يمانيون:
2025-06-24@08:38:27 GMT

الأسطورة

تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT

الأسطورة

زينب عبدالوهاب الشهاري

قل لي بالله من أين أتيت؟! يا نسجا من نور وسنًا من خلود، يا أعجوبة متجددة، وآية الله في السماوات والأرضين، قل لي أي روح نفخت داخلك منذ قدمت لدنيانا، وكأنك خلقت تحت رعاية إلهية خاصة فكنت أنت… الحامي المستبسل والحارس الأمين، وكأن أزقة فلسطين ومساجدها وكل ربوة وجبل وحجر رسم باحترافية في مقلتيك وخبأ بعناية تحت جفنيك، وكأن روحك غذيت بفوح نسمات وندى أوراق وحبات غيث أرض مسرى الأنبياء فاشتد عودك وكنت أنت، على الهيئة التي ميزك الله عليها والتي حفرت في وجدان العاشقين لك ولمجدك المعفر بنضال السنين.

وكأن أوجاع أهلك منذ نكبة استحقتها أمة تخلت وقَلَت وحتى الحاضر قد غرزت عميقا فيك وشكلت ندبا لم تمح من الشعور، فاستقمت بكبرياء لم يمسه ثقل الألم، ومضيت شامخا ترسم النور في آخر النفق، وتدفع أبناءك لتلمس طريقهم نحوه رغم الأشواك التي أدمت الأقدام والظلام الذي أرهق الأبدان، موزعا لهم من زاد صبرك وجَلَدِك، موصيا لهم أن تكون بنادقهم حاضرة، وعيونهم راصدة وضرباتهم قاصمة، وأن لا يكلوا مهما كان درب الحرية صعبا وشاقا.

إنك السنوار، الشبح الذي ظل يطارد إسرائيل في صحوها ونومها وحتى رغم محاولاتهم اطفاء ثورتك المتقدة بوضعك تحت رقابة السجان وبين أسوار السجون، كانت روحك أكبر من أن تضمها جدران أسر، فلم ينقطع اتصالك برفاق الجهاد خارجا، فحركت راية الكفاح وقدت المعركة من الداخل ولم يمنعك حاجز أو يصدك عائق.

وليقينك بأن المفاوضات وعهود السلام المزعومة مساومة وبيع علني للقضية، فقد علمت أحباءك من أهل أرضك أن الانعتاق والتحرر لا يتحقق الا عبر زناد البنادق ورصاص الجعب وفوهات المدافع، ومواجهات الميدان.

وبمشيئة الله وأقداره خرجت من السجن الذي هزمت فيه سجانك بصلابتك وصمودك، لتستمر بعدها في كتابة فصول نزالك القاسي والموجع له، وحين كان الأعداء يجدّون في بحثهم عنك تحت الأرض كنت فوقها تدوس على رقابهم بحذائك، فلم يتوقعوا أنك كنت الأقرب إليهم دائما وأنك الملتحم الأول، المتقدم للصفوف والقائد للمعارك على الأرض والمشتبك الجسور حتى رأوا ذلك بأم أعينهم.

نظراتك الحادة وملامح وجهك الصارمة ونبرة صوتك القوية تدلل لكل من يرى السنوار أن روحا غير عادية روحا جبارة تسكن بين جنبيه، فلا يعرف الضعف أو العجز أو التردد إليها سبيلا، بل هي من تمنح الآخرين الشجاعة وتمدهم بالقوة، تخطيطا وتنظيما وعملا دؤوبا في خط الجهاد أخرج للحياة تلك المعركة التي قلبت موازين الأرض وغيرت المعادلات، تلك هي معركة طوفان الأقصى التي لا يدبرها الا عقل مثل عقل السنوار، والتي لا تزال مجرياتها سارية حتى اللحظة وهي أذان صدحت به مآذن الحق بزوال طغاة الأرض، معركة هي المسمار الأخير الذي يدق في نعش الصهاينة.

