شهادات تكشف استخدام جيش الاحتلال الفلسطينيين دروعا بشرية في غزة
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
استخدم جنود الاحتلال الإسرائيلي الأسرى الفلسطينيين في قطاع غزة كدروع بشرية وأرسلوهم إلى بيوت لم تفتش وأنفاق تابعة للمقاومة، وذلك ما يعد خرقا واضحا لميثاق جنيف لعام 1949 الذي يحظر استخدام الدروع البشرية.
وبحسب تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية قال الفلسطيني رامز الاسكافي إن الجنود الإسرائيليين فصلوه عن عائلته بعدما حرقوا بيته في غزة، وكان في ذهنهم مهمة محددة له، وعلى مدى 11 يوما من تموز/ يوليو، قال الفلسطيني البالغ من العمر 30 عاما إنه أُرسل من بيت إلى آخر في الحي الذي يقيم فيه بالشجاعية وتحت رقابة جنود إسرائيليين.
وبحسب رواية الاسكافي حولوه الجنود إلى درع بشري ضد المفخخات والمسلحين من عناصر المقاومة، وقال: "حاولت مقاومة طلباتهم ولكنهم بدأوا بضربي وأخبرني ضابط ألا خيار لدي وأنه يجب عمل يطلب مني" و "أخبرني أن عملي هو البحث في البيوت وتقديم معلومات عن أصحابها. وبعد ضغوط شديدة لم يكن لدي أي خيار".
وأضاف "في اليوم التالي، طلب مني مرافقة دورية للجنود الإسرائيليين وكنت خائفا جدا لأن دبابة كانت أمامي والطائرات من فوقي، عندما لاحظوا [الجنود المشرفون عليه] خوفي أكدوا لي أنهم يعرفون أنك معنا".
ويعتبر الإسكافي واحدا من ثلاثة فلسطينيين قابلتهم "الغارديان" قالوا إن وحدات إسرائيلية استخدمتهم وأرسلوا إلى بيوت غير مسكونة وأنفاق.
وعن هذا، أكدت منظمة "كسر الصمت" وهي مجموعة من الجنود السابقين في جيش الاحتلال التي توثق انتهاكات الإسرائيليين في الضفة الغربية وغزة، إن الممارسات هذه "معروفة ومنتشرة".
وكشف المنظمة عن إكراه الفلسطينيين لدخول البيوت والأنفاق لأول مرة في تحقيق لقناة "الجزيرة" في تموز/ يوليو، كما وجمعت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية شهادات في آب/ أغسطس، حيث قالت إن الفلسطينيين الذين استخدموا كدروع بشرية أطلق على الواحد منهم لقب "شاويش".
واقترح الجنود أن الممارسة هذه صادق عليها قادة الجيش، وقال مجند في وحدة قتالية "تم عملها على الأقل بمعرفة قائد الكتيبة".
وجاءت هذه الممارسة مع أن "الأوامر والتوجيهات الصادرة عن الجيش الإسرائيلي تحظر تحظر استخدام المدنيين من غزة الذين يتم أسرهم في الميدان في مهام عسكرية تعرضهم للخطر، وقد تم توضيح البروتوكولات والأوامر للقوات على الأرض".
وقال جيش الاحتلال في بيان إن المزاعم المذكورة "أُحيلت إلى السلطات المختصة لفحصها".
وقالت الصحيفة إن الشهادات التي جمعتها من الأسرى السابقين، تتوافق إلى حد كبير مع التقارير التي نشرتها قناة "الجزيرة" وصحيفة "هآرتس".
وقال الإسكافي إنه أجبر في أكثر من مرة وأثناء فترة اعتقاله على حمل مسيرة مروحية صغيرة مزودة بكاميرا إلى البيوت التي يتم تفتيشها حتى يتمكن الجنود رؤية ما بداخلها، مضيفا و"عندما انتهيت من تصوير البيوت من الداخل وخرجت، دخلوا وبدأوا بتدميره".
وأضاف "في كل يوم وبعد أن ينتهوا مني كانوا يقيدون يدي ويعصبون عيني، وكانوا يزيلون القيد عندما يقدمون الطعام لي أو عندما كان يسمح لي بدخول الحمام"، قائلا إنه وفي "اليوم السادس الذي استخدم فيه لتفتيش البيوت في حي الشجاعية تعرض الجنود لنيران مقاتل من حماس، مما أدى إلى مواجهة وإطلاق نار استمر حتى المساء وخلال كل هذا استخدموني كدرع بشري، وكنت في الوسط، وقالوا لمقاتلي المقاومة: سلم نفسك وإلا قتلنا هذا المدني".
ونجح الجنود في النهاية بقتل المقاتل الوحيد، وأجبر الإسكافي على دخول البيت وتصوير المقاتل الذي كان يطلق النار من موقع قناص وتصوير جثته بهاتف نقال.
