لا نعتقد بأن قارئاً عربياً للأدب لا يعرف الشاعر العراقي شوقي عبد الأمير، فهو إن لم يعرفه كشاعر، فقد عرفه كمترجم.

وإن لم يعرفه كرئيس تحرير لأكثر من دورية عربية وكاتب مقال مميز، عرفه كصاحب أهم مشروع عربي تم تنفيذه وهو كتاب في جريدة، المشروع الذي استمر 16 عاماً نشر خلالها دواوين شعر وروايات ومسرحيات ومجموعات قصصية من عصور أدبية مختلفة.

جسر مزدوج

عمل الشاعر شوقي أيضاً في المجال الثقافي الدبلوماسي، ما منحه أخيراً وسام الفارس للآداب والفنون من وزارة الثقافة الفرنسية.. ونال لقب شخصية العام تقديراً لمشواره الأدبي بين الثقافتين العربية والفرنسية الذي يمتد لأكثر من 40 عاماً، قدم فيها الكثير من المؤلفات للمكتبة العربية، وأثرى حركة الترجمة في الاتجاهين العربي والغربي.

وكان وفقاً لرسالة وزير الثقافة الفرنسية للصحافة جسراً مزدوجاً ربط الثقافتين العربية والفرنسية خلال هذه الحقبة الطويلة، وما حصل عليه الشاعر شوقي ليس التكريم الفرنسي الأول له في حياته الأدبية، إذ سبق له ونال جائزة "ماكس جاكوب "عام 2005.

شعره وخيانة الألم

ولو تأملنا تجربته الشعرية نجدها بشواغل عدة ومرجعيات ثقافية أهمها الإرث الأسطوري، وقد صدرت في مجلدات ثلاث لمرتين كان آخرها مؤخراً عن دار خطوط وظلال الأردنية، ومن عناوين دواوينه: " أبابيل" ، " حديث نهر" ، " ديوان الاحتمالات"، "ديوان المكان"، "خيلاء"، "مقاطع مطوقة"، " أنا والعكس صحيح"، "سنبلة الحقول الوثنية"، " حجر ما بعد الطوفان".

وتميزت تجربته منذ أن بدأت بالشعر العمودي، قبل خمسين عاماً حين فاز بجائزة الآداب الأولى عن قصيدة ضمتها مجموعته "حديث مغني الجزيرة العربية"، ثم حذف الشاعر شوقي عبد الأمير كل قصائده العمودية، ومن ثم انتقل إلى قصيدة التفعيلة ومن ثم إلى قصيدة النثر.

وتم ترجمة الكثير من أعماله إلى اللغتين الفرنسية والإنجليزية.. ولم يمض فترة زمنية على نيله الوسام الفرنسي حتى صدر له مؤخراً عن دار النهضة العربية مختارات من أشعاره بعنوان "خيانة الألم" أعدها الشاعر والصحافي اللبناني محمود وهبة.

ليس متعة آنية

أعتقد أن الشعر تطور كأي فن وعلم واختصاص، ولم يعد مجرد متعة آنيّة للمتلقي كما يحدثُ للمغنين. أتذكر أن أوجين غيوفيك، شاعر فرنسا الكبير، كان يقول إن الشاعر الجماهيري هو مغن بالضرورة.

لا بد اليوم من نخبة خاصة بكل نوع من الفنون والعلوم، والشعر بالطبع أولها ومن بينها. لا أن تتسلح بأدوات ورموز أي فن أو نوع أدبي تريد أن تدخله، لن تدخل القصيدة حافياً عارياً عن المعرفة.. وإلّا جِدْ لك مغنياً يطربك.

ألوان نشاط

شغل مناصب دبلوماسية عديدة كان أبرزها مندوب دولة العراق الدائم لدى منظمة اليونسكو، ومستشار ثقافي لرئيس الوزراء العراقي، وأيضاً مستشار وناشط في مجال العلاقات الدولية لمنظمة اليونسكو، ومن خبراء العلاقات الثقافية الدولية فيها.

كما أسّس مشروع "كتاب في جريدة" الذي يعد أكبر مشروع ثقافي عربي تحت رعاية منظمة اليونسكو، ولا يزال إلى الآن رئيس تحريره منذ انطلاقه عام 1996، ويعمل على عودته مع مؤسسة الشيخ محمد بن عيسى الجابر الذي يعتبر راعي المشروع خلال 10 سنوات، إذ نشر من خلاله 170 كتاباً بمعدل 3 ملايين نسخة لكل كتاب في الوطن العربي، شكل عبد الأمير جسراً ذي اتجاهين وصلة وصل بين الثقافة الفرنسية والمشهد الثقافي العربي.. فقد نقل من الفرنسية ضمن سلسلة نشر التراث الثقافي العربي الإسلامي الذي حمل عنوان "رقائم الهجرة" أعمال الحلاج الكاملة.


كما ترجم إلى العربية بيكيت وغيوفيك وإكسيلوس، ونقل عن الفرنسية تجربة الشاعر الصيني يو جيان تحت عنوان "الطائرة المؤمنة".

