قال الدكتور الأكاديمي والباحث الاقتصادي أيمن عمر، “إن المساعدات الأميركية لإسرائيل بلغت ما لا يقل عن 22.76 مليار دولار من المساعدات العسكرية منذ 7 أكتوبر “2023.

وتحدث الباحث الاقتصادي لوكالة “سبوتنيك”، عن “مجمل المساعدات التي تلقتها إسرائيل من الجانب الأمريكيطز

وقال: “في عام 2008 أقر الكونغرس الأمريكي تعديلًا لقانون مراقبة تصدير الأسلحة (AECA) يلزم الولايات المتحدة بالحفاظ على “التفوق العسكري النوعي” (QME: Qualitative Military Edge) الذي يضمن لـ”الاحتلال الإسرائيلي” الحفاظ على قدرته في هزيمة أي تهديد عسكري محتمل، وضمان تفوقه العسكري في المنطقة”.

وأضاف: “هذا القانون يعتبر العمود الفقري والمسوغ الشرعي للمساعدات الاميركية للاحتلال وهو ملزم لكل الإدارات الأميركية المتعاقبة سواء من الديمقراطيين أو الجمهوريين، لأن هذه المساعدات الأمنية “تعتبر جزءًا أساسيًا من الاستراتيجية الأمريكية لضمان الاستقرار الإقليمي وردع التهديدات الأمنية في الشرق الأوسط” بحسب مندرجات القانون”.

وتابع الباحث الاقتصادي: ” ظهرت تداعيات هذا القانون في العام 2016 حين وقّعت الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي مذكرة تفاهم لتوفير 3.8 مليار دولار سنويًا من المساعدات العسكرية لـ”الاحتلال” تستمر حتى عام 2028، وهي تشمل تمويل برامج الدفاع الصاروخي مثل “القبة الحديدية” و”مقلاع داوود” و”سهم 2″ من أجل البحث والتطوير والإنتاج لهذه الأنظمة”.

وأضاف: “في 23 أبريل2024 وافق مجلس الشيوخ الأمريكي على حزمة مساعدات بقيمة 95 مليار دولار، تشمل أموالا للاحتلال وأوكرانيا وتايوان، حيث خصصت النسبة الأكبر من المساعدات للاحتلال بـ قيمة 26.4 مليار دولار وهي تشكل أكثر من ربع هذه المساعدات الإجمالية والمخصصة للدول التي تخوض حروبا أو صراعات بالوكالة عن الولايات المتحدة الأميركية”.

وقال عمر: “تتوزع المساعدات على الشكل التالي: 4 مليارات تذهب إلى نظام الدفاع الصاروخي القبة الحديدية، وكذلك مقلاع داوود، 1.2 مليار دولار إلى نظام الدفاع الشعاع الحديدي، لذي يتصدى للصواريخ قصيرة المدى وقذائف الهاون، 4.4 مليار دولار لتجديد المواد والخدمات الدفاعية المقدمة،3.5  مليار دولار لشراء أسلحة متقدمة وعناصر أخرى ضمن برنامج التمويل العسكري الأجنبي، 9.2 مليار دولار من المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء في حالات الطوارئ والمأوى والخدمات الأساسية”.

وأضاف: “الاحتلال الإسرائيلي” منذ نشأته وهو يعتمد اعتمادا كبيرا على المساعدات والمنح الأميركية وخاصة العسكرية منها، وهو أكبر متلق لهذه المساعدات في التاريخ الأميركي كله بقيمة وصلت إلى 251.2 مليار دولار من الدولارات المعدلة حسب التضخم منذ عام 1959 تاريخ بدء تقديم المساعدات الأميركية للاحتلال، بحسب آخر تقرير حول هذا الموضوع أصدرته جامعة براون الأمريكية في سبتمبر الماضي، وإن جميع المساعدات الأميركية الاعتيادية للاحتلال تقريبا هي في شكل منح لشراء أسلحة أميركيةط.

وأضاف: “بلغت المساعدات الأمريكية ما لا يقل عن 22.76 مليار دولار من المساعدات العسكرية عند الجمع بين المساعدات الأمنية الأمريكية المعتمدة منذ 7 أكتوبر 2023؛ والتمويل التكميلي للعمليات الإقليمية؛ والتكاليف الإضافية المقدرة للعمليات، مثل الضربات ضد قوات الحوثيين في اليمن، ويشمل هذا الرقم 17.9 مليار دولار وافقت عليها الحكومة الأميركية كمساعدات أمنية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة وأماكن أخرى منذ أكتوبر2023”.

وقال الباحث الاقتصادي: “هذا ليس سوى جزءا من الدعم المالي الأمريكي المقدم خلال هذه الحرب أي أن المساعدات الأميركية أكبر من ذلك لأنه لا يشمل أي مساعدات اقتصادية أخرى”.