وأكد الإسكافي أن وحدة الجيش كانت غاضبة منه لأن القناص كان في بيت فتشه في بداية واتهموه بمساعدة المسلح، بينما أقسم سكافي أن المسلح لم يكن موجودا عندما فتش المكان، لكن احتجاجه لم يمنع من تعرضه للضرب، ولم يتوقف إلا بعد أربعة أيام من التحقيق حيث أحضر له ضابط بارز صحن أرز وأكد له أن روايته صحيحة.
وأخبره نفس الضابط إن العمليات العسكرية في الشجاعية تقترب من النهاية ولا حاجة إليه بعد ذلك، وفي اليوم الحادي عشر من اعتقاله فكت قيوده وأعطي كيسا يحتوي على الطعام والماء وطلب منه الذهاب إلى بيته.
واشتكى الإسكافي للجنود بأنه متعب ولا يستطيع حمل الكيس الثقيل، لكنهم قالوا إن الكيس هو الذي سيُميز أنه عمل مع الجيش ولن يتم استهدافه وهو في طريقه لعائلته في الشجاعية.
وقد تأكدت رواية الإسكافي من روايات جنود إسرائيليين لصحف أخرى، بحسب تحقيق "الغارديان".
وفي حادثة أخيرة، قدم تفاصيلها رفاق جندي إسرائيلي، أمسك "شاويش" فلسطيني بسلاح جندي وفي المواجهة بينهما أطلق الفلسطيني النار على قدمه قبل أن يقتله الجنود الآخرون في الوحدة. وكشفت شهادات من مبلغين لمنظمة "كسر الصمت" أن الممارسة معروفة وشائعة، أي استخدام الأسرى كدروع بشرية.
وقال أحدهم "كان لدينا في المجموعة واحد يتحدث بالعربية وأرسلهم [المعتقلين الفلسطينيين] لفتح البيوت حتى إذا وجدوا قنبلة فهم الذين ستنفجر بهم".
ونقلت الصحيفة البريطانية عن نداف فايمان، وهو قناص سابق في جيش الاحتلال ومدير منظمة كسر الصمت: "مما نفهمه فإنه بروتوكول مستخدم بشكل واسع، وهو ما يعني أن مئات الفلسطينيين في غزة استخدموا كدروع بشرية".
وقال إن الفلسطينيين يعتقلون في الممرات الإنسانية داخل غزة ثم ينقلون إلى الوحدات المختلفة داخل غزة، وحدات مشاة نظامية أو قوات خاصة، مضيفا أنه يتم استخدامهم لتفتيش الأنفاق والبيوت، ويتم تزويدهم في بعض الحالات بكاميرات "غوبرو" مثبتة على صدورهم أو روؤسهم، وفي معظم الحالات "وضعت القيود في أيديهم ويرتدون الزي العسكري الإسرائيلي، ويعتبر ارتداء الزي العسكري الإسرائيلي بمثابة عار للمعتقلين الفلسطينيين".
وقال ثلاثة قابلتهم الصحيفة إنهم قاوموا وبنجاح الضغوط لارتداء زي جيش الاحتلال، ولكن تم وضعهم في أماكن خطيرة لحماية الجنود.
وقال إسماعيل الصوالحي، 30 عاما من مخيم جباليا، إنهم أخذوا في مهمة إلى بيت ووضعوهم في المقدمة ويطلبون منهم الدخول للبيت وبعدما يتركونه يفجرونه وراءهم، واعتقل الصوالحي في كرم أبو سالم في جنوب غزة خلال تموز/ يوليو واستخدم كدرع بشري لتفتيش البيوت في رفح ولمدة 12 يوما.
وقال أبو سعيد من بيت لاهيا إنه اعتقل في شباط/ فبراير واستخدم كدرع بشري لمدة 4 ساعات، وقال إن الجنود وضعوا في يد جهاز "جي بي أس" وقالوا له إنه لو حاول الهرب فإنهم سيطلقون النار عليه "وسنعرف أين ستكون".
وقد طلب منه الدق على أربعة أبواب وباب مدرستين والطلب من الناس الخروج، النساء والأطفال أولا ثم الرجال، وفي واحدة من المدارس كان الوضع خطيرا، ويقول "صرخت على الجميع لمغادرة المدرسة بهدوء، ولكن في تلك اللحظة كان هناك إطلاق نيران كثيف من الجيش الإسرائيلي، واعتقدت أنني سأموت".
وفي نهاية اليوم أزيل جهاز التتبع وأعطي راية بيضاء لترك المنطقة، وقال أبو سعيد "لو لم تفعل ما يريدون منك فإنهم يقتلونك بلا تردد".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الإسرائيلي الفلسطينيين غزة الدروع البشرية جيش الاحتلال إسرائيل فلسطين غزة جيش الاحتلال دروع بشرية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جیش الاحتلال کدروع بشریة
إقرأ أيضاً:
ضابط استخبارات إسرائيلي: الشرق الأوسط الجديد غير واقعي لأن الفلسطينيين باقون
رغم النشوة التي تعيشها دولة الاحتلال بعد الضربات القاسية التي وجهتها للمشروع النووي الإيراني، والآمال التي بنتها بأن تؤدي هذه "الإنجازات" ضد إيران لتغيير عميق في الشرق الأوسط، لكنها سرعان ما بدت آمالا كاذبة، لأن هذه "الإنجازات" في الحملة ضد طهران لا تغير الحقيقة البسيطة، وهي أن الفلسطينيين هنا باقون بحسب أحد الخبراء الإسرائيليين.