على صعيد آخر نقل إلى القارئ الفرنسي أدونيس وسعدي يوسف وأنطولوجيا الشعر العراقي واليمني.. كما عمل ضمن هيئة تحرير مجلة “مواقف” ولا يزال عضواً في هيئة تحرير مجلة "poésie" الفرنسية، يشغل حالياً منصب مستشار رئيس معهد العالم العربي في باريس جاك لانغ، وهو مرشح العراق لمنصب مدير عام المعهد.


المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الشاعر شوقی عبد الأمیر کتاب فی

إقرأ أيضاً:

البيان الختامي للقمة العربية.. تأكيد على التضامن العربي والالتزام بالقضايا المحورية

اختتمت يوم السبت في العاصمة العراقية بغداد أعمال القمة العربية الرابعة والثلاثين، التي ركزت على عدد من القضايا السياسية والإنسانية البارزة في العالم العربي، مع تسليط الضوء على الأوضاع في فلسطين وسوريا ولبنان والسودان.

أكد البيان الختامي للقمة على مركزية القضية الفلسطينية وأهمية دعم حقوق الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حق العودة وتقرير المصير. وأدان القادة العرب “الممارسات غير الشرعية” التي تقوم بها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأكدوا رفض جميع أشكال التهجير والنزوح للفلسطينيين. كما دعا البيان إلى “وقف فوري للعدوان الإسرائيلي” على قطاع غزة، مؤكدًا ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في وقف إراقة الدماء وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

كما أعلن الزعماء العرب دعمهم الكامل للخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار غزة، وأعربوا عن تأييدهم لانضمام فلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة.

وفيما يخص الوضع في سوريا، شدد البيان الختامي على احترام خيارات الشعب السوري وحماية سيادة واستقلال البلاد. وأدان القادة العرب الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية. كما رحبوا بقرار الولايات المتحدة الأمريكية بتخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، ودعوا إلى إطلاق حوار وطني شامل يضم جميع مكونات الشعب السوري بهدف تحقيق التسوية السياسية.

أما بالنسبة للبنان، فقد أكدت القمة العربية على ضرورة الحفاظ على أمن لبنان واستقراره، مع الإشارة إلى أهمية تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701. وأدان البيان الخروقات الإسرائيلية للقرار ودعا إلى وقف الأعمال العدائية حفاظًا على وحدة الأراضي اللبنانية.

وفيما يتعلق بالسودان، شدد البيان الختامي على ضرورة الحفاظ على سيادة البلاد ووحدة أراضيها. وأكد القادة العرب أهمية تشكيل حكومة مدنية مستقلة ومنتخبة، بما يساهم في استقرار السودان وضمان عدم انهيار مؤسساته الوطنية.

كما شدد البيان على دعم ليبيا، مع التأكيد على أهمية حل الأزمة فيها عبر الحوار الوطني، ورفض التدخل في شؤون البلاد، وخروج القوات الأجنبية والمرتزقة من أراضيها.كما دعا مجلس النواب الليبي، والمجلس الأعلى الاستشاري، لضرورة سرعة التوافق على إصدار القوانين الانتخابية التي تلبي مطالب الشعب الليبي بتحقيق الانتخابات البرلمانية والرئاسية المتزامنة.

وأكد البيان على أهمية الأمن المائي كركيز من ركائز الأمن القومي العربي، ودعم مصر والعراق والسودان وسوريا في ضمان حقوقها المائية.

وبخصوص اليمن، عبّر “إعلان قمة بغداد” عن تأييده للمساعي “الأممية والإقليمية الهادفة إلى التوصل لحل سياسي شامل للأزمة اليمنية”، مضيفا “نجدد دعمنا الثابت للمجلس الرئاسي في اليمن ومساندة جهود الحكومة لتحقيق المصالحة”.

في ختام القمة، عبّر الزعماء العرب عن تضامنهم الكامل في مواجهة التحديات المشتركة، وأكدوا التزامهم بقضايا الشعوب العربية، خاصة في فلسطين وسوريا ولبنان والسودان. كما شددوا على ضرورة تعزيز التعاون العربي المشترك لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء
  • العراق يطلق مشروع عهد الإصلاح الاقتصادي العربي للعقد القادم
  • «الثقافي العربي» يناقش كتاب «زمردة»
  • البيان الختامي للقمة العربية.. تأكيد على التضامن العربي والالتزام بالقضايا المحورية
  • سمو الأمير يأمل أن تنعكس قرارات القمة العربية الـ34 في تعزيز التضامن العربي
  • الاقتصاد العراقي يدعم التعاون الاقتصادي العربي في القمة العربية
  • القمة العربية الـ34 في بغداد.. تجديد الرفض العربي لتهجير الفلسطينيين ودعم حل الدولتين
  • رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد محمد العليمي في كلمته خلال القمة العربية: نهنئ سوريا قيادة وحكومة وشعباً برفع العقوبات الأمريكية وننوه بجهود ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في هذا الشأن
  • مستشار رئيس الوزراء العراقي: القمة العربية محطة حاسمة لإحياء الحوار وتعزيز الوحدة
  • وداعاً أيها الشاعر الذي أزعج الظالمين والقتلة والفاسدين كثيراً ..!