض إيقاعها في ميدان الفعل والتحوّل.

بموازاة ذلك، أعلن اليمن موقفه الكامل إلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي تتعرض لعدوان صهيوني، بدعم أمريكي وأوروبي، باعتبار أن إيران صوت صادق في معادلة التحرر، وركن متين في محور المقاومة، وتقدمت صنعاء بموقفها في لحظة دقيقة، فجعلت من الدفاع عن طهران جزءًا من معركة الأمة الواعية بأعدائها وأصدقائها.

العدوان الصهيوني على إيران حمل طابعًا استراتيجيًا، فجاء الرد اليمني سياسيًا ووجدانيًا ودينيًا، ضمن منطق متكامل يرى وحدة المعركة وامتداد الموقف، فكل استهداف لطهران يقرؤه اليمن ضمن خارطة الاستهداف الكبرى التي تشمل غزة وبيروت وصنعاء وبغداد.

موقف اليمن من إيران، ينبع من قراءة دقيقة لطبيعة الدعم الذي قدمته طهران لفلسطين ولبنان، ومن فهم عميق لطبيعة المشروع الصهيوني، الأمريكي الذي يُعيد ترتيب أدواته وفق أجندة الهيمنة ومصادرة القرار السيادي في المنطقة والإقليم.

المواقف الرسمية اليمنية، جسّدت فهمًا عميقًا لطبيعة المواجهة، وانعكست بوضوح في تضامن الشعب، وبيانات القيادة، وحالة التعبئة المجتمعية، فتوّحدت الجهود على قاعدة الانتماء الواعي لجبهة الحق، وارتبطت بالتحرك الميداني في مختلف الاتجاهات التي تقتضي رفع الجهوزية وتعزيز الاستعداد الكامل للمواجهة.

يؤكد محللون، أن مواقف اليمن تمثل تحولًا استراتيجيًا يُعيد تموضعه كقوة إقليمية مؤثرة، تسهم في إعادة تشكيل موازين الردع في المنطقة، وتؤسس لمرحلة جديدة من الفعل العربي الأصيل، القائم على المبادرة والموقف الميداني الحاسم.

ويرى مراقبون أن الالتفاف الشعبي الواسع حول الموقف اليمني تجاه قضايا الأمة يعكس حالة وعي جماعي تشكلت من خلال سنوات المواجهة والتعبئة، ورسخّت اليمن كبيئة حاضنة لخيار المقاومة، ورافعة حقيقية في وجه المشاريع المعادية، ضمن مشهد متكامل يبرز الانسجام بين موقف القيادة وإرادة الشعب.

وفي هذا الامتداد الشعبي والرسمي، تترسّخ مكانة اليمن كمكون محوري في خارطة الفعل المقاوم، لا من موقع الدعم فقط، بل من موقع المبادرة والتأثير، حيث أصبح نموذجه في الاستجابة والموقف مرجعًا لبقية الشعوب الحرة، ومصدر إلهام لكل من يبحث عن السيادة والكرامة في زمن الارتهان والخذلان.

يُظهر اليمن بثقة وثبات، كصوت حر يستنهض الأمة ويُعيد الاعتبار لمبادئها، ويمضي في طريقه شامخًا، يحمل قضايا الأمة على كتفيه، ويكتب بالدم موقفًا خالدًا في الذاكرة، عنوانه: “نحن هنا… مع غزة وطهران، وفي كل ميدان تصرخ فيه الكرامة ويصاغ فيه القرار الحر”.

سبأ

مقالات مشابهة

  • الحوثيون في صدارة المتهمين.. أكثر من 580 انتهاكًا خطيرًا ضد أطفال اليمن في 2024
  • اليمن يعلن الوقوف الكامل مع الشعب الإيراني
  • انكشاف أولويات الحوثيين.. هل أصبحت اليمن درعًا لإيران في الحرب؟
  • إطلاق سراح زعيم المعارضة البيلاروسية سيارتي تسيخانوسكي من السجن بعد زيارة من المبعوث الأمريكي
  • رغم الهدنة.. الحوثيون يهددون باستهداف بوارج وسفن أمريكا في هذه الحالة
  • الرئيس البيلاروسي يلتقي المبعوث الأمريكي الخاص لأوكرانيا في مينسك
  • بالرغم من انخفاض أسعاره في تعاملات اليوم.. النفط يتجه لتحقيق مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي
  • بعد القفزة السريعة بالأسعار .. النفط يتراجع لكنه يتجه لتحقيق مكاسب للأسبوع الثالث
  • النفط يتجه لتحقيق مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي
  • اليمن يستنهض الأمة .. دعم مباشر لغزة وموقف صريح إلى جانب طهران