الضابط الكبير داني سيترينوفيتش، الذي خدم 25 عامًا في جهاز الاستخبارات العسكرية، وتنقل بين وحدات جمع المعلومات والأبحاث، ويعمل حاليًا زميلا في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، أكد أنه "حتى قبل أن تنتهي الحملة ضد إيران، وقبل أن يُعرف ما إذا كانت نجحت حقاً بالقضاء على طموحاتها النووية، بدأ الاحتلال يحلم بـ"شرق أوسط جديد تفرج فيه حماس عن الأسرى، وترغب فيه السعودية بالتطبيع، لكنها مع مرور الوقت اتضحت أن هذه التطلعات ليس لها أساس من الواقع في الوقت الحاضر".
وأضاف في مقال نشره موقع زمان إسرائيل، وترجمته "عربي21" أن إيران التي تعرضت لضربة شديدة لن تذهب لأي مكان، فيما ركز الاحتلال في الأيام الأخيرة على محاولة "إعادة تشكيل التهديدات في الدائرة الثالثة، انطلاقاً من الاعتقاد الخاطئ بأن إضعافها سيؤدي حتماً لتطورات إيجابية في الدائرة الأولى، أي غزة والضفة الغربية، بالشكل الذي يخدم مصالحه، خاصة في سياق الحملة ضد حماس، مع أن الفكرة القائلة بأن حل الدائرة الثالثة سيكون له تأثير إيجابي على العلاقات مع دول الخليج، تتجاهل تماماً المشكلة الفلسطينية، التي لن تذهب لأي مكان هي الأخرى".
وأكد أن "القضية الفلسطينية تمثل جذر المشكلة في العلاقات مع دول الخليج، لأنها تشعر بقلق بالغ إزاء توسع الحملة على إيران إلى أراضيها، وقد أصبحت هذه القضية محط اهتمام العالم العربي بعد السابع من أكتوبر، وبدون حل واضح، فمن المشكوك فيه للغاية أن تكون السعودية أو الأردن أو مصر أو غيرها من الدول على استعداد لتجاهلها بسبب الإنجازات التي تم تحقيقها ضد إيران".
وأوضح أنه "رغم سياسة إيران السلبية في الشرق الأوسط، لكنها لا تمتلك تأثيراً سحرياً على ما يحدث في الساحة الفلسطينية، وإن محاولة نسب كل ما يحدث في الضفة الغربية وغزة إليها يتجاهل حقيقة بسيطة مفادها أن هناك أسباباً أخرى تؤدي للطريق المسدود في الساحة الفلسطينية، ولذلك، مهما حدث لإيران، فإن هذه الأسباب لن تتغير".
وأشار أنه "في الماضي، عقد الاحتلال آماله في تغيير السلوك الفلسطيني بعد اتفاقيات التطبيع، أو المفاوضات في سوريا، أو التقارب مع السعودية، وكلها محاولات محكوم عليها بالفش لأنها شكلت محاولات للالتفاف على جذور القضية الفلسطينية، وإلصاقها بأسباب خارجية لا علاقة لها بالساحة الفلسطينية، وهذا السبب في أن الفكرة القائلة بأن إضعاف إيران سيؤدي حتماً لانهيار حماس، والموافقة على صفقة الرهائن دون وقف الحرب، خاطئة تماماً".
وأضاف أن "نفوذ إيران على ما يحدث في حماس محدود، ولدى الحركة أسباب كثيرة لمواصلة الحرب بغض النظر عن الحملة في إيران، وبشكل عام، يجب أن نتذكر أنها خرجت لهذه المعركة لأسباب فلسطينية، وليس إيرانية، رغم أن إيران لديها مصلحة أساسية ببقاء حماس عاملاً مهماً في غزة، ومن هنا يتبين أن أي صفقة لا تتضمن بند وقف الحرب ستضع هذه المصلحة الأساسية المشتركة بين إيران وحماس في خطر كبير".
وأوضح أن "أي فكرة إسرائيلية لتجاوز القضية الفلسطينية فشلت في الماضي، ومن المتوقع أن تفشل مستقبلا، لذا من المهم عدم تعزيز التوقعات في هذا السياق، وإن محاولة إيجاد حل براءة اختراع يساعدنا على التعامل مع الساحة الفلسطينية دون اتخاذ قرارات صعبة بشأن علاقاتنا مع الفلسطينيين فشلت في الماضي، ومن المرجح أن تفشل في المستقبل، مما يضع حدودا لمحاولة إسقاط الإنجازات العملياتية في إيران على ساحة غزة".