أودى بهم جنونهم في محاولة الوصول إليك، وحقدهم أيضا على كل ما هو فلسطيني أن ينسفوا الأرض ومن عليها ويرتكبوا المجازر الدموية، ولأنك كنت عند الله الأقرب، وكنت كما كل ما في غزة تقاوم، فقد أراد الله تشريف العالم بالتعرف من خلال ملحمة قتالك الأخيرة، ” من أنت يا سنوار، لماذا كنت يا سنوار استثنائيا؟!” فلا يمكن لشخص أن يقاتل حتى الرمق الأخير بتلك الكيفية في مشهد أذهل العالم إلا أن يكون فقط وفقط “السنوار”، قتالك وأنت مصاب بكل عزة وعنفوان بعد معركة شرسة ورميك لعصا كانت سلاحك بعد أن نفذت ذخيرتك قد مرغ أنوف الغاصبين في وحل السقوط المذل والهزيمة النكراء المدوية، فعصا السنوار أصبحت حديث العالم وأيقونة التحدي والنصر، وحين ظنوا أنهم قتلوك كنت الحي الذي لا يمكن أن يموت، فأنت روح الله التي تسري في أبدان المقاومين وأصحاب الحق إلى قيام الساعة، وأنت أسطورة الزمان التي لا تندثر وأعجوبة الدهر التي ستظل حكاية الأجيال إلى أن يرث الله الأرض وما عليها…

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

تنفيذ حكم القتل تعزيرًا في الجوف بحق مقيم تورط في تهريب المخدرات

الجوف

أصدرت وزارة الداخلية اليوم، بيانًا بشأن تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بأحد الجناة في منطقة الجوف، فيما يلي نصه:
قال الله تعالى: “ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها”، وقال تعالى: “ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين”، وقال تعالى: “والله لا يحب الفساد”. وقال تعالى: “إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادًا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم”.

أقدم / محمد حمد الحسين (سوري الجنسية) على بيع أقراص الإمفيتامين المخدّرة وتهريبه لنوعها من السابق، وبفضل من الله تمكنت الجهات الأمنية من القبض على الجاني المذكور، وأسفر التحقيق معه عن توجيه الاتهام إليه بارتكاب الجريمة، وبإحالته إلى المحكمة المختصة، صدر بحقه حكم يقضي بثبوت ما نسب إليه وقتله تعزيرًا، وأصبح الحكم نهائيًا بعد استئنافه ثم تأييده من المحكمة العليا، وصدر أمر ملكي بإنفاذ ما تقرر شرعًا.

وتم تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بالجاني / محمد حمد الحسين (سوري الجنسية) يوم الأحد 26 / 12 / 1446هـ الموافق 22 / 6 / 2025م بمنطقة الجوف.
ووزارة الداخلية إذّ تعلن ذلك لتؤكد للجميع حرص حكومة المملكة العربية السعودية على حماية أمن المواطن والمقيم من آفة المخدرات، وإيقاع أشد العقوبات المقررة نظامًا بحق مهربيها ومروجيها؛ لما تسببه من إزهاق للأرواح البريئة، وفساد جسيم في النشء والفرد والمجتمع، وانتهاك لحقوقهم، وهي تحذر في الوقت نفسه كل من يقدم على ذلك بأن العقاب الشرعي سيكون مصيره.
والله الهادي إلى سواء السبيل.

مقالات مشابهة

  • دعاء أوصى به الرسول.. أهم الأدعية التي كان يرددها النبي
  • كلاغنفورت.. مدينة البرج والبحيرة والتنين الذي يحرس الأسطورة
  • صلاة الضحى.. اعرف وقتها وعدد ركعاتها والسور التي تقرأ فيها
  • تنفيذ حكم القتل تعزيرًا في الجوف بحق مقيم تورط في تهريب المخدرات
  • ما هي المنشآت النووية الثلاث التي استهدفتها الولايات المتحدة في إيران؟
  • من هم الملائكة السيّاحين .. وماذا يفعلون؟
  • على الخريطة.. مواقع الضربات الأمريكية التي دمرت تماما أبرز منشآت نووية
  • ما هي القاذفات الشبحية «بي-2» التي استخدمتها أمريكا في قصف إيران؟
  • ما السلاح الذي قصفت به أميركا منشآت إيران النووية؟
  • في ذكرى ميلاده.. علي الشريف "دياب الأرض" الذي خرج من السجن إلى قلوب الجماهير