دراسة تحذر من مشاكل النوم في منتصف العمر
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
قال خبراء إن معالجة مشاكل النوم في وقت مبكر من الحياة، مهمة للحفاظ على الوظائف الإدراكية، حيث وجدت دراسة جديدة أن اضطرابات جودة النوم في منتصف العمر المبكر، بداية من الـ 30، مرتبطة بتسارع شيخوخة الدماغ في وقت لاحق من الحياة.
استمرار اضطرابات النوم 5 سنوات يسرّع شيخوخة الدماغ
وقالت الدراسة إن الذين يعانون اضطرابات النوم في الـ 30 والـ 40، هم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل الذاكرة والإدراك لاحقاً.
وحسب "مديكال نيوز توداي"، شملت الدراسة 589 شخصاً، متوسط أعمارهم 40 عاماً في البداية. وأكمل المشاركون استبيانات النوم في بداية الدراسة ثم مرة أخرى بعد 5 سنوات.
وقسم فريق البحث من جامعة كاليفورنيا المشاركين إلى 3 مجموعات بناءً على خصائص "النوم السيئ" التي أبلغوا عنها، وهي منخفضة 0-1، ومتوسطة 2-3، وعالية أكثر من 3. ثم خضع المشاركون أيضاً لمسح دماغي بعد 15 عاماً من بداية الدراسة.
واستخدم الباحثون برامج التعلم ا لآلي لتقييم انكماش الدماغ، لتحديد عمر دماغ كل مشارك.
خصائص النوموأظهر التحليل أن العديد من خصائص النوم، بما فيها جودة النوم، والاستيقاظ في الصباح الباكر، وصعوبة النوم أو البقاء نائماً، مرتبطة بشيخوخة الدماغ المتسارعة، خاصة عند المعاناة باستمرار من مشاكل النوم هذه أكثر من 5 سنوات.
وقالت الدكتورة كريستين يافي، أستاذة الطب النفسي وعلم الأعصاب المشرفة على الدراسة: "تسلط نتائجنا الضوء على أهمية معالجة مشاكل النوم في وقت مبكر من الحياة للحفاظ على صحة الدماغ، بما في ذلك الحفاظ على جدول نوم ثابت، وممارسة الرياضة، وتجنب الكافيين، والكحول قبل الذهاب إلى الفراش، واستخدام تقنيات الاسترخاء".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية النوم مشاکل النوم النوم فی
إقرأ أيضاً:
نتائج غير متوقعة.. أبحاث تكشف رابطا خفيا بين جهازك الهضمي والنوم
أظهرت أبحاث حديثة أن جودة النوم لا تقتصر على كونها وظيفة دماغية فحسب كما كان يُعتقد سابقًا، بل تنطلق من أعماق الجهاز الهضمي، فقد كشفت دراسة نشرها موقع "ScienceAlert" أن الميكروبيوم المعوي، وهو مجموعة الميكروبات التي تعيش في الأمعاء، يلعب دورًا جوهريًا في تنظيم أنماط النوم والمزاج والإيقاع البيولوجي للجسم.
يحتوي الجهاز الهضمي على ما يقرب من 100 تريليون ميكروب تنتج مواد كيميائية تؤثر مباشرة على الدماغ، مما يساعد في التحكم بمواعيد النعاس والاستيقاظ. ويُعد محور "الأمعاء–الدماغ" الرابط الأساسي بين الجهازين، وهو شبكة معقدة من الإشارات العصبية والهرمونية والمناعية، حيث يشكّل العصب الحائر أحد الممرات الرئيسية لهذا الاتصال.
الدراسات تشير إلى أن تنشيط العصب الحائر يساهم في تهدئة الجهاز العصبي وتحسين انتظام ضربات القلب، مما يساعد الجسم على الوصول إلى نوم أكثر عمقًا واستقرارًا. ويؤدي الميكروبيوم دورًا أوسع، إذ لا يقتصر فقط على هضم الطعام، بل يساهم أيضًا في إنتاج نواقل عصبية بالغة الأهمية، مثل السيروتونين الذي ينظم الحالة المزاجية ودورة النوم، والميلاتونين المسؤول عن استدعاء النوم، وناقل "غابا" العصبي الذي يعمل كمهدئ طبيعي.
عندما يكون الميكروبيوم متوازنًا، تعمل الإشارات الكيميائية بشكل طبيعي، مما يساعد على استقرار الساعة البيولوجية للجسم. لكن في حال حدوث أي خلل في توازن الميكروبيوم، أو ما يُعرف باضطراب الميكروبيوم (Dysbiosis)، يصبح الدماغ أقل قدرة على إدارة أنشطة النوم، مما يؤدي إلى الأرق والاستيقاظ المتكرر أثناء الليل. كما كشف الباحثون أن هناك علاقة وثيقة بين التهاب الأمعاء واضطرابات النوم؛ إذ يؤدي التلف الذي يُصيب بطانة الأمعاء نتيجة النظام الغذائي غير الصحي أو التوتر أو الحساسية إلى تسريب جزيئات التهابية في مجرى الدم. هذه الجزيئات تهاجم مراكز مهمتها تنظيم النوم في الدماغ وتسبب اختلالاً في نظام النوم.
الأشخاص المصابون بحالات مثل القولون العصبي أو حساسية الغلوتين أو التهابات الأمعاء يعانون غالبًا من صعوبة في النوم بسبب ارتفاع نسبة الالتهاب وزيادة مستويات الكورتيزول، وهو هرمون يُعرف بدوره في تيقظ الجسم. كما أشارت الدراسة إلى أن العلاقة بين الأمعاء والتوتر والنوم هي حلقة مفرغة؛ فالإجهاد يؤثر على صحة الميكروبيوم، مما يؤدي إلى انخفاض البكتيريا المفيدة وزيادة القلق. هذا القلق يؤثر بدوره على جودة النوم، بينما تؤدي قلة النوم إلى ارتفاع الكورتيزول، مما يزيد من اضطراب الأمعاء.
وقد توصل الباحثون إلى أن كسر هذه الدائرة يتطلب تحسين صحة الأمعاء أولاً ،وللقيام بذلك تم اقتراح بعض الخطوات العملية والبسيطة، مثل:
- تناول أطعمة غنية بالبريبايوتيك، كالشوفان والموز والبصل.
- إدماج الأطعمة المخمرة مثل الزبادي والكيمتشي لزيادة نسبة البكتيريا النافعة.
- تقليل استهلاك السكريات والمنتجات الغذائية المعالجة بشدة التي تعزز نمو البكتيريا الضارة.
- شرب كميات كافية من الماء لدعم عملية الهضم.
- الالتزام بجداول زمنية منتظمة لتناول الوجبات لتنظيم إيقاع الساعة البيولوجية.
- ممارسة تقنيات تخفيف التوتر كالتأمل أو الرياضة.
خلصت الدراسة إلى أن رحلة النوم العميق لا تبدأ عند الذهاب إلى السرير فقط، بل ترتبط ارتباطًا وثيقًا بما يحدث داخل الأمعاء على مدار اليوم. ففي ظل ميكروبيوم صحي ومتوازن، يتم إرسال إشارات مسكنة للعقل تُهدئ الجهاز العصبي وتقلل من الالتهابات، مما يسمح للدماغ بالانتقال إلى نوم هادئ ومريح.
وأكدت الباحثة منال محمد من جامعة ويستمينستر البريطانية، التي قادت هذه الدراسة: حين تستعيد الأمعاء توازنها الطبيعي، يستعيد الجسم قدرته الفطرية على الاسترخاء، مما يجعل النوم عميقًا ومجددًا للطاقة.