وأضاف: “إن ما يتردد عن ضغط أميركي على “الاحتلال الإسرائيلي” لوقف الحرب والدخول في تهدئة هو كلام إعلامي لا محل له على أرض الواقع، فلو أرادت الإدارة الأميركية فعليا هذا الأمر لاستطاعت تحقيق ذلك عبر وقف مساعداتها له وخاصة العسكرية”.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أمريكا واسرائيل الرئيس الأمريكي جو بايدن بلينكن ونتنياهو المساعدات الأمیرکیة الاحتلال الإسرائیلی ملیار دولار من من المساعدات

إقرأ أيضاً:

أرامل من غزة للجزيرة نت: أطفالنا يبكون جوعا ولا مؤسسات تكفلهم

غزة- في خيمة مهترئة غربي مدينة غزة، كانت سوسن أبو كاشف تهدهد صغيرها يامن (عامان) على وسادة، وظلّت تحرك جسده الصغير يمنة ويسرة أكثر من ساعة، على أمل أن يهدأ ويتوقف عن البكاء وطلب الطعام، وينام. وأخيرا، أغمض الطفل عينيه، ونام، لكن وبعد دقائق، استيقظ باكيا يريد طعاما.

وببكاء أشد ردَّت الأم سوسن وتمنَّت لو كانت هي من استشهد في الحرب، وليس زوجها، فهو الأقدر على توفير الطعام لطفليه، بينما تظل هي امرأة عاجزة عن فعل أي شيء.

ويعيش سكان غزة عزلة خانقة منذ 5 أشهر، مع إغلاق المعابر ومنع دخول الغذاء والمساعدات، جعلت أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون تجويعا قاسيا، ولا يجدون ما يأكلونه.

عجز وقلق

وقبل الحرب، لم تكن حياة الأرامل في غزة وردية، لكنها على الأقل كانت مدعومة بشبكة من المؤسسات الخيرية، المحلية والدولية، التي تتولى كفالة الأطفال الأيتام، وتقدم لهم مبالغ شهرية، تُمكّن الأمهات من شراء الطعام والدواء والاحتياجات الأساسية. أما اليوم، فقد انهارت هذه المنظومة بالكامل.

ومع تجاوز أعداد الشهداء منذ 7 أكتوبر/تشرين ثاني 2023 حاجز الـ60 ألفا، تتحدث الأرقام عن عشرات الآلاف من النساء الثكالى، ومثلهن من الأطفال الذين أصبحوا أيتاما بين ليلة وضحاها، وهذا العدد الضخم فاق قدرة المؤسسات الخيرية.

سوسن، واحدة من آلاف الأرامل اللواتي تُركن لمواجهة التجويع وحدهن، فقدت زوجها في مجزرة دامية في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حين قُصِف منزل عائلته المكوّن من خمسة طوابق في مشروع بين لاهيا شمال القطاع، باستهداف أدى لاستشهاد 250 شخصا من العائلة، منهم زوجها وأغلب أقاربه.

الطفلان حبيبة ويامن لا معيل لهما في ظل الجوع ونقص أبسط الاحتياجات (الجزيرة)

وتقول الأم الأرملة سوسن للجزيرة نت، "منذ استشهاده، لم يسأل عنا أحد، لا مؤسسات ولا جمعيات ولا كفالات، أعيش مع طفليّ، حبيبة (3 سنوات ونصف) ويامن، وأعتمد فقط على دعم عائلتي، وأعمام أولادي، لكن هذا لا يكفي طعام يومنا".

إعلان

وتسجل سوسن في روابط إلكترونية خاصة بمؤسسات كفالة الأيتام، لكنها تقول إنها لم تتلق شيئا. وتضيف: "طفلاي يجوعان يوميا، وأنا عاجزة، لا خبز ولا حليب، وكل ما أستطيع توفيره هو القليل من العدس دون خبز من التكية، وهذا لا يشبعهما".

وتكمل بحرقة "أشعر أنني أعيش فقط لأسمع بكاء طفليّ، وأخبئ دموعي عنهما، لكنني أبكي باستمرار، وأتمنى لو كنت مكان والدهما، فهو كرجل، كان سيجد حلا، أما أنا فلا أملك شيئا".

تعتمد إلهام رجب على طعام التكية وطفلها يخاطر بنفسه لجلب المساعدات (الجزيرة)ما تقدمه التكية

أما إلهام رجب، أرملة أخرى من شمال غزة، استشهد زوجها في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، لتجد نفسها مسؤولة عن 4 أطفال، أكبرهم عمره 15 عاما.

تقول للجزيرة نت، "بعد استشهاد زوجي، وهَدْم منزلنا في بيت لاهيا، نزحنا إلى غرب غزة، لا مأوى سوى هذه الخيمة، ولا مصدر دخل أو مؤسسة تهتم بنا، وأولادي يكبرون وهم جوعى، بلا دراسة، ولا أمل".

وتعتمد العائلة على "التكية"، وهي مطابخ خيرية توزع وجبات أساسية، لكن حتى هذه الوجبات، لا تتوفر يوميا.

وتضيف إلهام "أمس أكلنا عدساً بلا خبز، واليوم كذلك، وأطفالي ينامون جوعى معظم الأيام، ولا أستطيع منعهم من المغامرة، فابني رغم أنه طفل (15 عاما) يذهب إلى مناطق خطِرة مثل نتساريم (جنوب غزة) لانتظار المساعدات والحصول على كيس طحين أو بعض الخبز، معرضا حياته للخطر. كيف أمنعه؟ نحن جائعون".

واستشهد أكثر من 1100 فلسطيني برصاص الاحتلال أثناء انتظارهم المساعدات في عدة مناطق من قطاع غزة، بحسب إحصائية حصلت عليها الجزيرة نت من وزارة الصحة بغزة.

وترفض الأمم المتحدة الخطة الإسرائيلية وترى أنها تفرض مزيدا من النزوح، وتعرّض آلاف الأشخاص للأذى، وتَقْصر المساعدات على جزء واحد فقط من غزة ولا تلبي الاحتياجات الماسة الأخرى، وتجعل المساعدات مقترنة بأهداف سياسية وعسكرية، كما تجعل التجويع ورقة مساومة.

وتروي الأم إلهام لحظات الانهيار اليومية، "كل مشاكلي مع أطفالي تدور حول الطعام. يقولون لي: نريد أن نأكل، وأنا لا أجد شيئا، أظل أبكي، وأدعو الله أن يناموا ليهدؤوا، لا مدارس، ولا تعليم، ولا أمان، فقط الجوع والحزن.

ديانا القصاص مع صغيريها في خيمتها بعد أن فقدت زوجها، مواجهة مشكلات الحياة وحدها (الجزيرة)ألم الفقد

ديانا القصاص، من حي الدرج وسط غزة، استشهد زوجها في ديسمبر/كانون الأول 2023 ولا يزال جسده تحت الأنقاض، منذ قصف منزل العائلة.

تقول للجزيرة نت، "كل أهل زوجي استشهدوا معه، ولم يخرج أحد منهم حيا، بقيت وحدي مع طفلي سلامة (6 سنوات) وسند (3 سنوات) نعيش في خيمة صغيرة، دون أي كفالة أو دخل".

ويقع على عاتق ديانا كل شيء من المهام الصعبة، كما توضح، فهي تطبخ، وتعبئ الماء، وتقف في طوابير الطعام إن وُجد، وتحاول التخفيف من صدمة الحرب والجوع عن أطفالها.

وتضيف "طفلاي لا يعرفان لماذا لا يأكلان مثل غيرهم، ويسألانني عن الفواكه، والحليب، والخبز، أمس وزعوا الطحين على المخيم، فخبزت لهما خبزا ناشفا، ورغم ذلك أكلاه بفرح".

وأكثر ما يؤلم الأم الثكلى ديانا -تواصل قائلة- إنهم "فقدوا كل شيء، الأب، والمنزل، والأمان، وحتى الطعام، وحين يرى ولداي أطفالا آخرين يملكون ألعابا أو بقايا طعام، يبكون ويطلبون مثله، ولا أستطيع أن أقدم لهم شيئا".

إعلان

مقالات مشابهة

  • صفقة بـ25 مليار دولار.. بالو ألتو الأمريكية تستحوذ على سايبر آرك الإسرائيلية
  • مركز أمريكي: العقوبات والحملة العسكرية الأمريكية يفشلان في وقف هجمات صنعاء
  • أرامل من غزة للجزيرة نت: أطفالنا يبكون جوعا ولا مؤسسات تكفلهم
  • ترامب: إسرائيل ترفض حصول حماس على المساعدات التي يتم توزيعها في غزة
  • خبراء أمميون: أفعال إسرائيل بغزة همجية وترقى إلى جرائم
  • أحمد موسى: الإخوان أداة بيد إسرائيل لنشر الشائعات ضد مصر.. والخارجية الأمريكية: المساعدات الإنسانية في غزة غير كافية ونعمل على زيادتها | أخبار التوك شو
  • إسرائيل تتكلم عن إنجازاتها ضدّ الحزب.. هذا ما كُشف بالأرقام
  • تزايد حالات الانتحار في جيش الاحتلال منذ أكتوبر 2023 (إنفوغراف)
  • عدد شهداء قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023 يتجاوز 60 ألف شهيد
  • حيازة السندات الأميركية.. لماذا تراجعت الصين وتقدمت بريطانيا؟